1. الإدارة العامة

    صفحة منتديات زيزووم للأمن والحماية

  2. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية الفيس بوك

  3. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية التلكرام

من القصص النبوي .. قصة قاتل المائة

الموضوع في 'المنتدى الإســـلامي العــام' بواسطة slaf elaf, بتاريخ ‏يناير 7, 2018.

  1. slaf elaf

    slaf elaf ✰ مميز في القسم العـــــــــــــــــام ✰ ★ نجم المنتدى ★

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 8, 2014
    المشاركات:
    1,704
    الإعجابات :
    2,996
    نقاط الجائزة:
    5,545
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    مصر
    برامج الحماية:
    Baidu
    نظام التشغيل:
    Windows 10


    [​IMG]

    يحيط بابن آدم أعداء كثيرون يحسِّنون له القبيح، ويقبحون له الحسن، ويدعونه إلى الشهوات، ويقودونه إلى مهاوي الردى، لينحدر في موبقات الذنوب والمعاصي. ومع وقوعه في الذنب، وولوغه في الخطيئة، فقد يصاحب ذلك ضيق وحرج، وتوصد أمامه أبواب الأمل، ويدخل في دائرة اليأس من روح الله، والقنوط من رحمة الله، ولكن الله بلطفه ورحمته فَتَح لعباده أبواب التوبة، وجعل فيها ملاذًا مكينًا، وملجأ حصينًا، يَلِجُه المذنب معترفًا بذنبه، مؤملاً في ربه، نادمًا على فعله، غير مصرٍّ على خطيئته؛ ليكفر الله عنه سيئاته، ويرفع من درجاته.

    وقد قصَّ النبي صلى الله عليه وسلم قصة رجل أسرف على نفسه ثم تاب وأناب، فقبل الله توبته، والقصة رواها الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

    «كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على راهب، فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسًا، فهل له من توبة؟ فقال: لا. فقتله فكمَّل به مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟
    فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإنّ بها أناسًا يعبدون الله، فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء.

    فانطلق حتى إذا نصَفَ الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مقبلاً بقلبه إلى الله. وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرًا قط. فأتاهم ملَكٌ في صورة آدمي، فجعلوه بينهم، فقال: قيسوا ما بين الأرضَيْن، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له. فقاسوه، فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة». قال قتادة: فقال الحسن: ذُكِرَ لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره.

    هذه قصة رجل أسرف على نفسه بارتكاب الذنوب والموبقات، حتى قتل مائة نفس، وأيُّ ذنبٍ بعد الشرك أعظم من قتل النفس بغير حق! ومع كل الذي اقترفه إلا أنه كان لا يزال في قلبه بقية من خير، وبصيص من أمل يدعوه إلى أن يطلب عفو الله ومغفرته، فخرج من بيته باحثًا عن عالم يفتيه، ويفتح له أبواب الرجاء والتوبة، ومن شدة حرصه وتحرِّيه لم يسأل عن أيّ عالم، بل سأل عن أعلم أهل الأرض ليكون على يقين من أمره.

    فدُلَّ على رجل راهب، والمعروف عن الرهبان كثرة العبادة وقلة العلم، فأخبره بما كان منه، فاستعظم الراهب ذنبه، وقنَّطه من رحمة الله، وازداد الرجل غيًّا إلى غيِّه بعد أن أُخْبِر أن التوبة محجوبة عنه، فقَتَل الراهب ليُتِمَّ به المائة.

    ومع ذلك لم ييأس ولم يقتنع بما قال الراهب، فسأل مرة أخرى عن أعلم أهل الأرض، وفي هذه المرة دُلَّ على رجل لم يكن عالمًا فحسب، ولكنه كان مربيًا وموجهًا خبيرًا بالنفوس وأحوالها، فسأله ما إذا كانت له توبة بعد كل الذي فعله، فقال له العالم مستنكرًا ومستغربًا: ومن يحول بينك وبين التوبة؟! وكأنه يقول: إنها مسألة بدهيَّة لا تحتاج إلى كثير تفكير أو سؤال، فباب التوبة مفتوح، والله عز وجل لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، ورحمته وسعت كل شيء.

    وكان هذا العالم مربيًا حكيمًا، حيث لم يكتف بإجابته عن سؤاله وبيان أن باب التوبة مفتوح، بل دلّه على الطريق الموصل إليها، وهو أن يغيِّر منهج حياته، ويفارق البيئة التي تذكره بالمعصية وتحثه عليها، ويترك رفقة السوء التي تعينه على الفساد، وتزين له الشر، ويهاجر إلى أرض أخرى فيها أقوام صالحون يعبدون الله تعالى. وكان الرجل صادقًا في طلب التوبة، فلم يتردد لحظة، وخرج قاصدًا تلك الأرض، ولما وصل إلى منتصف الطريق حضره أجله، ولشدة رغبته في التوبة نأى بصدره جهة الأرض الطيبة وهو في النزع الأخير.

    فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، كل منهم يريد أن يقبض روحه، فقالت ملائكة العذاب: إنه قتل مائة نفس ولم يعمل خيرًا أبدًا. وقالت ملائكة الرحمة: إنه قد تاب وأناب وجاء مقبلاً على الله. فأرسل الله لهم ملكًا في صورة إنسان، وأمرهم أن يقيسوا ما بين الأرضين؛ الأرض التي جاء منها، والأرض التي هاجر إليها، فأمر الله أرض الخير والصلاح أن تتقارب، وأرض الشر والفساد أن تتباعد، فوجدوه أقرب إلى أرض الصالحين بشبرٍ، فتولت أمره ملائكة الرحمة، وغفر الله له ذنوبه كلها.

    إن قصة قاتل المائة تفتح أبواب الأمل لكل عاصٍ، وتبين سعة رحمة الله، وقبوله لتوبة التائبين، مهما عظمت ذنوبهم وكبرت خطاياهم، كما قال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]. ومن ظن أن ذنبًا لا يتسع لعفو الله ومغفرته، فقد ظن بربه ظن السوء، وكما أن الأمن من مكر الله من أعظم الذنوب، فكذلك القنوط من رحمة الله، قال عز وجل: {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].

    ولكن لا بد من صدق النية في طلب التوبة، وسلوك الطرق والوسائل المؤدية إليها والمعينة عليها، وهو ما فعله هذا الرجل، حيث سأل وبحث ولم ييأس، وضحَّى بسكنه وقريته وأصحابه في مقابل توبته، وحتى وهو في النزع الأخير حين حضره الأجل، نجده ينأى بصدره جهة القرية المشار إليها؛ مما يدل على صدقه وإخلاصه.

    وقصة قاتل المائة نفس تبين أيضًا أن استعظام الذنب هو أول طريق التوبة، وكلما صَغُرَ الذنب في عين العبد عَظُمَ عند الله، يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبلٍ يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذبابٍ وقع على أنفه قال به هكذا فطار"! وهذا الرجل لولا أنه كان معظِّمًا لذنبه، خائفًا من معصيته لما كان منه ما كان.

    وقصة قاتل المائة نفس أيضًا تعطي منهجًا للدعاة بألاّ ييأسوا من إنسان مهما بلغت ذنوبه وخطاياه، فقد تكون هناك بذرة خير في نفسه تحتاج إلى من ينميها ويسقيها بماء الرجاء في عفو الله والأمل في مغفرته، وألاّ يكتفوا بحثِّ العاصين على التوبة والإنابة، بل يضيفوا إلى ذلك تقديم البدائل والأعمال التي ترسخ الإيمان في قلوب التائبين، وتجعلهم يثبتون على الطريق، ولا يبالون بما يعترضهم فيه بعد ذلك.

    وفي قصة قاتل المائة بيان لأثر البيئة التي يعيش فيها الإنسان والأصحاب الذين يخالطهم على سلوكه وأخلاقه، وأن من أعظم الأسباب التي تعين الإنسان على التوبة والاستقامة هجر كل ما يذكِّر بالمعصية ويغري بالعودة إليها، وصحبة أهل الصلاح والخير الذين يذكرونه إذا نسي، وينبهونه إذا غفل، ويردعونه إذا زاغ.

    وفي قصة قاتل المائة أيضًا أهمية العلم وشرف أهله، وفضل العالم على العابد؛ فالعلماء هم ورثة الأنبياء جعلهم الله بمنزلة النجوم يُهتدى بها في ظلمات البر والبحر.

    ............................................

    المصدر: موقع إسلام ويب.
     
  2. tayeb62

    tayeb62 زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏يناير 4, 2010
    المشاركات:
    4,962
    الإعجابات :
    6,105
    نقاط الجائزة:
    1,765
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    ألجزائر ALGERIA
    برامج الحماية:
    ESET
    نظام التشغيل:
    Windows 7
    الله يجزيك كل خير اخي الحبيب علي الموضوع القيم
     
  3. Fadi344

    Fadi344 زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏أغسطس 16, 2013
    المشاركات:
    3,376
    الإعجابات :
    3,786
    نقاط الجائزة:
    3,100
    الجنس:
    ذكر
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7
    جزاكم الله كل خير أخي الكريم..
     
  4. slaf elaf

    slaf elaf ✰ مميز في القسم العـــــــــــــــــام ✰ ★ نجم المنتدى ★

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 8, 2014
    المشاركات:
    1,704
    الإعجابات :
    2,996
    نقاط الجائزة:
    5,545
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    مصر
    برامج الحماية:
    Baidu
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    بوركتم وجزيتم الجنة ..
     
    أعجب بهذه المشاركة Fadi344
  5. أسيرالشوق

    أسيرالشوق عضو شرف ★ نجم المنتدى ★ الأعضاء النشطين لهذا الشهر كبار الشخصيات

    إنضم إلينا في:
    ‏يونيو 2, 2008
    المشاركات:
    43,022
    الإعجابات :
    22,497
    نقاط الجائزة:
    4,750
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    السعودية
    برامج الحماية:
    اخرى
    نظام التشغيل:
    windows 11
    بارك الله فيك
    شكراً لك على الطرح الرائع
     
  6. راجية الجنة

    راجية الجنة مُديرة عامّة طـــاقم الإدارة ★ نجم المنتدى ★ عضو المكتبة الإلكترونية نجم الشهر عضوية موثوقة ✔️

    إنضم إلينا في:
    ‏نوفمبر 9, 2015
    المشاركات:
    11,918
    الإعجابات :
    40,240
    نقاط الجائزة:
    21,745
    الجنس:
    أنثى
    الإقامة:
    الدُّنيا ظلّ زائل
    برامج الحماية:
    AVG
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    بسم الله الرّحمن الرّحيم
    السّلامُ عليكمُ ورحمة اللهُ تعالى وبركاتهُ

    ::
    حديثٌ قيّمٌ؛ مِن صَحيحِ الأثَرَ!
    حيثُ طيبِ العِظةِ والتّذكيرِ!
    نسألُ الله تعالى؛ أن يكتُبنا من التّوّابينَ؛
    وأن يرزُقنا حُسن الخاتِمة؛ آمينَ.

    ::
    وجزاكُم الله تعالى خيرًا، ونفع بكمُ.

     

مشاركة هذه الصفحة

جاري تحميل الصفحة...