1. الإدارة العامة

    صفحة منتديات زيزووم للأمن والحماية

  2. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية الفيس بوك

  3. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية التلكرام

غزوات الرسول

الموضوع في 'المنتدى الإســـلامي العــام' بواسطة slaf elaf, بتاريخ ‏يناير 14, 2020.

  1. slaf elaf

    slaf elaf ✰ مميز في القسم العـــــــــــــــــام ✰ ★ نجم المنتدى ★

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 8, 2014
    المشاركات:
    1,704
    الإعجابات :
    2,996
    نقاط الجائزة:
    5,545
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    مصر
    برامج الحماية:
    Baidu
    نظام التشغيل:
    Windows 10


    [​IMG]

    ما كاد يستقر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة حتى بدأت المعارك الحربية بينه وبين قريش ومن وتبعها من قبائل العرب، وقد اصطلح المؤرخون والمسلمون على أن يسموا كل معركة بين المسلمين والمشركين وحضرها النبي بنفسه «غزوة» وكل مناوشة حصلت بين الفريقين ولم يحضرها الرسول صلى الله عليه وسلم «سرية» وقد اختلفت الروايات في عدد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وعدد سراياه، أما الغزوات فقيل عددها: خمسة وعشرين، وقيل: ستة وعشرين، وقيل: سبعة وعشرين غزوة، وأما السرايا فقيل عددها خمسة وثلاثين، وقيل: ثمانية وثلاثين، وقيل: سبعة وأربعين سرية، ومن الغزوات التي غزاها النبي صلى الله عليه وسلم غزوة الأبواء، وغزوة بواط، وغزوة العشيرة ، وغزوة بدر الأولى، وغزوة بدر الثانية، وغزوة بني سليم، وغزوة السويق، وغزوة غطفان، وغزوة بحران، وغزوة أحد، وغزوة بني قينقاع، وغزوة حمراء الأسد، وغزوة بني النضير، وغزوة الخندق، وغزوة ذات الرقاع، وغزوة بدر الآخرة، وغزوة دومة الجندل، وغزوة الخندق، وغزوة بني قريظة، وغزوة بني لحيان، وغزوة ذي قرد، وغزوة بني المصطلق، وغزوة الحديبية، وغزوة خيبر، وغزوة مؤتة، وغزوة الفتح، وغزوة حنين، وغزوة الطائف، وغزوة تبوك، وقد قاتل الرسول صلى الله عليه وسلم في تسع من هذه الغزوات وهم بدر، وأحد، والخندق، وقريظة، والمصطلق، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف، ونقتصر في هذه العجالة على أشهر غزواته صلى الله عليه وسلم.

    غزوة بدر الكبرى
    كانت في السابع عشر من رمضان للسنة الثانية من الهجرة، وسببها أن النبي صلى الله عليه وسلم ندب أصحابه للتعرض لقافلة قريش العائدة من الشام إلى مكة، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يريد قتالًا، كانت القافلة المكية على رأسها أبو سفيان بن حرب الذي كان من أذكى وأدهى العرب، فأرسل رسالة سريعة إلى مكة يستنفر قريش للخروج لإنقاذ القافلة، فأعدوا جيشًا بقيادة أبو جهل بلغ تعداده ألف وثلاثمائة مقاتل من قريش وما حولها من قبائل العرب.
    خرج الرسول صلى الله عليه وسلم بجيش من الأنصار والمهاجرين بلغ عدده ثلاثمائة وثلاثة عشر أو أربعة عشر أو سبعة عشر رجلًا على اختلاف الروايات، وأعطى راية المهاجرين لـعلي بن أبي طالب، وراية الأنصار لسعد بن معاذ، وأعطى الراية العامة للجيش لـمصعب بن عمير، وسار الرسول صلى الله عليه وسلم بأنصاره حتى وصل أدنى ماء من بدر فنزل به، فأشار عليه الحباب بن المنذر أن يسير إلى مكان آخر هو أصلح وأمكن للمسلمين من قطع ماء بدر عن المشركين، فنهض الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى وصلوا إلى المكان الذي أشار به الحباب، فأقاموا فيه، ولما التقى الجمعان، أخذ الرسول يسوي صفوف المسلمين، ويحرضهم على القتال، ويرغبهم في الشهادة، ثم حمي القتال، واشتعلت أرض بدر بهجوم شامل كاسح في كل المواقع، وصيحات المسلمين ترتفع بشعارهم في ذلك اليوم: أحد أحد، وصليل السيوف في كل مكان، والغبار غطى كل شيء وانتهت المعركة بانتصار المسلمين، وفرار المشركين الذين قُتل منهم سبعين وأُسر سبعين.
    كانت هذه الغزوة من أعظم الغزوات في تاريخ المسلمين، وقد سماها رب العالمين سبحانه وتعالى بيوم الفرقان لأنها فرقت بين مرحلتين مهمتين من مراحل الدعوة الإسلامية، وولدت أمة الإسلام بعد هذه الغزوة، وأصبح لها هيبة في الجزيرة العربية بكاملها، وبدأ الناس في كل الجزيرة يتساءلون عن الإسلام والمسلمين، ومن هنا بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام ينظر إلى دولته كدولة مستقرة، لها كيان مستقل ولها احترام ولها سمعة عظيمة في داخل الجزيرة العربية.

    غزوة بني قينقاع
    بعد غزوة بدر وآثارها العظيمة في الجزيرة العربية كان داخل المدينة المنورة ثلاث قبائل يهودية: قبيلة بني قينقاع، وقبيلة بني النضير، وقبيلة بني قريظة، وفي شمال المدينة يهود خيبر، وقد عقد الرسول عليه الصلاة والسلام معاهدة مع اليهود وحذرهم من المخالفة المستمرة التي كانوا عليها، ولكن بصائر اليهود كانت مطموسة تمامًا، فقد حدث أن امرأة من المسلمين قدمت إلى سوق بني قينقاع، وجلست إلى أحد الصاغة اليهود تبيع وتشتري منه، فجعلوا يحاولون أن يقنعوها بأن تكشف وجهها، فرفضت المرأة ذلك، فأتى أحد اليهود من ورائها وربط طرف ثوبها في رأسها دون أن تنتبه، فعندما وقفت انكشفت سوءتها فصرخت، فجاء مسلم وقتل اليهودي الذي فعل ذلك، فاجتمع يهود بني قينقاع على المسلم وقتلوه.
    ووصل الأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجمع الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم وجهز الجيش وانطلق مباشرة إلى حصون بني قينقاع، وحاصرهم خمس عشرة ليلة حتى نزلوا على حكم الله ورسوله، فاستشار الرسول كبار أصحابه فأشاروا بقتلهم، فشفع فيهم عبد الله بن أبى بن سلول، وما زال يلح على الرسول حتى قبل شفاعته فيهم على أن يخرجوا من المدينة ولهم النساء والذرية وللمسلمين الأموال، وبذلك أزال الله سبحانه عن المسلمين شر شوكة من الشوكات الثلاث التي كانت في ظهورهم آنذاك، وكان ذلك في أوائل سنة ثلاث وقيل في شوال سنة ثنتين للهجرة، وبعد غزوة بني قينقاع أصبح الرسول عليه الصلاة والسلام يحكم المدينة المنورة حكمًا تامًا كاملًا وأصبح أصحابه قوةً كبيرة جدًا داخل المدينة لذلك خاف اليهود من المسلمين، وبدأ بنو النضير وبنو قريظة يتربصون بالمسلمين.

    غزوة أحد
    وقعت يوم السبت السابع من شوال في العام الثالث للهجرة، وسببها أن قريشًا أرادت أن تثأر لهزيمة بدر، فما زالت تستعد حتى تجهزت وخرجت في ثلاثة آلاف مقاتل على رأسهم أبو سفيان وصفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وخالد بن الوليد وساروا حتى وصلوا إلى مكان المعركة في أحد، ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بخروج جيش قريش خرج في ألف مقاتل وأخذ الطريق في اتجاه أحد، وعندما أصبحوا على مسافة قريبة من أرض المعركة حدث تمرد هائل في الجيش المسلم، حيث انخذل عن المسلمين ثلاثمائة من المنافقين بقيادة عبد الله بن أبي ابن سلول، فبقي عدد المسلمين سبعمائة رجل فحسب، ومضى الرسول حتى وصل إلى ساحة أحد، فجعل ظهره للجبل ووجهه للمشركين، وصف الجيش واختار خمسين من الرماة، ليحموا ظهر المسلمين من التفاف المشركين وراءهم وأكد عليهم عدم التخلي عن مواقعهم مهما كانت الظروف.
    بدأ القتال في منتهى الشراسة واحتدم اللقاء بسرعة، واشتعلت أرض المعركة، وكان شعار المسلمين في هذا اليوم: أمت أمت، وكانت البداية في صالح المسلمين، فقد قتلوا أحد عشر قتيلًا من غير أن يقتل واحد من المسلمين، وارتفعت معنويات المسلمين إلى أعلى درجة، وبدأ المسلمون يقتلون في الكفار ويسيطرون على الموقف تمامًا، وقاتل جميع المسلمين بمنتهى الضراوة والقوة حتى بدأ المشركون في الهروب تاركين كل ما معهم من الأمتعة والممتلكات والأثقال والأحمال، ورأى ذلك الرماة فتركوا أماكنهم ونزلوا ليجمعوا الغنائم، فاستغل خالد بن الوليد نزولهم، وكان قائداً عسكريًا محنكًا، فكرَّ عليهم من خلفهم، وعندئذ عاد المشركون للقتال من جديد، واستطاع أن يصلوا إلى الرسول فأصابته حجارتهم حتى وقع وأغمي عليه وأشيع أنه قتل واضطرب المسلمون اضطرابًا شديدًا، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم استطاع الوقوف والنهوض وانسحب إلى الجبل بمن معه من المسلمين ووقعت الهزيمة عليهم.
    ثم نزل الرسول عليه الصلاة والسلام من فوق الجبل ليتفقد الشهداء، وكان موقفًا مريعًا، سبعون شهيدًا من أفاضل المسلمين، كان منهم: حمزة بن عبد المطلب، وعمرو بن الجموح، وعبد الله بن عمرو بن حرام، ومصعب بن عمير، وعبد الله بن جحش، وحنظلة، فأمر صلى الله عليه وسلم أن يدفنوا بثيابهم في أرض أحد دون أن يغسلوا أو يكفنوا، فكان صلى الله عليه وسلم يدفن الاثنين والثلاثة في القبر الواحد، ويجمع بين الرجلين أحيانًا في ثوب واحد، وقد أنزل الله تعالى في هذه المعركة عدة آيات يضمد بها جراح المؤمنين، وينبههم إلى سبب الهزيمة التي حلت بهم، فيقول في سورة آل عمران: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}[آل عمران: 139، 142].

    غزوة حمراء الأسد
    خرج الرسول صلى الله عليه وسلم بالمسلمين للجهاد في سبيل الله في اليوم الثاني مباشرة من غزوة أحد رغم ما بهم من جراح وآلام، خرج بهم للجهاد في سبيل الله، ولمتابعة قريش ومطاردتها، وعسكر بجيشه في منطقة تسمى حمراء الأسد، وهي تبعد حوالي ثمانية أميال من المدينة المنورة، وبدأ يستطلع الأخبار، فعلم أن الجيش الكافر موجود على بعد ستة وثلاثين ميلًا من المدينة المنورة عند منطقة اسمها الروحاء، وقد كان الجيش الكافر وقف هناك، وقالوا: نحن لم ننتصر في أحد إلا انتصارًا جزئيًا، ومن الممكن أن نرجع ونغزو المدينة المنورة، ونستأصل شأفة المسلمين وهم في حالة ضعفهم.
    كان الكفار يفكرون في ذلك، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يفكر أيضًا في مطاردتهم، لكنه كان واقعيًا، فهو يعلم أن الموقعة ستكون صعبة ولا يريد أن يضيع المسلمين، ولا يريد أن يهلكهم في موقعة قد تكون خاسرة؛ لذلك حاول صلى الله عليه وسلم أن يخذل صف المشركين ويرهبه، فبعث إليهم برسالة مع شخصًا اسمه معبد بن أبي معبد الخزاعي فقال لهم معبد: محمد قد خرج لكم في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قط، ولكنهم ردوا على رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم برسالة يملؤها التهديد والوعيد، فوصلت الرسالة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصر الصحابة جميعًا على القتال، ولكن لما عرف المشركون مسير النبي إليهم رجعوا بسرعة إلى مكة.

    غزوة بني النضير
    بني النضير هم قوم من اليهود كانوا يجاورون المدينة، وكان بينهم وبين المسلمين عهد سلم وتعاون، ولكنهم نقضوا عهدهم وتآمروا على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم بإلقاء صخرة عليه وهو مستند إلى جدار من بيوتهم، ولما علم الرسول صلى الله عليه أن اليهود كانت تدبر مكيدة لقتله قرر صلى الله عليه وسلم إجلاء بني النضير من المدينة المنورة وأرسل إليهم ينذرهم وأمهلهم عشرة أيام للخروج، وعندما قرأوا الرسالة، وقع الرعب في قلوبهم وقرروا الخروج من المدينة دون قتال.
    ولكن عبد الله بن أبي بن سلول جاء إليهم وحرضهم على عدم الخروج فاغتروا بكلامه ولم يخرجوا، وأرسلوا رسالة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يقولون فيها: إنا لا نخرج من ديارنا، فاصنع ما بدا لك، فجهز النبي صلى الله عليه وسلم جيشًا في السنة الرابعة من الهجرة، وانطلق إليهم، وضرب الحصار عليهم من كل مكان حوالي ست ليال، وفي بعض الروايات خمس عشرة ليلة، حتى اضطروا إلى الخروج، واشترط عليهم صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا ومعهم من أموالهم ما حملته الإبل ولكن بدون سلاح، ودماؤهم مصونة لا يسفك منها قطرة، فلما أرادوا الخروج أخذوا كل شيء يستطيعون حمله، وساروا فمنهم من نزل خيبر، ومنهم من نزل بجنوب الشام، ولم يسلم منهم إلا اثنان.

    غزوة الأحزاب
    وتسمى غزوة الخندق أيضًا، وقد وقعت في شوال من السنة الخامسة للهجرة، وسببها أنه لما تم إجلاء بني النضير من المدينة المنورة، قدم عدد من حلفائهم إلى مكة يدعون قريشًا ويحرضونها على قتال الرسول، فأجابت قريش لذلك، ثم ذهب رؤساء اليهود إلى غطفان، فاستجابت لهم بنو فزارة وبنو مرة، وأشجع، واتجهوا نحو المدينة، فلما سمع صلى الله عليه وسلم بخروجهم، استشار أصحابه فأشار عليه سلمان بحفر خندق حول المدينة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفره، ووصلت قريش ومن معها من الأحزاب وكانت عدتهم عشرة آلاف، وعدة المسلمين ثلاثة آلاف، وبعد أن مر شهر على حصار المسلمين وبدأ بعض فرسان المشركين في اقتحام الخندق من إحدى نواحيه، جاء نعيم بن مسعود ابن عامر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخبره أنه قد أسلم، وأن قومه لا يعلمون بإسلامه، وقال للرسول مرني بما شئت فقال له الرسول: "الحرب خدعة" فاستمع نعيم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم واستعمل دهاءه في التفرقة بين قريش وحلفائها، وبين بني قريظة، وأوقع في نفوس كل من الفريقين الشك في الآخر، وأرسل الله على الأحزاب ريحًا شديدة في ليلة شاتية وشديدة البرد، فجعلت تكفئ قدورهم وتمزق خيامهم، فامتلأت نفوس الأحزاب بالرعب وقرروا العودة دون قتال ورفعوا الحصار عن المدينة ورحلوا في تلك الليلة، فلما أصبح الصباح نظر المسلمون فلم يروا أحدًا.

    غزوة بني قريظة
    في اليوم الذي رجع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق، جاءه جبريل عليه السلام عند الظهر، وهو يغتسل في بيت أم سلمة، فقال: أو قد وضعت السلاح؟ فإن الملائكة لم تضع أسلحتهم، فانهض بمن معك إلى بني قريظة، فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر من ينادي في الناس بأن لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة، واجتمع له من المسلمين ثلاثة آلاف وخرجوا إلى بني قريظة وحاصرهم خمسًا وعشرين ليلة، فلما ضاق بهم الأمر نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءت قبيلة الأوس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا حلفاء بني قريظة في الجاهلية، وقالت: يا رسول الله، هؤلاء موالينا فأحسن فيهم، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم؟ قالوا: بلى قال: فذاك إلى سعد بن معاذ، فحكم فيهم سعد بن معاذ سيد الأوس بأن يُقتل الرجال وتُسبى الذرية وتقسّم الأموال، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات، وبدأوا بتنفيذ حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه وأرضاه.

    غزوة بني المصطلق
    سمع الرسول صلى الله عليه وسلم بتجمع قبيلة بني المصطلق لحرب المسلمين في المدينة المنورة، فباغتهم صلى الله عليه وسلم بخروجه إليهم في 2 شعبان سنة 6هـ، ووصل إليهم عند منطقة تعرف بماء المريسيع، لذلك هذه الغزوة تعرف في بعض الكتب بغزوة المريسيع أو غزوة بني المصطلق، وفي هذه الغزوة انتصر المسلمون انتصارًا كبيرًا على بني المصطلق وغنموا غنائم ضخمة وكبيرة، وسبوا عددًا كبيرًا من نساء القبيلة، وكان منهن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها التي تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصبحت أم المؤمنين بعد ذلك، وهي ابنة زعيم بني المصطلق الحارث بن ضرار.

    غزوة الحديبية
    وقعت في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة، وسببها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رؤيا في منامه أنه يذهب هو وأصحابه إلى مكة المكرمة للعمرة، فأمر صلى الله عليه وسلم الناس أن يتجهزوا للخروج إلى مكة معتمرين، فخرج معه المهاجرون والأنصار، وقد حاول القرشيون في مكة المكرمة قدر استطاعتهم أن يمنعوا رسول صلى الله عليه وسلم من دخول مكة المكرمة، ودارت بينهم مفاوضات كثيرة، وفي النهاية أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى قريش ليتفاوض معهم في أمر دخول المسلمين إلى مكة للعمرة، وظلت قريش تفكر أيامًا في أمر هذا القرار وعثمان بن عفان رضي الله في مكة ينتظر قرارهم.
    في هذا الوقت أشيع عند المسلمين أن عثمان بن عفان قد قتل في مكة المكرمة، وبمجرد أن وصلت هذه الإشاعة إلى المسلمين جمع الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين جميعًا وعقد معهم مبايعة على قتال قريش عرفت ببيعة الشجرة أو بيعة الرضوان، وبعد هذه البيعة مباشرة جاء عثمان بن عفان يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن القرشيين قد وافقوا على الصلح على أن لا يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه
    مكة هذا العام ويدخلوها العام القادم، وأن تتوقف الحرب بين الطرفين عشر سنين، وأن من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه، هذا وقد سمى الله هذه الغزوة فتحًا مبينًا، حيث قال: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (2) وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا} [الفتح: 1 - 3].

    غزوة خيبر
    كانت خيبر من أكبر التجمعات اليهودية في الجزيرة العربية، ولم يكفوا عن محاولات الكيد للرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت أخطر محاولاتهم دعمهم للقبائل بالمال والثمار لحرب الرسول في غزوة الأحزاب، ليس هذه فحسب بل كان لهم دور كبير في إقناع بني قريظة بخيانة عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعد أقل من شهر من عودة الرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من صلح الحديبية خرج إلى خيبر في شهر المحرم للسنة السابعة من الهجرة، وذلك لتأديبهم ومعاقبتهم على دسائسهم ومؤامراتهم، واصطحب الرسول صلى الله عليه وسلم الجيش إلى خيبر وخاض معهم عدة مواقع متتالية حتى فتح كل حصونهم، وبعد عدة أيام طلب يهود خيبر الصلح وقاموا بعمل المفاوضات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبل صلى الله عليه وسلم التفاوض وصالحهم على حقن دماء كل من في الحصون من المقاتلة والذرية والنساء، على أن يتركوا الديار والثياب والأموال والذهب والفضة وكل شيء، وقبل اليهود بذلك الشروط، وبدأوا في الخروج من خيبر.

    غزوة مؤتة
    لفت فتح خيبر والانتصارات المتتالية أنظار قبائل العرب في شمال الجزيرة العربية، وكان الكثير من هذه القبائل يدين بالنصرانية ويوالي الدولة الرومانية التي كان يحكمها هرقل وكانت حينئذ تحتل بلاد الشام، وسبب الغزوة أن الرسول عليه الصلاة والسلام أرسل رسالة إلى عظيم بصرى بالأردن يدعوه فيها إلى الإسلام، وحامل الرسالة كان الحارث بن عمير، وهو في الطريق اعترض طريقه شرحبيل بن عمرو الغساني، وهو عامل هرقل على منطقة البلقاء أيضًا في الأردن، وقيده وضرب عنقه.
    فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاشتد عليه الأمر وجهز لهم جيشًا من المسلمين عدته ثلاثة آلاف، ولم يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الغزوة أميرًا واحدًا، بل عين ثلاثة من الأمراء، وهم زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، وقال صلى الله عليه وسلم " إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ وَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ"[1]، وقد أخرج الرسول صلى الله عليه وسلم مع هذا الجيش البطل الإسلامي الفذ خالد بن الوليد رضي الله عنه، وحرص صلى الله علسه وسلم أن يلتزم المسلمون تمامًا بأخلاقهم، حيث كان صلى الله عليه وسلم إذا أمر أمير على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا ثم قال «اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا»[2].
    ثم سار الجيش، وقد شيعهم الرسول بنفسه، وكان جيش الروم عدده مائتي ألف مقاتل، وبدأت المعركة، وحمل الراية زيد بن حارثة رضي الله عنه، وأعطى إشارة البدء لأصحابه واندفع كالسهم صوب الجيوش الرومانية، وظل يقاتل حتى سقط شهيدًا فحمل الراية من بعده جعفر بن أبي طالب، الذي نزل عن فرسه وأكثر الطعن في الرومان فتكالبوا عليه وقطعوا يمينه فحمل الراية بشماله لكيلا تسقط فقطعوا شماله أيضًا، فاحتضن الراية إلى صدره، وصبر حتى وقع شهيدًا وفي جسمه نحو تسعين طعنة ورمية، ثم حمل الراية بعد جعفر بن أبي طالب بطل ثالث ألا وهو عبد الله بن رواحة، ذلك المجاهد الشاب الذي كان يدفع الناس دفعًا للقتال ويحمس المسلمين على طلب الشهادة، وقاتل قتالًا عظيمًا مجيدًا حتى قُتل رضي الله عنه، ثم اتفق المسلمون يعد ذلك على إمرة خالد بن الوليد للجيش، فما زال خالد يستعمل دهاءه الحربي حتى أنقذ الجيش الإسلامي من الفناء، ثم عاد به إلى المدينة، كانت هذه أول معركة يخوضها المسلمون خارج جزيرة العرب ضد الروم، وسميت بالغزوة وإن لم يحضرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكثرة المحاربين فيها، وكانت في جمادى الأولى للسنة الثامنة من الهجرة.

    فتح مكة
    هناك أحداث كثيرة هيأت للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فتح مكة، من أهمها نقض قريش عهدها مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بمعاونتها لقبيلة بني بكر في اعتدائها على قبيلة خزاعة المحالفة للرسول صلى الله عليه وسلم، فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن اتخذ قرار فتح مكة؛ بسبب نقض قريش عهدها معه، وأعلن الرسول صلى الله عليه وسلم استنفارًا عامًا لكل أهل المدينة المنورة، وأمر صلى الله عليه وسلم المسلمين جميعًا بالسرية التامة، وبعدم إخبار أي إنسان خارج المدينة المنورة بأمر هذا الغزو لمكة المكرمة.
    خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة في 10 رمضان سنة 8هـ، وكان عدد من خرج معه عشرة آلاف، وفي الطريق أفطر وأفطر الناس معه لما لقوا من الجهد والمشقة في سفرهم، ثم انضم إليهم في الطريق عدد من قبائل العرب، وعمه العباس الذي أعلن إسلامه، وقد عثر حرس رسول الله على أبي سفيان واثنين معه، فأسروهم وجاؤوا بهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم أبو سفيان، ثم وصل الجيش مكة، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فاتحًا منتصرًا ولم يلق مقاومة تذكر إلا مجموعة صغيرة من كفار قريش، ولكن سرعان ما تم القضاء عليها، ودخل رسول الله مكة وهو راكب راحلته، ويتلو سورة النصر، {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر:1 - 3].
    وأول ما دخل صلى الله عليه وسلم الكعبة المكرمة أمر بتكسير ما حولها من أصنام ثم أمر بلال رضي الله عنه أن يصعد فوق الكعبة ليؤذن الأذان للصلاة، ثم خرج إلى مقام إبراهيم، وصلّى فيه ركعتين ثم شرب من زمزم، وجلس في المسجد والناس حوله والعيون شاخصة إليه ينتظرون ما هو فاعل بمشركي قريش، فقال صلى الله عليه وسلم: «يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيرًا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اليوم أقول لكم ما قال أخي يوسف من قبل: {لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 92] اذهبوا فأنتم الطلقاء»، ثم اجتمع الناس حول الصفا ليبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأخذ بيعتهم على السمع والطاعة لله ولرسوله فيما استطاعوا.

    غزوة حنين
    كانت غزوة حنين نتيجة انتصارات الرسول صلى الله عليه وسلم المتتالية على قبائل العرب، وكان آخر هذه الانتصارات فتح مكة، الأمر الذي أغاظ قبائل هوازن فأعدت العدة لمقاتلة المسلمين، وقد علم الرسول صلى الله عليه وسلم أن قبائل هوازن تتجمع من أجل حرب المسلمين، وأنها قد خرجت عن بكرة أبيها بأموالها ونساءها وأبناءها ومواشيها، وبدأ الرسول عليه الصلاة والسلام في إعداد العدة وقرر أن يخرج بكامل قوته لأن عدد هوازن ضخم وكبير، وخرج صلى الله عليه وسلم في 6 من شوال سنة 8 هجرية، ومعه اثني عشر ألفًا من المسلمين، عشرة آلاف من أهل المدينة، وألفين من أهل مكة، ووصل صلى الله عليه وسلم إلى وادي حنين في 10 من شوال سنة 8 هجرية، وقد سبقت هوازن المسلمين إلى وادي حنين، واختاروا مواقعهم في شعابه.
    في غبش الصبح بدأ القتال، وفي بداية المعركة تراجعت طلائع هوازن أمام تقدم المسلمين تاركين بعض الغنائم فانشغل المسلمون بجمعها وظنوا أن المعركة انتهت، ولكن هوازن فاجأتهم بالسهام الكثيفة التي انهالت على المسلمين من كل مكان، وأمام هول المفاجأة فر المسلمين ولم يصمد إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه فئة قليلة من بينهم العباس وأبو سفيان بن الحارث وأبو بكر وعمر وعلي، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس أن ينادي الناس للعودة، ولما سمع الفارون من المسلمين العباس يناديهم أخذوا يتلاحقون به ويرددون: لبيك لبيك، واشتد القتال من جديد ولم تصمد قبائل هوازن طويلًا في الجولة الثانية، بل فروا من الميدان تاركين وراءهم قتلى كثيرين وأموالًا عظيمة، وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتعقب الفارين وقتلهم لإضعاف شوكتهم حتى لا يعودوا إلى الاجتماع والقتال.
    وقد نزل من القرآن في هذه المعركة: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (26)} [التوبة: 25، 26].

    غزوة الطائف
    واصلت جيوش هوازن فرارها من أمام جيش المسلمين في معركة حنين حتى وصلت إلى مدينة الطائف، فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم معظم الجيش وسار لحصارهم، فلما علموا بمسيره تحصنوا بحصونهم، وجمعوا طعامًا وزادًا يكفيهم سنة بحيث يصبرون إذا طال الحصار عليهم، ثم واصل سيره حتى انتهى إلى الطائف فعسكر هناك، وفرض الحصار على أهل الحصن، ودام الحصار مدة غير قليلة قيل: كانت أربعين يومًا، قيل: عشرين يومًا، وقيل: بضعة عشر، وقيل: ثمانية عشر، وقيل: خمسة عشر.
    وعندما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم بجيشه بدأ أهل الطائف بإطلاق السهام والرماح على المسلمين، وكانت حصونهم عالية وكبيرة وقوية، واشتد رميهم حتى استشهد من المسلمين اثنا عشر رجلًا، وأصبحت المشكلة كبيرة على المسلمين، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقذفهم بالمنجنيق وكانوا على وشك الدخول داخل أسوار الطائف لولا أن أهل الطائف فاجئوا المسلمين بإلقاء عليهم سكك الحديد محماة بالنار فأصيب المسلمون إصابات بالغة.
    ولما طال الحصار واستعصى الحصن وأصيب المسلمون بما أصيبوا من رشق النبال وبسكك الحديد المحماة عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على رفع الحصار والرحيل، لأنه علم أن الطعام والشراب الذي في داخل الطائف يكفي للمطاولة والصبر على الحصار سنة على الأقل أو عدة سنوات، ولم يكن في المدينة المنورة إلا القليل من الرجال لحراسة النساء والأطفال والديار، أيضًا كان هناك الكثير من القبائل التي دخلها الإسلام حديثًا، فهي تحتاج إلى متابعة مستمرة خوفًا من رجوعها إلى الكفر، كما كان هناك الكثير من القبائل لم تسلم بعد والتي قد تفكر في الهجوم على المدينة المنورة.

    غزوة تبوك
    وتسمى غزوة العسرة، وكانت في رجب سنة تسع من الهجرة، وسببها أن الروم قد جمعت جموعًا كثيرة بالشام من أجل الهجوم على المدينة، والقضاء على دولة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أخذت أخبار انتصاراتها تثير جزع هرقل ملك الروم، فاستنفر الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك أهل المدينة وما حولها، وأهل مكة وما جاورها، واستنفر أيضًا الأعراب في الجزيرة العربية ممن أسلموا، حتى يتمكن من إعداد جيش كبير لمقاتلة الروم.
    ولأن هذه الغزوة كانت في وقت عسير على الناس وحر شديد وجدب في البلاد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على البذل والإنفاق في سبيل الله فقال: « مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ»[3]، فجاء أبوبكر بماله كله، وجاء عمر بنصف ماله، وتصدق عثمان يومئذ بمال كثير، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش كثيف يزيد عن الثلاثين ألفًا، وأصيبوا بعسرة في الماء حتى عطشوا عطشًا شديدًا كادت تتقطع منه رقابهم، فرفع الرسول صلى الله عليه وسلم يديه نحو السماء فلم يرجعهما حتى أمطرت السماء، فشربوا وملأوا ما معهم، وقد تخلف عن هذه الغزوة ثلاثة من صادقي الإيمان وهم كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، ولما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم بالجيش إلى تبوك لم يجد أحدًا هنالك، فأقام فيها نحوا من عشرين ليلة، ولم يلق فيها كيدًا، ولم يدخل حربًا، فعزم على الرجوع إلى المدينة[4].

    [1] البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة مؤتة من أرض الشام، (4013).
    [2] مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث ووصية إياهم بآداب الغزو وغيرها (1731).
    [3] البخاري: كتاب الوصايا، باب إذا وقف أرضا أو بئرا واشترط لنفسه مثل دلاء المسلمين (2626).
    [4] الواقدي: المغازي، وابن هشام السيرة النبوية، وابن حزم: جوامع السيرة، وابن كثير: السيرة النبوية.
    قصة الإسلام
     
  2. kjelban

    kjelban زيزوومي VIP ★ نجم المنتدى ★

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 23, 2010
    المشاركات:
    3,358
    الإعجابات :
    2,814
    نقاط الجائزة:
    2,320
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    ليبيا
    برامج الحماية:
    Microsoft Security Essentials
    نظام التشغيل:
    windows 11
    بارك الله فيك و جعل هذا العمل في ميزان حسناتك
     

مشاركة هذه الصفحة

جاري تحميل الصفحة...