كريم الجنابي

مدير عام للمنتدى والمكتبة الالكترونية
طاقم الإدارة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
عضوية موثوقة ✔️
كبار الشخصيات
إنضم
1 ديسمبر 2012
المشاركات
25,561
مستوى التفاعل
70,205
النقاط
10,720
الإقامة
ZYZOOM
غير متصل
29112


1477389_705388259511738_1816522093_n.jpg


الشّيء الّذي وقر في قلب أبي بكرٍ رضي الله عنه!

0044490573436-thumb2.JPG


الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

لم يجتمع لأحدٍ من الصَّحابة من الفضائل، ما اجتمع لأبي بكرٍ الصدّيق رضي الله عنه، من فضل الصُّحبة والصّدّيقيّة، الأمر الّذي نوّهت به كثيرٌ من الآيات القرآنيّة، ومن ذلك قوله تعالى في سورة الحجرات: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: من الآية13] مقروءاً مع قوله تعالى من سورة الليل: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى} [الليل:17]، وهي الآية التي ذهب كثيرٌ من المفسرين، إلى أنّ المقصود بها هو أبو بكر رضي الله عنه؛ فينتج من ذلك أنّ أبا بكرٍ هو أكرمُ هذه الأمة بعد نبيّها –عليه الصلاة والسلام-،

وقد قال أحد كبار التابعين بكر بن عبد الله المزني، في تفسير هذه المكانة أنّه: "ما فَضَلَ أبو بكر النَّاسَ بكثرة صلاةٍ ولا بكثرة صيامٍ، ولكن بشيءٍ وقر في قلبه"، فذلك هو الإيمان، ولذلك كان وصفُه بل وتسميته بالصديق، فالعبرة ليست بكثرة العمل، ما دام أن الإنسان قد نهض بالواجبات، واجتهد في المندوبات، بل العبرة تكمن في هذا القلب وسلامته وطهارته، مصداقاً لقوله تعالى: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:88 – 89]، ولهذا بلغني قبل يومين عن أحد مشايخنا المعروفين، قوله فيما معناه: أنّه قد صار جُلُّ، بل كلُّ اهتمامه موجّهاً إلى قلبه، قائلاً: لا يمكنني ضبط قلوب الناس ومشاعرهم، وتوجيههم ليكونوا بحسب ما أرغب، لكن يمكنني أن أجتهد في ضبط قلبي ومشاعري؛ لتكون بحسب مراد الله ورسوله، وعندئذٍ تنضبط كلّ الأمور بإذن الله عزّ وجلّ، مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائر الجسد، ألا وهي القلب)،

فلذا حاز أبو بكرٍ تلك المرتبة التالية لمرتبة النبوة، ألا وهي مرتبة الصديقية، حازها بهذا الشيء الذي وقر في قلبه، وهو الإيمان، والسؤال هو: لماذا لا يكون هذا الحديث داعياً ودافعاً لنا، إلى الاجتهاد في التّأسّي والاقتداء، بأبي بكرٍ رضي الله عنه، وبسائر الصحابة عمر وعثمان وعليٍّ، كلٌّ فيما تميّز به من الصّفات وعُرف به، مصداقاً لقوله تعالى في سورة آل عمران، بعد أن ذكر عدداً من الأنبياء والمرسلين، ثم قال معقّباً: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: من الآية90]،

والصحابة رضي الله عنهم، إنّما ساروا في ذات الطريق الّذي سار فيه الأنبياء والمرسلون، فلماذا نكتفي بقراءة سيرهم وتاريخهم، دونَ أن نجتهد في ترسّم خطاهم، والاهتداء بالنُّور الّذي اهتدَوا به؟ وهذا يقودني إلى طرح تساؤلاتٍ يفرضها واقعنا الّذي نعيش فيه اليومَ: لماذا يُنفق بعض الشباب الملتزم زهرة أوقاتهم، في متابعة الأحداث والأخبار والقضايا، عبر وسائل الإعلام الحديث، وهذا أمرٌ طيّبٌ؛ إن كان بدافع القيام بالدعوة، ومعرفة الواقع الّذي يعيش في خضمّه الداعية، ولكنّا للأسف نجد كثيراً من هؤلاء، مقصّرين في الاقتداء بهدي الصحابة رضي الله عنهم، ومن أدلّ الدلائل على ذلك أنّك لا تجدهم يُنفقون من أوقاتهم، في سبيل تلاوة القرآن ومذاكرته والتّدبر فيه، إلا نزراً يسيراً من هذا الوقت الّذي يُنفقونه مع الإنترنت وغيره، بل لا يكاد أحدهم يلتزم بتلاوة حزبه من القرآن! فهذا مؤشّر على خللٍ كبيرٍ، ما أجدر العقلاء بالانتباه إليه، والعمل على تجاوزه.

يُحدّثني أحدُ المشائخ الّذين فتح الله عليهم بحفظ كلام الله، فيقول: زرتُ وصاحبٌ لي رجلاً مريضاً منذ عدة سنوات، فسأل هذا الرجل المريض صاحبي: في كم تختم القرآن؟ فقال له صاحبي: في كلّ عشرة أيامٍ مرّةً. فقال له متعجّباً: في عشرة أيامٍ كاملة، ألا تخاف أن يُنتزع القرآن من صدرك، ألا تخشى أن تكون ممّن يهجر القرآن؟! وأخذ يكرّرها، يقول ذلك الشيخ: فخشيتُ أن يسألني، لأنّي لا أختمه إلا كلّ أسبوعينِ مرّةً! فماذا إذن يُقال لأولئك الّّذين يمرُّ عليهم شهرٌ كاملٌ، بدون أن يختموا القرآن؟ بل ربما أكثر من ذلك كما حدّثني أحد حفّاظ القرآن عن نفسه، فكيف بغير الحافظين؟! وهم بالمقابل عاكفون على ذلك، فيما قلّ نفعه وكثر ضرره، ولا ريب أنّ حصانتهم في هذه الحالة، على ما يُبثُّ عبر هذه الشبكة من السّموم تكون واهيةً، وبالتّالي يكون تبريرهم لبقائهم عاكفين على الإنترنت، بأنّهم يستثمرون هذا الوقت في الدّعوة وما إليها، دعوى عريضةً تفتقر إلى البرهان!

فلنراجع أنفسنا، ونقتدِ بمن أمرنا الله عزّ وجلّ بالاقتداء بهم، ولنقرأ من سيرهم، ولنغترف من سيرة أبي بكرٍ الصِّدِّيق، تلك المعاني التي جعلته يتّصف بوصف الأتقى، ولا ريب أنّ من جملتها تعهُّدَ القرآن بالرّعاية والتدبّر والعناية، ومن أدنى الدرجات في ذلك: أن يلتزم المسلم بتلاوة القرآن وتدبّره مرّةً واحدةً كلّ شهر، والعمل قرين التّدبّر.

وتأمّلوا هذا الحديث العظيم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديّين من بعدي، تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ) فمن أخذ به هُديَ ونجا، في خضمّ هذه الفتن التي تزلزل القلوب.ألا رضي الله عنهم، ووفّقنا إلى اتّباع هديهم، واحتذاء سبيلهم، وحشرنا يوم القيامة في زمرتهم!



13618217759.gif


2013+-+1


38874


 

توقيع : كريم الجنابي
بارك الله فيك اخى كريم على الطرح الجميل
 
توقيع : ALmehob
جزاك الله خير
 
توقيع : سالم المسالم

مشكور على ما تقدمه دوماً من مواضيع هادفة و متميزة

جعله الله في ميزان حسناتك

تقديري لمجهودك

----
 
توقيع : al_amera
اكرمك الله ياكريم
وجعل منزلك الجنه عمل طيب ايها الحبيب
دوما متابع لك
فلاتتاحر عنا
رعاك الله ودمت في خير وسرور
الى ذالك الحين
 
توقيع : ahaaad
احسن الله اليك ورفع قدرك وفرج همك
 
توقيع : Gone without a trace
توقيع : كريم الجنابي

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي


وفقك الله في الدارين

ورزقنا وإياك حلاوة الإيمان

وهدانا جميعا إلى صراطه المستقيم

وثبتنا حتى نلقاه
 
توقيع : كريم الجنابي

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

اللهم زد هذا الوجه نورا

واعطه فرحا وسرورا

واجعله يوم العرض مستورا
 
توقيع : كريم الجنابي

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

اسعدك ربي وعافاك
جعل الله دقات قلبك لخشيته
واذاقك حلاوة الايمان ولذته
وازاح عنك هم الدنيا
وجمعك الله باحبتك في ظل عرشه وجنته
 
توقيع : كريم الجنابي

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

اللهم صبحهم بما يسرهم
وكف عنهم ما يضرهم
ويسر لهم دروبهم واجمعني في جنتك بهم
 
توقيع : كريم الجنابي

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

أسأل من يراك ويعلم سرك ونجواك
أن يجعل الراحةوالسعادة لاتفارق عيناك ..
 
توقيع : كريم الجنابي

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي


أسعدك ربي و أغلاك ..
و بأعلى منازل الجنة أواك..
و بالنور صبحك ..و بالخير مساك ..
و بالقرآن أكرمك..و بحبه أغناك..
 
توقيع : كريم الجنابي

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

الله لا يحرمك من خمسه
رزقه وطاعته ورحمته ومغفرته وجنته
 
توقيع : كريم الجنابي
توقيع : Abdulkader
090113034900gVG4.gif


2vbjxft.gif


261965_455366374505981_814964711_n.webp
 
توقيع : الفارس اليماني

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

أسأل الله لك التوفيق والسعادة
مع ودي وإحترامى وتقديرى..
 
توقيع : كريم الجنابي
عودة
أعلى