yazeed
زيزوومي جديد
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي



لم تعبد في تاريخها دون الله قط . فقد كان العرب يعبدون الأصنام والأوثان من حولها ولم يخصوها أبدا بالعبـادة ، حج إليها كل الأنبياء ومجرد النظر إليها عبادة والله أعلم .
يضيف المضواحي لـ العربية نت عن ماسجله قلمه في هذه البقعة التي توصف بقدس الأقداس الإسلامية : حول الكعبة ثـلاثـة أسرار لايوجد لها مثيل على الأرض , الحجر الأسود ، مقام إبراهيم ، وهما ياقوتتان من يواقيت الجنة ،وبئر زمزم وهو نهر من أنهار الجنة والله أعلم وينبع عينه من تحت أعتاب الحجر الأسود .

على يسار باب الكعبة المهيب وبين الملتزم والحجر الأسود إلى الداخل منها يقع مكان [ حطيم السيئات ] حيث يتم فيه التضرع بالدعوات ، والى اليمين من باب الكعبة على بعد أقل من مترين يرتفع صندوق من الرخام النادر تحفظ فيه أدوات خدمة البيت وحوائج غسيل الكعبة من دهون الطيب كالعود والورد والعنبر ولفائف من قماش قطني معد للغسيل .
في منتصف الكعبة ترتفع ثلاثة أعمدة محاطة بأفخر وأجود أنواع الخشب المزخرف ، وهي المعروفة بأعمد الصاحبي الجليل عبدالله بن الزبير رضي الله عنه حين رأى في زمن حكمه مكة أن يسند سقف الكعبة بها خشية إنهياره عندما قام بترميم الكعبة .

في الجهة الشمالية من الكعبة ، على يمين الداخل باب صغير يقال له [ باب التوبة ] وهو آيه في الصنعه والإتقان ، يمتاز بمقاساته العادية وهو بنسبة قياس واحد إلى ثمانية مقارنه بـ باب الكعبة الخارجي الوافر البهاء والضخامة ، ويؤدي باب التوبة المصنوع من أندر قطع الخشب المكسوة بصفائح الذهب والفضة المشغولة ، إلى الدرج حلزوني من الزجاج السميك يصل إلى سطح الكعبة .

وفي الجدار الغربي المواجه إلى باب الكعبة علّقت تسعة ألواح أثرية من الرخام المنقوش عليها أسماء الولاة والخلفاء تؤرخ لأعمال تجديد وترميم الكعبة ، وكلها مكتوبة بعد القرن السادس للهجرة .
وفي الحائط الشرقي بين باب الكعبة وباب التوبة وضعت وثيقة تؤرخ لقيام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله وغفر له بشرف ترميم وتجديد الكعبة المشرفة اللذي دشنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظ الله في عام 1419 هـ وكان حينها وليا للعهد .
وكان آخر ترميم شامل في زمن السلطان مراد الرابع من سلاطين الدولة العثمانية سنة 1040 من الهجرة النبوية .
جوانب الكعبة الأربعة محاطة بالرخام الأبيض ، بارتفاع نحو مترين وبرخام ملون ومزركش بنقوش هندسية إسلامية ، ومايعلوها مغطى بستارة خاصة من الحرير الأحمر الوردي مشغولة بالنسيج الأبيض على هيئة الشهادتين وبعض أسماء الله الحسنى على شكل رقمي ثمانية وسبعه متكررة بخط الثلث العربي البديع ، وهي إهداء من الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله وغفر له إلى الكعبة المشرفة ، ويقوم بصناعتها يدويا مصنع مكسوة الكعبة المشرفة بـ مكة المكرمة .
كسوة الكعبة :

وتصنع ثياب الكعبة من الحرير الأبيض المصبوغ باللود الأسود ، ويبلغ ارتفاع ثوب الكعبة 14 متراً ، ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام اللذي يبلغ عرضة 95 سنتيمترا , وبطول 47 مترا ، ويتكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.
ويوجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل ويوجد في الفواصل اللتي بينها شكل قنديل مكتوب عليها : [ حي قيوم ... يارحمن يارحيم ..الحمدلله رب العالمين ] .
والحزام مطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب , ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها .
وتشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة ، ويطلق عليها البرقع ، وهي مصنوعة من الحرير بارتفاع 6.5 متر ، وبعض 3.5 متر مكتوب عليها آيات قرآنية ومزخرف بزخارف إسلامية . مطرزة تطريزا بارزا , ومغطى بأسلاك الفضية المطلية بالذهب .
وتتكون الكسوة من خمس قطع ، تغطي كل قطعة وجها من وجوه الكعبة المشرفة , والقطعة الخامسة هي الستارة اللتي توضع على باب الكعبة , ويتم توصيل هذه القطع مع بعضها البعض.
وتمر صناعة الكسوة بعدة مراحل الجاكارد لتشكل جوانب الكسوة الأربعـة ، ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة تمهيدا لتركيبها فوق الكعبة المشرفة .

مراحل تطور كسوة الكعبة المشرفة:
كانت الكعبة تكسى في يوم عاشوراء ثم صارت تكسى في يوم النحر ...وأصبحوا يعمدون إليها في ذي القعدة فيعلقون كسوتها إلى نحو نصفها ثم أصبحوا يقطعونها فيصير البيت كهيئة المحرم ... فإذا حل الناس يوم النحر كسوها الكسوة الجديدة .
ثم كساها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثياب اليمانية عندما احترقت على يد امرأة أرادت تبخيرها ... وبعد ذلك كساها الخلفاء الراشدين أبى بكر الصديق رضي الله عنه وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم بالقماش المسمى بـ القباطي .

وبعد الخلافة الراشدة كان الخلفاء الأمويين والعباسيين ثم المماليك والأتراك يتنافسون على كسوة الكعبة والتفنن فيه... وكانت الكساوي توضع على الكعبة بعضها فوق بعض ... حتى حج الخليفة العباسي سنة 160 هـ فشكا إليه السدنة الأمر .. فأمر ألا يسدل على الكعبة أكثر من كسوة واحدة واستمر ذلك حتى الآن.
ومنذ عهد محمد علي باشا حاكم مصر اللذي أنشأ إدارة حكومية لصناعة الكسوة والحكومة المصرية قائمة بالإنفاق على الكسوة إلى أن جاء العهد السعودي على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن رحمه الله .... واللذي أمر في سنة 1346هـ بإنشاء دار خاصة لعمل كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة ... وتم توفير كل مايحتاج إليه العمل وافتتح مصنع كسوة الكعبة في العام نفسه وفيه تم إنتاج كسوة الكعبة المشرفة ليصبح هذا منوطا ً للملكة العربية السعودية ... واستمر المصنع ينتج ثوب الكعبة المشرفة ومع التقدم الحضاري العالمي في فن النسيج وتقنيته أراد الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله
أن يواكب هذا التطور التقني فيطور مصنع الكسوة بما يحقق أفضل وأمتن وأجمل إنتاج لكسوة الكعبة فصدر أمره السامي عام 1392 هـ بتجديد مصنع الكسوة بأم الجود في مكة المكرمة ....
وتم افتتاحه على يد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله عندما كان وليا للعهد وذلك في ربيع الآخر عام سنة 1397 .

مراحل تصنيع الكسوة:
تمر صناعة الكسوة بعدة مراحل .. الأولى هي الصباغة ويتم فيها صباغة الحرير الخام المستورد على هيئة شلل بالألوان الأسود أو الأحمر أو الأخضر ... أما مرحلة النسيج فيتم فيها تحويل هذا الشلل إلى قماش حرير سادة ليطبع ثم يطرّز عليه الحزام أو الستارة أو إلى قماش حرير جاكارد وهو المكون لقماش الكسوة ... وفي مرحلة الطباعة تطبع جميع الزخارف والخطوط الموجودة بالحزام أو الستارة على القماش بطريقة السلك سكرين وذلك تمهيداً لتطريزها ... وفي المرحلة قبل النهائية يتم تطريز الخطوط والزخارف تطريزا ً يدويا ً بأسلام الفضة والذهب .... وفي مرحلة التجميع النهائي يتم تجميع قماش الجاكارد ليشكل جوانب الكسوة الأربعة ثم تثبت عليه قطع الحزام والستارة تمهيداُ لتركيبها ... ويستهلك الثوب الواحد 450 كيلو جراما من الحرير فيما تبلغ مساحة مسطح الثوب 658 مترا مربعا ... وتتألف القطع المذهبة والمثبته على الثوب والحزام من 16 قطعه يبلغ مجموع أطوالها مايقارب 47 مترا ... كما تشتمل الكسوة على 4 قطع صمدية توضع على الأركان و 6 قطع تحت الحزام و14 قنديلا موضوعة بين أضلاع الكعبة .
يتبع
