1. إستبعاد الملاحظة
  2. الإدارة العامة

    صفحة منتديات زيزووم للأمن والحماية

  3. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية الفيس بوك

  4. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية التلكرام

●''مُدَوَنَةْ مُسْلِمْ عَرَبِي جَزَائِرِي''●

الموضوع في 'ركن مدونات الأعضاء' بواسطة ثعلب الجزائري, بتاريخ ‏فبراير 9, 2012.

  1. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى



    ذكرنا أن البلاء يعينك على أن تبني حبك لله على أسس سليمة، وقلنا أن من هذه الأسس تأملَ أسماء أسماء الله وصفاته. البلاء يعينك على فهم هذه الأسماء والصفات.
    -سنتكلم بداية عن صفة الحكمة...حكمة الله تعالى في الابتلاء.
    -سبحان الله! ترى الغافل يشككه البلاء في حكمة الله، بينما المؤمن يزيده البلاء يقينا بحكمة الله!
    قال ابن عطاء الله السكندري: "متى فتح –أي الله تعالى-متى فتح لك باب الفهم في المنع، عاد المنع عين العطاء. متى أعطاك أشهَدَك برّه، ومتى منعك أشهدَك قهره، فهو في كل ذلك متعرّف إليك ومقبل بوجود لطفه عليك. إنما يؤلمك المنع لعدم فهمك عن الله فيه"
    إذن، قد تُحرم من نعمة...فإن وفقك الله للتفكر في حكمته عندما حرمك، فإن هذا التفكر سيعود عليك بعطايا هي أعظم بكثير مما حرمت منه، وسترى أن الله تعالى يعرفك بأسمائه وصفاته من خلال هذا البلاء. أما الذي لا يرى البلاء إلا شرا محضا فمصيبته في قلة التفكر وقلة فهم حكم الله.
    قال ابن القيم: ولو أنصف العبد ربه، وأنى له بذلك، لعلم أن فضل الله عليه فيما منعه من الدنيا ولذاتها ونعيمها أعظم من فضله عليه فيما آتاه منها! فإنه ما منعه إلا ليعطيه.
    المفتاح للتفكر والفهم هو أن توقن أن لله في كل شيء حكمة. تجاوز الشك في وجود الحكمة. أيقن بحكمة الله ثم تفكر: ما هي هذه الحكم؟ وستفتح لك حينئذ كنوز عظيمة.
    والمفتاح الآخر أن توقن بجهلك في مقابل حكمة الله:
    ((وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)).
    في كل مرحلة من مراحل البلاء الذي مررت به كنت أتمنى أن يتوقف البلاء عند هذا الحد وأعود إلى حياتي كالمعتاد. قبل تحويلي إلى السجن كنت أتمنى ألا أحول، وقبل محاكمتي كنت أتمنى ألا أحاكم، وقبل الحكم علي كنت أتمنى ألا يحكم علي، وقبل صدور قرار نقض الحكم بعد خمسة أشهر كنت أتمنى أن ينقض الحكم قريبا وألا تطول المدة.
    وفي كل مرحلة كنت أظن أن الأنفع لي أن يقف البلاء عند هذا الحد. لكنني في كل مرحلة كنت أكتشف أن استمرار البلاء كان أنفع لي من توقفه! والآن لو سؤلت: هل تتمنى لو أن كل هذا الذي حدث لك لم يحدث؟ فجوابي: لا والله! بل أنا سعيد جدا بأن الله تعالى لم يحقق لي ما تمنيته ودعوت به من الخروج المبكر من الأسر، بل اختار لي أفضل من اختياري لنفسي.
    أحمد الله على أن استمرت نعمة البلاء هذه المدة كلها لأقطف منها الهدايا الربانية العظيمة.
    قال ابن القيم: ومن الآفات الخفية العامة أن يكون العبد في نعمة أنعم الله بها عليه واختارها له فيملّها العبد ويطلب الانتقال منها إلى ما يزعم -لجهله- أنه خير له منها. وربه برحمته لا يخرجه من تلك النعمة ويعذره بجهله وسوء اختياره لنفسه. ثم قال:
    فإذا أراد الله بعبده خيرا ورشدا أشهده أن ما هو فيه نعمة من نعمه عليه ورضّاه به وأوزعه شكره عليه.
    والحمد لله وصلت إلى هذه المرحلة في أواخر بلاء السجن. لم تعد المسألة صبرا فحسب، بل أصبحت أشكر ربي على ما أنا فيه من نعمة البلاء.
    قبل تجربة الأسر كنت أتساءل أحيانا عن الحكمة في تقدير البلاء على علماء ودعاة يفيدون الناس بدعوتهم وهم أحرار، كالإمام أحمد وابن تيمية وابن القيم وسيد قطب وغيرهم. كنت أفهم بعض الحكم من ذلك لكني كنت أتمنى أن يطمئن قلبي أكثر. كنت أفهم جانبا من الحكمة نظريا لكنني بتجربة البلاء فهمتها عمليا.
    إذا ابتليت ووفقك الله للفهم فسترى مصداق قول معاوية رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري: لا حكيم إلا ذو تجربة.
    سترى كيف أن من يعمل للإسلام تبقى في شخصيته حلقة مفقودة لا تكتمل إلا بالتضحية، عندما يقدم ثمن دعوته.
    سترى كيف أن الله يفتح على الأسير في سبيله فتوحات ما كانت تخطر بباله خارج السجن. ستفهم كل كلمة من الكلمات التالية العظيمة لسيد قطب رحمه الله، الذي حبس وأعدم في سبيل الله.
    قال سيد رحمه الله: (فلا بد من تربية النفوس بالبلاء ومن امتحان التصميم على معركة الحق بالمخاوف والشدائد وبالجوع ونقص الأموال والأنفس الثمرات. قال تعالى ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) ([17]) .
    لابد من هذا البلاء ليؤدي المؤمنون تكاليف العقيدة كي تعز على نفوسهم بمقدار ما أدوا في سبيلها من تكاليف، والعقائد الرخيصة التي لا يؤدي أصحابها تكاليفها لا يعز عليهم التخلي عنها عند الصدمة الأولى. فالتكاليف هنا هي الثمن النفيس الذي تعز به العقيدة في نفوس أهلها قبل أن تَعز في نفوس الآخرين، وكلما تألموا في سبيلها وكلما بذلوا من أجلها كانت أعز عليهم وكانوا أضن بها.
    كذلك لن يدرك الآخرون قيمتها إلا حين يرون ابتلاء أهلها وصبرهم على بلائها.
    ولا بد من البلاء كذلك ليَصْلُب عود أصحاب العقيدة ويقوى. فالشدائد تستجيش مكنون القوى، ومدخور الطاقة، وتفتح في القلوب منافذ ومسارب ما كان ليعلمها المؤمن إلا تحت مطارق الشدائد.
    والقيم والموازين والتصورات ما كانت لتصح وتدق وتستقيم إلا في جو المحنة التي تزيل الغبش عن العيون والران عن القلوب. وأهم من هذا كله، أو القاعدة لهذا كله الالتجاء إلى الله وحده حين تهتز الأسناد كلها, وتتوارى الأوهام -وهي شتى- ويخلو القلب إلى الله وحده لا يجد سنداً إلا سنده. وفي هذه اللحظة قد تنجلي الغشاوات ، وتنفتح البصيرة ,وينجلي الأفق على مد البصر : لاشيء إلا الله ، لا قوة إلا قوتُه ، لا حول إلا حولُه ، لا إرادة إلا إرادتُه، لا ملجأ إلا إليه ... لذلك إن الله قد وضع الابتلاء لينكشف المجاهدون ويتميزوا ، وتصبح أخبارهم معروفة ، ولا يقع الالتباس في الصفوف ، ولا يبقى مجال لخفاء أمر المنافقين ، ولا أمر الضعاف الجزعين) انتهى كلامه رحمه الله.
    إذن هذه من حكم الله تعالى في ابتلاء الدعاة. صحيح أنهم لو بقوا خارج السجن لربما تمكنوا من مخالطة الناس وقراءة المراجع وبث المؤلفات أكثر.لكن الله تعالى يريد أن يخلص نياتهم ويبث الحياة في كلماتهم، فكما قيل: فعل رجل في ألف رجل أبلغ من قول ألف رجل في رجل.
    -لا يعني هذا أنك ستحيط بحكمة الله في البلاء كلها أو أن لك ألا تحسن الظن حتى تدركها. فالله تعالى قال: ((وما أوتيتم من العلم إلا قليلا))
    -فلن تدرك إلا قليلا من حكم الله تعالى. لكنه سبحانه برحمته أطلعك على شيء من حكمته ليطمئن قلبك.
    -يسهل علينا فهم هذه المعاني في البلايا الخفيفة نسبيا، لكن القلب قد يساوره الشك عندما يرى أناسا ابتلوا بلايا عظيمة جدا. سنتكلم عن هؤلاء في الحلقة القادمة بإذن الله.
    خلاصة هذه الحلقة: ثق بحكمة الله في ابتلائك، وسيكشف لك كنوزا عظيمة​
     
    m0d!s@r7@n ،Abdulkader ،MAHMOUD FOUAD و 13آخرون معجبون بهذا.
  2. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى
    ملحد في احد المنتديات يقول ردًا على من يحتجون بالسببية لإثبات الخلق :
    إن أردت القول أن الله سبب الكون أن ياتي للوجود فهذا غير ممكن لأن الكون لم يكن موجودا قبل أن يسببه الله فكيف يمكن لله أن يسبب شيئا غير موجود؟

    بصراحة ، أنا انبهرت من هذه العبقرية

    :tearsofjoy: :tearsofjoy: :tearsofjoy:
     
    m0d!s@r7@n ،Abdulkader ،MAHMOUD FOUAD و 13آخرون معجبون بهذا.
  3. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى



    لا زلنا نتكلم عن حكمة الله عز وجل. وكيف أنك عندما تتأمل حكمته تعالى في الابتلاء يكون ذلك سببا في زيادة محبة الله.
    -قبل تجربة الأسر كنت أتساءل: كيف يصبر المؤمنون الذين يبتليهم الله بابتلاءات شديدة. كنت أومن بقدرته تعالى على تصبيرهم لكن أتمنى أن يطمئن قلبي.وعندما خالطت نماذج من هؤلاء الناس كان من نعمة الله علي أن فهمت كيف يصبرون.فأورثني ذلك سلامة صدر تجاه أقدار الله تعالى.
    -رأيت أولا أن من حكمة الله تعالى أنه لا يبتلي عباده المؤمنين بقواصم ظهر لا يتحملونها...بل ببلاء يتناسب مع إيمانهم. روى الترمذي عن سعد بن أبي وقاص قال: قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال: ((الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل؛ يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة)).
    -ثانيا: رأيت أنه تعالى يرفق بعباده المؤمنين فيتدرج في ابتلائهم...يبتلي على قدر الإيمان...ثم يصبر...فيزيد الصبرُ الإيمانَ إلى درجة تؤهله لتحمل ابتلاء أشد...يبتليه الله ذلك البلاء...ثم يصبر...وهكذا...فيبقى البلاء يمتزج بالإيمان فيرتقيان بالعبد في المنازل إلى درجة ما كان يحلم بها ولا يتصور أنه أهل لها في بداية بلائه!
    -ثالثا: حتى على فرض أن بلاء شديدا حل بالمؤمن فجأة...رأيت كيف أنه تعالى يمنح عبده المؤمن مذاقات تذاق ولا توصف! تماماً كطعم الفاكهة ورائحة العطور... لو طلبت منك أن تصف لي طعم البرتقال أو التفاح أو رائحة الياسمين أو الريحان...هل تستطيع؟ هذه مذاقات تذاق ولا توصف.
    -كذلك فإن عباد الله هؤلاء الذين لا تتصور كيف يصبرون ذاقوا طعم السكينة والأنس بالله وتعلق القلب به والرضا بقضائه ... هذه المعاني مذاقات...تذاق ولا توصف. ذقت في تجربتي شيئا منها فعرفت أثرها...لكني في الأسر خالطت أناسا أحسبهم خيرا مني وأكثر عيشا لهذه المعاني مني.
    -كانت بلاياهم شديدة أشد من بلائي بكثير، ولكن وجوههم مع ذلك كانت تشرق بالرضا والبشر والسكينة, وألسنتهم تلهج بحمد الله واستصغار صبرهم ما دام لوجه الله تعالى. بل إن أحدهم قال لي : (إني,وأنا أدعو الله بالفرج, أكاد أحياناً أسأل الله ألا يستجيب دعائي, لما أتذكره من عظيم أجري حينئذ في الدار الآخرة)!
    -كنت أذكر لهذا الأخ أني أحسن الظن بالله تعالى أنه سيجعل لي فرجا ومخرجا قريبا فكان يقول لي: هذا جميل ولكني أريد لك مستوى أرقى من ذلك: أريدك أن تستمتع بنعمة البلاء! تستمتع بنعمة البلاء! لم أفهم كلمته هذه في حينها لكني بدأت أعيشها بعد فترة من استمرار تجربة الأسر.
    -لقد رأيت في تجربتي طرفا من حكمة الله في الابتلاء...بدا البلاء خفيفا في البداية وظننت أنه سيزول قريبا...ظننت أني لن أبقى في الأسر إلا أياما...صبرني الله واشتد عودي فزاد البلاء ...وكلما اشتد كانت تنزل من الله سكينة تصبر. فالحمد لله الحكيم الرحيم.
    -هذه المذاقات العجيبة إن لم تذقها فلك أن ترى آثارها: سحرة فرعون السبعون(ذكر هذا العدد ابن أبي حاتم عن ابن عباس) ما كان لهم هم إلا ((أئن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين)) وعاشوا على ذلك سنين طويلة... ثم ما هي إلا لحظة من الهدى واليقين والصبر والسكينة جعلتهم جبالاً رواسي أمام التهديد بالتقطيع والتصليب يقولون لفرعون: ((لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى )) (طه)...أناس دنيويون طينيون في لحظة ذاقوا فيها هذه المذاقات التي لا توصف تحولوا إلى عمالقة تعلقت أرواحهم بالدار الآخرة لا يرجون من بشر نفعا ولا يخافون ضرا.
    فإذا رأيت أناسا صالحين يبتلون بلايا شديدة....وثارت في صدرك تساؤلات عن حكمة الله في ابتلائهم! فقل: (عليَّ نفسي. هل وكلني هؤلاء الصابرون كي أتظلم لله نيابة عنهم؟ بل هم لم يشكوا ربهم سبحانه لأحد. فإن كانوا راضين بقضاء الله فما شأني أنا؟ فالله أرحم بهم مني).
    خلاصة الحلقة: من حكمة الله تعالى أن يمنح أصحاب البلايا الشديدة مذاقات لا توصف.​
     
    m0d!s@r7@n ،Abdulkader ،MAHMOUD FOUAD و 13آخرون معجبون بهذا.
  4. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى
    تم تثبيت النسخة المجانية من الافاست 9 بجانب الاونلاين ارمور
    لفترة غير محددة ​
     
    m0d!s@r7@n ،Abdulkader ،MAHMOUD FOUAD و 14آخرون معجبون بهذا.
  5. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى
    اذا اﻧﺘﻬﺖ ﻋﻼﻗﺘﻚ ﻣﻊ ﺷﺨﺺ ، إﺟﻤﻊ ﻛﺎﻓﻪ أﺳﺮاره ، وﺧﺒﺌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ، واﻧﺴﻰ اﻟﻤﻜﺎن !

    فالنهايات أخلاق.​
     
  6. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى
  7. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى
    m0d!s@r7@n ،Abdulkader ،MAHMOUD FOUAD و 12آخرون معجبون بهذا.
  8. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    إخواني وأخواتي:
    لا زلنا نتكلم عن حكمة الله عز وجل في الابتلاء، واليوم نضيف عنصرا جديدا ألا وهو: حكمة الله عز وجل في اختيار مدة البلاء. في تجربة الأسر؛ كان يأتيني أحيانا خاطر وأقول:حتى هذا الحد استفدت كثيرا من هذه التجربة، لكني أخشى إن طال البلاء أن يصبح المفعول عكسيا.
    ثم قلت لنفسي: وما شأنك أنت؟ أنت عبدٌ؛ دع أمرك لله عز وجل الحكيم الخبير العليم، هو أعلم بمدة البلاء، وشدته، وتوقيته، ونوعه، يختار ما يشاء سبحانه وتعالى، وهو الحكيم في اختياره.
    حتى نفهم هذا المعنى؛ أود أن ألفت نظركم إلى آية في سورة الأحزاب، دعونا نـتأملها، الآية رقم 22:
    قوله تعالى: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)
    في هذه الآية تشعر أن المؤمنين كان عندهم صبر ويقين عندما رأوا جيش الأحزاب.
    اِرجع قبلها بآيات، الآية 10:
    قال تعالى: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا)
    إذاً هنا يظهر الخوف عند المؤمنين، التزلزل، ظنُّ الظنونِ بوعد الله _عز وجل_.
    ألا يظن القارئ أن هناك تعارضا بين الآيتين؟
    قد يظن هناك التعارض، ولكن لا تعارض في كتاب الله _عز وجل_.
    إذاً؛ كيفنوفق بين الآيتين:
    الآية التي تدل على أن المؤمنين صبروا وثبتوا وأيقنوا بنصر الله
    والآية التي تدل على أن المؤمنين تزلزلوا وخافوا وظنوا الظنون؟
    الآيتان تتكلمان عن الغزوة ذاتها وعن جماعة المؤمنين أنفسهم.يمكن الجمع _والله أعلم_ بأن نقول:
    إن المؤمنين لما رأوا الأحزاب ثبتوا وصبروا، نجاهم الله _عز وجل_ بإيمانهم فأنطقهم بكلام حَفِظَ عليهم دينهم، إنما الصبر عند الصدمة الأولى، وهذا المطلوب منهم: أن يصبروا عندما رأوا جيش الأحزاب. لكن يظهر _والله أعلم_ أن المؤمنين ظنوا أن النصر سوف يتنزل سريعا، أسرع مما كان، تأتي ريح، تنشق الأرض وتبتلع المشركين، تأتي الملائكة من عند الله _عز وجل_ ، تُحسم المعركة سريعا.
    لكن البلاء طال واشتد، الحصار دام شهرا، في هذا الشهر:
    جوع، برد،خوف،
    المشركون حاولوا الإغارة على المسلمين من نقاط ضعف في الخندق.
    وبلغت الأمور ذروتها عندما علم المسلمون أن يهود بني قريظة نقضوا العهد وتحالفوا مع المشركين، والآن في أية لحظة يمكن ليهود بني قريظة أن يفتحوا بواباتهم= فينساحَ المشركون في المدينة ويفسدوا فيها، ويعيثوا فيها قتلا وتعذيبا وانتهاكا للأعراض.
    في هذه اللحظة ظن المؤمنون الظنون:
    أين وعد الله؟ ألميعدنا الله بالنصر؟ ألم يعدنا الله بالتمكين؟
    خافوا وبلغت القلوب الحناجر.
    في هذه اللحظة نجّا الله المؤمنين، وأرسل الله الريح فاقتلعت خيام المشركين، وكفأت قدورهم، وشردت جموعهم، وانسحبوا مهزومين. اُنظر _سبحان الله العظيم_ إلى هذا التوقيت المناسب.
    تعالوا _الآن_ نتصور:
    ماذا كان سيحصل لو تأخر النصر عن هذا الحد؟
    وماذا كان سيحصل لو جاء النصر قبل هذا الحد؟
    لو تأخر النصر _أكثر فأكثر_ يُخشى أن بعض المؤمنين كان سينطق كلاما أو يفعل أفعالا كما صدر من المنافقين.
    المنافقون كانوا يقولون: "إن محمدا يعدنا كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يستطيع أن يذهب لقضاء حاجته".
    من شدة الخوف والعياذ بالله.
    لو تأخر النصر لربما اعتمل الشك في صدور المؤمنين ونطقوا بكلام يَهدم ماضيهم، يُذهب حسناتهم، يهدد إيمانهم.
    لكن الله _عز وجل_ بحكمته ورحمته_ حفظ عليهم دينهم؛ فلم يتأخر النصر أكثر من ذلك الحد؛ لأن الله يبتلي المؤمن على قدر دينه.
    طيب، السؤال الآخر:
    لماذا لم يأت النصر قبل ذلك؟
    لماذا لم تحسم المعركة ولم تأت الريح في اليوم التالي من الحصار، الأسبوع الأول من الحصار، الأسبوع الثاني من الحصار؟
    لماذا امتد الحصار شهراً كاملا؟
    لله في ذلك حكم، منها _والله تعالى أعلم بحكمته_:
    منها: أن الله _عز وجل_ أراد أن يطيل مدة البلاء حتى يصلب عود المؤمنين، كلما اشتد البلاء كلما صلب عودهم وزاد إيمانهم. أيضا هناك نقطة مهمة جدا:
    تصوروا ماذا كان سيحصل لو جاء النصر والمؤمنون في قمة يقينهم وثباتهم واستبشارهم بوعد الله؟
    يُخشى عليهم _حينئذ_ من أن يُعجبوا بأنفسهم، أن يغتروا بأنفسهم. لو جاء النصر قبل أن تأتي مرحلة الظنون والخوف والشك= لربما قال المؤمنون لأولادهم _في المستقبل_: يا أبناءنا، لقد جاء جيش المشركين ولكننا صبرنا، ثبتنا، صمدنا.
    لربما أسندوا الفضل إلى أنفسهم أنهم هم الذين صبروا، هم الذين ثبتوا.
    الله _عز وجل_ أراد أن يعرّف المؤمنين: أنكم _بذواتكم_ ضعفاء، لولا نصر الله وتثبيته لكم لهلكتم.
    أراد الله _عز وجل_ أن يمروا بهذه المرحلة _مرحلة ظن الظنون_ حتى تنكسر نفوسهم أمام الله _عز وجل_ ويستحيوا من ربهم، ويقولوا في أنفسهم:يا رب سامحنا، اغفر لنا، يا رب في يوم من الأيام ظننا بك الظنون لكنك يا رب رحيم حكيم أنجزت وعدك الذي وعدت فاغفر لنا يا رب.
    يخرجون من هذه التجربة والمحنة قد ذلت نفوسهم وخضعت وانكسرت لله _عز وجل_ ، فلا ينسدون الفضل إلى أنفسهم، بل يسندون الفضل كاملا إلى الله _عز وجل_ الذي نجاهم في اللحظة الحرجة.
    إذاً؛
    لم يتأخر النصر إلى حد يمكن أن تخرج معه كلمات من المؤمنين تهدد إيمانهم.
    ولم يأت في مرحلة مبكرة قبل أن يشتد البلاء ويصلب عودهم وتذل نفوسهم لله ويعلموا أنْ ليس لهم إلا الله _عز وجل_.
    فانظروا إلى حكمة الله _سبحانه وتعالى_ في مدةالبلاء.
    رأيت هذا في تجربة الأسر: أناسا ابتلوا بلاء طويلا وصبروا وصمدوا وثبتوا.
    في مرحلة من المراحل عندما جاءت وعود وهمية بالإفراج واستبشروا بالإفراج، لكن بعد ذلك تبين أن هذه وعود وهمية = انكسرت نفوسهم، خالطت نفوسهم الشكوك والظنون،
    في هذه اللحظة انتشلهم الله عز وجل وفرج عنهم حتى لا يضيع إيمانهم.
    فسبحان الحكيم الخبير الذي لا يُضيّع عملَ عباده المؤمنين، وفي الوقت ذاته يربيهم ويؤدبهم.
    والسلام عليكم ورحمة الله​
     
    m0d!s@r7@n ،Abdulkader ،MAHMOUD FOUAD و 12آخرون معجبون بهذا.
  9. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى
  10. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى
    الانتقام

    562345_745626925454854_832481404_n.jpg
     
    m0d!s@r7@n ،Abdulkader ،MAHMOUD FOUAD و 11آخرون معجبون بهذا.
  11. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى


    لاحظ أبو غسان فتورا في مشاعر ولديه الشابيين تجاهه ... فغسان ورامي أصبحا يأتيان كل صباح إلى غرفة أبيهما ويمدان يدهما قائلين : (المصروف يا أبي لو سمحت) بشكل روتيني رتيب ... يعطيهما المصروف فيشكرانه على عجل وينطلقان من البيت.
    أراد أبو غسان أن يذكر ولديه بأن علاقته بهما ليست علاقة مصروف فحسب ... فعندما جاءا هذه المرة ومدا يديهما لقبض المصروف ، قال لهما أبوهما بلهجة تنبض بالحب الصادق : (أحبكما يا ولديَّ) . كان أبو غسان يتمنى أن تلتقي عيناه بعيني ولديه وهو يقول هذه الكلمات فيقرأ فيهما البهجة والإعتزاز بما قال لهما ... كان يريد أي مؤشر على أن ولديه يحبانه لذاته، لا للمصروف الذي يأخذانه منه.

    لكن تجاوب الولدين كان مخيبا للآمال ! هزَا رأسهما قائلين في شرود ذهن : (ونحن كذلك) ـ أي نحن كذلك نحبك... وبقيا مادَين يديهما وأنظارهما مثبتة على جيب والدهما، ففيه المصروف !
    صدم الأب وانقلبت ابتسامته ذبولا وأخرج يده من جيبه دون المحفظة ... انتبه الولدان لما حصل وأدركا عدم لباقتهما في التجاوب مع كلمات أبيهما الرقيقة ... قبضا يدهما وأنزلاها ... حاولا تدارك الموقف:
    أما رامي فقال : (أبي أنا آسف ... طبعا أنا أحبك ... أنت أبي الذي رعيتني وأنفقت علي ولا غنى لي عنك) ... كان رامي يقول هذه الكلمات وذهنه في المصروف ، يتوقع أن يمد والده يده في جيبه ويعطيه المصروف ... لكن الأب لم يفعل وبقي صامتا.

    فقال رامي : (أبي ، رجاء أنا أحتاج المصروف ... أعدك أن أكون أكثر لباقة لكن لا تحرمني من المصروف). لم يتجاوب الأب فتضايق رامي وخرج مغضبا من الغرفة.
    وأما غسان ، فقد هزَ الموقف كيانه ! هو يحب أباه بالفعل ، لكن قلبه كان قد ذهل عن هذه المحبة بتعلقه بالمصروف في الفترة الماضية. ملامح الأب الذابلة العابسة أيقظت مشاعر غسان، فأدرك كم كان مقصرا في حق أبيه في الفترة الأخيرة ... أدرك أنه كان أنانيا لا يفكر كثيرا في شعور أبيه ولا يجتهد في إدخال البهجة إلى قلبه ... اغرورقت عينا غسان بدموع حارة وقال بصوت متهدج : (آسف يا أبي الحبيب... لقد غفلت عنك كثيرا ! سامحني أرجوك... الدنيا كلها لا تساوي ابتسامة منك) ... قال هذه الكلمات وهو يقلب عينيه الدامعتين في وجه أبيه باحثا عن أية بادرة انفراج لعبوسه ... لكن الأب بقي عابسا صامتا وخرج من غرفته وجلس على الأريكة لا يتكلم .

    لحقه غسان وتحرك حول أبيه كالقط ، فتارة يقبل يديه وتارة يقبل رأسه وتارة يمسك بيدي والده بين يديه ودموعه منهمرة على خديه وهو يقول : (سامحني يا أبي أرجوك... أنا أحبك ... تعلم أني أحبك)...
    تنازعت الأب مشاعرُ متباينة...فهو لا يحب رؤية ولده كسيرا بهذا الشكل ، لكنه ما زال مصدوما من جفاء ولديه في أول الأمر، كما أنه يريد مزيدا من الضمانات لصدق محبة غسان ... انسحب الأب وعاد إلى غرفته بصمت وأغلق الباب وراءه.

    أحس غسان بالضياع فلحقه وقال من وراء الباب مناديا: (أبي أرجوك ... لا أطيق الحياة دون رضاك ... لا أستطيع العيش وأنا أراك غضبانا حزينا ... لقد أخطأت يا أبي لكني أحبك ... أحبك يا أبي ... أرجوك سامحني ... أرجوك ابتسم في وجهي ... أرجوك ضمني إلى صدرك) ... وتعالى صوت بكاء غسان كطفل فزعٍ تركته أمه في صحراء وتولَّت عنه.

    حينئذٍ انهار سد الجفاء في قلب الأب أمام دموع غسان ... فتح الباب ورفع ولده الذي كان جاثيا على ركبتيه وضمَّه إلى صدره وجعل يمسح دموعه ويقبل رأسه ... استمر بكاء غسان، لكنه الآن بكاء فرحة وحنين أشبع ...
    مدَ الأب يده في جيبه ليستخرج مصروف غسان ، لكن غسان أعاد المحفظة إلى جيب أبيه وقال له وهو ملتصق بصدره(دعنا الآن من المصروف ... أريدك أنت يا أبي الحبيب. ما دمت راضيا عني فالدنيا كلها تهون).
    ولله المثل الأعلى ... قد يعلم الله تعالى من عباده جفافا في محبتهم له,وتعلقا بنعيم الدنيا الذي يمنحهم إياه ... هو تعالى يتودد إلى عباده ويحب منهم أن يبادلوه الود ودَّاً ... فإذا رأى منهم جفاءً وغفلة قطع عنهم نعمة من النعم ليهز كيانهم ويوقظهم من غفلتهم لعلهم ينتبهون إلى حقيقة أن النعمة ألهتهم عن المنعم ...

    أما فقير المشاعر كـ "رامي"، فلا يفهم هذه الأبعاد، بل لا يزال في غفلته قد سيطر "المصروف" على تفكيره... فيستغفر الله ويجتهد في الطاعات ليسترجع "المصروف". ليست مصيبته في عتاب الله له ، إنما مصيبته قطع "المصروف"! بلادة في التفكير وقصور في النظرة وفقر في المشاعر وأنانية في التعامل! لا يفكر إلا فيما يأخذه، ولا يرى من واجبه أن يعطي.
    وأما صاحب الحس المرهف والقلب الحي كـ "غسان" ، فإن قطع"المصروف" يزيل عن عينيه الغشاوة ليبصر المصيبة الحقيقية، أنه قصر في حق الله تعالى وغفل عنه ... فكل ما يسيطر على كيانه هو كيف يسترضي الله تعالى ويبرهن له على أنه يبادله الود ودَّاً ... أما عودة "المصروف" فتصبح قضية ثانوية ... لأنه قد يعيش ،ولو بصعوبة، دون المصروف، لكنه لا يطيق لحظةً من الضياع الذي سيعانيه إن فقد معيَّة الله تعالى أو أحس بأن الله لا يحبه.

    في النهاية ، قد يعود"المصروف" للاثنين: (( كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا )).
    لكن الأول، فقيرَ الشعور، سيخرج من البلاء كما دخل فيه لم يستفد شيئاً... ما دام يرى عودة"المصروف" غاية الآمال ومنتهى الطموحات. وأما الثاني فإن المحنة كانت أكبر منحة له، حيث أطلقت روحه من قيد الغفلة لتدور في فلك محبة الله تعالى... ((هل يستويان مثلاً)).

    ورد عن السلف أن بعضهم كان يبتلى بمرض أو غيره وقد عرف عنه أنه مستجاب الدعوة، ومع ذلك لايدعو الله تعالى بكشف البلاء...ستقول: هذه المرويات فيها مبالغة. ربما نعم، ولكننا إذا فهمنا المعاني المذكورة في هذه الحلقة فلا نستبعد أن يحصل ذلك...فلعل هذا المبتلى فهم البلاء على أنه تذكرة من الله تعالى بأنك قد غفلت عن خالقك، ويريد ربك منك أن تبادله التودد توددا...فيسيطر هذا التفكير على كيان المؤمن المبتلى ويعيد حساباته ليكتشف مواطن الغفلة ويُنَشط معاني المحبة في قلبه ويتفنن في البرهنة لربه على صدق محبته له سبحانه...
    مثل هذا التفكير لايبعد أن يشغل المؤمن عن الدعاء بكشف البلاء ...بل قد يرى إعطاء الأولوية للدعاء بكشف البلاء سوء أدب لأنه يدل على عدم اعتناء بالسبب الذي من أجله ابتلي (التذكرة بمبادلة التودد توددا)، ولأنه يعلم أن استمرار البلاء أدعى لرده إلى دائرة محبة الله...فهو ينشغل بإعمار قلبه بمعاني المحبة من جديد، ويكل أمر توقيت رفع البلاء إلى الله تعالى ويثق بحكمته تعالى في ذلك ورحمته.
    انظر إلى الابتلاء بإيجابية، لا على أنه عقوبة محضة، بل هو بشكل من الأشكال تودد من الله. إذن، لا تستغرب من عنوان هذه الحلقة: (الله يتودد إلينا بالبلاء).رأى منا غفلة عنه وجفافا في عاطفتنا تجاهه، فابتلى لنراجع أنفسنا، فنستحي، فنحب، ونتودد لله رب العالمين.

    خلاصة الحلقة: الله يتودد إلينا بالبلاء، فلا تكن فقير المشاعر تجاه الله، بل افهم الرسالة، وبادل الله الود ودا​
     
    m0d!s@r7@n ،Abdulkader ،MAHMOUD FOUAD و 10آخرون معجبون بهذا.
  12. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى
  13. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى
  14. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى
    وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

    وكأنك تعبر عن حالتي الان

     
    m0d!s@r7@n ،Abdulkader ،MAHMOUD FOUAD و 9آخرون معجبون بهذا.
  15. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى
    إن رسبت في اختبار فسترسب في الأكبر منه!

    ونحن نخوض معركة الفتن في حياتنا قد نلين أمام فتنة ونتنازل فيها ونقول في أنفسنا: (أنا في هذه مقصر مذنب، لكني لن أقع في فتنة أكبر)، وقد نقصد بالفتنة الأكبر فتنة الولاء والبراء أو الوقوع في الأعمال الشركية أو الكبائر. فنرى أننا على خير ما دمنا لم نخترق هذه الخطوط الحمراء.

    ننسى في هذا كله أن هذه الفتن هي اختبارات تهيئ للاختبارات الأكبر, وأن الذي يرسب فيها يستجلب البقع أو النكت السوداء على قلبه، والتي تقلل –تدريجيا- من بشاعة الفتنة الكبيرة في حسه، وتُضعف إيمانه فلا يعود يثبت أمام بريق هذه الفتن.

    روى الإمام مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    تُعرَضُ الفتنُ علَى القلوبِ كالحصيرِ عودًا عودًا. فأيُّ قلبٍ أُشرِبَها نُكِتَ فيهِ نُكتةٌ سَوداءُ، وأيُّ قلبٍ أنكرَها نُكِتَ فيهِ نُكتةٌ بَيضاءُ، حتَّى تصيرَ علَى قلبَينِ: علَى أبيضَ مِثلِ الصَّفا فلا تضرُّهُ فتنةٌ ما دامتِ السَّماواتُ والأرضُ، والآخرُ أسوَدُ مُربادَّاً كالكوزِ مُجَخِّيًا لا يعرِفُ معروفًا ولا ينكرُ مُنكرًا إلَّا ما أُشرِبَ مِن هواهُ)).

    قبل سنوات اكتسحت "موضة" البورصة أهل الأردن...وتورط فيها بعض مَن ظاهرهم التدين! وكانوا إذا قيل لهم: (الاشتراك فيها محرم وفيه آثام عظيمة للأدلة التالية:...) ردوا: (إيش بدنا تعمل) أي: (وماذا بيدنا أن نفعل)!!!! لم يكن تهاويهم أمام بريق البورصة عاديا!
    ثم ظهر محق البورصات وخسر هؤلاء مبالغ طائلة فبدأت الغشاوة تزول عن العيون وندموا على ما فعلوا.
    حري بهم وبكل من سارع إلى فتنة أن يسأل نفسه: ما الاختبارات التي رسب فيها من قبل حتى طاش عقله في هذا الاختبار الأكبر من سابقاته؟

    عند تعرضك لفتنة النساء، فتنة المال، فتنة المنصب، فتنة الجاه...وتغريك نفسك في ذلك بشيء من التنازل، إياك أن تخدع نفسك وتقول: سألين في هذه وأصمد أمام ما هو أكبر، فإنما هي حينئذ نكت سوداء تُنكت في قلبك حتى تذهب بوقار الإيمان ويطيش عقلك أمام بريق الفتن العظمى وتسرع إليها وأنت لا تشعر.

    د.إياد القنيبي​
     
    m0d!s@r7@n ،Abdulkader ،MAHMOUD FOUAD و 10آخرون معجبون بهذا.
  16. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى



    كم يتودد الله تعالى إلينا وهو الغني عنا! أليس من أسمائه (الودود)؟ انظر إلى قوله تعالى: ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا(44) )) (سورة الأحزاب).

    الله تعالى يتودد في هذه الآيات إلى المؤمنين ويستجيش مشاعرهم بتذكيرهم بأنه يهديهم ويرحمهم وسيلقاهم يوم القيامة بأجر كريم يعبر عن محبته لهم. وكأنه يقول لهم: ما دمت أفعل ذلك كله لكم، ألا أستحق منكم أن تحبوني فتذكروني كثيرا كما يذكر المحب محبوبه.

    لا ينبغي أن تكون علاقتنا بالله تعالى محصورة في انتظار النعيم الدنيوي، بل ولا الأخروي فحسب ...لابد أن يكون رضا الله مطلبا في ذاته. لا بد أن نحب الله ونحرص على أن يحبنا هو أيضا سبحانه وتعالى، وألا نطيق الحياة دون هذه المحبة .

    ألا ترى أن الله تعالى ختم كثيرا من آيات الأوامر ببيان أنه يحب من يفعل كذا وكذا ولا يحب من يفعل كذا وكذا ؟ ماذا نستفيد من هذه الخواتيم؟ إن كنا أوفياء لله تعالى و صادقين في محبته فإن هذه الخاتمة (والله يحب كذا) ينبغي أن تكون كافية في تشجيعنا على تنفيذ الأمر، لنحصل على هذه الجائزة العظيمة: محبةِ الله لنا. كم تكررت هذه الخواتيم في القرآن الكريم:
    ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)) ،((وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)) (آل عمران) ((إن الله يحب المتقين)) (التوبة7) ، ((إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين))، (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) ، ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ))، ((إن الله يحب المتوكلين)).

    ألم تقف عند هذه الخواتيم من قبل؟ ألم تشعر بالسعادة الغامرة إن كنت من أصناف الناس الذين يحبهم الله تعالى؟ ألا تعني لك هذه المحبة الشيء الكثير؟ ألا تستحق محبة الله أن تكون أسمى الأمنيات وأجل معنى نعيش من أجله؟

    إن لم نقف عند هذه الخواتيم من قبل، إن لم نحرص على أن نكون من أهلها، إن لم تكن محبة الله كافية في أن نكون من المحسنين والصابرين والمتقين والمتطهرين والمتبعين للرسول الأمين والمتوكلين، وفي سبيل الله من المقاتلين...إن لم تكن محبة الله كافية في أن نبذل جهدنا في التخلق بهذه الأخلاق...ألا يدل ذلك على أن هناك جفافا في محبتنا لله ونقصَ اهتمام بمحبته لنا؟

    وفي المقابل : ترى أن الله تعالى نهى عن أمور وأتبع النهي بأنه تعالى لا يحب من يفعل كذا: ((والله لا يحب الظالمين))، ((إن الله لا يحب المعتدين))، ((إن الله لا يحب المسرفين))، ((إن الله لا يحب الخائنين)) ...
    أخي راجع نفسك ، هل كنت كلما قرأت هذه الآيات تفكر بالطريقة التالية: (إن لم يحبني الله فسيعرضني لبلاء أو يحرمني من نعيم)؟ هل هذا هو كل ما يهمك؟ أن يستمر النعيم ويُدفع البلاء؟ ألم تشعر بوخز وألم ألَّا يحبك الله تعالى؟ أليس هذا شيئا مرعبا وعقوبة كافية في ذاتها ألا يحبنا الله؟ ألا تكفي هذه العقوبة في أن تحرص كل الحرص على البعد عن الظلم والعدوان والإسراف والخيانة لأن الله تعالى لا يحب من اتصف بهذه الصفات؟...أن تفتش في أقوالك وأفعالك وتحاسب نفسك حسابا دقيقا خشية أن تفقد محبة الله لك وأنت لا تشعر؟

    اسأل نفسك هذه الأسئلة لتعرف إن كنت أقرب إلى شخصية رامي الجاف أم غسان الذي لم يطق أن يرى العبوس في وجه أبيه ولم يتصور العيش وهو يحس بنقص محبة أبيه له، لوفاءٍ ونبلٍ في نفسه.
    ألا ترى كيف أن الطفل الصغير يستمد ثقته بنفسه من محبة والدَيه له؟ لا يشعر بالاستقرار والطمأنينة إلا إذا عبر والداه عن محبتهما له...إذا قال له أبوه: لا أحبك، فإن هذا يهدد استقراره ويدمر ثقته بنفسه ويعطيه نظرة سوداوية للحياة. ألسنا نحن الخلق عيال الله تعالى ما لنا معيل ولا ملجأ إلا هو سبحانه وتعالى...إذا قال الله لك: لا أحبك...ألا يخيفك ذلك؟ ألا يجعلك ترتعد؟ ألا يُسَود الحياة في وجهك؟ ألا يهدد ذلك استقرارك وطمأنينتك؟ ألا ينبغي لك أن تحاسب نفسك على كل قول أو فعل يمكن أن يجعلك من هؤلاء الذين ذكر الله تعالى في كتابه أنه لا يحبهم؟

    عندما يتشرب قلبك هذا المعنى فستجد وقعا عظيما وإحساسا جديدا بكثير من الآيات والأحاديث، مثل قوله تعالى : ((يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم)) ... تأمل هذه الآية كلمة كلمة لترى كيف تنبع منها محبة الله...وفي المقابل الآيات والأحاديث التي تذكر أصنافا من الناس لايكلمهم الله ولاينظر إليهم...فكفى بها عقوبة ألا يكلمك حبيبك ولاينظر إليك إن كنت صاحب قلب حي...
    تأمل معي كذلك الحديث الذي رواه البخاري أن الله يقول لأهل الجنة: ((يا أهل الجنة))، فيقولون: لبيك وسعديك ، والخير في يديك ، فيقول: ((هل رضيتم؟)) فيقولون : وما لنا لا نرضى يا رب، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ، فيقول: ((ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟)) فيقولون: يا رب ، وأي شيء أفضل من ذلك؟! فيقول :
    ((أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبدا))
    ... يصعب على جاف الشعور أن يفهم لماذا هذه أعظم النعم! فما دام أهل الجنة في ظل ممدود وفاكهة كثيرة وحور عين فماذا يضيف إليهم رضوان الله في نظره؟!
    أما صادق المحبة فيعلم أن رضا المحبوب أسمى الأمنيات ومنتهى الطموحات: ((وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم (72) )) (التوبة)
    ...نعم! رضوان الله أكبر من النعم الأخرى كلها...أكبر من الجنات والأنهار والمساكن الطيبة...إنه رضا أعظم محبوب سبحانه وتعالى.
    تأمل معي كذلك قوله تعالى: ((فاذكروني أذكركم))...يتودد إلينا ربنا ويطلب منا أن نذكره ويعدنا حينئذ بجائزة...ما هي هذه الجائزة؟ أن يذكرنا تعالى. ضعيف المشاعر لا يفهم ما الميزة في أن يذكر الله العبد. أما صادق المحبة فيكفيه أن يذكره أعظم محبوب: الله سبحانه وتعالى.
    تأمل معي كذلك الحديث الذي يصور فرحة الله تعالى بتوبة عبده : ((لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة)) (مسلم). فالإنسان النبيل المؤمن يكفيه دافعا إلى التوبة علمُه بأنها ستفرح من؟ ستفرح أعظم محبوب...الله سبحانه وتعالى!
    بل هناك بعد آخر جميل أيضا : إذا أهداك من تحب هدية، فبأيهما أنت أفرح؟ بالهدية ذاتها أم بدلالتها على محبة من أهداها لك؟ بل تفرح أكثر بأن من أهداها إليك يعبر بذلك عن حبه. لذا ففرحة أهل الجنة مضاعفة، فهم ليسوا فرحين بما آتاهم الله من فضله فحسب، بل وبدلالة هذا الإنعام على حب الله لهم ورضاه عنهم كذلك...فلا تنس استشعار هذا المعنى كلما قرأت آيات وأحاديث الإنعام الإلهي...((يبشرهم ربهم))،((أعد الله لهم))، ((وعد الله الذين آمنوا))، ((آتاهم الله))... رضا الله الذي يدل عليه هذا النعيم أهم من النعيم نفسه.
    طبعا لايعني ماتقدم أن المؤمن يطيع الله تعالى ويعبده محبة فحسب دون انتظار ثواب أو خوف عقاب، فهذا شطط ترده نصوص القرآن والسنة كقوله تعالى: "يدعون ربهم خوفا وطمعا" وقوله تعالى: "ويرجون رحمته ويخافون عذابه"...إنما المقصود التنبيه على معنى كثيرا ما يغيب عن الأذهان ينبغي أن يحتف بالخوف والرجاء، ألا وهو طاعة الله حبا له تعالى والحرص على حبه تعالى لنا ورضاه عنا.

    هل اقتنعت الآن أن الله تعالى يتودد إلينا؟ هل استوقفتك هذه الآيات من قبل؟ هل كنت حرصا على أن تبادل الله الود ودا؟ أم أنك التهيت بالنعم عن المنعم؟ إذا كان التهيت فلا تعجب عندما يبتليك الله تعالى ليذكرك أن تبادله الود ودا. حتى لو كان الابتلاء شديدا، فلن يكون أشد من جفاف الروح وقحط القلب بخلوه من تذوق تودد الله لنا ومبادلة هذا الود ودا. فإذا دفعك البلاء إلى هذا التذوق فقد ربحت كل شيء، ولم تخسر شيئا، مهما كانت خسارتك كبيرة في الظاهر. ​
     
    m0d!s@r7@n ،Abdulkader ،MAHMOUD FOUAD و 10آخرون معجبون بهذا.
  17. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى
    عشت شطرا من حياتي أستحي من آيات في سورة النساء وكلما مررت بها كانت تصيبني الرهبة والمشكلة أني كلما كنت أمر بآية فأحاول أن أجد لنفسي مهربا ومبررا أجد الآية التي بعدها تدحضه حتى لا تبقى الآية الأخيرة منفذا أو مهربا .. إنها الآيات من ٦٠ إلى ٦٥ من السورة .. وكنت كلما مررت ب "وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا" موجها الخطاب إلى أولئك الذين كانوا يحاولون إيجاد حل وسط ما بين التحاكم لله والتحاكم للطاغوت قائلين "إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا" شعرت بغصة في حلقي وأحسست أن العظة والقول البليغ موجه إلي مباشرة ...كان ذلك أيام ممارسة الديموقراطية والسياسة الحزبية .. غفر الله لي ولإخواني وتاب علينا أجمعين .. اقرؤوا الآيات وتدبروها ..
    ( 60 ) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا
    ( 61 ) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا
    ( 62 ) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا
    ( 63 ) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا
    ( 64 ) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا
    ( 65 ) فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

    ===
    منقول​
     
    m0d!s@r7@n ،Abdulkader ،MAHMOUD FOUAD و 8آخرون معجبون بهذا.
  18. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى
    النهضة الأوربية أخذت ما يخصها من ابن رشد .. أخذت «ابن رشد: الشارح لأرسطو» ..

    ورفضت بل وأصدرت مراسيم التحريم على :

    - «ابن رشد: الموفق بين الحكمة الإنسانية وبين الشريعة الإسلامية»،

    - و«المتكلم، الذي أقام العقيدة الدينية على العقلانية المؤمنة»،

    - و«الفقيه الذي كان يقضي بين الناس بشريعة الإسلام وفقهها».

    [وقلَّد علمانيونا أوربا ولم يَفقهوا لِمَ أخذت ما أخذته, ولِمَ تركت ما تركته ! .. فإنما أخذت وتركت حسب, ووفق معيار, نموذجها الثقافي والفكري والفلسفي ..

    وأقول لعلمانيينا : أين نموذجنا الثقافي والفكري والفلسفي الخاص بنا ؟! وماذا فعلتم به ؟! ولِمَ أحجمتم عنه ؟!]

    [د. محمد عمارة]​
     
    m0d!s@r7@n ،Abdulkader ،MAHMOUD FOUAD و 8آخرون معجبون بهذا.
  19. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى

    تمت ازالة الافاست وعدت لحصاني من جديد

    :)
     
    m0d!s@r7@n ،Abdulkader ،MAHMOUD FOUAD و 7آخرون معجبون بهذا.
  20. ثعلب الجزائري

    ثعلب الجزائري عضو شرف

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2010
    المشاركات:
    5,769
    الإعجابات :
    7,477
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    كل بلاد الإسلام أوطاني
    برامج الحماية:
    Emsisoft
    نظام التشغيل:
    أخرى



    تصور أنك رأيت إنسانا لا تعرفه، فتبسمت في وجهه، ثم نسيت الموقف. فإذا بهذا الشخص يهديك سيارة ويقول لك: لن أنسى بسمتك. لقد أحسست فيها بمحبتك الصادقة لي. ثم بقي يتصل بك يشكرك على ابتسامتك. وقعت في مأزق فساعدك وسعى معك بوقته وجهده وماله. مرضت فزارك وأطعمك بيده.
    استحييت منه وقلت له أنك لا تستحق منه هذا كله. فقال لك: لا. لن أنسى لك تبسمك في وجهي. وبقي يظهر لك المحبة الصادقة التي لا تشوبها المصالح الدنيوية.
    ماذا تسمي إنسانا كهذا؟ (ودود)...أليس كذلك؟ ألا تحس بالحياء الشديد من تودد مثل هذا الإنسان؟ خاصة إن لم تستطع سداد معروفه وجميله؟
    ولله المثل الأعلى! الله سبحانه وتعالى، الودود، يرضى عن عبده ويحبه ويكرمه على أفعال بسيطة جدا لا يلقي لها العبد بالا...بشرط واحد: أن يكون هذا الفعل أو القول أو الشعور خالصا لوجه الله.
    انظر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه)) (صحيح رواه الترمذي). كلمة لعل العبد نسيها وما تصور أن تبلغ هذا المبلغ عند الله، لكنه تعالى يرضى بها عن العبد إلى الأبد لأنه...الودود.
    في الحديث الصحيح: ((كان على الطريق غصن شجرة يؤذي الناس ، فأماطها رجل ، فأدخل الجنة))...عمل بسيط جدا، لكننا نتعامل مع...الودود سبحانه وتعالى.
    الله تعالى يضاعف الحسنة إلى عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة لأنه تعالى...الودود.
    دمعة تنزل منك في لحظة تأملت فيها لطف الله وكرم الله وعظمة الله وحلم الله...دمعة...يظلك الله بها في ظله ويحرم عينك بها على النار لأنه تعالى...الودود.
    في الحديث الذي رواه البخاري عن الرجل الذي أشفق على كلب فسقاه...((فشكر الله له فغفر له)).
    أعمال بسيطة لكن الله يشكرها لأنه الشكور، ويتودد إلينا إذا فعلناها لأنه تعالى...الودود.
    ((واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود (90) )) (هود)
    قد يمحو لك جبالا من الخطايا لكنه لا يمحو حسنة واحدة ((إن الله لا يضيع أجر المحسنين))لأنه... الودود.
    في الحديث الذي رواه مسلم يقول الله تعالى: ((من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد . ومن جاء بالسيئة، فجزاؤه سيئة مثلها، أو أغفر.ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا. ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا. ومن أتاني يمشي، أتيته هرولة. ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا، لقيته بمثلها مغفرة))...نعم. لأنه تعالى...الودود.
    الذي يجعلك تستحي من الله تعالى مع كرمه وتودده أنك لا تستطيع نفعه تعالى بشيء، لا تستطيع أن ترد جميله...وفوق ذلك...هو تعالى الذي وفقك للعمل. الله يوفقك لعمل الخير، ثم الله إذا ابتلاك صبرك ثم الله يثيبك على الخير الذي وفقك هو له، يثيبك على الصبر الذي وفقك هو له. يثيبك ثوابا عاجلا في الدنيا ولا بد، ولو بنعيم القلب وأنسه، ثم يثيبك في الآخرة...ما هذا الكرم والود...لا عجب فهو تعالى...الودود.
    أثناء تجربة الأسر رأيت من ربي عز وجل حلما ولطفا ورحمة ورأفة وكرما وسترا وإعانة أكثر مما تصورت. بحثت في ماضيَّ وحاضري لأرى لماذا ينعم الله علي بهذا الشكل! لم أجد إلا أعمالا بسيطة جدا أعطيت فيها فأعطاني الله أضعافا، عفوت فيها فرأيت آثار عفو الله أضعافا، سترت فيها فسترني الله أضعافا، أعنت فأعانني الله أضعافا. وهو تعالى الذي وفقني لهذه الأعمال ثم هو تعالى يكافئني عليها في الدنيا أضعافا.
    في لحظة من اللحظات أثناء الأسر بكيت من الحياء من ربي تعالى عندما رأيت منه هذا اللطف والرحمة والحلم والكرم والإعانة وقلت له: (والله يا رب ما بستاهل، والله يا رب ما بستاهل). إي والله إني لا أستحق... ولكنه تعالى...الودود.
    ألا يكفي هذا كله في أن نحب ربنا تعالى بلا شروط؟ ألا يكفي هذا كله في أن نحبه في رحم المعاناة والبلاء وأن نأنس به ونكتفي بقربه مهما كانت الظروف؟ إخواني وأخواتي...فلنحب الله تعالى لأنه...الودود​
     
    m0d!s@r7@n ،Abdulkader ،MAHMOUD FOUAD و 7آخرون معجبون بهذا.

مشاركة هذه الصفحة

جاري تحميل الصفحة...