1. إستبعاد الملاحظة
  2. الإدارة العامة

    صفحة منتديات زيزووم للأمن والحماية

  3. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية الفيس بوك

  4. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية التلكرام

مـــــــوســــــوعـــــــة الــــــعـــقـــيــــدة الإســــــــلامـــــــيــــــة

الموضوع في 'المنتدى الإســـلامي العــام' بواسطة ahmed fathy 13, بتاريخ ‏أغسطس 3, 2008.

  1. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أحبابي الغاليين

    هذا الموضوع حصري لمنتديات زيزووووم للأمن والحماية

    الموضوع ليس من كتابتي ولكنه تجميع من كتب مختلفة أمتلكها على جهازي

    وهذا فهرس بالموضوع ليسهل على القاريء الوصول إلى مايريد




































    تم بحمد من الله وتوفيقه

    هذا وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان

    دمتم سالمين في رعاية الله

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
     
  2. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    التعريف بالإسلام
    الإسلام :
    ‎‎ الإسلام يعني الاستسلام لله بالتوحيد، والخضوع والانقياد له سبحانه بالطاعة، والخلوص له من الشرك، وذلك بفعل ما يأمر به، وترك ما ينهى عنه. والإسلام بهذا المعنى هو دين الله الذي لا يقبل الله من أحدٍ ديناً سواه، قال عز وجل: {إن الدين عند الله الإسلام } ‏
    [آل عمران: 91]. ‏
    ‎‎ والشرائع السماوية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على رسله وأنبيائه شرائع متعددة، تتفق جميعها في الدعوة إلى التوحيد، وإقامة مصالح العباد، والمناداة بمكارم الأخلاق، وتختلف فيما بينها في بعض الأحكام، كما تختلف في سعة بعضها واقتصار بعضها على بعض متطلبات الحياة بحسب حاجة الناس. قال تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً } سورة [المائدة: 48]. ‏
    ‎‎ وتتفق الشرائع السماوية فيما بينها على أمور كثيرة، منها: ‏
    1. المصدر: ‏
    ‎‎ فهي منزلة من عند الله الواحد الأحد، قال تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده } [النساء: 163]. ‏
    2. المقاصد: ‏
    ‎‎ فمن مقاصد الشرائع السماوية: ‏
    ‎‎ تعبيد الناس لربهم: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحي إليه أنه لا إله إلاّ أنا فاعبدون } [الأنبياء: 25]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين } [النحل: 36]. ‏
    ‎‎ وتعبيدهم بما يشرع من تكاليف وأحكام، فيلتزمون بها عن رضا وطواعية. قال تعالى: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون } [النور: 51] .‏
    3. القواعد العامة: ‏
    ‎‎ وهى مما تتفق فيه الشرائع السماوية أيضا، كقاعدة الثواب والعقاب، وهي أن الإنسان يحاسب بعمله، فيعاقب بذنوبه وأوزاره، ولايؤاخذ بجريرة غيره. ويثاب بسعيه، وليس له سعي غيره، قال تعالى: {أم لم ينبأ بما في صحف موسى * وإبراهيم الذي وفى * ألاّ تزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى * وأن سعيه سوف يُرى * ثم يجزاه الجزاء الأوفى } [النجم:36-41]. ‏
    ‎‎ وهكذا فالشرائع السماوية السابقة كلها إسلام لله عز وجل، وتعبّد له بما شرع سبحانه على ألسنة رسله، عليهم الصلاة والسلام. ‏
    ‎‎ فهذا نوح عليه السلام يقول: {إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين } [النمل: 91]. ‏
    ‎‎ وإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قالا: {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمةً مسلمةً لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم } [البقرة: 128]. ‏
    ‎‎ وهي وصية إبراهيم ويعقوب عليهما السلام، قال تعالى: {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } [البقرة: 132]. ‏
    ‎‎ ويوسف عليه السلام دعا ربه فقال: {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين } [يوسف: 101]. ‏
    ‎‎ وموسى عليه السلام قال: {وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين } [يونس: 84]. ‏
    ‎‎ وشواهد ذلك في القرآن الكريم كثيرة معلومة. ‏
    الإسلام بمعناه الخاص:
    ‎‎ إن المصلحة تختلف باختلاف الأحوال والأزمان، وهو تعالى حكيم يشرع لعباده في كل عصر ما يعلم في سابق علمه أن به مصلحتهم في ذلك الوقت، وإنما كانت الناسخة على الأغلب خيراً من المنسوخة، لأن الانتقال من خير إلى خير منه آية الترقي إلى ما هو أرقى وأكمل، كما هي سنة الله في خلقه، يأخذهم بالتدرج والارتقاء. ‏
    ‎‎ ولما كانت الشريعة الإسلامية لا مجال لنسخها لكونها خاتمة الشرائع، جاءت سمحة شاملة مطردة واسعة، تسع الضعيف أخذاً بالرخص، والقوي تحملاً بالعزائم، وهذا من واسع رحمة الرحمن بعباده. ‏
    ‎‎ قال تعالى: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون } [الجاثية: 18]. ‏
    ‎‎ وصار دين الإسلام الذى بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم وأوحى إليه بأصوله وشرائعه، وكلفه بتبليغه للناس كافة، ودعوتهم إليه.. صار هو دين الله الذي لا يقبل الله من أحد دينا سواه، فهو الدين المقبول عند الله النافع لصاحبه. وبذلك نسخ الإسلام جميع الأديان السابقة، فصار من اتبعه مسلماً ومن خالفه ليس بمسلم. ‏
    ‎‎ وبوابة الدخول إليه أن تشهد أن لا إله إلاّ الله، وأن محمداً رسول الله، وتعمل بأركان هذه الشهادة وشروطها، وتتجنب نواقضها. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } [آل عمران: 85]. ‏
    ‎‎ وقال عليه الصلاة والسلام: (والذي نفس محمد بيده لايسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ) رواه مسلم. ‏
    ‎‎ وعلى هذا فاليهود والنصارى بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، إذا لم يدخلوا في دينه ويؤمنوا برسالته لا ينفعهم إيمانهم برسلهم، لأن دين الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ناسخ لما قبله من الأديان. ‏
     
  3. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    .خصائص الإسلام العامة . ‏
    ‎‎
    1. الربانية. 2. الإنسانية. 3. الشمول. ‏
    ‎‎ ‏4. الوسطية. 5. الواقعية. 6. الوضوح.‏
    1.‏ الربـانية:
    ‎‎ المراد بالربانية: أن الدين الإسلامي، مـادته ومنشـأه ونهايتـه من الرب سبحانـه وتعالى، فالإسلام شريعته ربانية من وجهين: ‏
    ‎‎ أولاً: ربانية المصدر والمنهج: ‏
    ‎‎ إن المنهج الذي رسمه الإسلام للوصول إلى غاياته وأهدافه منهج رباني خالص؛ لأن مصدره وحي الله تعالى إلى خاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم. ‏
    ‎‎ لم يأت هذا المنهج نتيجة لإرادة فرد، أو أسرة، أو طبقة، أو حزب، أو شعب، وإنما جاء نتيجة لإرادة الله الذي أراد به الهدى والنور، والبيان والبشرى، والشفاء والرحمة لعباده. كما قال تعالى: {يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً } ‏
    ‏[النساء: 174]. ‏
    ‎‎ وقال تعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين } [يوسف: 57]. ‏
    ‎‎ ثانياً: ربانية الغاية والوجهة: ‏
    ‎‎ إن الإسلام يجعل غايته الأخيرة وهدفه البعيد هوحسن الصلة بالله تبارك وتعالى، والحصول على مرضاته، فهذه هي غاية الإسلام، وبالتالي هي غاية الإنسان، ومنتهى أمله وسعيه وكدحه في الحياة، قال تعالى: {يا أيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحاً فملاقيه } [الانشقاق: 6]. ‏
    ‎‎ وقال تعالى: {وأن إلى ربك المنتهى } [النجم: 42]. ‏
    ‎‎ وكل ما في الإسلام من تشريع وتوجيه وإرشاد، إنما يقصد إلى إعداد الإنسان ليكون عبداً خالصاً لله، لا لأحد سواه. ولهذا كان روح الإسلام وجوهره هو التوحيد. ‏
    ‎‎ ولقد خاطب الله تعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة، وأمره أن يعلنها ويبلغها للناس، فقال: {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً، وما كان من المشركين. قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين. قل أغير الله أبغي رباً وهو ربُّ كل شيء } ‏
    ‏[الأنعام: 161-163]. ‏
    ‎‎ في الإسلام تشريع ومعاملات، ولكن المقصود منها هو تنظيم حياة الناس وتحريرهم من الصراع على المتاع الأدنى، وتوحيد وجهتهم إلى الغاية الأسمى؛ عبادة الله وطاعته. ‏
    ‎‎ وفي الإسلام جهاد وقتال للأعداء، ولكن الغاية: {حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله } [الأنفال: 29]. ‏
    ‎‎ وفي الإسلام حث على المشي في مناكب الأرض، والأكل من طيباتها ولكن الغاية هي القيام بشكر نعمة الله وأداء حقه: {كلوا من رزق ربكم، واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور } [سبأ: 15]. ‏
    ‎‎ إن الغاية الكبرى من خلق الجن والإنس هي عبادة الله بمعناها الشامل، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } [الذاريات: 56-58]. ‏
    ‎‎ فالإسلام إذاً منهج رباني، سلم من تحريف البشر بالزيادة أو النقصان، بخلاف الأديان الأخرى التي إما أن تكون في أساسها من وضع البشر، فهي قاصرة عن الوفاء بسعادتهم، لأنها متأثرة بقصور واضعيها وجهلهم وأهوائهم، كالديانات الوضعية على اختلاف أنواعها، أو تكون في أصلها من عند الله، ثم دخلها التحريف والتبديل فذهبت عنها قداستها وصفتها الربانية، كاليهودية والنصرانية. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } [الحجر: 9].
    2. الإنسانية:
    ‎‎ هذه هي الخاصية الثانية من خصائص الدين الإسلامي، والمراد بالإنسانية: أن الإنسان له مكانة عظيمة في هذا الدين، وعقائد الإسلام وأحكامه وأهدافه إنما جاءت لإسعاده والعناية به وبحقوقه، بطرق مباشرة تظهر لعامة الناس، وغير مباشرة يدركها العارفون منهم. ‏
    ‎‎ فالرسول بشر وإنسان، وهو الذي نقل إلينا هذا الدين من الله سبحانه، قال عز وجل: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد } [فصلت: 6]. ‏
    ‎‎ وكل دعوات الرسل التي جاءت من عند الله، ودعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان أساس دعوتها إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة، ثم العناية بالإنسان وحاجاته، وإصلاح معاشه. ومن تأمل في دعوات الأنبياءالتي قصها الله فى القرآن يجد أن إصلاح الانحرافات الواقعة في المجتمعات الإنسانية كانت من أولوياتهم. ‏
    ‎‎ فهذا شعيب عليه السلام يقول لقومه: {يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره ولاتنقضوا المكيال والميزان } [هود: 84]. ‏
    ‎‎ فمع دعوته للتوحيد نصحهم بترك التطفيف في المكيال والميزان، وغش الناس في البيع والشراء. ‏
    ‎‎ وهذا لوط عليه السلام ينصح قومه الذين كانوا يمارسون فاحشة اللواط وهي إتيان الذكر الذكر، فيقول لهم: {أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين } [النساء: 80]. ‏
    ‎‎ وقال في موضع آخر: {أتأتون الذكران من العالمين } [الشعراء: 165]. ‏
    ‎‎ وشريعة الإسلام، كل عباداتها ومعاملاتها تعتني بجانب الإنسان ولأجل مصلحته، فالزكاة تؤخذ من الغني وتعطى للفقير، والصلاة والصوم تعينان الإنسان في حياته، قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا استـعينوا بالصـبر والصلاة إن الله مع الصـابرين } ‏
    ‏[البقرة: 153]. ‏
    ‎‎ وحرم كل البيوع والعقود التي تعود بالضرر على الإنسان، بل شرع من الآداب والأخلاق ما يحفظ للإنسان كرامته وعزته. ‏
    ‎‎ * مظاهر تكريم الإنسان في شريعة الرحمن: ‏
    أ-استخلافه في الأرض. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون } ‏
    ‏[البقرة: 30]. ‏
    ‎‎ فكرم الله الإنسان بالخلافة في الأرض وعمارتها، وهيأه بالعلم والعقل الذي جعله فى منزلة فوق الملائكة الأطهار. ‏
    ‎‎ ب-خلقه في أحسن تقويم. ‏
    ‎‎ فالله عز وجل خلق الإنسان وصوّره في أجمل وأحسن صورة، وكرمه بذلك على غيره من الكـائنات. ‏
    ‎‎ قـال عز وجل: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم } [الإنسان: 4]. وقـال عز وجل: {الله الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين } [غافر: 64]. ‏
    ‎‎ ج- أن الله نفخ فى الإنسان من روحه وأضاف الروح إلى ذاته الشريفة؛ لأنه كريم عند الله تعالى. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين } [ص: 71-72]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون } [السجدة: 8-9]. ‏
    د- تسخير الكون لخدمة الإنسان. ‏
    ‎‎ من تكريم الله لهذا الإنسان في نظر الإسلام أنه جعل الكون كله في خدمته، كرامة من الله له ونعمة منه عليه، لكي يسعد في الدنيا، ويستعين بها على عبادة ربه، قال عز وجل مخاطباً الإنسانية كلها: {الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار. وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار. وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار } [إبراهيم: 32-34]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنةً ومن الناس من يجادل في الله بغير علمٍ ولا هدىً ولا كتابٍ منير } [لقمان: 20]. ‏
    هـ-إلغاء الوساطات والحواجز بين الله والإنسان في شريعة الإسلام. ‏
    ‎‎ وهذا تكريم آخر للإنسان المسلم، فإنه متى أراد أن يدعو ربه ليغفر ذنبه ويقضي ويسد حاجته، ما عليه إلا أن يرفع يديه إلى مولاه، فليس هناك حاجة إلى من يتوسط بينه وبين الله عز وجل، كما تفعل المسيحية التي تمنح الكهنة والرهبان حق إصدار صكوك الغفران للناس نيابة عن رب العباد، فتجعل سعادة البشرية مرهونة بأفراد معينين، يكونون حاجزاً وحجاباً بينهم وبين ربهم ومولاهم سبحانه. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } [البقرة: 186]. ‏
    و-حفظ كرامة الإنسان وماله وعرضه في شريعة الإسلام. ‏
    ‎‎ أكد الإسلام على كرامة الإنسان وحرمة دمه وماله وصيانة عرضه، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم أعلن ذلك في حجة الوداع حين خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْر في آخر سني عمره، أمام أعظم حشد من البشر، فقال صلى الله عليه وسلم مقرراً حقوق الإنسان قبل أربعة عشر قرناً:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ. قَالَ: فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ. قَالَ: فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ. قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْركُمْ هَذَا ، فَأَعَادَهَا مِرَارًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْت ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَوَصِيَّتُهُ إِلَى أُمَّتِهِ، فَلْيُبْلِغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْض ) رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنه، واللفظ للبخاري. ‏
    ‎‎ بل إن الإسلام لم يكتف بحماية حق الإنسان وحفظه في حياته، بل حتى بعد مماته، فقال صلى الله عليه وسلم: (كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا ) رواه أحمد وأبوداود وصححه الألباني. وهذا مخالف لما عليه الأديان الوضعية والقوانين الأرضية التي عنيت إلى حد الإفراط بجوانب من حياة الإنسان، وسمحت له أن يدمر نفسه في جوانب أخرى، فالحمد لله على نعمة الإسلام. ‏
    ز-الناس سواسية في شريعة الإسلام: ‏
    ‎‎ وهذا من مظاهر التكريم للإنسان المسلم، فلا فرق بين أبيض ولا أسود، ولا عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح، كما قال عز وجل: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير } [الحجرات: 13]. ‏
    ‎‎ وقال صلى الله عليه وسلم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ) رواه أحمد، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح. ‏
    ‎‎ بل إن الإسلام لما شرع العقوبات والحدود على المعتدين والمجرمين جعلها تطبق على الناس كافة، شريفهم ووضيعهم، غنيهم وفقيرهم، رئيسهم ومرؤوسهم. ‏
    ‎‎ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَها ) رواه البخاري.
    3. الشمول :
    ‎‎ ومن مظاهر الشمول التي تميز بها دين الإسلام: ‏
    أ- أنه شامل لكل الناس إلى قيام الساعة. ‏
    ‎‎ بمعنى أن دين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم هو دين لجميع الناس في الأرض إلى قيام الساعة وانتهاء الحياة الدنيا، فهو رسالة للعالم كله، وليس خاصاً بالعرب مثلاً، ولا بجنسٍ دون آخر، بل هو للعرب والعجم، والبيض والسود، والأحرار والعبيد. فدين الإسلام ليس فيه شعب مختار، أو تميز بسبب الجنس أواللون. فهذا ربنا يقرر هذه الميزة مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون } [الأعراف: 158]. ‏
    ‎‎ ويقول عز وجل: {وما أرسلناك إلا كافةً للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون } [سبأ: 28]. ‏
    ‎‎ ويقول عز وجل: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً } [الفرقان: 1]. ‏
    ب- شمول شريعة الإسلام لجميع مراحل حياة الإنسان. ‏
    ‎‎ فالإسلام وضع نظاماً لحياة الإنسان وهو في بطن أمه حملاً، ثم عندما يكون طفلاً، فبين الذي له من حقوق الحضانة والرضاعة والرعاية، ثم لما يبلغ ويتزوج، ثم عندما يكون أباً أو أماً، ثم لما يكون شيخاً كبيراً، فشريعة الإسلام ترعى الإنسان وتدير شؤونه من قبل ولادته حتى وفاته وبعد وفاته. ‏
    ج- شمول أحكام الإسلام لكل نواحي الحياة. ‏
    ‎‎ فدين الإسلام ينظم حياة الإنسان كلها في نفسه وعلاقاته مع غيره، في بيته وفي عمله وفي كل أحواله، فكل حياة الإنسان تكفّل الإسلام بوضع منهج متكامل لها، وجعل الالتزام بهذا المنهج عبادة يُثاب عليها إذا خلصت النية لله عز وجل. ‏
    ‎‎ في دين الإسلام لابد أن يؤخذ الدين كله ولا يجزّأ، ولا يؤخذ بعضه ويترك بعضه الآخر. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبــين } [البقرة: 208]. ‏
    ‎‎ وقد أنكر الإسلام على اليهود الذين آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعضهم الآخر، قال عز وجل: {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً * أولئـك هم الكـافرون حقاً وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً } [النساء: 150-151]. ‏
    4. ‏الوسطية:
    ‎‎ دين الإسلام دين وسط لا غلو فيه ولا تقصير، وليس فيه ظلم ولا تعد، فالوسطـية تعني عدة أمور: ‏
    أ- وسطية بمعنى أنها شريعة عادلة، في أخذ الحقوق وإعطاء الواجبات. ‏
    ‎‎ وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في تجسيد هذا المبدأ، قال عليه الصلاة والسلام: (إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) متفق عليه. ‏
    ‎‎ وقال في خطبة حجة الواداع: (...وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله ) رواه مسلم. ‏
    ب- وسطية بمعنى أنها شريعة مستقيمة غير منحرفة. ‏
    ‎‎ والإسلام هو الصراط المستقيم، فليس هو طريق الضالين من النصارى، ولاطريق المغضوب عليهم من اليهود. قال تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } [الفاتحة: 6-7]. ‏
    ج- وسطية بمعنى أنها شريعة كلها خير وحق وصواب. ‏
    ‎‎ فهي رمز للخيرية، كما قال عز وجل: {وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً } [البقرة : 143]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون } ‏
    ‏[آل عمران: 110]. ‏
    د- وسطية في الشعائر والاعتقادات والعبادات. ‏
    ‎‎ ففي الإسلام لم تحرم الطيبات، كذلك لم تبح الخبائث. ‏
    ‎‎ وفي الإسلام إثبات وجود الله ووحدانيته، وأنه رب الكون وخالقه وإلهه، فلايستحق العبادة إلا هو سبحانه. قال تعالى: {ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين * ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لايحب المعتدين } [الأعراف: 54-55]. ‏
    ‎‎ وذلك خلافاً لما عليه الملاحدة الجاحدين، والمشركين الذين عددوا الآلهة وتجاوزوا الحد وأشركوا مع الله آلهة أخرى. ‏
    ‎‎ وفي الإسلام تقدير لحق الأنبياء، فهم رسل كرام ومصطفون عند الله أخيار، يطاعون ويتبعون، لكن لايبلغ بهم درجة الألوهية والعبادة كما فعل النصارى، وكذلك لا يسبون ويكذبون كما فعل اليهود. ‏
    ‎‎ والإسلام وسط في عقائده فللّه الأسماء الحسنى والصفات العليا كما تليق به سبحانه، من غير تكييف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل، قال عز وجل: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون } [الأعراف: 180]. ‏
    ‎5. الواقعية :
    ‎‎ المراد بالواقعية في شريعة الإسلام: أنها تراعي واقع الحياة التي يعيش فيها الإنسان، فالشرائع التي في الإسلام ملائمة لفطرة الإنسان وواقعه وحياته، ولهذا فهي الشريعة القادرة على إسعاد البشرية كلها. ‏
    ‎‎ فكل عقائد الإسلام ليس فيها شيء غير واقعي، فالإيمان لابد أن يكون بإله واحد لا شريك له حتى تجتمع حواس الإنسان وإرادته وتكون كلها لله سبحانه. ‏
    ‎‎ والإيمان في شريعة الإسلام عقيدة واقعية، فالمؤمن لا يحكم بإيمانه إلا إذا قام بالعمل واجتهد، فالإيمان قول واعتقاد وعمل. والرسول في عقيدة الإسلام بشر يأكل الطعام ويمشي في الأسواق. والقرآن كلام الله المنزل على رسوله المتعبد بتلاوته، وحروفه وألفاظه من الله تعالى. فليس في شريعة الإسلام وعقائده ما يستغرب أو ما هو مثالي لا يمكن أن يتلائم مع واقع البشرية. ‏
    ‎‎ إن الأديان والفلسفات الوضعية والديانات المحرفة لم تكن واقعية، لأنها لم تلب حاجات البشرية ولم تسعدها، والواقع يشهد بهذا. لقد جاء الإسلام بعبادات واقعية. لأنه عرف ظمأ الجانب الروحي في الإنسان إلى الاتصال بالله، ففرض عليه من العبادات ما يروي ظمأه ويشبع نهمه ويملأ فراغ نفسه. فقد قضى الله أن في الإنسان جوعة لايسدها إلا الإيمان بالله والصلة به. {ألايعلم من خلق وهو اللطيف الخبير }؟ [الملك: 14]. بلى سبحانه. ‏
    ‎‎ ومع هذا لم يشرع له عبادات فوق طاقته، بل جعلها ميسرة سهلة، قال عز وجل: {وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير } [الحج: 78]. ‏
    ‎‎ ومن واقعية الإسلام أن جعل محفزات ومرغبات للعمل الصالح، ومرهبات ومنفرات عن العمل السيء، لأن الإنسان بفطرته وطبيعته لا يحركه إلى الخير ولا يبعده عن الشر إلا شوق يحفزه ويدفعه، أو خشية تحجزه وتمنعه، وليس كالشوق إلى مثوبة الله وجنته والنظر إلى وجهه حافز، ولا كالخوف من عذابه وبطشه وانتقامه حاجز ومانع. ‏
    ‎‎ من واقعية شريعة الإسلام أنها لم تحرم على الإنسان شيئاً هو في حاجته، وكذلك لم تبح له شيئاً يعود عليه بالضرر، قال عز وجل: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين. قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون } [الأعراف: 31-32]. ‏
    ‎‎ ومن واقعية شريعة الإسلام أنها أقرت بأن الإنسان مفطور على الميل إلى اللهو والمرح والترويح عن النفس، فضبطت ووجهت تلك الغريزة، ولم تمنعها وتكبتها، بل هذبتها، فأباحت كل لهوٍ ليس فيه محرم وصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وحرمت ما اشتمل على ضد ذلك، كالغناء بآلات اللهو والطرب والموسيقى والكلام الفاحش البذيء، وأباحت الشعر والإنشاد بالدف وبالكلام المباح. ‏
    ‎‎ وقد غنت جاريتان بالدف عند عائشة رضي الله عنها في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فانتهرهما أبو بكر وأنكر عليهما، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيد ) رواه البخاري ومسلم. ‏
    ‎‎ وقال أيضاً:disappointed:لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَة ) قال في كشف الخفاء: رواه أحمد بسند حسن. ‏
    ‎‎ وقد أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للحبشة أن يلعبوا في مسجده بالحراب. ‏
    6. ‏الوضوح والسهولة:
    ‎‎ مما تميزبه الإسلام الوضوح في عقيدته وشريعته وأحكامه، يفهمهما البلي والذكي والجاهل والعالم، وليس فيها ألغاز ولا مبهمات، ولا يوجد في الإسلام كما في غيره من الأديان كالنصرانية "اعصب عينيك واعتقد "، بل يعتقد وهو يعلم ماذا يعتقد. يعتقد بأن إلهه واحد، وهو الله سبحانه وحده الذي تصرف له العبادة دون ما سواه، وهو وحده الذي تطلب منه الحاجات، وهو وحده الذي بيده الضر والنفع. ‏
    ‎‎ من وضوح هذه العقيدة: أن كل الغيبيات التي أخبر الله عز وجل بها من أمر الآخرة كالجنة والنار وما فيهما من نعيم أوعذاب. وكذلك صفات الله سبحانه، كلها معقولة، تدرك العقول معناها وإن كانت لا تدرك كيفيتها لأنها غيب، قال عز وجل: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } [الشورى: 11]. ‏
    ‎‎ ومن وضوح هذه الشريعة: أن جميع عباداتها سواء البدنية أو المالية كلها معلومة وواضحة؛ فالصلوات خمس في اليوم والليلة والصيام هو شهر واحد في رمضان، والزكاة معلومة مقاديرها وأنصبتها، والحج معلومة أركانه وشروطه وواجباته، يعرفها كل من تعلمها ولا تعجز العقول عن فهمها. ‏
    ‎‎ وأخيرا فإن من وضوح هذا الدين: أن قراءة دستور هذه الأمة ومصدر تشريعها وهو القرآن الكريم وحفظه وفهمه ميسر سهل لكل راغب، قال عز وجل: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } [القمر: 40]. ‏
    ‎‎ وسنة النبي صلى الله عليه وسلم محفوظة بالإسناد، وسيرته مضبوطة محررة. ومن هذه المصادر يؤخذ الإسلام، وإليها يرجع عند الاختلاف. وهذا كله مما لم يتوافر لدين من الأديان. ‏
    ‎‎

     
  4. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    أدلة إثبات وجود الله كما عرضها القرآن الكريم.
    تمهيد:
    ‎‎ لقد جاءت الأدلة العقلية في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على إثبات وجود الله وربوبيته، وهي كثيرة ومتنوعة وسهلة وواضحة؛ لأن الناس أحوج ما يكونون إلى معرفة ربهم وخالقهم، وحاجتهم إلى معرفته أشد من حاجتهم للماء والهواء والطعام والشراب. ‏
    ‎‎ ويمكننا أن نقول ابتداء: إن كل شيء يدل على وجود الله سبحانه وتعالى، إذ مامن شيء إلا وهو أثر من آثار قدرته سبحانه، وما ثم إلا خالق ومخلوق، وقد نبه القرآن الكريم إلى دلالة كل شيء على الله تعالى، كما في قوله عز وجل: {قل أغير الله أبغي رباً وهو رب كل شيء }
    [الأنعام: 164]. ‏
    ‎‎ وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد.
    ‎‎ وقد سئل أحد الأعراب سؤالاً موجهاً إلى فطرته السليمة، فقيل له: كيف عرفت ربك؟ فقال: البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، وجبال وأنهار، أفلا يدل ذلك على السميع البصير؟
    ‎‎ وقد ذكر لنا القرآن استدلالات لأنبياء الله ورسله حين كانوا يناظرون ويجادلون بعض الملاحدة الذين ينكرون وجود الله، وإن كانوا في قرارة أنفسهم ليسوا كذلك، وإنما كانوا يقولون هذا تكبراً وعناداً واستعلاءً في الأرض. وإليك هذين المثالين من كتاب الله جل وعلا: ‏
    ‎‎ المثال الأول: إبراهيم عليه السلام مع الطاغية النمرود بن كنعان. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين } [البقرة: 258]. ‏
    ‎‎ فقوله {ربي الذي يحي ويميت } أي: أن الدليل على وجوده سبحانه حدوث هذه الأشياء ووجودها بعد عدمها. ‏
    ‎‎ المثال الثاني: موسى عليه السلام مع الطاغية فرعون مصر، وماكان بينهما من المقاولة والجدل، ومااستدل به موسى على إثبات وجود الله تعالى. وقد جاء ذلك في مواضع من القرآن. ‏
    ‎‎ قال تعالى: {قال فمن ربكما يا موسى * قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى } ‏
    ‏[طه: 49-50]. ‏
    ‎‎ أي أنه قد ثبت وجود وخلق وهداية للخلائق، ولابد لها من موجد وخالق وهاد، وذلك الخالق والموجد والهادي هو الرب سبحانه، ولا رب غيره. ‏
    ‎‎ وفي موضع آخر قال سبحانه: {قال فرعون وما رب العالمين. قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين. قال لمن حوله ألا تستمعون. قال ربكم ورب آبائكم الأولين. قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون. قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون } [الشعراء: 23-28]. ‏
    ‎‎ والمقصود أن منهج الأنبياء في الاستدلال على ربوبية الله ووجوده هو استشهاد هذا الكون بأجمعه، واستنطاق الفطرة بما تعرفه وتقر به من حاجة الخلق إلى خالق، وافتقار البرية إلى بارئ. وما أجمل ما قاله الإمام الخطابي حول هذه القضية، يقول رحمه الله: ‏
    ‎‎ ‏"إنك إذا تأملت هيئة هذا العالم ببصرك، واعتبرتها بفكرك، وجدته كالبيت المبني المعد فيه ما يحتاج إليه ساكنه، من آلة وعتاد، فالسماء مرفوعة كالسقف، والأرض ممدوة كالبساط، والنجوم مجموعة والجواهر مخزونة كالذخائر، وأنواع النبات مهيئة للمطاعم والملابس والمشارب، وأنواع الحيوان مسخرة للراكب مستعملة في المرافق، والإنسان كالملك للبيت المخول فيه، وفي هذا كله دلالة واضحة على أن العالم مخلوق بتدبير وتقدير ونظام، وأن له صانعاً حكيماً تام القدرة بالغ الحكمة ".‏
    ‎‎ مظاهر دلالة المخلوقات على الخالق:
    ‎‎ أ-دلالة الخلق والإيجاد والاختراع بعد العدم.‏
    ‎‎ إن وجود الموجودات بعد العدم، وحدوثها بعد أن لم تكن، يدل بداهة على وجود من أوجدها وأحدثها. ‏
    ‎‎ وليس شرطاً أن يقف كل أحد على حدوث كل شيء حتى يصدق بذلك؛ بل إن ذلك غير ممكن كما قال عز وجل: {ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضداً } [الكهف: 51]. ‏
    ‎‎ ومما يدل على أن وجود الخلق دليل على وجود الله سبحانه عز وجل: {أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خَلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون } [الطور: 34-36]. ‏
    ‎‎ ‏"هذا تقسيم حاصر، يقول: أخلقوا من غير خالق خلقهم؟ فهذا ممتنع في بدائه العقول، أم هم خلقوا أنفسهم؟ فهذا أشد امتناعاً، فعلم أن لهم خالقاً خلقهم، وهو الله سبحانه. وإنما ذكر الدليل بصيغة استفهام الإنكار ليتبين أن هذه القضية التي استدل بها فطرية بديهية مستقرة في النفوس، لا يمكن إنكارها، فلا يمكن لصحيح الفطرة أن يدعي وجود حادث بدون محدث أحدثه، ولا يمكنه أن يقول: هو أحدث نفسه ". ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً } [مريم: 67]. ‏
    ‎‎ فدلت الآيات على حاجة المخلوق إلى خالق ضرورة. ‏
    ‎‎ ب- دلالة العناية المقصودة بالمخلوقات. ‏
    ‎‎ والمراد: ما نشهده ونحس به من الاعتناء المقصود بهذه المخلوقات عموماً، وبالإنسان على وجه الخصوص. قال عز وجل: {ألم نجعل الأرض مهاداً * والجبال أوتاداً * وخلقناكم أزواجاً } [النبأ: 6-8]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً } [الفرقان: 61]. ‏
    ‎‎ وهذه العناية المقصودة ماثلة في العالم كله، فإذا نظر الإنسان إلى ما في الكون من الشمس والقمر وسائر الكواكب والليل والنهار، وإذا تأمل في سبب الأمطار والمياه والرياح، وسبب عمارة أجزاء الأرض، ونظر في حكمة وجود الناس وسائر الكائنات من الحيوانات البرية، وكذلك الماء موافقا للحيوانات المائية، والهواء للحيوانات الطائرة، وأنه لو اختل شيء من هذا النظام لاختل وجود المخلوقات التي هاهنا. إذا تأمل الإنسان ذلك كله؟ عَلِم عِلم اليقين أنه ليس يمكن أن تكون هذه الموافقة التي في جميع أجزاء العالم للإنسان والحيوان والنبات بالاتفاق، بل ذلك من قاصد قصده، ومريد أراده، وهو الله سبحانه، وعلم يقيناً أن العالم مصنوع مخلوق، ولا يمكن أن يوجد بهذا النظام والموافقة من غير صانع وخالق مدبر. ‏
    ‎‎ ج- دلالة الإتقان والتقدير.‏
    ‎‎ قال عز وجل: {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون } [النمل: 88]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {الذي خلق سبع سماوات طباقاً ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور } [الملك: 3]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {الذي أحسن كل شيءٍ خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين } [السجدة: 7]. ‏
    ‎‎ فهذه الآيات وأمثالها تلفت نظر المستدل إلى دلالة المخلوقات على باريها، من خلال ما يشاهد فيها من الانضباط والالتزام التام بنظام في غاية الدقة، ما كان له أن يوجد على هذه الحال دون قيّم ومدبر، وفي هذا أعظم دليل على بطلان الخرافة القائلة بحدوث العالم عن طريق المصادفة. ‏
    ‎‎ د- دلالة التسخير والتدبير.‏
    ‎‎ إذا نظرنا إلى هذا العالم وجدناه بجميع أجزائه مقهوراً مسيراً مدبراً مسخراً، تظهر فيه آثار القهر والاستعلاء لمسيِّره ومدبره، وتتجلى فيه شواهد القدرة لمُخضعه ومذللـه سبحانه، بما لا يدع مجالاً للشك في وجود مدبر يدبره وقدير يمسك بمقاليده، كما قال عز وجل: {له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون } [الزمر: 63]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون } [النحل: 79]. ‏
    ‎‎ صور الاستدلال بالمخلوقات على الخالق:
    ‎‎ قال عز وجل: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد } [فصلت: 53]. ‏
    ‎‎ فصور الاستدلال نوعين: ‏
    ‎‎ ‏1. في الأنفس. 2. في الآفاق. ‏
    ‎‎ 1. صور الاستدلال بخلق الإنسان على الخالق (في الأنفس ).‏
    ‎‎ إن الاستدلال بخلق الإنسان لقي عناية خاصة وبالغة في القرآن، والدليل على هذا أنه ذكر في أول آيه أنزلها الله على نبيه الكريم، فقال عز وجل: {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق } [العلق: 1-2]. ‏
    ‎‎ وقد أنكر الله على من ترك التبصر والتفكر في خلق النفس الإنسانية، فقال عز وجل: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون } [الذاريات: 21]. ‏
    ‎‎ بل قد صرح بعض العلماء بوجوب النظر في خلق الإنسان أخذاً من قوله عز وجل: {فلينظر الإنسان مم خلق } [الطارق: 5]. ‏
    ‎‎ ويقول العلماء رحمهم الله: "الاستدلال على الخالق بخلق الإنسان في غاية الحسن والاستقامـة، وهي طريقة عقلية صحيحة، وهي شرعية دل القرآن عليها وهدى الناس إليها "، ولعل أكثر ما يلفت النظر في ذكر دلالة خلق الإنسان في القرآن كثرة الاستدلال بأطوار خلقه ومراحل نشأته وحياته إجمالاً وتفصيلاً، فقد جاء ذكرها إجمالاً كما في قوله عز وجل: {خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلماتٍ ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون } [الزمر: 6]. ‏
    ‎‎ وقال أيضا: {ما لكم لا ترجون لله وقاراً * وقد خلقكم أطواراً } [نوح: 13-14]. ‏
    ‎‎ وجاء مفصلاً كما قال عز وجل: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طين * ثم جعلناه نطفةً في قرارٍ مكين * ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين } [المؤمنون: 12-14]. ‏
    ‎‎ إن نفس كون الإنسان حادثاً بعد أن لم يكن، ومولوداً ومخلوقاً من نطفة، ثم من علقة، هذا لم يعلم بمجرد خبر الرسول صلى الله عليه وسلم، بل هذا يعلمه الناس كلهم بعقولهم، سواء أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم أم لم يخبر. وهذا الدليل يعلمه الجاهل والعالم، أنه دليل على وجود خالق لهذا الإنسان ومكوّن له في جميع مراحل نشأته وحياته وهو الله سبحانه. ‏
    ‎‎ 2. الاستدلال بخلق السموات والأرض على وجود الله (في الآفاق ). ‏
    ‎‎ دلالة خلق السموات والأرض على الخلق لا تقل أهمية عن دلالة خلق الإنسان، بل صرح القرآن بتفوقهما في الكبر والشدة على الإنسان كما في قوله عز وجل: {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون } [غافر: 57]. ‏
    ‎‎ فرفع السماء وإمساكها يتجلى فيه العناية والتسخير والتقدير من قبل مدبر خالق مسخر، قال عز وجل: {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليماً غفوراً } [فاطر: 41]. ‏
    ‎‎ وقال سبحانه: {ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم } [الحج: 65]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون } [الرعد: 2]. ‏
    ‎‎ قال ابن الوزير رحمه الله تعالى: ‏
    ‎‎ ‏"هذه حجة أجمع عليها الكفرة مع المسلمين، فإن الجميع اتفقوا على أن العالم في الهواء لا يكون إلا بممسك، وأن هذا الإمساك الدائم المتقن لا يكون من غير رب عظيم قديـر علـيم مدبر حكيم ". ‏
    ‎‎ ومن الأوصاف التي تكررت كثيراً في القرآن على أنها من الدلائل الكبرى على ربوبيته سبحانه وعلى البعث كذلك: إحياء الأرض بعد موتها، وجعلها صالحة للإنبات، وفتق السماء بالماء، وشق الأرض بأنواع الزرع والنبات، قال عز وجل: {وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون. وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون. ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون. سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون } [يس: 33-36]. ‏
    ‎‎ يقول الإمام القاسمي رحمه الله تعالى: "ومن أظهر البراهين على وجوده تعالى: الحياة على الأرض، سواء نباتية أو حيوانية، فإن الحي لا يتولد إلا من حي، وبه يستدل على نفي القول الذاتي: يعني أن الشيء يخلق نفسه، وهو زعم تولد الحي من المادة، وذلك لأن المادة خالية من الحياة ساكنة، خاضعة للنظام الذي وضعه لها خالقها، ويستحيل أن تولد حياة في ذاتها أو غيرها، لا سيما العقل الإنساني بجميع قواه وغرائزه، فإنه لابد له من خالق عالم حكيم، إذ المواد لا تولد عقلاً، ولا تستطيع أن تخرج كائناً جهازياً متصفاً بأوصاف مباينة لنظام المادة ".‏
    قصة عجيبة للإمام أبي حنيفة:
    ‎‎ احتج طائفة من الملاحدة الذين ينكرون وجود الله وقالوا للإمام أبي حنيفة: "ما دليلك على وجود خالق صانع لهذا الكون ؟" ‏
    ‎‎ فقال لهم: "دعوني فخاطري مشغول، لأني رأيت أمراً عجباً ". ‏
    ‎‎ قالوا: وما هو ؟ ‏
    ‎‎ قال: بلغني أن في نهر دجلة سفينة عظيمة مملوءة من أصناف الأمتعة العجيبة، وهي ذاهبة وراجعة من غير أحد يحركها ولا يقوم عليها. وأرى الأمتعة تصعد وتنزل من على السفينة من غير أن يحملها وينزلها أحد . ‏
    ‎‎ فقالوا له: أمجنون أنت ؟ ‏
    ‎‎ قال: ولماذا ؟ ‏
    ‎‎ قالوا: إن هذا لا يصدقه عاقل، ولا يمكن أن يكون . ‏
    ‎‎ قال: فكيف صدقت عقولكم أن هذا العالم بما فيه من الأنواع والأصناف والحوادث العجيبة، وهذا الفلك الدوار السيار يجري، وتحدث هذه الحوادث بغير محدث، وتتحرك بغير محرك، وتوجد في الكون بغير موجد وخالق ؟ ‏
    ‎‎ فرجعوا وعلموا أنهم على باطل. ‏
    ‎‎ مراجع موضوع (إثبات وجود الله):
    ‎‎ - الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد، (رسالة ماجستير ) تأليف: سعود بن عبد العزيز العريفي. ‏
    ‎‎ - معارج القبول، للشيخ حافظ الحكمي. ‏
    ‎‎ - كيف عرفت ربك؟ للشيخ عبدالرحمن السعدي. ‏
    ‏ ‏
     
  5. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    4- أركان الإيمان
    ‎‎
    أركان الإيمان جاء ذكرها في القرآن الكريم، مبيناً أن من لم يؤمن بها ويعمل بها فهو خارج من دين الإسلام، قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيدا } [النساء: 136].
    ‎‎ وقال عز وجل: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير } [البقرة: 285].
    ‎‎ وقال عز وجل: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين } [البقرة: 177].
    ‎‎ وهذه الأركان علمها جبريل لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور، الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً ) قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، قال:
    ‎‎ صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، قال: فأخبرني عن أماراتها، قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان . ثم انطلق فلبث ملياً، ثم قال: (يا عمر أتدري من السائل ؟) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم.
    ‎‎ وهذه الأركان والأصول اتفقت عليها الشرائع كلها ، ونزلت بها جميع الكتب ، وهي:
    ‎‎ ‏1. الإيمان بالله. 2. الإيمان بالملائكة. 3. الإيمان بالكتب.
    ‏ 4. الإيمان بالرسل. 5. الإيمان باليوم الآخر. 6. الإيمان بالقدر خيره وشره.
    ‏ ‏
     
  6. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    الركن الأول : الإيمان بالله
    ‎‎
    الإيمان بالله يعني: أن تؤمن بأن الله رب هذا الكون وخالقه ومدبره، وهو الذي يجب أن تصرف له جميع العبادات وحده لا شريك له، وأن له الأسماء الحسنى والصفات العليا التي تليق بجلاله وعظمته. ‏
    ‎‎ وعلى هذا فإن الإيمان بالله تعالى يشتمل على أنواع التوحيد الثلاثة: ‏
    أ- توحيد الربوبية: ‏
    ‎‎ وهو توحيد الله بأفعاله وهو: الإقرار بأن الله هو وحده الخالق للعالم، وأنه الرب الرازق المدبر المحيي المميت النافع الضار.. إلى غير ذلك من خصائص الربوبية. ‏
    ‎‎ والإقرار بهذا النوع من التوحيد مركوز ومستقر في فطر البشر ولا ينازع فيه أحد من الناس إلا الشواذ والنوادر المكابرون، حتى إن المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا مقرين بهذا النوع من التوحيد. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون } [يونس: 31]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون } [الزخرف: 87]. ‏
    ‎‎ تنبيه مهم: ‏
    ‎‎ لا يكفي أن يؤمن الإنسان بهذا النوع من التوحيد حتى يُسلم ويدخل في الدين؛ بل لابد له من الإيمان بالأنواع الثلاثة كلها وخاصة توحيد الألوهية كما سيأتي. ‏
    ‎‎ ب- توحيد الألوهية: توحيد العبادة.
    ‎‎ وهو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة، وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وهذا التوحيد هو الذي من أجله خلق الجن والإنس. كما قال عز وجل: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } [الذاريات: 56]. قال ابن عباس: "يعبدون : يوحدون ". ‏
    ‎‎ وهذا التوحيد هو الذي من أجله بعثت الرسل وأنزلت الكتب، قال عز وجل: {ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } [النحل: 36]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل:{وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } [الأنبياء: 25]. ‏
    ‎‎ هذا التوحيد هو الذي بعث من أجله النبي صلى الله عليه وسلم، وظل في مكة ثلاثة عشر عاماً لا يدعو إلا إليه، وربّى أصحابه على معرفته والتعمق في معانيه، قال صلى الله عليه وسلم: (بُعِثْتُ بَيْنَ يدَيْ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُم ) رواه أحمد، وقال العراقي: إسناده صحيح. ‏
    ‎‎ هذا التوحيد هو الذي تحصل به النجاة يوم القيامة، وأي عبد يأتي يوم القيامة وهو غير موحد لربه في عبادته، فإنه من أهل النار الخالدين فيها. ‏
    ‎‎ قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّة ) رواه البخاري ومسلم. ‏
    ‎‎ هذا التوحيد معناه العملي: أنك لا تدعو إلا الله، ولا ترجو إلا الله، ولا تخاف إلا من الله، ولا تخشى إلا الله، ولا تتوكل إلا على الله، ولا تصلي إلا لله، ولا تصوم إلا لله، فمن صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله، سواء كان لحي أو ميت، لنبي أو لولي، فقد هدم توحيده ووقع في الشرك الأكبر. ‏
    ‎‎ هذا التوحيد هو أول ما يجب على الداعية المسلم أن يعلم الناس أحكامه، وهذا هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم الذي ربّى عليه أصحابه حينما كان يرسلهم للدعوة إلى الله. ‏
    ‎‎ فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن قال له: (إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّه ) وفي رواية: (إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى ) رواه البخاري ومسلم. ‏
    ‎‎ فالدعوة إلى توحيد العبادة هي أول شيء يجب أن ندعو الناس إليه؛ هذا التوحيد هو أساس قوة الأمة ونصرها على أعدائها، وبغير هذا التوحيد لن تستطيع أن تهزم أعداءها، أو أن تمتنع منهم. ولاخيار لها إن أرادت البقاء قوية عزيزة إلا أن تتربى عليه وتربي أجيالها. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون } [النور: 55]. ‏
    ‎‎ وسوف نتكلم بالتفصيل عن أهم مسائله، كالشهادتين ومعناهما وشروطهما ونواقضها، وما يضاد توحيد العبادة من الشرك ووسائله وأنواعه وأحكامه، وغير ذلك في مباحث قادمة إن شاء الله. ‏
    ج- توحيد الأسماء والصفات: ‏
    ‎‎ وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، من غير تحريف ولا تأويل ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل. ‏
    ‎‎ قال الله عز وجل: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون } [الأعراف: 180]. ‏
    ‎‎ وقال سبحانه: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } [الشورى: 11].‏
    ‎‎ الأسس التي قام عليها مذهب أهل السنة والجماعة في باب توحيد الأسماء والصفات:
    ‎‎ 1. أسماء الله وصفاته توقيفية: يعني أنه لا يجوز لأحد أن يسمي الله، أو يصفه بشيء لم يرد في الكتاب ولا في السنة، ولا ينفي عن الله اسماً ولا صفةً لم يرد نفيها في الكتاب ولا في السنة. ‏
    ‎‎ 2. أن ما وصف الله به نفسه فهو حق يُحمل على حقيقته، ليس فيه ألغاز ولا غموض؛ بل معناه معروف للجاهل والمتعلم؛ فمثلاً: الله سميع عليم، أي: له سمع وله علم يليق به سبحانه وتعالى؛ لأننا نعرف معنى السمع ومعنى البصر ومعنى العلم، ولكن لا نعلم كيف هي، لكننا نجزم بأنها لا تشابه سمع المخلوقات ولا علمهم ولا بصرهم. ‏
    ‎‎ 3. أن إثبات صفات الله إثبات بلا تمثيل، لأن الله ليس كمثله شيء، ولم يكن له كفواً أحد، لأننا إذا قلنا: إن الله لا يشبه المخلوقات، فكذلك صفاته سبحانه لا تشبه صفات المخلوقات. ‏
    ‎‎ 4. أن الله منزه عن النقائص والعيوب، ومالا يليق به سبحانه، ولكن لا ننفي عنه ما وصف به نفسه، وما وصفه به رسوله بحجة تنزيه الله عن النقائص والعيوب، كما فعل أصحاب البدع. ‏
    ‎‎ 5. أن أي صفة أو اسم ينسب لله سبحانه لم يرد في الكتاب ولا في السنة لا يجوز نسبته لله سبحانه، ولا يجوز نفيه عن الله؛ بل ينظر إلى معناه، فإن كان حقاً يليق به سبحانه أثبتنا المعنى ولم نثبت اللفظ؛ لأن اللفظ لم يرد في الكتاب ولا في السنة؛ ولأن العقل لا يدرك صفات الله سبحانه استقلالاً لأنها غيب عنا لم نرها. ‏
    ‎‎ 6. أن أسماء الله سبحانه لا حصر لها بعدد معين، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ ) رواه أحمد، وحسنه النووي. ‏
    ‎‎ 7. أن أسماء الله التي يمكن حصرها وليس حصراً لجميعها: تسعة وتسعون (99) اسما لقوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة ) رواه البخاري ومسلم.‏
    ‎‎ ولم يصح عن النبي صلى الله عليه حديث في تعداد أسماء الله كلها، ولكن ورد حديث ضعيف عند الترمذي لا تقوم به الحجة، وقد اجتهد العلماء في حصرها وجمعها من كتاب الله وصحيح سنة رسول الله حتى ينالوا هذا الأجر العظيم. ‏
    ‎‎ * تعداد أسماء الله الحسنى:
    ‎‎ ‏1. الله 2. الأحد 3. الأعلى 4. الأكرم 5. الإله 6. الأول 7. الآخر 8. الظاهر 9. الباطن 10. البارئ 11. البر 12. البصير 13. التواب 14. الجبار 15. الحافظ 16. الحسيب 17. الحفيظ 18. الحفي 19. الحي 20. القيوم 21. الخبير 22. الخالق 23. الخلاق 24.الرؤوف 25. الرحمن 26. الرحيم 27. الرزاق 28. الرقيب 29. السلام 30. السميع 31. الشاكر 32. الشكور 33. الشهيد 34. الصمد 35. العالم 36. العزيز 37. العظيم 38. العفو 39. العليم 40. العلي 41. الغفار 42.الغفور 43. الغني 44. الفتاح 45. القادر46. القاهر 47. القدوس 48. القدير 49. القريب 50. القوي 51. القهار 52. الكبير 53. الكريم 54. اللطيف 55. المؤمن 56. المتعالي 57.المتكبر 58. المتين 59. المجيب 60. المجيد 61. المحيط 62. المصور 63. المقتدر 64. المقيت 65. الملك 66. المليك 67. المولى 68. المهيمن 69. النصير 70. الواحد 71. الوارث 72. الواسع 73. الودود 74. الوكيل 75. الولي 76. الوهاب 77. الجميل 78. الجواد 79. الحكم 80. الحيي 81. الرب 82. الرفيق 83. السبوح 84. السيد 85. الشافي 86. الطيب 87. القابض 88. الباسط 89. المقدم 90. المؤخر 91. المحسن 92.المعطي 93. المنان 94. الوتر 95. الحق 96. المبين 97. الحكيم 98. الحليم 99. الحميد. ‏
    ‎‎ 8. الإلحاد في أسماء الله تعالى وصفاته لا يجوز وهو محرم، ومنه ما يكون كفراً، لقوله عز وجل: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون } [لأعراف: 180].‏
    ‎‎ والإلحاد فيها هو الميل بها عما يجب فيها، وهو أنواع:
    ‎‎ النوع الأول: أن ينكر شيئاً من أسمائه أو صفاته التي جاءت في القرآن أو السنة، كما فعل أصحاب البدع. وكان هذا إلحاداً لأن الإيمان بها وبما دلت عليه واجب فإنكار شيء من ذلك ميل بها عما يجب فيها.‏
    ‎‎ النوع الثاني: أن يجعلها دالة على صفات تشبه صفات المخلوقين كما فعل بعض أصحاب البدع، والله عز وجل يقول: {ليس كمثله شيء } [الشورى: 11]. ‏
    ‎‎ النوع الثالث: أن يسمي الله سبحانه بما لم يسم به نفسه، كتسمية النصارى له أباً. سبحانه وتعالى عما يقولون. ‏
    ‎‎ النوع الرابع: أن يشتق من أسمائه أسماء للأصنام كما فعل المشركون في اشتقاقهم اسم صنمهم العزى من العزيز، واللات من الإله. وهذا باطل وإلحاد في أسمائه سبحانه. ‏
    ‎‎ * المخالفون لأهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات: ‏
    ‎‎ والمخالفون لأهل السنة والجماعة في هذا الباب ثلاث طوائف: ‏
    ‎‎ ‏ 1 ‎ - المشبهة 2 - نفاة الصفات 3 - أهل التفويض
    ‎‎ 1. المشبهة: الذين شبهوا الله بخلقه، وقالوا: إن صفاته تشبه صفات المخلوقين. ‏
    ‎‎ والسبب في ذلك غلوهم في إثبات هذه الصفات، فقالوا: علم الله كعلم المخلوقين، ويد الله كيد المخلوقين. وخالفوا قول الله عز وجل: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } [الشورى: 11]، وقوله عز وجل:{ولم يكن له كفواً أحد } [الإخلاص: 4]. ‏
    ‎‎ وهؤلاء شابهوا عباد الأصنام، لأنهم شبهوا الله وجعلوا له صورة في خيالهم وفكرهم، فكأنهم عبدوا هذا الخيال، وشابهوا النصارى الذين عبدوا المسيح ابن مريم وجعلوا له صنماً. ‏
    ‎‎ وما أحسن ما قاله ابن القيم رحمه الله: ‏
    لسنا نشبه وصفه بصفاتنا إن المشبه عابـد الأوثـان
    من مثل الله العظيم بخلقه فهو نسيب المشرك النصراني
    ‎‎ 2. نفاة الصفات: وهم القسم المقابل الذين نفوا صفات الله التي جاءت في الكتاب والسنة، وهؤلاء أنواع: ‏
    ‎‎ أ- منهم من نفى جميع أسماء الله وصفاته، كالجهمية أتباع الجهم بن صفوان (قتله خالد القسري يوم الأضحى سنة 128 ) وهي طائفة من غلاة طوائف أهل البدع. ‏
    ‎‎ ب- ومنهم من نفى جميع صفات الله، وأثبت جميع الأسماء، كالمعتزلة الذين يقولون مثلاً اسم الله السميع، ولكن لا نصفه بأن له سمعاً فأثبتوا الاسم ونفوا الصفة. ‏
    ‎‎ ج- وطائفة ثالثة أثبتت جميع الأسماء ونفت بعض الصفات وليس كلها. ‏
    ‎‎ فمثلاً الأشاعرة يثبتون سبع صفات وينفون باقي الصفات. ‏
    ‎‎ والماتريدية يثبتون ثمان صفات وينفون الباقي، وهذا خلاف مادل عليه الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة. ‏
    ‎‎ 3. أهل التفويض أو أهل التجهيل: الذين قالوا إن نصوص الصفات ألفاظ لا نعقل معانيها، ولا ندري ما أراد الله ورسوله منها، ولكن نقرؤها. ولاشك أن هذا اتهام للأنبياء والصحابة بأنهم كانوا يسمعون ويتلون آيات الله وهم جاهلون بمعانيها. ‏
    ‎‎ وأيضاً فإن الله عز وجل خاطبنا بخطاب نعقله ونفهمه، ولم يخاطبنا بشيء لا نعلمه، فالله سبحانه أثبت لنفسه سمعاً وبصراً، فنحن نعلم معنى السمع والبصر حقيقةً، ولكن لا نعلم كيفيته، فنثبت لله السمع والبصر حقيقةً، ونقول كيفية هذه الصفة الله أعلم بها. ‏
    ‎‎ وهؤلاء المفوضة يقولون الله سميع و بصير، ولكن لا نعلم ما معنى السمع ولا معنى البصر، بل هي ألفاظ غير معقولة المعاني، وهذا قدح في بلاغة القرآن وبلاغة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لم يبلغ رسالته حق البلاغ، والعياذ بالله. ‏
    ‎‎ آثار الإيمان بالله على الفرد والمجتمع: ‏
    ‎‎ 1. إن أي فرد دخل الإيمان قلبه فهو يعيش في سعادة واطمئنان وراحة بال، لا يعلم قدرها إلا من فقدها. وما هو مشاهد ومسموع في المجتمعات الكافرة من القلق وكثرة الانتحارات من أكبر الأدلة على عظم نعمة الإيمان والهداية لهذا الدين، قال عز وجل: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلالٍ مبين } [الزمر: 22]. ‏
    ‎‎ 2. إن أساس الأمن والرخاء وسعة الرزق هو الإيمان بالله تعالى، لأن الخوف من الله رادع للبشر عن الاعتداء والظلم وأكل أموال الناس بالباطل، وكذلك من استشعر عظمة الله وقدرته وبطشه وانتقامه خاف منه، فيصبح المجتمع المؤمن بالله في صفاء ونقاء من الجرائم والاعتداء والاغتصاب. ‏
    ‎‎ 3. إن الإيمان بالله والاهتداء بهذا الدين هو أساس الحضارة والتقدم؛ لأن الله جعل من القربات والطاعات التي يحرص عليها المؤمن عمارة الأرض والسعي فيها لعزة المسلمين وقوتهم، فهو دين وإيمان يدعو للعمل والتكاتف ويدعو للعلم والتعلم. ‏
    ‎‎ وما نراه اليوم في واقع المسلمين مما يخالف ذلك فالإسلام ليس مسؤولا عنه، بل هو بريء منه، وما أصابنا نحن المسلمين فبما كسبت أيدينا، بسبب بعدنا عن الشرع المطهر وإعراضنا عن الاحتكام إليه. ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها. ‏
    ‏ ‏
     
  7. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    الركن الثاني: الإيمان بالملائكة
    ‎‎ الملائكة: هي أجسام لطيفة أعطيت قدرة على التشكل بأشكال مختلفة، ومسكنها السموات وخلقت من نور. ‏
    ‎‎ معنى الإيمان بالملائكة:
    ‎‎ هو التصديق الجازم بأن لله ملائكة موجودين حقيقة مخلوقين من نور. ‏
    ‎‎ وأنهم كما وصفهم الله عز وجل: {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون } [الأنبياء: 19-20]. ‏
    ‎‎ ولا يحصي عددهم إلا الله تعالى، وأنهم معصومون من المعاصي. ‏
    وجوب الإيمان بهم:
    ‎‎ يجب الإيمان بهم، ولا يصح إيمان العبد إلا بعد الإيمان بهم، ومن لم يؤمن بهم ولا بوجودهم فهو كافر بنص القرآن، قال عز وجل: {ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً } [النساء: 136]. ‏
    ‎‎ ويجب الإيمان بهم إجمالاً كما ورد في الآيات، ومفصلاً لمن ورد تعيينهم في القرآن والسنة كجبريل وميكال، كما قال الله عز وجل: {قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين. من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين } [البقرة: 97-98]. ‏
    ‎‎ بعض صفاتهم وخلقهم وعباداتهم وقدراتهم:
    ‎‎ أولاً: أنهم خلقوا من نور، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خُلِقَتْ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ ) رواه مسلم في الصحيح. ‏
    ‎‎ ثانياً: أن خلقهم عظيم، قال الله عز وجل: {عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } [التحريم: 6]. ‏
    ‎‎ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ وَلَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ كُلُّ جَنَاحٍ مِنْهَا قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ يَسْقُطُ مِنْ جَنَاحِهِ مِنْ التَّهَاوِيلِ وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ ). رواه أحمد، وقال ابن كثير: إسناده جيد.‏
    ‎‎ وقال رسول الله صلى الله: (أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ ) رواه أبوداود، وصححه الألباني. ‏
    ‎‎ ثالثاً: هم أهل العبادة الدائمة، قال الله عز وجل عنهم: {يسبحون الليل والنهار لا يفترون } [الأنبياء: 20]. ‏
    ‎‎ وعن حكيم بن حزام رضى الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه في أصحابه إذ قال لهم: (إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا عَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِد ) رواه أحمد واللفظ له، والترمذي وقال: حديث حسن غريب.
    ‎‎ الآثار المترتبة على الإيمان بالملائكة:
    ‎‎ 1- استشعار عظمة الله لما يعلم من عظمة مخلوقاته كالملائكة. ‏
    ‎‎ 2- دوام المراقبة لله سبحانه والبعد عن كل ما يغضب الله، إذا علم أن لله ملائكة يكتبون على المرء جميع أعماله، كما قال عز وجل: {كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون } ‏
    ‏[الانفطار: 11-12]. ‏
    ‎‎ وكما قال عز وجل: {ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد } [ق: 18]. ‏
    ‎‎ 3- الاجتهاد والجد في العبادة دون كللٍ ولا ملل،ٍ إذا علم أن من مخلوقات الله من يعبد الله ليلاً ونهاراً لا يفتر عن ذلك، كالملائكة: {يسبحون الليل والنهار لا يفترون } [الأنبياء: 20]. ‏
    ‏ ‏

    ‎‎ ‏ ‏
     
  8. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    الركن الثالث: الإيمان بالكتب
    ‎‎
    قال الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً } [النساء: 136]. وقال عز وجل: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون } [البقرة: 136]. وقال عز وجل: {وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير } [الشورى: 15]. ‏
    ‎‎ يتضمن الإيمان بالكتب عدة أمور: ‏
    1- التصديق الجازم بأنها كلها منزلة من عند الله على رسله إلى عباده بالحق المبين والهدى المستبين، كما شاء على الوجه المراد. ‏
    2- الإيمان بكل ما فيها من الشرائع، وأن الانقياد التام لها والحكم بما فيها كان واجباً على الأمم الذين أنزلت إليهم، قال الله عز وجل: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } [المائدة: 44]. ‏
    3- أن جميعها يصدق بعضها بعضاً ولا يكذبه. كما قال عز وجل عن نبيه عيسى عليه السلام أنه قال لقومه: {إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة } [الصف: 6]. ‏
    ‎‎ وقال سبحانه: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله } [المائدة: 48]. ‏
    ‎4- أن كل من كذب بشيء منها أو أبى الانقياد لها يكفر بذلك، كما قال عز وجل: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين } [الأعراف: 40]. ‏
    5- أن نسخ الكتب الأولى بعضها ببعض حق، كما نسخت بعض شرائع التوارة بالإنجيل، وكما نسخ كثير من شرائع التوراة والإنجيل بالقرآن، وأن نسخ بعض آيات القرآن الكريم حق. ‏
    ‎6- الإيمان بكتب الله عز وجل يجب إجمالاً فيما أجمل وتفصيلاً فيما فصل، فقد سمى الله من كتبه التوراة على موسى؛ والإنجيل على عيسى؛ والزبور على داود؛ والقرآن على محمد صلى الله عليه وذكر صحف إبراهيم وموسى. ‏
    7- أن القرآن آخر الكتب المنزلة وخاتمها؛ لا يأتي كتاب بعده، ولا تغيير ولا تبديل لشيء من شرائعه. ‏
    8- الإيمان بأن القرآن كامل من عند الله ليس فيه نقص ولا تحريف، وأن الله تكفل بحفظه إلى آخر الزمان، قال عز وجل: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } ‏
    ‏[الحجر: 9]. ‏
    ‎‎ وأنه كلام الله عز وجل، وصفة من صفاته، منزل على نبيه، متعبد بتلاوته، غير مخلوق، وسوف يرفع في آخر الزمان فينزع من صدور الناس ويختفي، وبعدها يكون قيام الساعة. ‏
    9- ليس لأحد الخروج عن شيء من أحكام القرآن الكريم، وأن من كذب بشيء منه من أتباع الديانات السابقة فقد كذب بكتابه، كما أن من كذب بما أخبر عنه القرآن من الكتب فقد كذب به، وأن من اتبع غير سبيله ولم يقتف أثره فقد ضل، قال عز وجل: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى } [طـه: 124]. ‏
    10- لابد في الإيمان بالقرآن الكريم من امتثال أوامره واجتناب نواهيه، وتحليل حلاله وتحريم حرامه، والاعتبار بأمثاله والاتعاظ بقصصه، والعمل بمحكمه، والتسليم لمتشابهه، والوقوف عند حدوده، وعدم هجر تلاوته، والذب عنه من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. ‏
    ‎‎
    ‏ ‏
     
  9. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    الركن الرابع: الإيمان بالرسل
    ‎‎ تمهيد:
    ‎‎ مما يجب الإيمان به أن الله سبحانه أرسل رسلاً وأنبياء إلى أقوامهم، مبشرين ومنذرين من آدم عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: {رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيما } [النساء: 165]. ‏
    ‎‎ ومن كفر بواحد منهم كفر بجميعهم، قال عز وجل: {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقاً } [النساء: 150]. ‏
    ‎‎ وأساس دعوتهم وزبدة رسالتهم هو توحيد الله وإفراده بالعبادة، قال عز وجل: {ولقد بعثنا في كل أمةً رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } [النحل: 36]. ‏
    ‎‎ ولكن لم يهملوا جوانب الحياة الأخرى؛ بل كذلك أرسلهم الله لإصلاح حياة الناس وتنظيمها وتهذيبها. ‏
    ‎‎ تعريف النبي:
    ‎‎ في لغة العرب: مأخوذ من النبأ وهو الخبر، فكأن النبي مخبر عن الله. ‏
    ‎‎ ومأخوذ من النبوَة، وهو ما ارتفع من الأرض، فكأن النبي أرفع الناس قدراً. ‏
    تعريف الرسول: ‏
    ‎‎ في اللغة: مأخوذ من الإرسال والتتابع، وسموا رسلاً، لأن الله أرسلهم متتابعين، رسولاً بعد رسول، واحداً بعد واحد. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {ثم أرسلنا رسلنا تتراً } [المؤمنون: 44]. ‏
    ‎‎ الفرق بين النبي والرسول: ‏
    ‎‎ الرسول: هو من أوحي إليه بشرع جديد. ‏
    ‎‎ والنبي: هو المبعوث لتقرير شرع من قبله من الرسل. ‏
    ‎‎ عدد الأنبياء والرسل: ‏
    ‎‎ جاء في القرآن الكريم ذكر خمسة وعشرين نبياً ورسولاً، وأما في السنة فقد جاء حديث صحيح يبين عددهم من غير ذكر أسمائهم. ‏
    ‎‎ فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ وَفَّى عِدَّةُ الْأَنْبِيَاءِ؟ قَال: (مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا، الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا ) رواه أحمد وصححه الألباني. ‏
    ما تميز به الأنبياء والرسل عن سائر البشر:
    1- الوحي:
    ‎‎ قال عز وجل: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد } [فصلت: 6]. ‏
    2- العصمة:
    ‎‎ فالأنبياء معصومون من الخطأ والنسيان والغفلة في تبليغ رسالات الله للبشر، وكذلك هم معصومون من الكبائر دون صغائر الذنوب على القول الراجح من أقوال أهل العلم، وإن أخطأوا فى اجتهاد لم يقروا عليه، بل ينزل القرآن لتصويبهم. قال تعالى: {عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * ومايدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى } [عبس: 1-4]. ‏
    3- الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم: ‏
    ‎‎ صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنـّا معشر الأنبِياء تنَام أعيُنُنَا ولَا تنَام قُلُوبُنَا ) ورد في الجامع الصغير، وصححه السيوطي والألباني، وأصله في الصحيحين.‏
    4- تخيير الأنبياء عند الموت: ‏
    ‎‎ قال صلى الله عليه وسلم: (مَامِنْ نَبِيٍّ يَمْرَضُ إِلَّا خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) رواه البخاري. 5- لا تأكل الأرض أجسادهم بعد الموت:‏
    ‎‎ قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلَام ) رواه أبوداود، والنسائي واللفظ له، وصححه الألباني. ‏
    ‎6- أنهم أحياء في قبورهم:‏
    ‎‎ ولكنها حياة لا نعلم كيفيتها، قال صلى الله عليه وسلم: (الْأَنْبِيَاء أَحْيَاء فِي قُبُورهمْ يُصَلُّونَ ) رواه أبو يعلى، وصححه الألباني.‏
    الإيمان بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم:
    ‎‎ هو معنى شهادة أن محمداً رسول الله، وهذه الشهادة وهذا الإيمان يتضمن أموراً عظيمة لابد من بيانها ومعرفتها والعمل بها: ‏
    1- الإيمان به وبرسالته، وأنه نبي مرسل من عند الله. قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل } [النساء:136]. ‏
    ‎‎ وقال صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار ) رواه البخاري ومسلم. ‏
    2- تصديقه فيما أخبر؛ سواء كان شيئاً غيبياً أو شيئاً مشاهداً. قال عز وجل: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى } [النجم: 3-4]. ‏
    3- طاعته فيما أمر:
    ‎‎ قال عز وجل: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } [الحشر:7]. ‏
    ‎‎ وقال تبارك وتعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } [النور: 63]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول } [التغابن: 12]. ‏
    4- تعظيم أمره صلى الله عليه وسلم وتقديم قوله على أي قول:
    ‎‎ قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } [الحجرات: 1]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } [الأحزاب: 36]. ‏
    5- التحاكم إلى سنته وشريعته والتسليم لها:
    ‎‎ قال عز وجل: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً } [النساء: 65]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } [النساء: 59]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون } [النور: 51]. ‏
    6- نشر سنته والدعوة إليها وإحياؤها:
    ‎‎ قال صلى الله عليه وسلم: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّار ) متفق عليه. ‏
    ‎‎ وقال أيضا: (نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْه ) رواه الترمذي وأبوداود، وقال الترمذي: حديث حسن. ‏
    ‎‎ وقال أيضا: (مَنْ سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعده كُتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء ) رواه مسلم. ‏
    ‎‎ والمراد بذلك من أحيا سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم نسيها الناس ولم يعملوا بها، أو جهلوها فعلمهم إياها. ‏
    7- الاعتقاد بأنه خاتم الرسل:
    ‎‎ قال عز وجل: {ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين } [الأحزاب: 40]. ‏
    ‎‎ وقال صلى الله عليه وسلم: (فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِم، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ ) رواه مسلم. ‏
    ‎‎ وقال أيضا: (إنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي ) رواه أحمد و أبو داود. ‏
    ‎‎ وقال أيضا: (أَنَا الْعَاقِبُ، والعاقب الَّذِي لَيْسَ بَعْده نَبِي ) رواه مسلم. ‏
    ‎‎ ومن اعتقد أنه سيبعث بعد نبي الله أحد فهو كافر مكذب بالكتاب وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ‏
    ‎8- الإيمان بعموم رسالته صلى الله عليه وسلم:
    ‎‎ فهي عامة للإنس والجن ولجميع الناس إلى آخر الزمان، قال عز وجل: {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً } [سبأ: 28]. ‏
    ‎‎ وقال صلى الله عليه وسلم: (وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً ) رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري. ‏
    ‎‎ فرسالته صلى الله عليه وسلم ليست خاصة بالعرب مثلاً، وليست خاصة بالبيض دون السود أو العكس؛ بل هي للناس كافة. ‏
    9- توقيره واحترامه:
    ‎‎ قال عز وجل: {لتعزروه وتوقروه } [الفتح: 9]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون } [الحجرات: 2]. ‏
    10- عدم الغلو فيه صلى الله عليه وسلم فوق منزلته:
    ‎‎ من الإيمان به عدم رفعه فوق المنزلة التي أنزله الله عز وجل، فهو سيد ولد آدم وأفضل البشر، ولكنه ليس بإله، ولا يدعى من دون الله، ولا يجوز إعطاؤه صفات الربوبية كالخلق والرزق، أو أن بيده تدبير الكون كما يزعم غلاة المتصوفة، الذين غلوا فيه وخالفوا وصية نبيهم صلى الله عليه وسلم: (لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُوله ) رواه البخاري. ‏
    ‎11- الصلاة والسلام عليه عند ذكره:
    ‎‎ قال عز وجل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً } [الأحزاب: 56]. ‏
    ‎‎ وقال صلى الله عليه وسلم: (الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ صلى الله عليه وسلم ) رواه أحمد، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب.‏
    ‎‎ وقال أيضا: (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صلى الله عليه بها عَشْراً ) رواه مسلم. ‏
    ‎‎ اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد. ‏
    حاجة البشرية للرسالات السماوية:
    ‎‎ الرسالة ضرورية للعباد، لابد لهم منها، وحاجتهم إليها فوق حاجتهم إلى كل شيء، والرسالة روح العالم ونوره وحياته، فأي صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور؟ ‏
    ‎‎ والدنيا مظلمة ملعونة إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة، وكذلك العبد مالم تشرق في قلبه شمس الرسالة، ويناله من حياتها وروحها، فهو في ظلمة وهو من الأموات، قال الله عز وجل: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون } [الأنعام: 122]. ‏
    ‎‎ فهذا وصف المؤمن، كان ميتاً في ظلمة الجهل فأحياه الله بروح الرسالة ونور الإيمان، وجعل له نوراً يمشي به في الناس، وأما الكافر فميت القلب تائه في الظلمات. ‏
    ‏ ‏

    ‎‎
     
  10. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    الركن الخامس :5-الإيمان باليوم الآخر .
    ويشتمل على ما يلي :
    1 - الموت .
    2 - القبر وعذابه أو نعيمه (البرزخ ).
    3 - علامات الساعة الكبرى والصغرى .
    4 - الجنة والنار .



     
  11. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    1 - الموت :
    الموت حتم لازم لامناص منه لكل حي من المخلوقات قال -عز وجل-: {كل شيءٍ هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون} القصص (88).
    وقال -عز وجل-: {كل نفسٍ ذائقة الموت} آل عمران (185).
    ولو نجا من الموت أحد لنجا منه الرسول "صلى الله عليه وسلم " قال -عز وجل-: {إنك ميت وإنهم ميتون} الزمر (30).
    والموت له أجل محدود فكل مخلوق مكتوب أجله، في أي ساعة وفي أي مكان وعلى أي حالة سوف يموت.
    قال -عز وجل-: {وما كان لنفسٍ أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً} آل عمران (145).
    والموت أعظم واعظ، نسأل الله أن يختم لنا بخاتمة الخير والإيمان.
    2 - البرزخ (القبر عذابه ونعيمه ):
    ومما يجب الإيمان به أن هناك حياة برزخية في القبر إما نعيم للمؤمنين، وإما عذاب على الكافرين والمجرمين. قال "صلى الله عليه وسلم": (إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ)، رواه الترمذي.
    واسمع إلى نبيك "صلى الله عليه وسلم" وهو يحدثك ماذا يحدث للإنسان بعد موته، سواء كان مطيعاً أو عاصياً،
    قال "صلى الله عليه وسلم": (اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ، بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ. قَالَ: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ، فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ، وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ. قَالَ: فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ ـ يَعْنِي بِهَا ـ عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا. فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ، فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى. قَال:َ فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَه:ُ مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُول: رَبِّيَ اللَّه.ُ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُول: دِينِيَ الْإِسْلَامُ. فَيَقُولَانِ لَه: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَيَقُولَانِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ؟ فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ. فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي، فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ. قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ. قَالَ: وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ. فَيَقُولُ لَه:ُ مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ. فَيَقُول:ُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ. فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي. قَالَ: وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ، فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُول: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ. قَالَ: فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ، فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ. ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ثُمَّ قَرَأَ: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ، فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُول:ُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي. فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُول:ُ هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي. فَيَقُولَانِ لَه: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي. فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ، فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ، قَبِيحُ الثِّيَابِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوؤُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ. فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ. فَيَقُولُ: رَبِّ لَا تُقِمْ السَّاعَة)، رواه أحمد وأصحاب السنن.
     
  12. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    3 - أشراط الساعة (القيامة )وعلاماتها:
    *معنى الساعة في الاصطلاح الشرعي :الوقت الذي تقوم فيه القيامة، وسميت بذلك لسرعة الحساب فيها، أو لأنها تفاجأ الناس في ساعة، فيموت الخلق كلهم بصيحة واحدة.
    فأشراط الساعة:
    هي علامات القيامة التي تسبقها وتدل على قربها. وقيل: هي ما تنكره الناس من صغار أمورها قبل أن تقوم الساعة.
    *أقسام أشراط الساعة:
    تنقسم أشراط الساعة إلى قسمين:
    أ- أشراط صغرى ب-أشراط كبرى .
    أ- أشراط صغرى:
    وهي التي تتقدم الساعة بأزمان متطاولة، وتكون من نوع المعتاد؛ كقبض العلم؛ وظهور الجهل؛ وشرب الخمر؛ والتطاول في البنيان ونحوها، وقد يظهر بعضها مصاحباً للأشراط الكبرى أو بعدها.
    ب- أشراط كبرى:
    وهي الأمور العظام التي تظهر قرب قيام الساعة، وتكون غير معتادة الوقوع، كظهور الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، وخروج يأجوج مأجوج، وطلوع الشمس من مغربها .

    بعض أشراط الساعة الصغرى:
    أشراط الساعة الصغرى التي ذكرها العلماء كثيرة جداً، وقد ذكرنا هنا منها ما ثبت بالسنة أنه من أشراط الساعة الصغرى .
    1 - بعث النبي "صلى الله عليه وسلم":
    أخبر " صلى الله عليه وسلم " أن بعثته دليل على قرب قيام الساعة، وأنه نبي الساعة، ففي الحديث عن سهل رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ) ويشير بإصبعيه فيمدهما. رواه البخاري .
    2 - موت النبي "صلى الله عليه وسلم":
    من أشراط الساعة: موت النبي "صلى الله عليه وسلم"، ففي الحديث عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَة....-وذكر منها-:ِ مَوْتِي)، رواه البخاري .
    3 - فتح بيت المقدس:
    ومن أشراط الساعة: فتح بيت المقدس، فقد جاء في الحديث عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال :قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم": ( اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ - وذكر منها-: فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ)، رواه البخاري.
    4 - طاعون عمواس :
    جاء في حديث عوف بن مالك السابق قوله "صلى الله عليه وسلم ": (اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ - وذكر منها -: مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَم)، رواه البخاري .
    5 - ظهور الفتن من المشرق:
    أكثر الفتن التي ظهرت في المسلمين كان منبعها من المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان، وهذا مطابق لما أخبر به نبي الرحمة "صلى الله عليه وسلم"، فقد جاء في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وهو مستقبل المشرق يقول :disappointed: الْفِتْنَةُ هَا هُنَا الْفِتْنَةُ هَا هُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ أَوْ قَالَ قَرْنُ الشَّمْسِ)، رواه الشيخان.
    6 - ظهور مدعي النبوة:
    ومن العلامات التي ظهرت :خروج الكذابين الذين يدعون النبوة وهم قريب من ثلاثين كذاباً وقد خرج بعضهم في الزمن النبوي وفي عهد الصحابة ولا يزالون يظهرون، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: (َلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِينَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ)، رواه البخاري.
    7 - قبض العلم وظهور الجهل:
    ومن أشراطها قبض العلم وفشو الجهل ، ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " :disappointed: إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا)، رواه البخاري. والمراد بالعلم هنا علم الكتاب والسنة، وهو العلم الموروث عن الأنبياء عليهم السلام، فإن العلماء ورثة الأنبياء، وبذهابهم يذهب العلم وتموت السنن وتظهر البدع ويعم الجهل.
    8 - التطاول في البنيان:
    هذا من العلامات التي ظهرت قريباً من عصر النبوة، وانتشرت بعد ذلك حتى تباهى الناس في العمران وزخرفة البيوت، وذلك أن الدنيا بسطت على المسلمين، وكثرت الأموال في أيديهم بعد الفتوحات، وامتد بهم الزمان حتى ركن كثير منهم إلى الدنيا.
    روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ -وذكر منها-:حَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي الْبُنْيَانِ).
    9 - تقارب الأسواق:
    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْكَذِبُ، وَيَتَقَارَبَ الْأَسْوَاقُ)، مسند أحمد .
    10 - كثرة الزلازل:
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهُوَ الْقَتْلُ، حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ)، رواه البخاري.
    قال ابن حجر: "قد وقع في كثير من البلاد الشمالية والشرقية والغربية كثير من الزلازل، ولكن يظهر أن المراد بكثرتها شمولها ودوامها".
    11 - كثرة الشرط وأعوان الظلمة:
    روى الإمام أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: (يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ أَوْ قَالَ يَخْرُجُ رِجَالٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْبَقَرِ، يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللَّهِ وَيَرُوحُونَ فِي غَضَبِهِ).
    وفي رواية للطبراني في الكبير: (سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله، فإياك أن تكون من بطانتهم).
    12 - انتشار الزنا:
    ومن العلامات التي ظهرت فشو الزنا وكثرته بين الناس، فقد أخبر النبي "صلى الله عليه وسلم" بأن ذلك من أشراط الساعة، ثبت في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَقِلَّ الْعِلْمُ وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ وَيَقِلَّ الرِّجَالُ حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ).
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ. قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ)، رواه ابن ماجه.
    13 - انتشار الربا والمال الحرام:
    ومنها ظهور الربا وانتشاره بين الناس، وعدم المبالاة بأكل الحرام، ففي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه: عن النبي "صلى الله عليه وسلم" أنه قال: (بين يدي الساعة يظهر الربا)، روه الطبراني.
    وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " قال :disappointed: لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ الْمَالَ أَمِنْ حَلَالٍ أَمْ مِنْ حَرَامٍ).
    14 - زخرفة المساجد والتباهي بها:
    ومنها زخرفة المساجد ونقشها والتفاخر بها، فقد روى الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: (مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَتَبَاهَى النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ)، روه النسائي.
    قال البخاري : "قال أنس: يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلاً، فالتباهي بها العناية بزخرفتها. قال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى".
    15 - حسر نهر الفرات عن جبل من ذهب :
    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ. وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو)، رواه البخاري ومسلم.
    16 - قتال اليهود:
    روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُود)، رواه البخاري ومسلم.

     
  13. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    أشراط الساعة الكبرى
    1 - المهدي :
    في آخر الزمان يخرج رجل من أهل البيت يؤيد الله به الدين؛ يملك سبع سنين ؛ يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، تنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعمها قط، تخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويعطى المال بغير عدد؛ وهذا الرجل اسمه كاسم رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، واسم أبيه كاسم أبي النبي "صلى الله عليه وسلم"، فيكون اسمه: محمد أو أحمد بن عبدالله، وهو من ذرية فاطمة بنت رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ثم من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهم. ويكون ظهور المهدي من قبل المشرق. قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنْ النَّاسِ وَزَلَازِلَ، فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الْأَرْضِ، يَقْسِمُ الْمَالَ صِحَاحًا. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا صِحَاحًا؟ قَالَ بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَ النَّاسِ. قَالَ: وَيَمْلَأُ اللَّهُ قُلُوبَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غِنًى وَيَسَعُهُمْ عَدْلُهُ حَتَّى يَأْمُرَ مُنَادِيًا فَيُنَادِي فَيَقُولُ: مَنْ لَهُ فِي مَالٍ حَاجَةٌ؟ فَمَا يَقُومُ مِنْ النَّاسِ إِلَّا رَجُلٌ. فَيَقُولُ: ائْتِ السَّدَّانَ يَعْنِي الْخَازِنَ. فَقُلْ لَهُ: إِنَّ الْمَهْدِيَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُعْطِيَنِي مَالًا: فَيَقُولُ لَهُ: احْثِ حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ فِي حِجْرِهِ وَأَبْرَزَهُ نَدِمَ. فَيَقُولُ: كُنْتُ أَجْشَعَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ نَفْسًا أَوَعَجَزَ عَنِّي مَا وَسِعَهُمْ. قَالَ: فَيَرُدُّهُ فَلَا يَقْبَلُ مِنْهُ. فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّا لَا نَأْخُذُ شَيْئًا أَعْطَيْنَاهُ، فَيَكُونُ كَذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ، ثُمَّ لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَهُ أَوْ قَالَ ثُمَّ لَا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ بَعْدَهُ)، رواه أحمد.
    2 - المسيح الدجال:
    الدجال رجل من بني آدم ،له صفات كثيرة جاءت بها الأحاديث لتعريف الناس به،وتحذيرهم من شره، حتى إذا خرج عرفه المؤمنون؛ فلا يفتنون به؛ بل يكونون على علم بصفاته التي أخبر بها الصادق "صلى الله عليه وسلم"؛ وهذه الصفات تميزه عن غيره من الناس، فلا يغتر به إلا الجاهل الذي سبقت عليه الشقوة؛ نسأل الله العافية؛ ومن هذه الصفات أنه رجل شاب أجم، قصير أفحج، جعد الرأس أجلى الجبهة، عريض النحر، ممسوح العين اليمنى؛ وهذه العين ليست بناتـئة؛ ولا جحراء كأنها عنبة طافـئة، وعينه اليسرى عليها ظفرة غليظة؛ ومكتوب بين عينه (ك ف ر ) بالحروف المقطوعة؛ يقرؤها كل مسلم كاتب وغير كاتب. ومن صفاته أنه عقيم لا يولد له. والدليل على ظهور الدجال: عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ذكر الدجال بين ظهراني الناس؛ فقال: (إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ أَلَا وَإِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِئَةٌ)، رواه البخاري.
    وفي حديث أنس رضي الله عنه قال: قال " صلى الله عليه وسلم " : (مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلَّا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، أَلَا إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ)، رواه البخاري.
    3 - نزول عيسى عليه السلام:
    بعد خروج الدجال وإفساده في الأرض يبعث الله عيسى عليه السلام فينزل إلى الأرض ويكون نزوله عند المنارة البيضاء بشرقي دمشق الشام، وعليه مهرودتان، والمعنى لابس مهرودتين أي ثوبين مصبوغين بورس زعفران، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، ولا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا ومات، ونفسه ينتهي حتى ينتهي طرفه، ويكون نزوله على الطائفة المنصورة التي تقاتل على الحق وتكون مجتمعة لقتال الدجال، فينزل وقت إقامة الصلاة ويصلي خلف أمير تلك الطائفة.
    4 - خروج يأجوج ومأجوج:
    وأصل يأجوج ومأجوج من البشر من ذرية آدم وحواء عليهما السلام، والذي يدل على أنهم من ذرية آدم عليه السلام عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (أن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، وأنهم لو أرسلوا إلى الناس لأفسدوا عليهم معايشهم، ولن يموت منهم أحد إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعداً).
    أما صفتهم التي جاءت بها الأحاديث: فهي أنهم يشبهون أبناء جنسهم من الترك المغول، صغار العيون، ذلف الأنوف، صهب الشعور، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة على أشكال الترك و ألوانهم. قال الله -عز وجل-: {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدبٍ ينسلون واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلةٍ من هذا بل كنا ظالمين} الأنبياء (96 - 97).
    عن أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن زينب بنت جحش أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (دخل عليها يوماً فزعاً يقول: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا. قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ)، رواه البخاري.
    5 - الخسوفات الثلاثه:
    يقال: خسف المكان يخسف خسوفاً إذا ذهب في الأرض؛ وغاب فيها، ومنه قوله -عز وجل-: {فخسفنا به وبداره الأرض} القصص (81).
    و الأدلة من السنة: عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال:
    ( لَنْ تَكُونَ أَوْ لَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ قَبْلَهَا عَشْرُ آيَاتٍ: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ، وَخُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَالدَّجَّالُ، وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَالدُّخَان،ُ وَثَلَاثَةُ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ. وَآخِرُ ذَلِكَ تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ الْيَمَنِ مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ )، رواه مسلم.
    6 - الدخان :
    ظهور الدخان في آخر الزمان من علامات الساعة الكبرى التي دل عليها الكتاب والسنة.
    *الأدلة من القرآن الكريم :
    قال عز وجل: {فارتقب يوم تأتي السماء بدخانٍ مبينٍ يغشى الناس هذا عذاب أليم} الدخان (10-11).
    *الأدلة من السنة : عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال:
    (بَادِرُوا بِالْأَعْمالِ سِتًّا: الدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ). رواه مسلم.
    وهذا الدخان من الآيات المنتظرة؛ التي لم تجيء بعد، وسيقع قرب قيام الساعة، وإلى هذا القول ذهب ابن عباس وبعض الصحابة.
    7 - طلوع الشمس من مغربها:
    طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى، وهو ثابت بالكتاب والسنة.
    الأدلة من الكتاب: قال عز وجل: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً قل انتظروا إنا منتظرون} الأنعام(158).
    ومن الحديث النبوي الشريف: عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: (بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: الدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ)، رواه مسلم.
    8 - الدابة:
    ظهور دابّة الأرض في آخر الزمان علامة على قرب الساعة ثابت بالكتاب والسنة.
    أدلة من القرآن الكريم : قال عز وجل: {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون} النمل (82) .
    فهذه الآية الكريمة جاء فيها ذكر خروج الدابة، وأن ذلك يكون عند فساد الناس وتركهم أوامر الله وتبديلهم الدين الحق، يخرج الله لهم دابة من الأرض فتكلم الناس على ذلك.
    أدلة من الحديث النبوي : عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ)، رواه مسلم.
    9 - النار التي تحشر الناس:
    جاءت الروايات بأن خروج هذه النار يكون من اليمن؛ من قعر عدن؛ وتخرج من بحر حضرموت؛ كما جاء في روايات أخرى، وإليك طائفة من الأحاديث التي تبين مكان خروج هذه النار؛ وهي من الأدلة على ظهورها. جاء في حديث حذيفة بن أسيد: (قَالَ اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ: مَا تَذَاكَرُونَ؟ قَالُوا نَذْكُرُ السَّاعَةَ. قَالَ: إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ. فَذَكَرَ الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ ).
    وروى الإمام أحمد والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" (سَتَخْرُجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ أَوْ مِنْ نَحْوِ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ تَحْشُرُ النَّاسَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ). قال أحمد شاكر: "إسناده صحيح".
     
  14. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    4. الجنة والنار
    ‎‎
    الجنة والنار موجودتان الآن، وهما مخلوقتان، ولا تفنيان ولا تبيدان. ‏
    وصف النار:
    1- خزنة النار: ‏
    ‎‎ يقوم عليها ملائكة غلاظ شداد، بأسهم شديد، قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } [التحريم: 6]. ‏
    ‎‎ وعددهم تسعة عشر قال عز وجل: {عليها تسعة عشر } [المدثر: 30]. ‏
    2- أهل النار: ‏
    أ- المخلدون فيها الذين لا يخرجون منها، هم الكفار الذين كفروا أو أشركوا بالله سبحانه وتعالى. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } ‏
    ‏[البقرة: 39]. ‏
    ‎‎ وجاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ يَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ خُلُودٌ ) متفق عليه، واللفظ للبخاري. ‏
    ب- العصاة: وهم أهل الكبائر من المؤمنين، والذين لم يتوبوا ولم يشفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء يعذبون على قدر ذنوبهم ثم يخرجون منها. ‏
    3- طعام أهل النار وشرابهم: ‏
    ‎‎ طعامهم الضريع والزقوم:‏
    ‎‎ فالضريع: شوك نبات معروف، وهو لا يفيد أهل النار ولا يشبعهم، وأكله نوع من أنواع العذاب. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع } ‏
    ‏[الغاشية: 6-7]. ‏
    ‎‎ والزقوم: هي شجرة خبيثة تقطع أمعاءهم وتغلي في بطونهم، طلعها كأنه رؤوس الشياطين. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم } [الدخان: 43-46]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين } [الصافات: 64-65]. ‏
    ‎‎ عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنْ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ فِي دَارِ الدُّنْيَا لَأَفْسَدَتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَعَايِشَهُمْ فَكَيْفَ بِمَنْ يَكُونُ طَعَامَه ) قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيح.
    ‎‎ شرابهم:الغساق والغسلين والحميم. ‏
    ‎‎ أما الغساق والغسلين: فهو ما يسيل من فروج النساء الزواني ومن نتن لحوم الكفرة وجلودهم في النار. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {فليس له اليوم هاهنا حميم ولا طعام إلا من غسلين } [الحاقة: 35-36]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {هذا فليذوقوه حميم وغساق } [ص: 57]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {وسقوا ماءً حميماً فقطع أمعاءهم } [محمد: 15]. ‏
    4- أبواب النار: ‏
    ‎‎ أخبر الحق أن للنار سبعة أبواب فقال عز وجل:{وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم } [الحجر: 43-44]. ‏
    ‎‎ وعندما يرد الكفار النار تفتح أبوابها ثم يدخلونها خالدين: {وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين } [الزمر: 71]. ‏
    ‎‎ وبعد هذا الإقرار يقال لهم: {قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين } [الزمر: 72]. ‏
    5- وقود النار: ‏
    ‎‎ الأحجار والفجرة الكفار وقود النار، كما قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة } [التحريم: 6]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين } [البقرة: 24]. ‏
    ‏ ‏
     
  15. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    وصف الجنة
    ‎‎ قال الله عز وجل في الحديث القدسي: (أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَر )، ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا إن شئتم {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون }) [السجدة: 17]. رواه البخاري. ‏
    ‎‎ ومن دخلها فلا يخرج منها، وهو خالد مخلد فيها، قال عز وجل: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً خالدين فيها لا يبغون عنها حولاً } ‏
    ‏[الكهف: 107-108]. ‏
    ‎1- أعظم نعيم في الجنة:‏
    ‎‎ أعظم نعيم في الجنة هو النظر إلى وجه الله عز وجل، وهي اللذة التي لا توازيها لذة، والنعيم الذي ليس فوقه نعيم، قال عز وجل: {وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة } ‏
    ‏[القيامة: 22-23]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد } [ق: 35]. والزيادة هي: النظر إلى وجه الله تعالى. ‏
    ‎‎ وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم التي تثبت أن المؤمنين يرون ربهم في الجنة بأبصارهم، ومن هذه الأحاديث: ‏
    ‎‎ عن صهيب قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {للذين أحسنوا الحسنى و زيادة } قال: (إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ) رواه مسلم. ‏
    2- الأوائل في دخول الجنة:‏
    ‎‎ أول البشر دخولاً الجنة على الإطلاق هو رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأول الأمم دخولاً الجنة أمته، وأول من يدخل الجنة من هذه الأمة أبو بكر الصديق رضي الله عنه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (آتِي بَابَ الْجَنةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتَفْتِحُ فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُول: مُحَمَّدٌ. فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ، لَا أَفْتَحُ لِأَحَدٍ قَبْلَك ) رواه مسلم. ‏
    ‎‎ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَحْنُ أَوَّلُ النَّاسِ دُخُولًا الْجَنَّة ) رواه البخاري ومسلم. ‏
    ‎‎ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَرَانِي بَابَ الْجَنَّةِ الَّذِي تَدْخُلُ مِنْهُ أُمَّتِي فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَعَكَ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا إِنَّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي ) رواه أبوداود، وقال الألباني ضعيف. ‏
    3- الذين يدخلون الجنة بغير حساب:‏
    ‎‎ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَأَخَذَ النَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الْأُمَّةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ النَّفَرُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الْعَشَرَةُ، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ مَعَهُ الْخَمْسَة، وَالنَّبِيُّ يَمُرُّ وَحْدَهُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ هَؤُلَاءِ أُمَّتِي؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ كَثِيرٌ، قَالَ: هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ وَهَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا قُدَّامَهُمْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ. قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: كَانُوا لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. فَقَامَ إِلَيْهِ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ. ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ قَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَة ) رواه البخاري. ‏
    4- آخر من يدخل الجنة:‏
    ‎‎ عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ كَبْوًا، فَيَقُولُ اللَّهُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى. فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّة.َ فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى. فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى. فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا، أَوْ إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: تَسْخَرُ مِنِّي أَوْ تَضْحَكُ مِنِّي وَأَنْتَ الْمَلِكُ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَكَانَ يَقُولُ ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً ) رواه البخاري ومسلم. ‏
    5- أبواب الجنة:‏
    ‎‎ للجنة أبواب يدخل منها المؤمنون كما يدخل منها الملائكة، قال عز وجل: {جنات عدن مفتحة لهم الأبواب } [سورة ص: 50]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } [الرعد: 24]. ‏
    ‎‎ وأخبرنا الحق سبحانه وتعالى أن هذه الأبواب تفتح عندما يصل المؤمنون إليها، وتستقبلهم الملائكة محيية بسلامة الوصول: {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين } [الزمر: 73]. ‏
    ‎‎ وعدد أبواب الجنة ثمانية، وأحد هذه الأبواب يسمى الريان، وهو خاص بالصائمين، ففي الصحيحين عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فِي الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُون ). ‏
    ‎‎ وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ) رواه مسلم. ‏
    6- تربة الجنة:‏
    ‎‎ وعن أنس بن مالك عن أبي ذر في حديث المعراج قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَإِذَا فِيهَا حَبَايِلُ اللُّؤْلُؤِ وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْك ) رواه البخاري ومسلم. ‏
    7- أنهار الجنة:‏
    ‎‎ أخبرنا الله عز وجل بأن الجنة تجري من تحتها الأنهار: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار } [البقرة: 25]. ‏
    ‎‎ وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ وَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّة ) رواه مسلم. ‏
    ‎‎ ومن أنهار الجنة الكوثر الذي أعطاه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم: {إنا أعطيناك الكوثر } [الكوثر: 1]. ‏
    ‎‎ وقد رآه الرسول صلى الله عليه وسلم وحدثنا عنه، ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذْ عُرِضَ لِي نَهْرٌ حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ قُلْتُ لِلْمَلَكِ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللَّهُ، قَالَ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى طِينَةٍ فَاسْتَخْرَجَ مِسْكًا ). ‏
    ‎‎ وأنهار الجنة ليست ماء فحسب، بل منها الماء، ومنها اللبن، ومنها الخمر، ومنها العسل المصفى. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى } [محمد: 15]. ‏
    8- قصور الجنة وخيامها:‏
    ‎‎ يبني الله لأهل الجنة في الجنة مساكن طيـبة حسنة، كما قال عز وجل: {ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم } [الصف: 12]. ‏
    ‎‎ وقد سمى الله في مواضع من كتابه هذه المساكن بالغرفات، قال الله عز وجل: {وهم في الغرفات آمنون } [سبأ: 37]. ‏
    ‎‎ وقال في جزاء عباد الرحمن: {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحيةً وسلاما } [الفرقان: 75]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل واصفاً هذه الغرفات: {لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد } [الزمر: 20]. ‏
    ‎‎ وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَام ) صحيح رواه الترمذي، وحسنه الألباني. ‏
    ‎‎ وقد أخبرنا سبحانه أن في الجنة خياماً، قال عز وجل: {حور مقصورات في الخيام } [الرحمن: 72]. ‏
    ‎‎ وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ طُولُهَا سِتُّونَ مِيلًا، لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ الْمُؤْمِنُ فَلَا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا ) رواه مسلم
    9- طعام أهل الجنة وشرابهم:‏
    ‎‎ وفي الجنة ماتشتهيه الأنفس من المآكل، قال عز وجل: {وفاكهة مما يتخيرون. ولحم طيرٍ مما يشتهون } [الواقعة: 20-21]. ‏
    ‎‎ وقال: {كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية } [الحاقة: 24]. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {إن الأبرار يشربون من كأسٍ كان مزاجها كافوراً عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً } [الإنسان: 5-6]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً عيناً فيها تسمى سلسبيلاً } [الإنسان: 17-18]. ‏
    ‎‎ وقال: {ومزاجه من تسنيم عيناً يشرب بها المقربون } [المطففين: 27-28]. ‏
    ‎‎ وفي صحيح البخاري أن عبد الله بن سلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم أول قدومه المدينة أسئلة منها: ‏
    مَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ َزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ ). ‏
    ‎10- لباس أهل الجنة وحليهم ومباخرهم:‏
    ‎‎ أهل الجنة يلبسون فيها الفاخر من اللباس، ويتزينون فيها بأنواع الحلي من الذهب والفضة واللؤلؤ، فمن لباسهم الحرير، ومن حليهم أساور الذهب والفضة واللؤلؤ، قال عز وجل: {وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً } [الإنسان: 12]. ‏
    ‎‎ وقال: {يحلون فيها من أساور من ذهبٍ ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير } [الحج: 23]. ‏
    ‎‎ وقال: {أولئك لهم جنات عدنٍ تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهبٍ ويلبسون ثياباً خضراً من سندسٍ وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقاً } [الكهف: 31]. ‏
    ‎‎ وقال: {عليهم ثياب سندسٍ خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضةٍ } [الإنسان: 21]. ‏
    ‎‎ وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن لأهل الجنة أمشاطاً من الذهب والفضة، وأنهم يتبخرون بعود الطيب مع أن روائح المسك تفوح من أبدانهم الزاكية، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في صفة الذين يدخلون الجنة: (إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءةً، لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَتْفِلُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ، أَمْشَاطُهُمْ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ الْأَنْجُوجُ عُودُ الطِّيبِ، وَأَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ الْعِينُ، عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاء ). ‏
    أ- زوجة المؤمن في الدنيا زوجته في الآخرة إذا كانت مؤمنة:‏
    ‎‎ إذا دخل المؤمن الجنة فإن كانت زوجته صالحة فإنها تكون زوجته في الجنة أيضا. قال عز وجل: {جنات عدنٍ يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم } [الرعد: 23]. ‏
    ‎‎ وهم في الجنات منعمون مع الأزواج يتكئون في ظـلال الجنة مسـرورين فرحين. قال عز وجل: {هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون } [يس: 56]. ‏
    ‎‎ وقال: {ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون } [الزخرف: 70]. ‏
    ب- المرأة لآخر أزواجها:‏
    ‎‎ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخر أزواجها ) رواه الطبراني، وصححه السيوطي والألباني. ‏
    ‎‎ وثبت أن حذيفة قال لزوجته: (إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا ). رواه البيهقي في سننه. ‏
    ج- الحور العين:‏
    ‎‎ يزوج الله عز وجل المؤمنين في الجنة بزوجات جميلات غير زوجاتهم اللواتي في الدنيا، كما قال عز وجل: {كذلك وزوجنهم بحورٍ عينٍ } [الدخان: 53]. ‏
    ‎‎ والحور: جمع حوراء، وهي التي يكون بياض عينها شديد البياض، وسواده شديد السواد. والعين: جمع عيناء، والعيناء:هي واسعة العين. وقد وصف القرآن الحور العين بأنهن كواعب أتراب، قال عز وجل: {إن للمتقين مفازاً حدآئق وأعنباً وكواعب أتراباً } [النبأ:31-33]. والكاعب المرأة الجميلة التي برز ثدياها، والأتراب المتقاربات في السن. والحور العين من خلق الله في الجنة، أنشأهن الله إنشاءً فجعلهن أبكاراً، عرباً أتراباً، قال عز وجل: {إنآ أنشأنهن إنشاءً فجعلنهن أبكاراً عرباً أتراباً } [الواقعة: 35-37]. وكونهن أبكاراً يقضي أنه لم ينكحهن قبلهم أحد، كما قال عز وجل: {لم يطمثهن إنس قبلهم ولاجان } [الرحمن: 56]. ‏
    ‎‎ وقد حدثنا القرآن عن جمـال نساء الجنة، فقال عز وجل: {وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون } [الواقعة: 22-23]. والمراد بالمكنون: المخفي المصون، الذي لم يغير صفاء لونه ضوء الشمس، ولا عبث الأيدي، وشبههن في موضع آخر بالياقوت والمرجان، قال عز وجل: {فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولاجان فبأي آلآء ربكما تكذبان كأنهن الياقوت والمرجان } [الرحمن: 56-58]. والياقوت والمرجان حجران كريمان فيهما جمال، ولهما منظر حسن بديع، وانظر إلى هذا الجمال الذي يحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم هل تجد له نظيرا مما تعرف؟ قال صلى الله عليه وسلم: (لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلَأَتْهُ رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ) رواه البخاري. ‏
    ‎‎ وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الحور العين في الجنان يغنين بأصوات جميلة عذبة، وجاء بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط، إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرن بقُرّة أعيان، وإن مما يغنين به: نحن الخالدات فلا يمتنه، نحن الآمنات فلا يخفنه، نحن المقيمات فلا يظعنه ) رواه الطبراني، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وصححه السيوطي.
    ‎‎ وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَمُجْتَمَعًا لِلْحُورِ الْعِينِ يُرَفِّعْنَ بِأَصْوَاتٍ لَمْ يَسْمَعْ الْخَلَائِقُ مِثْلَهَا، قَالَ: يَقُلْنَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَبِيدُ، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبأس،ُ وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَط،ُ طُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَه ) رواه الترمذي وقال: غريب، وضعفه الألباني.
    ‏ ‏

    ‎‎
     
  16. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    الركن السادس: الإيمان بالقضاء والقدر.
    1- معنى القضاء والقدر: ‏
    ‎‎ المراد أن الله عز وجل علم مقادير الأشياء وأزمانها قبل إيجادها، ثم أوجد ما سبق في علمه أنه يوجد، فكل محدث صادر عن حكمته وإرادته وعلمه، وقد كتب ذلك في اللوح المحفوظ عنده. ‏
    ‎2- وجوب الإيمان القدر: ‏
    ‎‎ لاشك أن الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان، ومن لم يؤمن به فهو خارج عن الإسلام، والأدلة على وجوب الإيمان به كثيرة منها: ‏
    أ- قال الله عز وجل: {إنا كل شيء خلقناه بقدر } [القمر: 49]. ‏
    ب- وقال عز وجل: {وخلق كل شيء فقدره تقديراً } [الفرقان: 2]. ‏
    ج- وقال سبحانه: {وكان أمر الله قدراً مقدوراً } [الأحزاب: 38]. ‏
    د- حديث جبريل المشهور وفيه: (وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّه ). متفق عليه. ‏
    هـ- وجاء عند الترمذي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَه ) رواه الترمذي، وصححه الألباني. ‏
    و- قال صلى الله عليه وسلم: (لايُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ: يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، وَيُؤْمِنُ بِالْمَوْتِ، وَبِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَيُؤْمِنُ بِالْقَدَر ) رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني. ‏
    3- بعض القواعد المهمة : ‏
    1. أن الله عالم بكل شيء، ولا يخفى عليه مثقال ذرة، وكل مافي الكون واقع بعلمه سبحانه وتعالى. ‏
    2. أن الله عز وجل لا يمكن أن يحدث شيء في ملكه من غير إرادته، بل كل ما في الكون بإرادته من خير وشر. ‏
    3. أن ما قدر الله سبحانه من خير وشر لحكمة قد نعلمها وقد لا نعلمها، فهو أحكم الحاكمين. ‏
    4. أن الله عز وجل كتب على نفسه الرحمة وهو أرحم بالعباد من أمهاتهم وآبائهم، فما قدر فهو رحمة بهم. ‏
    5. أن الله يفعل في خلقه وملكه ما يشاء، ولا يسأله أحد: لم فعل كذا؟ لأنه ملكه، فيهدي من يشاء ويضل من يشاء. ‏
    6. أن كل ما ورد في باب القضاء والقدر نؤمن به ونسلم، وإن عجزت عقولنا عن فهمه بل نسكت عنه، لأنه سر الله عز وجل في خلقه. ‏
    7. أن الله عز وجل حكم عدل، وقد حرم الظلم على نفسه، قال عز وجل: {ولا يظلم ربك أحداً } [الكهف: 49]. فهو أعدل العادلين، فما قضى وقدر فهو عدل منه بعباده. ‏
    8. أن الله عز وجل لا يقدر شراً محضاً -يعني شراً خالصاً لا خير معه - وإن كان في نظر البشر شراً ولكن وراءه من الخير ما لايعلمه إلاّ الله عز وجل قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعاء: (وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْك ) جزء من حديث أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح. ‏
    9. أن كل من قدرعليه العذاب فبعدله سبحانه وتعالى، ومن قدر عليه النعيم والرحمة فذلك فضل ورحمة منه، قال عز وجل:{ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء } [المائدة: 54]. ‏
    4- أنواع التقادير والأدلة على ذلك: ‏
    ‎‎ التقدير الأول: تقدير المقادير قبل خلق السموات والأرض.‏
    ‎‎ قال الله عز وجل: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير } [الحديد: 22]. ‏
    ‎‎ وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ) رواه مسلم. ‏
    ‎‎ التقدير الثاني: عند أخذ الميثاق على بني آدم.‏
    ‎‎ قال الله عز وجل: {وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين } ‏
    ‏[الأعراف: 172]. ‏
    ‎‎ التقدير الثالث: التقدير العمري.‏
    ‎‎ وذلك حينما يكون الجنين في بطن أمه. عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال: (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، وَيُقَالُ لَه:ُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ. فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا ذِرَاعٌ؛ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا ذِرَاعٌ؛ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) رواه البخاري. ‏
    ‎‎ التقدير الرابع: التقدير السنوي .‏
    ‎‎ وهو ما يكون في ليلة القدر من كل سنة. قال الله عز وجل: {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمرٍ حكيم } [الدخان: 1-4]. ‏
    ‎‎ قال ابن عباس رضي الله عنهما: "يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من موت وحياة ورزق ومطر حتى الحجاج يحج فلان ويحج فلان ". ‏
    ‎‎ التقدير الخامس: التقدير اليومي . ‏
    ‎‎ قال الله عز وجل: {يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن } [الرحمن: 29].
    ‎‎ روى ابن جرير الطبري عن منيب بن عبد الله عن أبيه رضي الله عنهما قال: تلا رسول الله هذه الآية، فقلنا يا رسول الله وما ذاك الشأن؟ قال: ( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ قَالَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَغْفِرَ ذَنْبًا وَيُفَرِّجَ كَرْبًا وَيَرْفَعَ قَوْمًا وَيَخْفِضَ آخَرِين )". ‏
    ‎5- مراتب القضاء والقدر:‏
    ‎‎ المرتبة الأولى: العلم:‏{وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو } [الأنعام: 59]. وقال
    عز وجل: {عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة } [سبأ: 3]. وقال عز وجل: {لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما } [الطلاق: 12]. ‏
    ‎‎ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: (اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ )" متفق عليه. ‏
    ‎‎ والمقصود الإيمان بهذه المرتبة العظيمة، وهي: علم الله الشامل المحيط بكل شيء، السابق لكل شيء. يعلم ما كان وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، ويعلم الموجود والمعدوم والممكن والمستحيل. ‏
    ‎‎ المرتبة الثانية: الكتابة:‏
    ‎‎ وهي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمرتبة الأولى (العلم ) لأن الله تعالى بعد أن بيّن أنه عالم بكل شيء، خلق القلم فأمره بكتابة كل شيءٍ كائن إلى يوم القيامة. والعلماء يجعلون مرتبة العلم والكتابة مرتبة واحدة. ‏
    ‎‎ ومن أدلة هذه المرتبة من القرآن قوله عز وجل: {ما فرطنا في الكتاب من شيء }
    [الأنعام: 38]. ‏
    ‎‎ وقوله سبحانه: {ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير } [الحج: 70]. ‏
    ‎‎ وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاء ) رواه مسلم. ‏
    ‎‎ المرتبة الثالثة: المشيئة والإرادة . ‏
    ‎‎ وهذه المرتبة قد دل عليها إجماع الرسل من أولهم إلى آخرهم، وجميع الكتب المنزلة من عند الله، والفطرة التي فطر الله عليها خلقه، أن المشيئة لله وحده فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. هذا عموم التوحيد الذي لا يقوم إلا به، والمسلمون من أولهم إلى آخرهم مجمعون على أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ‏
    ‎‎ الأدلة من القرآن: ‏
    ‎‎ قوله عز وجل: {ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم ...} [البقرة: 253]. ‏
    ‎‎ وقوله سبحانه: {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا } [يونس: 99]. ‏
    ‎‎ وقوله تعالى: {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين } [التكوير: 29]. ‏
    ‎‎ الأدلة من السنة:‏
    ‎‎ جاء في صحيح البخاري من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَام لَيْلَةً، فَقَالَ: أَلَا تُصَلِّيَانِ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَهُوَ يَقُولُ: وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ). ‏
    ‎‎ وفي صحيح البخاري في قصة نومهم في الوادي قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ وَرَدَّهَا حِينَ شَاءَ ) فَقَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَتَوَضَّؤوا إلى أن طلعت الشمس فقام فصلى.‏
    ‎‎ وجاء في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يكلمه في بعض الأمر، فقال الرجل للرسول صلى الله عليه وسلم: "ما شاء الله وشئت "، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أجعلتني لله عدلاً، بل ما شاء الله وحده ). رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة. ‏
    ‎‎ أنواع الإرادة:‏
    1- إرادة كونية قدرية:‏
    ‎‎ وهي إرادة مرادفة للمشيئة. وهذه الإرادة لا يخرج عن مرادها شيء، فكل ما في هذا الكون فبإرادته سبحانه، فالطاعات والمعاصي والكفر، كله بمشيئة الله وإرادته الكونية القدرية. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون } [الأنعام: 125]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {وإذا أراد الله بقومٍ سوءاً فلا مرد له } [الرعد: 11]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {فعال لما يريد } [البروج: 16]. ‏
    ‎‎ وهي بمعنى المحبة، فهي تتضمن محبة الله ورضاه، وتتضمن شرعه الذي شرعه الله على ألسنة رسله، فكل ما أمر الله به فهو يريده من العباد ديناً وشرعاً. فهو يحب ويريد من عباده الطاعات، ويبغض ولايريد منهم المعاصي. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } [البقرة: 185]. ‏
    ‎‎ وقال: {والله يريد أن يتوب عليكم } [النساء: 27]. ‏
    ‎‎ وقال: {وما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم } [المائدة: 6]. ‏
    ‎‎ وقال: {ولا يرضى لعباده الكفر } [الزمر: 7]. ‏
    ‎‎ المرتبة الرابعة: الخلق.‏
    ‎‎ والمقصود بهذه المرتبة أن نعلم أن كل ما قدره الله سبحانه في اللوح المحفوظ فهو مخلوق، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء } [الأنعام: 102]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل } [الزمر: 62]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {والله خلقكم وما تعملون } [الصافات: 96]. ‏
    ‎‎ وفي هذه الآية دليل على أن الله خلق العباد وأفعالهم. ‏
    ‎‎ وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّه يَصْنَع كُلّ صَانِع وَصَنْعَته ) رواه البخاري في خلق أفعال العباد، وَهُوَ حَدِيث صَحِيح. ‏
     
  17. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    شهادة أن لا إله إلا الله: معناها ـ أركانها ـ شروطها
    ‎‎ أ - معناها: لا معبود بحق إلا الله، أي أن كل ما عبد من دون الله فهو باطل. ‏
    ‎‎ أخطاء في تفسير معنى لا إله إلا الله:
    ‎‎ يخطئ من يفسر: (لا إله إلا الله ) بلا خالق إلا الله، لأن هذا معلوم لدى جميع البشر، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى العرب وهم يقرون ويعترفون ويعلمون بأنه لا خالق إلا الله، وقد قال عزوجل: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } [الزخرف: 87]. ‏
    ‎‎ وأما من قال معناها لا موجود إلا الله، فهذا خطأ، لأن الموجودات غير الله كثيرة، كالناس والدواب والسماء والأرض وغير ذلك. ‏
    ‎‎ إذاً معناها الحقيقي: إفراد الله بالعبادة، فهو سبحانه المستحق للعبادة سبحانه وتعالى وحده دون سواه. ‏
    ب- أركان شهادة أن لا إله إلا الله:
    ‎‎ لها ركنان: ‏
    ‎‎ ‏1. النفي 2. الإثبات
    ‎‎ 1. النفي: وهو نفي الإلهية عن سوى الله: لاإله. ويقتضي الكفر بالطاغوت وبكل ما يعبد من دون الله سبحانه، وبكل دين وملة غير ملة الإسلام والبراءة من الشرك والكفر وأهله. ‏
    ‎‎ 2. الإثبات: إثبات الإلهية لله وحده دون ما سواه، فهو سبحانه الإله المستحق للعبادة وحده دون ما سواه: إلا الله. وهذا يقتضي الإيمان بالله سبحانه وتعالى ومحبة أهل التوحيد..‏
    ‎‎ قال عز وجل: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم } [البقرة: 256]. ‏
    ‎‎ قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّه ) رواه مسلم. ‏
    ‎‎ فمن قال "لا إله إلا الله " ولم يكفر بالأديان الأخرى ويكفر الكفار لا يصح إسلامه، فالذي يعتقد أن اليهود والنصارى وجميع الكفرة أنهم على حق، وأن دينهم ليس بباطل، أو رضي بدينهم فهو كافر، ولا يصح إسلامه حتى يكفر بهذه الأديان كلها ويؤمن بدين واحد هو دين الإسلام. ‏

     
  18. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    ب-أركان شهادة أن لا إله إلا الله:
    لها ركنان:
    1. النفي 2. الإثبات
    1. النفي : وهو نفي الإلهية عن سوى الله ( لاإله ).
    2. الإثبات : إثبات الإلهية لله وحده دون ما سواه، فهو سبحانه الإله المستحق للعبادة وحده دون ما سواه (إلا الله ).
    قال - عز وجل -: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم} البقرة (256).
    فالنفي : هو الكفر بالطاغوت وبكل ما يعبد من دون الله سبحانه وبكل دين وملة غير ملة الإسلام وهو البراءة من الشرك والكفر وأهله.
    والإثبات : يؤمن بالله موحداً له سبحانه ومحباً لأهل الإيمان والتوحيد.
    قال "صلى الله عليه وسلم": (مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ)، رواه مسلم.
    فمن قال هذه الكلمة ولم يكفر بالأديان الأخرى ويكفر الكفار لا يصح إسلامه، فالذي يعتقد أن اليهود والنصارى وجميع الكفرة أنهم على حق، وأن دينهم ليس بباطل أو رضي بدينهم فهو كافر، ولا يصح إسلامه حتى يكفر بهذه الأديان كلها ويؤمن بدين واحد هو دين الإسلام.
     
  19. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    ج- شروط شهادة أن لا إله إلا الله:
    ‎‎ لشهادة أن لا إله إلا الله سبعة شروط وهي: ‏
    1. العلم: وهو العلم بمعناها المراد منها نفياً وإثباتاً، المنافي للجهل بذلك، قال الله عز وجل: {فاعلم أنه لا إله إلا الله } [محمد: 19]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون } الزخرف: 86. ‏
    ‎‎ ‏ {شهد بالحق } أي: بلا إله إلا الله؛ {وهم يعلمون } أي: بقلوبهم معنى مانطقوا به بألسنتهم. ‏
    ‎‎ عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّة َ) رواه مسلم وأحمد. ‏
    ‎2. ‏اليقين: وهو اليقين المنافي للشك، وذلك بأن يكون قائلها مستيقناً بمدلول هذه الكلمة يقيناً جازماً، فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن، فكيف إذا دخله الشك، قال الله عز وجل: {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون } [الحجرات: 15].‏
    ‎‎ فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا، أي: لم يشكوا، فأما المرتاب فهو من المنافقين والعياذ بالله الذين قال الله عز وجل فيهم: {إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون } [التوبة: 45].‏
    ‎‎ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ ). أخرجه مسلم ضمن حديث طويل. ‏
    3. القبول: وهو القبول لما اقتضته هذه الشهادة بقلبه ولسانه، وقد قص الله عز وجل علينا من أنباء ما قد سبق من إنجاء من قَبِلها وانتقامه ممن ردها وأنكرها، كما قال عز وجل: {وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين } [الزخرف: 23-25]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون } [الصافات: 22-23]. ‏
    ‎‎ وعن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِه ) متفق عليه. ‏
    4. الانقياد: ويقصد به الانقياد لما دلت عليه هذه الشهادة المنافي لترك ذلك قال الله عز وجل: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له } [الزمر: 54]. ‏
    ‎‎ وقال الله عز وجل: {ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى } [لقمان: 22]. أي بلا إله إلا الله .‏
    ‎‎ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لَا يُؤْمِن أَحَدكُمْ حَتَّى يَكُون هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْت بِه ) أخرجه الحسن بن سفيان وصححه النووي، وقال ابن حجر رجاله ثقات. ‏
    5. الصدق: وهو أن يقولها صدقاً من قلبه، يواطئ قلبه لسانه، قال الله عز وجل: {آلم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين } [العنكبوت: 1-3]. ‏
    ‎‎ وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَل ! قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: يَا مُعَاذ ُ. قَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ثَلَاثًا. قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّار . قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا؟ قَالَ: إِذًا يَتَّكِلُوا . وَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا). ‏
    ‎‎ فاشترط في نجاة من قال هذه الكلمة أن يقولها صدقاً من قلبه، فلا ينفعه مجرد التلفظ بدون مواطأة القلب.‏
    ‎6. الإخلاص وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك، قال الله ‏
    عز وجل: {ألا لله الدين الخالص } [لزمر: 3]، وقال عز وجل: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } [لبينة: 5]. ‏
    ‎‎ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: (قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِه ِ) رواه البخاري. ‏
    ‎‎ وعن عثمان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّه ِ) متفق عليه. ‏
    7. المحبة: ويقصد بها المحبة لهذه الكلمة ولما اقتضته ودلت عليه، ولأهلها العاملين بها الملتزمين لشروطها، وبغض ما ناقض ذلك، قال الله عز وجل: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله } [البقرة: 165]. ‏
    ‎‎ فأخبرنا الله عز وجل أن عباده المؤمنين أشد حباً له، وذلك لأنهم لم يشركوا معه في محبته أحداً، كما فعل مدعو محبته من المشركين الذين اتخذوا من دونه أنداداً يحبونهم كحبه، وعلامة حب العبد ربه تقديم محابه وإن خالفت هواه، وبغض ما يبغض ربه وإن مال إليه هواه، وموالاة من والى الله ورسوله، ومعاداة من عاداه، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثره وقبول هداه. ‏
    ‎‎ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّار ) رواه البخاري. ‏
    ‎‎ وقال صلى الله عليه وسلم: (فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِه ِ) رواه البخاري. ‏
    ‏ ‏

    ‎‎
     
  20. ahmed fathy 13

    ahmed fathy 13 زيزوومى فضى

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 30, 2007
    المشاركات:
    5,980
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    840
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    2. العبادة:
    أ - معناها ب - شروطها ج - أركانها د - أنواعها .
    أ- معنى العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. ‏
    ‎‎ فكل حياة الإنسان عبادة لله سبحانه وتعالى، فالإنسان عبد لله في المسجد والسوق والمنزل والعمل، وفي كل مكان. ‏
    ب- شروط العبادة:
    ‎‎ لا تقبل العبادة إلا بشرطين: ‏
    ‎‎ الأول: الإخلاص: فلابد أن تكون أعمال الإنسان وعبادته خالصة لله سبحانه، لا يشرك مع الله أحداً، ولا يرجو ثناءً ولا مدحاً من أحد. ‏
    ‎‎ قال عز وجل: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } [البينة: 5]. ‏
    ‎‎ وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى الله ورَسُوله فَهِجْرَتُه إِلَى الله ورَسُوله، ومَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ) رواه البخاري. ‏
    ‎‎ الثاني: أن تكون عبادته على وفق ما شرعه الله ورسوله، فمن عبد الله بشيء لم يشرعه الله، فعبادته مردودة عليه غير مقبولة. ‏
    ‎‎ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ منهِ فَهُوَ رَدٌّ ) متفق عليه. ‏
    ‎‎ ج- أركان العبادة وأصولها:
    ‎‎ العبادة تقوم على أركان ثلاثة هي: المحبة، والرجاء، والخوف. ‏
    1. المحبة لله تعالى:
    ‎‎ فهي أصل الإسلام، وهي التي تحدد صلة العبد بربه تبارك وتعالى، وهي نعمة لا يدركها إلا من ذاقها، وإذا كان حب الله لعبد من عبيده أمراً هائلاً عظيماً وفضلاَ غامراً جزيلاً، فإن إنعام الله على العبد بهدايته لحبه وتعريفه هذا المذاق الجميل الفريد الذي لا نظير له في مذاقات الحب كلها، ولا شبيه له، هو إنعام عظيم وفضل غامر جزيل أيضا. وقد تواردت الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة بهذه المعاني، فقال الله عز وجل: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً } [مريم: 24]. ‏
    ‎‎ وقال عز وجل: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } [التوبة: 24]. ‏
    ‎‎ وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّار ) رواه البخاري. ‏
    ‎‎ وحب الله تعالى ليس مجرد دعوى باللسان، ولا هياماً بالوجدان، بل لابد أن يصاحبه الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم والسير على هداه وتحقيق منهجه في الحياة، والإيمان ليس كلمات تقال، ولا مشاعر تجيش ولكنه طاعة لله والرسول، وعمل بمنهج الله الذي يحمله الرسول، قال الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم } [آل عمران: 31]. ‏
    ‎‎ تنبيه:
    ‎‎ ولكن بقي أن نشير هنا -تأكيداً لما سبق - إلى أن هذه المحبة هي غير المحبة الطبيعية للشيء، وغير محبة الرحمة والإشفاق ، كمحبة الوالد لولده الطفل، وليست محبة الإلف والأنس كمحبة الإخوة لبعضهم، أو لمن يجمعهم عمل واحد أو صناعة واحدة. وإنما هي المحبة الخاصة التي لا تصلح إلا لله تعالى، ومتى أحب العبد بها غيره كانت شركاً لا يغفره الله، وهي محبة العبودية المستلزمة للذل والخضوع والتعظيم وكمال الطاعة، وإيثاره سبحانه وتعالى على غيره. فهذه المحبة لا يجوز تعلقها أصلاً بغير الله. ‏
    2. الرجاء:
    ‎‎ تعريفه: هو الاستبشار بجود الرب تبارك وتعالى، ومطالعة كرمه وفضله والثقة به. ‏
    ‎‎ الفرق بين الرجاء والتمني: أن الرجاء هو أن العبد يرجو ما عند الله عز وجل في الدار الآخرة، والرجاء لا يكون إلا مع العمل، فإذا كان بدون عمل فهو التمني المذموم، قال عز وجل: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً } [الكهف: 110]. ‏
    ‎‎ فالرجاء هو التمني المقرون بالعمل وفعل السبب، أما التمني فهو الرغبة المجردة عن العمل وبذل الأسباب. ‏
    ‎‎ عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاث يقول: (لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَل ) رواه مسلم. ‏
    ‎‎ وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قَالَ اللَّهُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ) رواه البخاري. ‏
    3. الخوف:
    ‎‎ فكما أن العبد يرجو ثواب الله ومغفرته، كذلك فهو يخاف الله ويخشاه، قال عز وجل: {فلا تخافوهم وخافون } [آل عمران: 175]. ‏
    ‎‎ فمن اتخذ مع الله نداً يخافه فهو مشرك. ‏
    ‎‎ قال الله عز وجل: {ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئاً وسع ربي كل شيء علماً أفلا تتذكرون وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون } [البقرة: 80-81]. ‏
    ‎‎ والقلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر، فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قُطع الرأس مات الطائر، ومتى فُقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر. ‏
    د- أنواع العبادة:
    ‎‎ أنواعها من حيث العموم والخصوص نوعان: ‏
    1. عبادة عامة:
    ‎‎ وهي تشمل عبودية جميع الكائنات لله عز وجل، يدخل فيها المؤمن والكافر والإنسان والحيوان، بمعنى: أن كل من في الكون تحت تصرف الله وقهره، قال عز وجل: {إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً } [مريم: 93]. ‏
    ‎2. عبادة خاصة: ‏
    ‎‎ وهي عبادة المؤمنين لربهم، وهي التي عناها الله عز وجل بقوله: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً } [النساء: 36]. ‏
    ‎‎ وهذه هي العبودية التي تحصل بها النجاة يوم القيامة. ‏
    ‎‎ هـ- أنواع العبادات من حيث تعلقها بالعباد:‏
    ‎1. عبادات اعتقادية:
    ‎‎ وهذه أساسها أن تعتقد أن الله هو الرب الواحد الأحد الذي ينفرد بالخلق والأمر وبيده الضر والنفع ولا يشفع عنده إلا بإذنه، ولا معبود بحق غيره. ‏
    ‎‎ ومن ذلك أيضا: الاعتقاد والتصديق بما أخبر الله تعالى عنه، كالإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقضاء والقدر في آيات كثيرة كقوله عز وجل: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين } [البقرة: 177]. ‏
    2. عبادات قلبية:
    ‎‎ وهي الأعمال القلبية التي لا يجوز أن يقصد بها إلا الله تعالى وحده، فمنها: ‏
    ‎‎ المحبة التي لا تصلح إلا لله تعالى وحده، فالمسلم يحب الله تعالى، ويحب عباده الذين يحبونه سبحانه، ويحب دينه، قال الله عز وجل: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله } [البقرة: 165]. ‏
    ‎‎ ومنها التوكل: وهو الاعتماد على الله تعالى والاستسلام له، وتفويض الأمر إليه مع الأخذ بالأسباب، قال الله عز وجل: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين } [المائدة: 23]. ‏
    ‎‎ ومنها الخشية والخوف من إصابة مكروه أو ضر، فلا يخاف العبد أحداً غير الله تعالى أن يصيبه بمكروه إلا بمشيئة الله وتقديره، قال الله عز وجل: {فلا تخشوا الناس واخشون } [المائدة: 44].‏
    3. عبادات لفظية أو قولية:
    ‎‎ وهي النطق بكلمة التوحيد، فمن اعتقدها ولم ينطق بها لم يحقن دمه ولا ماله، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا وَصَلَّوْا صَلَاتَنَا وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا وَذَبَحُوا ذَبِيحَتَنَا فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّه ) رواه البخاري. ‏
    ‎‎ دعاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، سواء كان طلباً للشفاعة أو غيرها من المطالب، قال الله عز وجل: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين } [يونس: 16]. ‏
    4. عبادات بدنية:
    ‎‎ كالصلاة والركوع والسجود، قال الله عز وجل: {فصل لربك وانحر } [الكوثر: 2]. ‏
    ‎‎ ومنها الطواف بالبيت، حيث لا يجوز الطواف إلا به، قال عز وجل: {وليطوفوا بالبيت العتيق } [الحج: 29]. ‏
    ‎‎ ومنها الجـهاد في سبيل الله تعالى، قال عز وجل: {فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيماً } [النساء: 74]. وكذلك وسائر أنواع العبادات البدنية كالصوم والحج.‏
    5. عبادات مالية:
    ‎‎ كإخراج جزء من المال لامتثال أمر الله تعالى به، وهي الزكاة. ومما يدخل في العبادة المالية أيضاً: النذر، قال الله عز وجل: {يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً } [لإنسان: 7]. ‏
     

مشاركة هذه الصفحة

جاري تحميل الصفحة...