هــام العقيدة الصحيحة وما يضادها

المصدر: العقيدة الصحيحة وما يضادها
في منتدى : المنتدى الإســـلامي العــام

تميّز؛ فاستحقّ شُكرًا.
.........................​

العقيدة الصحيحة وما يُضادها
​

س15: السائل ع. د. يسأل عن القوادح في العقيدة؟ وما هي وسائل السلامة منها؟ وعن الأخطاء التي تقع في العقيدة، حيث يوجد بعض الناس يقعون في تلك الأخطاء بسبب جهلهم؟

ج15: العلم بالعقيدة علم ضروري لكل أحد، ذكرًا كان أم أنثى؛ لأن التوحيد هو أساس الأعمال كلها، ولأجله خلق الله الخليقة، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب، هذه العقيدة لا بد من تعلمها وتعليمها والمذاكرة فيها، والدعوة إليها؛ لأنه واجب على كل من عرف الحق أن يبينه، قال الله جل وعلا: وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

والخصومة إنما وقعت بين الرسل وأممهم، في توحيد العبادة، إذ الخلق مقرُّون بأن الله خالقهم ورازقهم، لا خالق لهم سواه، ولكن أشركوا مع الله غيره، حيث اعتقدوا في غيره أنه وسيلة بينهم وبين الله، قال تعالى: أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ، وقال تعالى: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ

فتعليم التوحيد، والبداءة به، واهتمام الدعاة به، وجعله أصل دعوتهم، هذا هو الطريق المستقيم، ولا ينبغي للدعاة إلى الله أن يدخلوا في أمور هامشية، يجب أن يبدؤوا بالتوحيد قبل كل شيء، ويبينوا للناس فضله، وحقيقته، والعاقبة الحميدة لأهله، ومآل من خرج عنه، وما يناله من العقاب في الدنيا والآخرة، وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، وهو المبعوث بهذا الدين: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ، فأمره أن يعلَمها مع أنه الداعي إليها، لكن ذلك لمزيد أهميتها وعظيم شأنها، وتذكيرًا له بذلك

إذًا فالتوحيد أمرٌ مطلوب تعلمه وتعليمه، وتلقينه الصغار في أول مراحل تعليمهم، وتنشئة الكبار عليه، وأن يكون ذلك دائمًا محل اهتمام الجميع؛ لأنه أصل الدين وأساسه.


أما قوادح العقيدة فهي تختلف، فأعظم قادح في العقيدة؛ أن تشرك مع الله غيره، فمن دعا غير الله، وجعل غير الله بمنزلة الله في الدعاء، والرجاء، والنذر، والذبح، والتأله، والتعلق، فهذا أعظم قادح في توحيده، قال جل وعلا: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ، وقال سبحانه: ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ،

فالشرك بالله منافٍ لحقيقة التوحيد؛ وعلى هذا فعلينا عدة أمور تجاه هذا الخطب العظيم: أولاً: أن نهتم بحقيقة التوحيد، ونعلم أهميته، وعظيم شأنه.

وكذلك نلقنه صبياننا ذكورًا وإناثًا، ونجعله منهجًا في مراحل التعليم المختلفة.
كما ينبغي أن نذكر الناس به دائمًا وأبدًا، في الخطب ووسائل الإعلام المختلفة من صحافة وتلفاز؛ لأن هذا هو الأصل العظيم الذي خلق اللهُ لأجله الخلائق،
ولا يقبل الله من أحدٍ دينًا سواه، فمن لقي الله مشركًا، فإن الله لا يغفر له،
كما قال الله جل وعلا: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ .

أيضًا ومما يقدح في العقيدة ويناقضها؛ صرف العبادة لغير الله، وتعلم السحر وتعليمه، ونشره بين الناس، وتحكيم غير شرع الله، والتحاكم للقوانين الوضعية، والآراء البشرية المناقضة لحكم الله ورسوله، فإن الله تعالى يقول: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ، ومما يناقض العقيدة: الاستهزاء بالدين والسخرية به، واحتقاره، واحتقار أهله واستنقاصهم، وسبهم، وذمهم، قال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ .

وكذلك الإعراض عن أوامر الله، بأن يشك فيها، ويعتقد عدم وجوبها، ويطعن فيها، أو يبيح المحرمات المجمع على تحريمها، وعُلم تحريمها من الدين بالضرورة، كمن يعتقد حل الربا، أو حل الزنا، أو حل الخمر، فإن هذا كافر بالله؛ لأنه أحل ما حرم الله بإجماع الأمة والله أعلم.

..........................

سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ.

مفتي عام المملكة العربية السعودية.
​

 

بارك‏ ‏الله‏ ‏فيك‏ ‏

 

ألف شكرا على مجهودك المميز

 

جزاك الله خيرا اخى ضياء