موسوعة واحة الشعر والنثر والخواطر

إنتقاء رائع ما شاء الله , سمعتها ذات مرة و أعجبتني

سلمت يمينك

...​

 

سمو عن ملذّات الحياة .. وذكر طيب بعد الممات
إمام في التقى في الزهد أصلٌ .. ورمز للعلا والمكرمات
قرين للندى للخير بحر .. وحَبر في العلوم النيّرات
دليل في المتاهات الخوالِ .. ونور في الليالي المظلمات
طليق الوجه ذو خُلق ويلقى .. قبول الناس في كل الجهات
أقمت لبيضة الإسلام حصناً .. بأبواب عليها موصدات
وسدًّا كنت عن فتن تهاوى .. علينا في السنين الماضيات
قطعت العمر في طلب وجِد .. ونصح للرعية والرعاة
أراك شغلت في أمر عظيم .. وقد شغل الورى بالملهيات
وعلّقنا على الدنيا رجاءً .. وعلِّق شيخنا بالباقيات
كأن الكون ساعة قيل تُنعى .. تبدّل بالدروب الضيقات
عليك من الأسى والحزن مالا .. يسطّر بالحروف الناطقات
كأنّا قبل موتك ما فُجعنا .. ولم نذق الكؤوس الناقعات
كأنّ النّاس ما عرفوا مصاباً .. وما خبروا تصاريف الحياة
أرى سُحب الكآبة والأسى في .. وجوه غاديات رائحات
فيا لله كيف حواك قبر .. وكيف أحاط معسول الصفات
فإن والله قد مات ابن باز .. وغُيَِّب في الثرى بعد الوفاة
فما ماتت مآثره لدينا .. وأفضال علينا سابقات
سيبقى ذكره في كل جيل .. مثالاً للمشايخ والدعاة
لقد جلّ المصاب فمن نعزّي .. فكل النّاس فيك ذوو شكاة

في رثاء الشيخ ابن باز رحمه الله

 

قصة التاجر والصديق ونصف الصديق

كان يوجد تاجر ولم ينجب اطفالا ،ومرت السنين ولم يأته طفل فنذر الى ربه لو وهبه طفلا سوف يتركه يتصرف بماله ولا يمنعه أبدا .. مهما كانت الظروف .
وسبحان الله رزق التاجر بطفل وكبر واصبح شابا وكثر اصدقاء هذا الشاب وأخذ يأخذهم معه اينما ذهب ويصرف عليهم ... احتار والده التاجر ماذا يفعل بابنه الذي أضاع ثروتة لانه نذر الى رب العالمين ان يتركه يتصرف بماله ولا ينهيه عن ذلك ... وكان الاب والابن يتناولان طعام العشاء فقال له : يابنيّ كم صديق لك بالحياة؟ قال الابن : كثيرون .. ويحبوني قال له الاب: يابني انا عمري اكثر من 65 ولايوجد لدي سوى صديق ونصف الصديق قال الابن كيف ياابي وانت تاجر وكل اهل المنطقة وحاكمها اصدقائك قال قلت لك .... قال الاب الى الابن اريد منك طلبا. قال تفضل قال اريدك ان تدعي انك قتلت رجلين وتااخذ اصدقائك الكثيرين .. لكي يدفنوا الجثث ونحن نقوم بوضع ذبائح مطبوخة في النعوش ومحكمة الاغلاق جيدا لكي تبقى حارة ولايتسرب رائحة الطعام منها.. وافق الابن تم تجهيز كل شيء بلمح البصر جاء باصدقائه الى المنزل وقال لهم هذه النعوش فيها شخصان قتلتهما انا لانهم كانوا ينوون سرقة مالنا قالوا هيا نقوم بدفنهم فذهبو وتم دفنهم وبعد ان عادوا ذهب اصدقاء الابن كالعادة الى المقهى
واتى ابن التاجر الى المقهى وجلس لوحده وطلب شاي ودفع حسابه هو فقط وقام. وعند خروجه قالوا له كيف تدفع الحساب عنك لوحدك ولم تدفع عنا ونحن الذين لم نفشي سرك انك قتلت شخصان انت كذا وكذا بلغ الامر الى الحراس والحاكم فالقي القبض على الشاب فاحكم عليه القصاص وهو في الصفاة جائهم نصف صديق ابيه قال خذو ثروتي كلها واتركوه قالوا : لا .وجاء الصديق المخلص لابيه قال انا الذي قتلت وليس ابن فلان فأنا كنت عندهم ضيفا ومن خشيته علي قال انه هو اخذ صديق الاب لتنفيذ القصاص به فقال ابو الشاب ايها الحاكم لنذهب ونتاكد من المقتولين هل فعلا ام لا؟
فذهبوا وعندما اخرجوا النعوش وجدوا ذبائح خراف مذبوحة ومطبوخة وقال الاب تفضل ايها الحاكم وانتم ايها الناس كلوا فانا اريد ان اعطي عبرة الى ابني فاخترعت هذه القصة

 

الصــديـــق ونصـــف الصــديـــق !!

بينما كان الأمير يتجول في المدينه..
سمع حوار بين التاجر وابنه

التاجر لابنه: كم صديق لديك؟؟
الابن : أربعون صديق

فأجابه الأب : أنا بهذا العمر ولا أملك إلا صديق ونصف !

سمع الأمير قول التاجر فسأل حاشيته ..
هل منكم أحد يفسر

لي مامعنى الصديق ونصف. !

قالو أما الصديق فنعرفه وأما النصف فلا ندري ما هو..

الوزير: لعل التاجر كان يمزح مع ابنه

الأمير: لا أحضرولي التاجر..لأسأله

يحضر التاجر فيجلس قربه الأمير ويسأله..
هل لك أن تخبرني مامعنى
صديق ونصف..

التاجر : أنا بخدمتك يا مولاي ..
ولاكن هذا لا أستطيع

شرحه سأريك اياه

الأمير : كيف...
التاجر: أطلب من المنادي أن يدور في الأسواق معلناً
اعدامي يوم الجمعه...

الأمير: ماذا؟

التاجر : كما أقول لك ياسيدي وستعرف معنى الصديق ونصف

يخرج المنادي يوم الجمعه ويعلن اعدام التاجرلارتكابه جرم عظيم

يجتمع الناس والأمير واقف والتاجر ينتظر تنفيذ الحكم

يتقدم أحد الأشخاص ويقف بين يدي الأمير.. ويقول له

مولاي أنا على استعداد لدفع أي مبلغ تطلبه مقابل اعتاق التاجر

الأمير: لا ... لايمكن إن جرمه عظيم

الرجل : أتنازل عن نصف أملاكي.
الأمير : ولا كل مالك يكفي

الرجل يلتفت الى التاجر
ويقول له: أسمعت ياخي تبرعت بكل مالي

لأفديك ولكن الأمير رفض
هل وفيت معك ياصاحبي ؟

فرد التاجر : نعم الوفاء انصرف بأمان...وينادى..بقرب اعدام التاجر

يأتي رجل مسرع ويقف بين يدي الأمير.. ويقول له أتريد إعدام التاجر

إنه بريء .. أنا المذنب الحقيقي... ويلتفت الى الناس .. ياناس التاجر بريء

أنا من فعل هذه الفعله النكراء.. أنا من يجب أن يعدم

الأمير : حسنا سنعدمك بدل التاجر

الرجل : نعم أعدموني فأنا المذنب

يأخذ الحرس الرجل إلى منصة الإعدام ويوثقوه بالحبال

الأمير: ألا ترجع في كلامك ؟!!

الرجل : لا
إذهب يا أخي التاجر إلى أهلك وعيالك

وحينها إلتفت التاجر إلى الأمير مبتسما..
وهو يقول:

أرأيت يامولاي الفرق بين الصديق ونصف الصديق
فمن يفديك بماله فهو نصف صديق

ومن يفديك بنفسه فهو الصديق !!

والآن بعد أن إستمتعت بالقصة ...

كم صديق لديك ؟؟؟

 

مسكين من يحسب أن الملايين
تجلب سعادة ولا تقربها
ما في زي سعادة أهل الدين
طاعة الله في سجدة تسجدها
لا ينفعنا تشجيع الاعـــبين
ولا سماع الأغاني وطربها
ولا كلام مع بنات طـــايشين
تقضي الوقت في وهم محبتها
ولا صحبة الحبوب والتدخين
ضياع المال والعقل أخرتها
تمسك بأهل التقى الصالحين
وكن شرواهم نفسك تسعدها
لا تدندن ورى المال كل حين
تراه فاني أموالك صدقها
ولا تغتاب أخوانك المسلمين
ولا تنم ترى الجنة ماتدخلها
قالها رسولنا وحنى مصدقين
(لا يدخل الجنة قتات)احذرها
ولا تظلم ترى الظلم شـــين
وعقوبة الظالم الله معجلها
وكسب رضى والديك الغالـين
رضاهم من رضى ربك افطنها
وأخر كلامي صلاة تليها تسليم
على أشرف الخلق وأفضل رسلها​

 

مشكور اخي الغالي على هذه الابيات الجميلة
جعلك الله من الشعراء المتميزين في خدمة هذا الدين

 

قالت بدو



قالت : بدو
صدت وقالتها بقرف
بنت الأكابر والترف
متكبرة متعالية
يعني بدوي يقعد طرف
والمعنى دون المستوى
ماحنا وياها سوى
حنا بنظرها من نكون
ريشه يطيرها الهوى




بمفهومها حنا: عدد
رقم ولا اكثر بعد
يعني مجرد تكمله
والا اهي اصل البلد


قالت : بدو
يعني صفر على الشمال
هذا على احسن احتمال


قلت:أي نعم
حنا بدو
حنا عما عين العدو
حنا البداوه طبعنا
واهل الوفا هم ربعنا


حنا بدو
اصل وفصل
حنا بداوتنا الاصل
ماهي بداوة تليفزيون
والا مسلسل اردني
بس بدوي بالمكرفون
ولا هد سيفه ينثني


حنا بداوتنا تراث
من جيل لا جيل انتقل
بالقمه حنا مو اقل
ماهم بدو بيت السدو


حنا بدو
حنا معاني ساميه
نروي السيوف الضاميه
نرد المنايا ما نهاب
لو هي سعاير حاميه


حنا بدو
صعبين ونحب الصعب
اهل الخشونه والتعب
حنا يميزنا الوضوح
واذ اكرهنا ما نحب


حنا بدو
حنا البداوه عيدنا
ما ناكل الاصيدنا
مانعيش عالة مجتمع
نموت مانمد ايدنا


حنا بدو
حنا البداوه بدمنا
مانسمي احد عمنا
حتى ولو منهو يكون
لو هو زعل ماهمنا


ياتارسه وجهك صبغ
ياتارسه عينك شدو


حنا بدو
حنا بداوتنا شيم
دين وقيم
طيب وظفر
ومعنى كبير
يعني التمسك بالجذور
ماهو التخلف والجهل
ولا بعد حب الظهور
ولا التنكر للاهل


حنا بدو
حنا بداوتنا شمم
فعل وكرم
مبدأ حضارات الامم
حنا القمم
ولنا الفخر
لو عشنا ببيوت شعر
عيشة ألم
عيشة فقر
عيشه تعلمنا الصبر
مانحسب ايام الشهر
مانقترض


نشرب من الماي الهماج
نكحل نواظرنا بعجاج
ساعات مانلقى ذرا
يكفي نتلحف بالنجوم
وفراشنا رمل الثرا
وسراجنا نور القمر.. لامن ظهر
نومن بقضانا والقدر
ماهو كسل
والا نعيش بلا امل
نملك طموح.. علم وعمل
ونرعى الابل
ونرعى الغنم
ونعزف من الوانه نغم
ونتابع اخبار المطر
وندور الروض الخضر
نسري ورا
برق سرا
ولا نتراجع للورا
نبحث عن المرعى العشيب
ومن شعيب اليا شعيب
مانستقر
عنواننا كل الديار
تجوالنا ليل ونهار
وهذي حياة الباديه
سنة ربيع
سنة دهر
ورغم الفقر
نخاف من قولة افا
ونتعب ورا قولة نعم
ونعيش عالين الهمم
نرعى الذمم
ناخذ من الصحرا الهدو.. لأنا بدو


يا تارسه وجهك صبغ
يا تارسه وجهك شدو


ياللي تقولين بدوي
عزمي قوي
يبدا نهاري بالصلاة
واصارع امواج الحياة
حافظ على الخمس الفروض
واضح ولا احب الغموض
ماالتوي.. لاني بدوي
متمسك باصالتي
ولا اغير لهجتي


انا بدوي
في فزعتي في جلستي
في كلمتي في نخوتي
حتى عقالي ولبستي
ولو قلتي عني فوضوي
ماهمني
بالحيل يابنت بدوي
ويسرني


اعرف زين من انت ومن انا
ويكفينا نعرف بعضنا
والفرق واضح بيننا:
انتي مثل عمر الزهور
مالك عمر
شهرين ويجيها الجفاف.. وتندثر
وتصبح الوانك باهته.. وانا جذوري ثابته


ياتارسه وجهك صبغ
ياتارسه عينك شدو


حنا بدو
حنا عما عين العدو
كنا ولا زلنا بدو
وبنموت هم واحنا بدو

 

ابليس والزقاره
( صوت وصدى )
بيني ( محمد ابن فاران ) وبين الاخ / ( سماوي جبه )
بدأ برسالة الجوال ( الصوت )
من خلال ابيات ارسلها السماوي قال فيها :

حسبي على الدخان وابليس ملعـون \\\ مـن ضـاق خلقـه قــام ولــّع زقــاره
يكـنـّهـا بـيــن الـشـرايـيـن بـالـهــون \\\ ولا يـحـسّـب لـلـمـرض والـخـســاره
تقضي على الرجال والحال في دون \\\ والـحــر مـثـلـك يـفـتـهـم بــالاشــاره
اقـولـهـا والـنــاس مـثـلـي يـقـولـون \\\ الـنــار مـشـتـبـّه سـبـايــب شــــراره
وان كان لك وجهه بها جرّت الحون \\\ تبـنـي بيـوتـك والعـمـر فــي دمـــاره
والرجل له قلب ٍ ولـه عقـل وعيـون \\\ وان كنت انـا غلطـان عطنـي زقـاره

فاجاب( صدى )الصوت قائلا:

حـي الرسـالـه ومرسـلـه بالتِيلِـفـون \\\ حـيـاك يانـسـل الـشــرف والـطـهـاره
يلعن عيال ابليس ومن كان له عون \\\ والـعـن عـوانـه بالبـشـر وانـتـشـاره
حسبي علـى الدخـان لوكنـت مفتـون \\\ مفتـون انــا مبـلـي بـشـرب الـزقـاره
ماله علاج الضيق في شرب كربون \\\ الا يـضـيـق الـصــدر مـنــه ودمـــاره
لـو هـو عـلاج ٍ قبـل شربـه يسـمّـون \\\ مـحــد ٍ يـسـمـي مـعـلـنـن لانـتـحــاره
لاكنّـهـا ثــم صيّـيـح الـصـدر مغـبـون \\\ كنـه صـيـاح سـيـور ددســن غـمـاره
وانا اشهد انـك ضمـن نـاس ٍ يشوفـون \\\ نـاس ٍ تشـوف الحـق تعـرف مسـاره
ويالله يالـلـي امــره الـكـاف والـنـون \\\ تفـكّـنـا مـــن شـــر ســـم الــشــراره

 

يا دجلة الخير


حيّيتُ سفحَكِ عن بُعــــدٍ فحيـِّيني \\\ يا دجلةَ الخيرِ يا امَّ البســــــاتينِ


حييَّتُ سفحكِ ظمآنا ألــــــوذُ به \\\ لـــــوذَ الحمائمِ بين الماء والطين


يا دجلةَ الخيرِ يا نبعاً افـــــارقُهُ \\\ على الكـــــراهةِ بين الحينِ ولبحين


إنِّي وردتُ عيونَ الــــماء صافيةً \\\ نبْعا فنبْعا فما كــــــانت لترْويني


وانتَ يا قاربا تلْوي الريــــاحُ به \\\ لَيَّ النســــــــائمِ اطرافَ الافانين


ودِدتُ ذاك الشِراعَ الـرخص لو كفني \\\ يُحاكُ منه غداةَ البين يطــــــويني


يا دجلةَ الخيرِ قد هانت مطـــامحُنا \\\ حتى لأدنى طمـــــاحٍ غيرُ مضمون


اتظْمنينَ مَقيلاً لي سواســـــيةً \\\ بين الحشائشِ او بين الريــــــاحين؟


خلْواً من الهمِّ إلا همَّ خـــــافقةٍ \\\ بين الجـــــــوانحِ اعنيها وتعنيني


تهُزُّني فأُجــــــاريها فتدفعُني \\\ كالريح تُعجِل في دفع الطـــــواحين

 

وفيك الله بارك
جزاك ربي الفردوس الاعلى

 

همسات شعري نفث من نبضاتي
أحتاج لبثها في وقت خلواتي
مدفونة في الصدر لا بوح لها
إلا بين صدر وعجز وقوافي
الحزن يقطر من حروف قصيدتي
إن كان حزني مشعل الآهاتي
وبالفرح أنشر ورد سعادتي
تفوح رائحتها من بين أبياتي
يا قارئ بعض قصيدي لا ترمني
بنقص أو عيب أو لذع النقادي
هو الشعر يستهويني لا أكتمه
وإن كان ركيكاً دعه بلا عتابي
أنا ذلك الذي أُحيكُهُ كصوفة
غَزلتُها لا أريد إطراء وإعجابي
سأقولها أخرى بوضوح عبارة
الشعر يسكن صدري وبين أضلاعي​

 

بارك الله فيك اخي الغالي

مهما يكن فانت تحاول وان شاء الله سيكون لاشعارك يوما ما صدىً كبير

 

مسرحية مجنون ليلى في فصول


أمير الشعراء


أحمد شوقي


زمن الرواية: صدر الدولة الأموية.
مكان الرواية: بادية نجد.
أشخاص الرواية:



* الأبيات التي بين الأقواس من شعر قيس.


قيس: مجنون ليلى.
ليلى
المهدي: أبو ليلى.
ورد: زوج ليلى.
ابن عوف: أمير الصدقات في الحجاز وعامل من عمال بني أمية.
زياد: راوية قيس وصديقه.
منازل: غريم قيس في حب ليلى.
بشر: رجل من بني عامر.
ابن ذريح: شاعر من شعراء الحجاز.
نصيب: كاتب ابن عوف.
سعد: رجل من بني عامر.
الغريض: مغن مشهور.
ابن سعيد: شاعر.
أمية: رفيق ابن سعيد.
الأموي: شيطان قيس.
عضرفوت – هبيد – عسر – عاصف : شياطين.
بلهاء: جارية قيس.
عفراء: جارية ليلى.
سلمى – هند – عبلة : فتيات من بني عامر.
رجال – قوافل – حداة – صبية – فتيات

 

الفصل الأول

( ساحة أمام خيام المهدي في حي بني عامر – مجلس من مجالس السمر في هذه الساحة – فتية وفتيات من الحي يسمرون في أوائل الليل؛ وفي أيدي الفتيات صوف ومغازل يلهون بها وهم يتحدثون – تخرج ليلى من خيام أبيها عند ارتفاع الستار ويدها في يد ابن ذريح).

ليلى:

دعي الغزْلَ سلمى وحَيِّي معي \\\ منارَ الحجازِ فتى يَثْربِ

( تصافحه سلمى)


ويا هندُ هذا أديبُ الحجازِ \\\ هلمّي بمقدمه رحبي

(تصافحه هند ويحتفى به السامرون)

سعد: أمن يثربٍ أنت آتٍ ؟
ابن ذريح: أجل \\\ من البلد القُدُس الطيب

ليلى:

أيابنَ ذريح لقينا الغمام \\\ وطافت بنا نفحاتُ النبي

عبلة: (هامسة إلى سعد)
مَن ابن ذريحٍ ؟
سعد:

فتىً ذِكرُهُ \\\ على مشرق الشمس والمغرب
رضيعُ الحُسينِ عليه السلامُ \\\ وتِرْبُ الحسين من المكتبِ

عبلة: (إلى بشر ومشيرة إلى ابن ذريح)


أتسمعُ بشرُ ، رضيعُ الحسينِ \\\ فديتُ الرضيعين والمرضعه
وأنت إذا ما ذكرنا الحسينَ \\\ تصاممتَ !

بشر: (هامساً وملتفتاً كأنما يخشى أن يسمعه أحد) لا جاهلاً موضعهْ


ولكن أخاف امرَأً أن يرى \\\ عليّ التشيُّع أو يَسمَعه
أحب الحسينَ ولكنما \\\ لساني عليه وقلبي معه
حَبَسْتُ لساني عن مدحه \\\ حذار أميةَ أن تقطعه
إذا الفتنة اضطرمت في البلاد \\\ ورُمتَ النجاةَ فكن إمَّعَهْ

 

ليلى:

ابنَ ذريحٍ ، نحن في عزلةٍ \\\ فهل على مستفهمٍ منك باسْ؟
دارُ النبيِّ كيف خلّفتها ؟ \\\ كيف تركت الأمر فيها يُساسْ؟
ابن ذريح: تركتها يا ليل مضبوطةً \\\ يحكمها والٍ شديد المراسْ
إن حديث الناس في يثرب \\\ همسٌ وخطوَ الناس فيها احتراس
ليلى: ابن ذريح، لا تَجُرْ واقتصد \\\ أحلامُ مروانَ جبالٌ رَواسْ
يؤسسون الملك في بيتهم \\\ والعنف والشدة عند الأساسْ

(تتضاحك الفتيات وتقول إحداهن لأخرى)

فتاة:

ليلى على دينِ قيسٍ \\\ فحيث مال تميلُ
وكل ما سرّ قيسا \\\ فعند ليلى جميلُ

ابن ذريح:

ما الذي أضحك من الظّـ \\\ بياتِ العامريّهْ
ألأني أنا شِيعيٌّ \\\ وليلى أمويَّهْ ؟
اختلاف الرأي لا يُفْـ \\\ سدُ للود قضيّهْ

ليلى:

أعرني سماعك يا بن ذريح \\\ ولا تسمع الطفلة الهاذيه
أتيت لنا اليوم من يثربِ \\\ فكيف ترى عالم الباديه
أكنت من الدور أو في القصور \\\ ترى هذه القُبَّة الصافيه
كأن النجومَ على صدرها \\\ قلائدُ ماسٍ على غانيه

هند:

كفى يا بنةَ الخال! هذا الحريرُ \\\ كثيرٌ على الرمّة الباليه
تأمل تر البيدَ يا بن ذريحٍ \\\ كمقبرةٍ وحشةٍ خاويه
سئمنا من البيد يا بن ذريحٍ \\\ ومن هذه العيشة الجافيه
ومن مُوقِد النارِ في موضعٍ \\\ ومن حالب الشاة في ناحيه
وراغيةٍ من وراء الخيام \\\ تُجيبٌ من الكلأ الثاغيه
وأنتم بيثربَ أو بالعراق \\\ أو الشام في الغرف العاليه
مُغَنِّيكمُ مَعبَدٌ والغريضُ \\\ وقينتنا الضَّبُعُ العاويه
وقد تأكلون فنون الطهاةِ \\\ ونأكل ما طهتِ الماشيه

 

ليلى:

قد اعتَسفَت هند يا بن ذريحٍ \\\ وكانت على مهدها قاسيه
فما البيد إلا ديار الكرامِ \\\ ومنزلة الذمم الوافيه
لها قبلة الشمس عند البزوغ \\\ وللحضرِ القبلة الثانيه
ونحن الرياحينُ ملء الفضاء \\\ وهنَّ الرياحين في الآنيه
ويقتلنا العشقُ والحاضراتُ \\\ يقمن من العشق في عافيه
ولم نصطَدِم بهموم الحياةِ \\\ ولم نَدرِ – لولا الهوى- ماهيه
وآناً نخف لصَيْد الظباءِ \\\ وآناً إلى الأُسدِ الضاريه

هند: (ساخرة)


وفي كل ناحيةٍ شاعرٌ \\\ يغنِّي بليلاهُ أو راويه

(تحاول ليلى أن تمد رجلها فتتألم وتستغيث)

ليلى: قيسُ. إليّ قيس
هند:

ما \\\ دهاكِ ليلي ما الخبرْ

ليلى:

أحس رجلي خدِرت \\\ حتى كأنها الحجرْ

هند:

قد صحتِ قيسٌ، مرتيـ \\\ ـن

ليلى:

أو ثلاثاً ! ما الضررْ ؟

هند: (متهكمة):


اسم الحبيب عندنا \\\ نذكره عند الخدرْ
ليلى: هند ، كفى دعابة \\\ إن هو إلا اسمٌ حضرْ

(لنفسها):


يا قيسُ ناجى باسمكَ الـ \\\ ـقلبُ اللسانَ فعثرْ

عبلة: (ضجرة):


أما سوى هذا الحديث شاغلُ؟ \\\ كيف ظللتَ اليومَ يا منازلُ ؟

منازل: (ضاحكاَ):


منازلُ اليوم كأمسٍ هازلُ \\\ يشربُ أو يَطعَمُ أو يُغازلُ !

هند:

بخٍ ! كذا فلتكن الحياةُ \\\ مت يا بعير وانفقي يا شاةُ
انغمست في الترفِ الرعاةُ !

 

ليلى:

وكيف ظللت اليوم سعد ؟ أهازلٌ
كتر بك أم في صالح ورشادِ؟

سعد:

بل الجدُّ يا ليلى سبيلي وديدني \\\ حياتي بوادٍ والمُجونُ بوادي
صحبت زيادا طول يومي تلقفا \\\ لأشعار قيس من لسان زيادِ
وإنّ زيادا – منذ كان – لرائحٌ \\\ علينا بشعر العامري وغادي
ولولا زيادٌ ما تمثّل حاضرٌ \\\ بأشعار قيس أو ترنم بادي

(يبدو على ليلى شيء من الزهو فتتهامس الفتيات)

سلمى:

انظري هندٌ ترى ليـ \\\ ـلى اكتست زهواً وكِبرا
وتعالت كابنةِ النّعمـ \\\ ـمانِ أو كابنة كسرى

هند:

لم لا سلمى ، ألم يرْ \\\ فع لها المجنون ذكرا ؟

عبلة:

لم إذن يا هند من \\\ قيسٍ ومما قال تَبْرا ؟

هند:

عبثُ النسوة ، إنّا \\\ نحن بالنسوة أدرى !

سلمى :

سلوا الآن بشرا فيم أنفق يومَه ؟

أصوات: سلوه
هند: سلى يا ليلَ عن يومه بِشرا

ليلى:

وهل يومه إلا شؤون كأمسه \\\ من الصيد؟

هند: إن الصيد لذته الكبرى

بشر:

نعم هو ملهاي الذي لا أمَلّه \\\ ولا النفس تعطى عن تناوله صبرا
ولو كان عيشي في قصور أميّةٍ \\\ لعلمتُ فن الصيد فتيانها الزهرا
وما أنا صياد الأرانب مثلهم \\\ ولكن على حياته ألِجُ القفرا