مقال عندما يتحرّك الجماد!

المصدر: عندما يتحرّك الجماد!
في منتدى : المنتدى الإســـلامي العــام

​

​

••• السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته •••​

​

إخوتي وأخواتي روّاد القسم العامّ؛​

​

مقالٌ قيّم؛​

أرجو أن نفيد منه جميعًا.​

​

/
​

/​

​

عندما يتحرّك الجمادُ!​

.......................​

د. محمد السيد.

لا اخفيكم ان مشهد حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة؛
يدخل في قلبي مهابة عظيمهةوشعور يفصلني بخلوة بيني وبين نفسي،
ويختصر لي هذا المكان الصغير معنى لاعظم سلوك للقوه على مواجهة الصخرة،
وما بعدها من مواقف الحياة وهو سلوك عبادة "الإخلاص" المحفوف بصدق المراقبة والخشية،
والحب الصادق رغم صهيل شعور الرغبة والهوى.
إنها قوة الاخلاص التي تمكنك أن تكون أكبر من كل الدنيا بأحداثها واموالها وممتلكاتها .
​

​

دعوني أقف معكم مع مشهد واحد

عند تلك الصخرة وهو اخرها والذي بعده تحركت الصخرة؛
لتعلن أن الإخلاص يجعل الجبال سهلاً جميلاً لك في طريق أعمالك!
ذلك الذي استأجر أجيرًا!
وانصرف الأجير دون أن يأخذ حقه !
ورغم ضعف ذلك الأجير إلا أن صاحب الوادي من الغنم والبقر؛
قد جعل لذلك الضعيف نسبته واهتم بها في المأكل والمشرب والرعاية والاهتمام.​

​

ويوم من أيام الدنيا ؛
وجمال الحياة وروعة القلوب المطمئنة.
ياتي الرجل المسكين ليذكر بماله القليل!
هنا يأتي التجرد والحياء والمراقبة والفرح بالقدوم
ويقول له بأجمل قرار ! انظر الى هناك !
هناك قصة الذكريات و الرعاية والبناء والعمل والإطعام والصبر والتعب.

كله لك ولم يقل أصبح لك لأنه شعور تحقيق الملكية الحقيقية؛
ليشعر الضعيف الذي كان يتمنى أن يملك كيانا ولو بثلاث أغنام فقط!
نعم لقد شعر الضعيف بالملكية التي لم يبن بها شي ولم يدفع منها الا القليل من الجهد. ​

​

سبحان الله مالذي اوصل الضعيف إلى هذا الشعور من الملكية؟
إنها قوة إخلاص ذلك القلب الذي اتسعت له الدنيا؛
حتى يصنع أعظم ملحمة لتجرد ورد المعروف بأضعافه في ذلك المكان.
ذهب الضعيف وهو يمر ويستعرض الوادي من الغنم والبقر وربما استعرض بأنفة الفقير؛
الذي تمكن من تلك الكثرة وليس في ذاكرته أي قصة مع هذ المرعى وفصيله.​

وربما ذلك البطل ينظر إليه والى قطيعه من بعيد ويتذكر كل يوم؛
نما فيه ذلك القطيع بجهده ووقته وماله.
يودعه اليوم ليجد أثر ذلك القطيع يحرك له الجماد عند تلك الصخرة!​

​

​

.........................​

​

اللّهم أعنّي على ذكرك وشُكرك وحُسن عبادتك.​

المصدر/ صيد الفوائد.​

 

جزاك الله من كل خير أختي الكريمة
على هذا الطرح المتميز​