1. إستبعاد الملاحظة
  2. الإدارة العامة

    صفحة منتديات زيزووم للأمن والحماية

  3. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية الفيس بوك

  4. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية التلكرام

سقوط الأغالبة في تونس

الموضوع في 'المنتدى الإســـلامي العــام' بواسطة slaf elaf, بتاريخ ‏يناير 3, 2019.

  1. slaf elaf

    slaf elaf ✰ مميز في القسم العـــــــــــــــــام ✰ ★ نجم المنتدى ★

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 8, 2014
    المشاركات:
    1,704
    الإعجابات :
    2,996
    نقاط الجائزة:
    5,545
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    مصر
    برامج الحماية:
    Baidu
    نظام التشغيل:
    Windows 10


    [​IMG]

    الحركات الانفصاليَّة في العالم الإسلامي ارتكزت على عديدٍ من الأسس المتباينة، وجنحت كلٌّ منها إلى حجَّةٍ تُعطيها مشروعيَّة الوجود والبقاء؛ فبعضها قد التمس السبب في الانفصال من نزعةٍ سياسيَّة، وبعضها قد التمسه من نزعةٍ مذهبيَّة، وبعضها قد التمسه من نزعةٍ قوميَّة، وبعضها قد التمسه من "ضعف الخلافة".

    ولم نجد في تاريخ هذه الحركات ذلك الشجاع الصريح الذي يُعلن أنَّ رغبته في الانفصال ترجع إلى سببٍ حقيقيٍّ واحدٍ هو الرغبة في الوصول إلى السلطة، وتملُّك الحكم، والمجد الأدبي والمالي.

    وفي فترةٍ متقاربةٍ بدأت الحركات الانفصاليَّة تظهر في العالم الإسلامي، وكأنَّها خصيصةٌ جديدةٌ من خصائص التطوُّر التاريخي لهذه الفترة؛ الأندلس انقسمت عن الخلافة العباسية بقيادة عبد الرحمن الداخل -صقر قريش- ومثَّلت بوجودها آخر ومضةٍ من ومضات وجود بني أميَّة، وظلَّت باقيةً ثلاثة قرون تُمثِّل هذه الومضة، وانقسم بنو طاهر في خراسان انقسامًا تبعوا فيه دولة الخلافة العباسيَّة عكس بني أميَّة في الأندلس، وانقسم في مصر ابن طولون في تاريخٍ قريبٍ من هذا.


    وكان لابُدَّ للمغرب العربي -وهو الأرض الواقعة كجسرٍ تاريخيٍّ بين الامتداد العقائدي الذي وصل إلى مشارف باريس وبدأ ينحسر بعد موقعة بلاط الشهداء واستشهاد عبد الرحمن الغافقي، بينه وبين مركز الإسلام الأصيل ومهبط الوحي وأرض العرب- أن تظهر فيه هذه الظاهرة.


    والحقُّ أنَّ الحركات الانفصاليَّة في المغرب العربي كانت تملك المبرِّر في الانفصال؛ فإنَّ عمَّال بني أميَّة كانوا قد أساءوا السيرة فيهم وعاملوهم "كبربر"؛ أي كمواطنين من الدرجة الثانية، كما أنَّ أهل العراق بكلِّ ما أُثير بينهم من جدلٍ كلاميٍّ وفتنٍ عقائدية قد حملوا هذا الجدل وهذه الفتنة إليهم، وحرَّضوهم على خلفاء بني أميَّة، وَوَلَّدوا فيهم الرغبة في الانفصال.


    وعلى مشارف القرن الثالث الهجري كانت هناك دول ثلاث منفصلة تحكم المغرب العربي ولا تخضع للخلافة العباسيَّة إلَّا اسمًا، وهي: الأدارسة والأغالبة والرستميون، وكانت هذه الدول بوضعها ذاك تُمثِّل الأرض القابلة لأيِّ امتدادٍ طموحي، ووجد فيها العبيديون الفاطميون فيما بعد الأرض الصالحة لغرس بذورهم.


    وكانت دولة الأغالبة التي قامت في تونس سنة 184هـ أبرز الدول الانفصالية في المغرب العربي، وكان مؤسِّسها إبراهيم بن الأغلب الذي أرسله الخليفة العباسي هارون الرشيد لخلق الاستقرار في المغرب العربي في ظلِّ حماية العباسيِّين، يتمتَّع بقدرٍ كبيرٍ من الشجاعة والذكاء، وقد اتَّخذ إبراهيم مدينة القيروان عاصمةً له، وبعد وفاته سار بنو الأغلب على منواله في توطيد أمن المغرب وتقوية أسطوله وجيشه وتنمية موارده.


    وكان أبرز ما قدَّمه الأغالبة للإسلام هو فتحهم لصقلِّيَّة وضمها إلى أرض الإسلام، بقيادة قائدهم "أسد بن الفرات" في عهد أميرهم "زيادة الله بن إبراهيم الأغلب"، الذي تولَّى الحكم سنة 201هـ، كما أنَّهم تقدَّموا فاستولوا على جنوب إيطاليا، ويقال: إنَّهم واصلوا زحفهم حتى دقُّوا أبواب روما.


    وقد ازدهرت الحركة الاقتصاديَّة والعمرانيَّة في إفريقيا التونسيَّة على عهدهم، كما أنَّ الأمن قد ساد البلاد وأصبحت تونس على الجملة عامرة مزدهرة ازدهارًا عظيمًا، وقد أسَّسوا بالقيروان عدَّة مساجد لعبت دورًا كبيرًا في تدعم الحضارة الإسلامية، ومن أبرزها جامع الزيتونة الذي أصبح في المغرب كالأزهر في الشرق، ولعب دورًا مهمًّا في الحياة العلميَّة الإسلاميَّة.


    وقد اشتهر بعض ملوك الأغالبة بالقسوة الشديدة، وكان سفك الدماء عندهم أسهل من شرب الماء، ولعلَّ هذا من أبرز ما أُخِذ عليهم، وقد مدَّ من عمرهم في المغرب انصراف الخلافة العباسيَّة إلى مشكلاتها المشرقية، وعدم قطعهم لكلِّ أواصر المودَّة مع الخلافة العباسية، وبالتالي رضيت الخلافة في ظلِّ ظروفها بالقدر الذي يدينون به بالطاعة لها، كما أسكتها انتصارات الأغالبة في معارك الجهاد ضدَّ الصليبيِّين في أوربَّا، والساحل الجنوبي الأوربِّي، وجزر البحر الأبيض المتوسِّط.


    هذا كلُّه قد غفر لهم بعض أخطائهم وجعلهم يعيشون أكثر من قرنٍ من الزمان يحكمون تونس وملحقاتها، ويحكمون صقلِّيَّة، ويفرضون هيبتهم على الدول الأوربِّيَّة.
    لكنَّ الدول الانفصاليَّة لا يُمكن أن تقف أمام الحضارات الجامعة التي تُمثِّل كيانًا وجوديًّا له أبعاده الحضاريَّة المتكاملة.


    ومن هنا فلم يستطع الأغالبة الصمود أمام الفاطميِّين الذين برزوا في المغرب بقيادة داعيتهم أبي عبيد الله المهدي، فسقطوا على يد الفاطميِّين هؤلاء سنة 296هـ.
    لقد سقطوا أوَّلًا وقبل كلِّ شيءٍ باعتبارهم حركةً انفصاليَّةً لا تستطيع أن تصمد أمام كيانٍ حضاريٍّ زاحفٍ له راية وأيديلوجيَّة يقف تحتها، مهما اختلفنا في أبعاد هذه الراية، أو هذه الأيديلوجية.


    المصدر: كتاب دراسة لسقوط 30 دولة إسلامية، د. عبد الحليم عويس.
     
    حميد خميس و حسين القناشي معجبون بهذا.
  2. سيد ابوعلى

    سيد ابوعلى زيزوومي VIP الأعضاء النشطين لهذا الشهر

    إنضم إلينا في:
    ‏يناير 30, 2017
    المشاركات:
    4,509
    الإعجابات :
    4,635
    نقاط الجائزة:
    2,755
    الجنس:
    ذكر
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    windows 11
    جزاك الله خيرا استاذى الفاضل على كل ما تقدمه لنا من مجهود مميز
     
  3. حسين القناشي

    حسين القناشي زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مارس 15, 2009
    المشاركات:
    3,950
    الإعجابات :
    2,631
    نقاط الجائزة:
    1,560
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    طبرق-ليبيا
    برامج الحماية:
    ESET
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    بارك‏ ‏الله‏ ‏فيك‏ ‏اخي‏ ‏الكريم
     
  4. حميد خميس

    حميد خميس زيزوومي ماسى

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 11, 2011
    المشاركات:
    2,189
    الإعجابات :
    1,398
    نقاط الجائزة:
    1,190
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    رام الله فلسطين
    برامج الحماية:
    اخرى
    نظام التشغيل:
    Windows 7
    أحسنت وبارك الله فيك
     

مشاركة هذه الصفحة

جاري تحميل الصفحة...