1. الإدارة العامة

    صفحة منتديات زيزووم للأمن والحماية

  2. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية الفيس بوك

  3. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية التلكرام

مناقشة قضية دخول الجن في بدن الإنس

الموضوع في 'المنتدى الإســـلامي العــام' بواسطة عماد الدين, بتاريخ ‏ابريل 17, 2008.

  1. عماد الدين

    عماد الدين زيزوومي جديد

    إنضم إلينا في:
    ‏مارس 9, 2008
    المشاركات:
    2
    الإعجابات :
    0
    نقاط الجائزة:
    0
    الإقامة:
    ليبيا
    برامج الحماية:
    Avira
    نظام التشغيل:
    Windows XP


    رأي علماء الشريعة في المس


    يقول الإمام القرطبي وهو يفسر الآية 275 من سورة البقرة :
    (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
    في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن، وزعم أنه من فعل الطبائع، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس، وقد مضى الرد عليهم فيما تقدم من هذا الكتاب. وقد روى النسائي عن أبي اليسر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول: (اللهم إني أعوذ بك من التردي والهدم والغرق والحريق وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً وأعوذ بك أن أموت لديغاً). وروي من حديث محمد بن المثنى حدثنا أبو داود حدثنا همام عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الجنون والجذام والبرص وسيئ الأسقام). والمس: الجنون، يقال: مس الرجل وألس، فهو ممسوس ومألوس إذا كان مجنونا، وذلك علامة الربا في الآخرة. وروي في حديث الإسراء: (فانطلق بي جبريل فمررت برجال كثير كل رجل منهم بطنه مثل البيت الضخم متصدين على سابلة آل فرعون وآل فرعون يعرضون على النار بكرة وعشيا فيقبلون مثل الإبل المهيومة يتخبطون الحجارة والشجر لا يسمعون ولا يعقلون فإذا أحس بهم أصحاب تلك البطون قاموا فتميل بهم بطونهم فيصرعون ثم يقوم أحدهم فيميل به بطنه فيصرع
    فلا يستطيعون براحا حتى يغشاهم آل فرعون فيطؤونهم مقبلين ومدبرين فذلك عذابهم في البرزخ بين الدنيا والآخرة وآل فرعون يقولون اللهم لا تقم الساعة أبدا، فإن الله تعالى يقول: "ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب" [المؤمن: 46] - قلت - يا جبريل من هؤلاء؟ قال: (هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس). والمس الجنون وكذلك الأولق والألس والرود.إنتهى كلامه رحمه الله.
    وقال الطبري في كتابه ( جامع البيان.. ): فقال جل ثناؤه للذين يربون الربا الذي وصفنا صفته في الدنيا، لا يقومون في الآخرة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس؛ يعني بذلك: يتخبّله الشيطان في الدنيا، وهو الذي يتخبطه فيصرعه من المس، يعني من الجنون. وبمثل ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل. إنتهى.
    وقال ابن كثيرفي تفسيره للآية:disappointed: أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطن له، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً. وقال ابن عباس: آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً يخنق).
    وقال البخاري في صحيحه باب آكل الربا وشاهده وكاتبه:disappointed: (لا يقومون) من قبورهم يوم القيامة، أو لا يتحركون على الأرض في الدنيا إلا ونفوسهم كذلك، لشعورهم بمقت الناس لهم. (يتخبطه) يصرعه. (المس) الجنون. (مثل الربا) نظيره. (فله ما سلف) أي ليس عليه رد ما أخذ من ربا قبل التحريم، أما الآن: وبعد ثبوت التحريم، فيجب عليه رد ما أخذه من زيادة لمن أخذه منه أو لورثته، وإن كان لا يعلمه، كمن يتعامل مع المصارف، فعليه أن يتصدق به في وجوه الخير ومصالح المسلمين، ولا يأكله لأنه كسب خبيث. (خالدون) لا يخرجون منها إن استحلوا التعامل بالربا، ويمكثون فيها طويلا إن اعتقدوا حرمته وتعاملوا به].إنتهى


    وقال المناوي في كتابه فيض القدير :
    (وفيه تصريح بأن الجن تخبط وتخبل وما وقع للقاضي كالزمخشري مما يوهم إنكاره في آية الذي يتخبطه الشيطان حيث قال: إن التخبط والمس وارد على ما تزعم العرب أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرع وأن الجني يمسه فيختلط عقله فيشنع عليها بأن وجود الجن مما انعقد عليه الإجماع ونطق به كلام اللّه والأنبياء وحكى مشاهدتهم عن كثير من العقلاء وأهل الكشف فلا وجه لنفيها كما في شرح المقاصد وغيره <فائدة> أخرج ابن عباس عن ابن جرير في آية {ومن الأرض مثلهن} قال: في كل أرض مثل إبراهيم ونحو ما على الأرض من الخلق قال ابن حجر: إسناده صحيح وأخرجه الحاكم والبيهقي في كل أرض أي من السبع آدم كآدمكم ونوح كنوحكم وإبراهيم كإبراهيمكم وعيسى كعيسى ونبي كنبيكم قال البيهقي: إسناده صحيح لكنه شاذ (تتمة) قال الحكيم: الجن ألطف في الفهم وأسرع في الذكاء من الإنس لأن أجسامهم من نار مارج والآدمي من تراب فجوهرهم أرق وجوهر الآدمي أغلظ ولم تشغلهم الشهوات كشغل الآدمي فرقة جوهرهم عون لهم على درك الأشياء) انتهى.
    وقال أبي الحسن الأشعري في كتابه ( الإبانة عن أصول الديانة – يصف عقيدة أهل السنة والجماعة :

    ونقر أن الجنة والنار مخلوقتان، وأن من مات وقتل فبأجله مات وقتل

    وأن الأرزاق من قبل الله سبحانه، يرزقها عباده حلالا وحراما، وأن الشيطان يوسوس الإنسان، ويشككه ويخبطه، خلافا للمعتزلة والجهمية، كما قال تعالى: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) من الآية (275 /2) ، وكما قال: (من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس) إنتهى كلامه رحمه الله.
    هذا يكاد يكون جل ما قاله علماء السنة رحمهم الله ، بعد حذف المتكرر من أقوالهم وما شابه ذلك .. إنما أدرجنا آرائهم وتفاسيرهم للرد على بعضها والاستشهاد بالبعض الآخر كي تحصل الفائدة، ويتم المراد من هذا البحث إنشاء الله تعالى.

    تعليق:
    ليس في ما سلف من الأقوال ما يثبت مس الجن للإنس بالشكل و الهيئة التي نراها اليوم ، فإنا نرى رجالاً ونساءً يصرع أحدهم على الأرض وينتفض جسده وتنقلب عيناه ويخرج زبد كثيف من شدقيه وينطق كلاماً وعبارات مبتورة في غير اتساق .. كل هذا لم نرى القرآن يذكره ولا السنة المطهرة.. أما الآية الكريمة التي سبق ذكرها فهي تحكي حال آكلي الربا يوم القيامة .. وقد سبق وعرضنا معنى كلمة المس في اللغة والقرآن والسنة .. فوجدنا أنها كلمة لا تدل على العنف والشدة.. بل هي تناقض هذا تماماً .. فلم تذكر كلمة مس إلا على سبيل التهوين والتبسيط في الأفعال والحركات.. كقوله تعالى: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُم ُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ(139) فيخبرهم عز من قائل بأسلوب فيه شيء من المواساة ورفعٌ للهمم أن ما هم فيه ليس بأمر بالغ السوء فقد مس القوم قرح مثله.. وكذلك قوله : (وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ(12) فالمس في القرآن كناية على التهوين من أمر الشيء ، وهو أخف درجات الإصابة.. كقول بني إسرائيل : (وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً..(79) أي لن تؤذينا غاية الأذى ولن نخلد فيها فإصابتنا بها أقل إصابة.. وقد كذبوا فيما يزعمون..أو كما قال تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ(38). أما في موطن المدح وذكر المناقب فإن القرآن يستبدل اللفظ هنا بلفظ هو أقوى وأشد تعبيراً كقوله
    في سورة آل عمران (الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ(172) ولم يقل من بعد ما مسهم القرح.. وفي سورة هود : (يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81) وفي سورة الحج :
    (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)
    وفي سورة الشورى :( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُم الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ {39} وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) فالفارق واضح لكل ذو فهم بين المعاني فيما سبق من آيات.. وفي آية آكلي الربا من سورة البقرة نجد لفظان يتناقضان أيما تناقض ، وهما التخبط والمس.. فإذا علمنا مما سبق أن المس عبارة عن شيء طفيف لا يدل على الشدة ، تجلى لأفهامنا المغزى الحقيقي من هذا التناقض ، فالتخبط كما تقول كتب اللغة هو استمرار عملية الضرب في شتى أنحاء الجسد في غير انتظام بشكل سريع وهذا يدلنا أن كيد الشيطان مهما بلغ فهو ضعيف.. ولن يبلغ من ابن آدم أكثر من ذلك.. أي أن شرَّه مهما اشتد فلن يعدو الوسوسة لابن آدم ، ولا سلطان له غير ذلك (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ(42) سورة الحجر.
    وكذلك قصة أيوب عليه السلام وإبليس ، وللإمام الطبري في هذا الأمر مقال جيد سندرجه لفائدته :
    (قال المفسرون: إن أيوب كان روميا من البثنية وكنيته أبو عبدالله في قول الواقدي؛ اصطفاه الله بالنبوة، وأتاه جملة عظيمة من الثروة في أنواع الأموال والأولاد. وكان شاكرا لأنعم الله؛ مواسيا لعباد الله، برا رحيما. ولم يؤمن به إلا ثلاثة نفر. وكان لإبليس موقف من السماء السابعة في يوم من الأيام، فوقف به إبليس على عادته؛ فقال الله له أوقيل له عنه: أقدرت من عبدي أيوب على شيء؟ فقال: يا رب وكيف أقدر منه على شيء، وقد ابتليته بالمال والعافية، فلو ابتليته بالبلاء والفقر ونزعت منه ما أعطيته لحال عن حاله، ولخرج عن طاعتك، قال الله: قد سلطتك على أهله وماله. فانحط عدو الله فجمع عفاريت الجن فأعلمهم، وقال قائل منهم: أكون إعصارا فيه نار أهلك ماله فكان؛ فجاء أيوب في صورة قيم ماله فأعلمه بما جرى؛ فقال: الحمد لله هو أعطاه وهو منعه. ثم جاء قصره بأهله وولده، فاحتمل القصر من نواحيه حتى ألقاه على أهله وولده، ثم جاء إليه وأعلمه فألقى التراب على رأسه، وصعد إبليس إلى السماء فسبقته توبة أيوب. قال: يا رب سلطني على بدنه. قال:
    قد سلطتك على بدنه إلا على لسانه وقلبه وبصره، فنفخ في جسده نفخة اشتعل منها فصار في جسده ثآليل فحكها بأظفاره حتى دميت، ثم بالفخار حتى تساقط لحمه. وقال عند ذلك: "مسني الشيطان". ولم يخلص إلى شيء من حشوة البطن؛ لأنه لا بقاء للنفس إلا بها فهو يأكل ويشرب، فمكث كذلك ثلاث سنين. فلما غلبه أيوب اعترض لامرأته في هيئة أعظم من هيئة بني آدم في القدر والجمال، وقال لها: أنا إله الأرض، وأنا الذي صنعت بصاحبك ما صنعت، ولو سجدت لي سجدة واحدة لرددت عليه أهله وماله وهم عندي. وعرض لها في بطن الوادي ذلك كله في صورته؛ أي أظهره لها، فأخبرت أيوب فأقسم أن يضربها إن عافاه الله.
    وذكروا كلاما طويلا في سبب بلائه ومراجعته لربه وتبرمه من البلاء الذي نزل به، وأن النفر الثلاثة الذين آمنوا به نهوه عن ذلك واعترضوا عليه، وقيل: استعان به مظلوم فلم ينصره فابتلي بسبب ذلك. وقيل: استضاف يوما الناس فمنع فقيرا الدخول فابتلي بذلك. وقيل: كان أيوب يغزو ملكا وكان له غنم في ولايته، فداهنه لأجلها بترك غزوه فابتلي. وقيل،: كان الناس يتعدون امرأته ويقولون نخشى العدوى وكانوا يستقذرونها؛ فلهذا قال. "مسني الشيطان". وامرأته ليا بنت يعقوب. وكان أيوب في زمن يعقوب وكانت أمه ابنة لوط. وقيل: كانت زوجة أيوب رحمة بنت إفرائيم بن يوسف بن يعقوب عليهم السلام. ذكر القولين الطبري رحمه الله. قال ابن العربي: ما ذكره المفسرون من أن إبليس كان له مكان في السماء السابعة يوما من العام فقول باطل؛ لأنه أهبط منها بلعنة وسخط إلى الأرض، فكيف يرقى إلى محل الرضا، ويجول في مقامات الأنبياء، ويخترق السموات العلى، ويعلو إلى السماء السابعة إلى منازل الأنبياء، فيقف موقف الخليل؟! إن هذا لخطب من الجهالة عظيم. وأما قولهم: إن الله تعالى قال له هل قدرت من عبدي أيوب على شيء فباطل قطعا؛ لأن الله عز وجل لا يكلم الكفار الذين هم من جند إبليس الملعون؛ فكيف يكلم من تولى إضلالهم؟! وأما قولهم: إن الله قال قد سلطتك على ماله وولده فذلك ممكن في القدرة، ولكنه بعيد في هذه القصة. وكذلك قولهم: إنه نفخ في جسده حين سلطه عليه فهو أبعد، والباري سبحانه قادر على أن يخلق ذلك كله من غير أن يكون للشيطان فيه كسب حتى تقر له - لعنة الله عليه - عين بالتمكن من الأنبياء في أموالهم وأهليهم وأنفسهم. وأما قولهم: إنه قال لزوجته أنا إله الأرض، ولو تركت ذكر الله وسجدت أنت لي لعافيته، فاعلموا وإنكم لتعلمون أنه لو عرض لأحدكم وبه ألم وقال هذا الكلام ما جاز عنده أن يكون إلها في الأرض، وأنه يسجد له، وأنه يعافي من البلاء، فكيف أن تستريب زوجة نبي؟! ولو كانت زوجة سوادي أو فدم بربري ما ساغ ذلك عندها. وأما تصويره الأموال والأهل في واد للمرأة فذلك ما لا يقدر عليه إبليس بحال، ولا هو في طريق السحر فيقال إنه من جنسه. ولو تصور لعلمت المرأة أنه سحر كما نعلمه نحن وهي فوقنا في المعرفة بذلك؛ فإنه لم يخل زمان قط من السحر وحديثه وجريه بين الناس وتصويره.
    قال القاضي: والذي جرأهم على ذلك وتذرعوا به إلى ذكر هذا قوله تعالى: "إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب" فلما رأوه قد شكا مس الشيطان أضافوا إليه من رأيهم ما سبق من التفسير في هذه الأقوال. وليس الأمر كما زعموا والأفعال كلها خيرها وشرها. في إيمانها وكفرها، طاعتها وعصيانها، خالقها هو الله لا شريك له في خلقه، ولا في خلق شيء غيرها، ولكن الشر لا ينسب إليه ذكرا، وإن كان موجودا منه خلقا؛ أدبا أدبنا به، وتحميدا علمناه. وكان من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم لربه به قول من جملته: (والخير في يديك والشر ليس إليك) على هذا المعنى. ومنه قول إبراهيم: "وإذا مرضت فهو يشفين" [الشعراء: 80] وقال الفتى للكليم: "وما أنسانيه إلا الشيطان" [الكهف: 63] وأما قولهم: انه استعان به مظلوم فلم ينصره، فمن لنا بصحة هذا القول. ولا يخلو أن يكون قادرا على نصره، فلا يحل لأحد تركه فيلام على أنه عصى وهو منزه عن ذلك، أو كان عاجزا فلا شيء عليه في ذلك، وكذلك قولهم: إنه منع فقيرا من الدخول؛ إن كان علم به فهو باطل عليه وإن لم يعلم به فلا شيء عليه فيه. وأما قولهم: إنه داهن على غنمه الملك الكافر فلا تقل داهن ولكن قلدارى. ودفع الكافر والظالم عن النفس أو المال بالمال جائز؛ نعم وبحسن الكلام. قال ابن العربي القاضي أبو بكر رضى الله عنه: ولم يصح عن أيوب في أمره إلا ما أخبرنا الله عنه في كتابه في آيتين؛ الأولى قوله تعالى: "وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر" [الأنبياء: 83] والثانية في: [ص] "أني مسني الشيطان بنصب وعذاب". وأما النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصح عنه أنه ذكره بحرف واحد إلا قوله: (بينا أيوب يغتسل إذ خر عليه رِجل من جراد من ذهب...) الحديث. وإذ لم يصح عنه فيه قرآن ولا سنة إلا ما ذكرناه، فمن الذي يوصل السامع إلى أيوب خبره، أم على أي لسان سمعه؟ والإسرائيليات مرفوضة عند العلماء على البتات؛ فأعرض عن سطورها بصرك، وأصمم عن سماعها أذنيك، فإنها لا تعطي فكرك إلا خيالا، ولا تزيد فؤادك إلا خبالا وفي الصحيح واللفظ للبخاري أن ابن عباس قال: يا معشر المسلمين تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيكم أحدث الأخبار بالله، تقرؤونه محضا لم يشب، وقد حدثكم أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتب الله وغيروا وكتبوا بأيديهم الكتب؛ فقالوا: "هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا" [البقرة: 79] ولا ينهاكم ما جاءكم من العلم
    عن مسألتهم، فلا والله ما رأينا رجلا منهم يسألكم عن الذي أنزل عليكم، وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الموطأ على عمر قراءته التوراة).انتهى
    وهذا كلام جيد وفيه الكفاية إنشاء الله .
    أما ما قاله المناوي محدثاً عن الحكيم قائلاً : الجن ألطف في الفهم وأسرع في الذكاء من الإنس لأن أجسامهم من نار مارج والآدمي من تراب فجوهرهم أرق وجوهر الآدمي أغلظ ولم تشغلهم الشهوات كشغل الآدمي فرقة جوهرهم عون لهم على درك الأشياء) فهو كلام غير صحيح البتة ، ولا دليل عليه ، بل الأدلة كلها تسحق هذا الرأي تماماً..
    فمن أين للجن لطافة الفهم وقد قال تعالى (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ(14)سبأ.فأين ذكائهم وهم يرون نبي الله قائما يراقبهم وهم يعملون له زمناً غير يسير لا يحرك ساكناً ولا يلتفت ، ألم يكن فيهم رجلاً رشيداً يلفت انتباههم إلى غرابة الأمر؟!
    وأنه من غير المعقول أن يظل آدمي واقفاً بهذه الطريقة زماناً دون حراك إلاَّ إذا كان في ألأمر ما يريب..ثم أين كانوا عندما كان جيش ملكة سبأ يدك الأرض بأرجله وحوافر خيله ، وهم –أي الجن- يجوبون الأرض شرقاً وغرباً.. فلم يلفت انتباههم وفطنتهم ذلك الجيش العرمرم ..ولولا أن جاء الهدهد وأخبر نبي الله سليمان بأمر الجيش لما فطن إليه أحد..
    أما في سورة الأحقاف فيخبرنا القرآن أن القوم لم يكونوا على علم بأن هناك نبياً يسمى عيسى جاء برسالة سماوية قبل أن يبعث نبينا صلى الله عليه وسلم بمئات السنين ..( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى(29) مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيم..) ولو كانوا يعلمون بوجود عيسى لقالوا(أنزل من بعد عيسى.. )فتأمل هذا !
    وروي أن سبب تفقد النبي سليمان للهدهد هو أنه كان في أحد منازل الأرض ، وأراد من الهدهد الكشف عن مكانه في باطن الأرض فتفقده فلم يجده ، فغضب لذلك ، وبغض النظر عن صحة هذا الخبر ،فتفقد سليمان للهدهد وتوعده بالذبح معلوم ثابت في الآية الكريمة أما باقي القصة فقد رويت من عدة طرق عن ابن عباس رضي الله عنه ، ولو ثبتت صحتها ، فهذا يزيدنا علماً بمحدودية الفهم لدى الجن وقدراتهم ، إذ لو كان جوهرهم رقيق كما قال .. لغاصوا في الأرض ليعلموا بوجود الماء ولما احتاج سليمان للهدد حتى يخبره بوجوده.

    وبعد أيها الأعزاء .. فإني أرحب بكل من يعرف الفرق بين النقاش المفيد ، والجدل العقيم .
    وفقني الله وإياكم..
    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، إنك على كل شئ قدير . والله الموفق .
     
  2. الآمل الطائر

    الآمل الطائر مطرود

    إنضم إلينا في:
    ‏ديسمبر 1, 2007
    المشاركات:
    15,409
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    0
    الإقامة:
    الدمــــــــــــــام
  3. رااااايق

    رااااايق زيزوومى مبدع

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 26, 2007
    المشاركات:
    1,256
    الإعجابات :
    11
    نقاط الجائزة:
    630
    الإقامة:
    من العارض ليا الحره
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    جزاك الله خيراً

    لي عوده
     
  4. عماد الدين

    عماد الدين زيزوومي جديد

    إنضم إلينا في:
    ‏مارس 9, 2008
    المشاركات:
    2
    الإعجابات :
    0
    نقاط الجائزة:
    0
    الإقامة:
    ليبيا
    برامج الحماية:
    Avira
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    أهلا بكل الموجودين في المنتدى .. أرحب بجميع الآراء في هذا الموضوع .. ولكن فقط التي تبحث عن الحقيقة ..
     
  5. abu_youssef

    abu_youssef المـــــــدير العـــــام طـــاقم الإدارة ★ نجم المنتدى ★ نجم الشهر عضوية موثوقة ✔️ فريق دعم البرامج العامة

    إنضم إلينا في:
    ‏فبراير 15, 2008
    المشاركات:
    38,308
    الإعجابات :
    67,681
    نقاط الجائزة:
    7,670
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    www.zyzoom.org
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    [​IMG]
     
  6. ناروتو

    ناروتو زيزوومي جديد

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 10, 2008
    المشاركات:
    1,439
    الإعجابات :
    2
    نقاط الجائزة:
    0
    الإقامة:
    قفله كباس
    بارك الله فيك
     
  7. الشبل اليماني

    الشبل اليماني زيزوومى محترف

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 10, 2008
    المشاركات:
    2,462
    الإعجابات :
    14
    نقاط الجائزة:
    730
    الإقامة:
    ۩ زيزووومي للأبد ۩
    جزاك الله خير
     

مشاركة هذه الصفحة

جاري تحميل الصفحة...