عبدالله باسكران

زيزوومى مميز
إنضم
24 أغسطس 2010
المشاركات
580
مستوى التفاعل
47
النقاط
530
الإقامة
اليمن - حضرموت
غير متصل
bismellahttll7.gif

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
أما بعد:
أصيب العالم الإسلامي عامة والعالم العربي خاصة بسيل من الكتب التي تحمل في طياتها أشكالا كثيرة من الصور المثيرة للشهوات, الجالبة للفساد, الفاتنة للشباب والشابات, وكم في طيات تلك الكتب من مقالات تنشر الأفكار المسمومة التي تدعو إلى إنكار الأديان ومحاربة الإسلام, وكم كان شغف الشباب بها كبيرا;
ومن هذه الكتب, كتاب ذائع الصيت , ومشهور جدا ألا وهو كتاب "ألف ليلة وليلة".

29246rd.jpg


هو مجموعة منوعة من القصص الشعبية, لغته بين الفصحى والعامية, يتخلله شعر مصنوع أكثره مكسور ركيك في نحو 1420 مقطوعة. ذكر ابن النديم في "الفهرست" أنها مترجمة عن أصل فارسي اسمه "الهزارأفسان" أي ألف خرافةولما كان الهزارأفسان غير موجود فإن البحث في أصل الليالي يزداد غموضا.
يسميها الغرب " الليالي العربية" لأنها ترجمت عن العربية, قام بترحمتها الكاتب الفرنسي "أنطوان جالان" ويمكن للباحث أن يقرر بثقة أن نواة كتاب ألف ليلة وليلة مأخوذ عن كتاب قصص فارسي نقل إلى العربية في القرن الثالث الهجري, وأن غالب القصص من أصل هندي.

لقد شوهت ألف ليلة وليلة عصرنا الذهبي عندما أوردت اسم هارون الرشيد -مثلا- في بعض قصصها مع أن الرشيد لم يسمع بها وتدل قصصها على أنها مؤلفة من قبل عديدين أضافوا إليها حتى العصر المملوكي.

إن كتاب " ألف ليلة وليلة" ليس كتاب تاريخ , إنه كتاب قصص خيالية , نقول هدا لأن المستشرقين وأذنابهم قد اعتمدوه في دراساتهم وأبحاثهم مثل ما فعل "فيليب حتي" في كتابه "تاريخ العرب المطول".
وقد حذر الأستاذ أنور الجندي -رحمه الله- من هذا الكتاب فقال: "كتاب ألف ليلة وليلة هو كتاب ملفق ولقيط ولا مؤلف له, وقد جمع في عصور مختلفة, وأغلب ما فيه يصور البيئات الإجتماعية قبل الإسلام في فارس والهند وبلاد الوثنية, ومن هنا كانت خطورة المحاولات المتعددة التي جرت والتي تجري لإعتبار القصص ممثلا لحياة المسلمين بصفة عامة, بينما تكشف أقل مراجعة لمصادر ألف ليلة وليلة عن أنه تراث إيراني هندي سابق للإسلام وأنه لا يمثل بحال صورة المجتمع الأسلامي العربي أو مفاهيم الفكر الإسلامي"

وقد حكى المؤرخ الكبير المسعودي المتوفى سنة 956م (القرن الثالث الهجري) في كتابه "مروج الدهب" عن وجود كتاب قديم بالفارسية أو بالفهلوية, يحكي عن ملك وعن بنت وزيره "شهرزاد" وخادمتها "دين زاد" وقد أشار إليه ابن النديم مؤلف "الفهرست" المتوفى سنة 905 هـ مجملا وقال: "إنه كتاب الحماقة والسيئات", كما أشار إليه المؤرخ القرطبي وقد كانت كل إشارات المؤرخين المسلمين إليه تحمل طابع الرفض والامتهان,والنص على أنه مصدر ساقط في أنظارالعلماء والباحثين على حد عبارة (دكتور سنيتي كمار جترجي) في مجلة "ثقافي الهند" (جانفي 1963).

ومما يذكر أن أول من أبدى اهتماما إزاء "ألف ليلة وليلة" هو جاسوس إنجليزي مغامر يدعى "ريتشارد بيرثون" عام (1883) وهو واحد من أولئك الذين كانوا يتخفون في زيارتهم للبلاد العربية ويلبسون العباءة العربية أمثاللورنس وفيلبي, وكان يطلق على نفسه في دمشق "الحاج عبد الله" والمعروف أنه تصرف في النقل على النحو الدي يخدم أهدافه.
ومن الحق أن يقال أنه مهما تكن صورة الحياة التي ترسمها ألف ليلة فهي ليست قطعا صورة المرأة العربية أو المسلمة,فقد غير الإسلام نظرة المرأة إلى الحياة كما غير واقعها تماما; فلم تكن في مفهومه ولا في مجتمعه الأصيل أداة جنس أو مصدر غايات حسية كما يصورها الزنادقة رواة هذا الكتاب, وكما كانت في مفهوم المجتمع الوثني أو الجاهلي, وحتى إن اضطربت الحياة في المجتمع الأسلامي; فقد ظل هناك فارق واضح وحاجز كبير بين من كانوا يسمونها "الغانية" وبين صاحبة الدين ذات الصون والعفاف.
وقد حوى كتاب ألف ليلة صورا مشوهة عن المجتمع العربي الإسلامي, يزيد في زيفها أن قصصه كانت تمثل أمما
مختلفة وعصورا متباينة وأن الجانب الأكبر منه كان موجودا قبل الإسلام, وفد أضاف المترجمون الغربيون بالقصد العمد القائم على التعصب والخصومة, وأضافوا إلى بشاعة الصورة التي يحملها الكتاب إضافات زادته فسادا; فقد أشارغالان المستشرق الفرنسي, الذي ترجم ألف ليلة لأول مرة عام (1704) بأنه فرنج الكتاب ليلائم ذوق قارئه, وأنه ركز على صور الرفاهية والترف وأنه عمد إلى ما أسماه"صورة الشرق الحيواني"; فأي جريمة هذه؟! وكان أن استقى من هذه الترجمة مستشرق آخر هو (لين) أرضية كتابه "شمائل المصريين المحدثين" المليء بالزيف والفساد, وكذلك ألف كثيرون عن المجتمع الإسلامي دراسات اعتمادا غلى هذه الصور المضللة, وفال ريتشارد بيرثون الإنجليزي قي مقدمة ترجمته لـ"ألف ليلة" :"إنه إنما يتعرف مواطنوه بما فيه الكفاية على طباع المسلمين وعاداتهم وأخلاقهم; ليكون لديهم الحنكة الضرورية لحكم المسلمين الواقعين ضمن اميراطوريتهم",
وقد إتكأ أكثر من مستشرق على كتاب ألف ليلة وليلة بهدف استخراج صورة لما أسموه "الحب في الشرق" مستنتجا إياها من خلال القصص الذي اختلقه الرواة والذي لا يمثل الواقع العربي والإسلامي, وجاء التغريبيون الجدد أمثال: توفيق الحكيم وطه حسين فكتبوا عن شهرزاد مزيدا من القصص الخيالي رغبة في صرف الناس عن واقع الحياة إلى خيالات وأوهام.

وقد سأل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : ذكرت بعض كتب التاريخ ولا سيما كتب "ألف ليلة وليلة" بأن خليفة المسلمين هارون الرشيد لا يعرف إلا اللهو وشرب الخمر; فهل هذا صحيح؟
فأجاب بقوله: "هذا كذب وافتراء ودس في تاريخ الإسلام, وكتاب ألف ليلة وليلة كتاب ساقط لا يعتمد عليه ولا ينبغي للمسلم أن يضيع وقته في مطالعته وهارون الرشيد معروف بالصلاح والإستقامة والجد وحسن السياسة في الرعية وأنه كان يحج عاما ويغزو عاما وهذه الفرية التي ألصقت به في هذا الكتاب لا يلتفت إليها ولا ينبغي للمسلم أن يقرأ من الكتب إلا ما فيه الفائدة ككتب التاريخ الموثوقة, وكتب التفسير والحديث والفقه وكتب العقيدة التي يعرف بها المسلم أمر دينه, أما الكتب الساقطة فلا ينبغي للمسلم - ولا سيما طالب العلم- أن يلتفت إليها".
وقد حذر منه أيضا محمد العربي التباني في "إفادة الأخيار ببراءة الأبرار" في معرض تحذيره من كتب جرجي زيدان.
________________________________

المصادر:
- مؤلفات في الميزان.
- كتب حذر منها العلماء لمشهور بن حسن آل سلمان.
- نور على الدرب: فتاوى الشيخ صالح الفوزان.

 

الله يــع'ـطيـكـ ألـــف عــآآفـيــه
 
توقيع : kfoo
جزاكم الله خيرا اخى الكريم ودائما وابدا الصراع قائم بين الاسلام واعدائه الى يوم الدين فتجد من يدعون العلم والعلم منهم براء بما يتسموا بالعلمانيين يشوهون تاريخ الاسلام فى المناهج التعليميه وفى قصصهم ويشوهون الخلافه الاسلاميه حت يبعدوا الناس عن فكرة اقامة الخلافه بتشويههم سيرتهم للخلفاء الراشدين ولكن هيهات ان ا لله متم نوره ولو كره الكافرون فالمسلمين بخير الى يوم القيامه ولايلتفتوا الى هذه القله السخيفه التى يثبت كل يوم انهم فى هراء
 
توقيع : سيد الصافى
" جزاك الله ألف خير .. ورفع قدرك .. ونفع بك .. وجعله في موازين حسناتك يوم تلقاه "

~// تقبل أرق تحياتي ..
//

3.gif
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
توقيع : Don Legend

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي


تسلم يا غالي على هذه الكلمات الطيبة و لكـ بمثلهن.
 
عودة
أعلى