aymantaiger
زيزوومى محترف
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
كل شيء يقع في الكون قد قدره الله عز وجل وأراده، فيجب على المسلم ألا يعترض على المحن والابتلاءات التي تمر بالمسلمين؛ فإن الله عز وجل يريد بها خيراً، والابتلاء سنة الله في خلقه، فقد ابتلى أنبياءه وأولياءه؛ ليرفع درجاتهم، ويعلي مكانتهم.
كل شيء في الكون لا يقع إلا بقدر
كل شيء في الكون لا يقع إلا بقدر
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: أحبتي في الله! عنوان لقائنا هذا (لا تحسبوه شراً لكم)، وسوف ينتظم حديثي في هذا الموضوع الجليل في العناصر التالية: أولاً: واقع مر أليم، وكل شيء في الكون لا يقع إلا بقدر. ثانياً: دروس من التاريخ. ثالثاً: والعاقبة للمتقين. فأعيروني القلوب والأسماع، والله أسأل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب. أولاً: واقع أليم، ولا يقع شيء في الكون إلا بقدر. أحبتي في الله! أرى رياحاً عاتية من القنوط واليأس تعصف بقلوب كثير من المسلمين بسبب هذا الواقع المر الأليم، ومن هذه الرياح العاتية: أن هناك قلوباً قلقة، وقلوباً متشككة في قدر الله سبحانه وتعالى، وفي علم الله وحكمته، وإن لم يستطع الواحد من هؤلاء أن يعبر بلسانه عن هذا الواقع المر الأليم ويمنعه خجله وحياؤه، فقد يعبر عن ذلك بلسان الحال، فيطحن الواقع الأليم قلبه إلى حد التشكك في قدر الله سبحانه وحكمته، فيقول أحدهم بلسان الحال، بل وربما بلسان المقال: ألا يسمع الله بكاء الأطفال في فلسطين؟! ألا يرى الله الدماء التي تسفك والأشلاء التي تمزق؟! ألا يسمع الله صراخ الأقصى وأنينه؟! ألا يسمع الله ويرى هذا الواقع المر الأليم لإخواننا في فلسطين؟! وقد تخلى أهل الأرض عنهم، إلا من رحم الله جل وعلا من أفراد قلائل يتألمون بآلامهم، ويعانون لمعاناتهم، ألا يسمع الله ويرى صراخ هذه البنت المسكينة التي هدم بيتها، وقتل والدها وقتلت أمها، وهي تصرخ أمام العالم كله؟! بل وتنادي المسلمين في كل مكان وتقول: أيها المسلمون! أين أنتم؟! وتقول: أنا لا أريد طعامكم وشرابكم فدمي هنا يا مسلمون يراق عرضي يدنس أين شيمتكم أما فيكم أبي قلبه خفاق أختاه أمتنا التي تدعينها صارت على درب الخضوع تساق أودت بها قومية مشئومة وسرى بها نحو الضياع رفاق إن كنت تنتظرينها فسينتهي نفق وتأتي بعده أنفاق فمدي إلى الرحمن كف تضرع فلسوف يرفع شأنك الخلاق فأمام قدرة ربنا تتضاءل الأنساب والأعراق فأين العزة؟! وأين النصرة؟! وأين الاستخلاف؟! أولم يقل الله:
وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ
[المنافقون:8]؟! أولم يقل الله:
وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ
[الروم:47]؟! أولم يقل الله:
وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا
[النساء:141]؟! أولم يقل الله:
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
[النور:55]؟! إلى آخر هذه الآيات. فأين العزة أيها المشايخ؟! وأين الاستعلاء؟! وأين التمكين لأهل الإيمان في الأرض؟! وأين النصرة؟! وأين السبيل للمؤمنين على الكافرين؟ والكافرون الآن قد أذلوا المسلمين ذلاً لا ذل بعده، وقد أهانوا المسلمين مهانة لا مهانة بعدها. والجواب: مع هذا الواقع المر الأليم أقول: اعلموا يقيناً بأنه لا يقع شيء في كون الله إلا بقدر وعلم وحكمة، والله يسمع ويرى، ولسنا بأرحم بالمستضعفين من الله، ولسنا بأرحم بآهات المتألمين من الله، فالله يسمع ويرى، ولا يقع شيء في كونه إلا بقدره، وإلا بعلمه وحكمته، والإيمان بالقدر خيره وشره ركن من أركان الإيمان بالله جل وعلا، ولا يصح إيمانك إلا إذا آمنت بالقدر خيره وشره، قال تعالى:
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ
[القمر:49]. وروى
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
[الأنعام:59]. وقال جل وعلا:
وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
[فاطر:11]، فما من ورقة في شجرة أو نخلة على ظهر الأرض تسقط إلا بعلمه، وإلا بقدره سبحانه، وما من شجر على ظهر الأرض إلا ويعلمه الله، وما من نهر ولا بحر على سطح الأرض إلا ويعلم الله ما في قعره، ولا يغيب عن سمعه وبصره وعلمه شيء، وإن وقع شيء في كونه فبقدر وبحكمة، وكيف ننسب الحكمة لحكماء البشر في أقوالهم وأفعالهم وننفي الحكمة عن خالق البشرية في أقواله وأفعاله؟! أيها الأخيار! إنما هو قدر الله، وهو واقع بعلم الله وحكمة الله جل جلاله، ولابد لكل مسلم من الإيمان بهذا حتى لا تعصف رياح القنوط بقلبه، وحتى لا تهب رياح الشكوك على إيمانه في صدره، قال جل جلاله:
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا
[الحجرات:15] أي: لم يتشككوا، ولم تعصف رياح الشك بإيمانهم قط، بل إن إيمانهم بالله جل جلاله، وإيمانهم بالقدر خيره وشره، وإيمانهم بالعليم الحكيم إيمان ثابت كثبوت الجبال الرواسي؛ لا تزلزله الفتن، ولا تعصف به المحن، وأن كل شيء يقع في الكون إنما هو بقدر الله وعلمه وحكمته. وقد اخترت هذا العنوان الكريم: (لا تحسبوه شراً لكم)، لأؤكد لكم الخير المخبوء في المحن والفتن، وهذا على قدر علمي وإلا فقد يعلمنا الله حكماً في محنه وابتلاءاته، وقد يحجب عنا حكماً فلا يعلمها كثير من البشر، وهذا هو عنصرنا الثاني من عناصر هذا اللقاء: دروس من التاريخ. ......










يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
في صحيحه عن
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
قال: كان أول من قال في القدر -أي: بنفي القدر- بالبصرة
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
، فانطلقت أنا و
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
حاجين أو معتمرين، فقلنا: لو لقينا أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، قال: فوفق لنا
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
داخلاً المسجد، فاكتنفته أنا وصاحبي: أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله، وظننت أن صاحبي سيكل الكلام إليّ فقلت:
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
! إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن، ويتقفرون العلم -أي: يبحثون عن غوامض العلم وخوافيه ودقائق مسائله- وذكر من شأنهم: ويزعمون أن لا قدر، وأن الأمر أنف، -أي: لا يعلم الله الأشياء إلا بعد وقوعها وحدوثها- فقال
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
رضي الله عنهما: (فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني، والذي يحلف به
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
! لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر) ثم قال
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
: حدثني أبي
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
رضي الله عنه قال: (بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجلٌ شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد ..) الحديث وفيه أن هذا السائل الكريم سأل رسول الله عن الإيمان، فقال: (ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره)، فكل شيء في الكون بقدر، ولا يقع إلا بعلم وحكمة، وإن غابت عنا الحكمة فإن الله العليم يعلمها، وإن غابت عنا الحكم في أقدار الله وفي محن الله وابتلاءاته للمسلمين فإن الله جل وعلا يعلم الحكمة من وراء كل محنة، ويعلم الحكمة من وراء كل بلاء، ويعلم الحكمة من وراء كل قدر، فالله عليم حكيم، قال تعالى: 





بعض الدروس المستفادة من حادثة الإفك
أيها الأخيار! اسمحوا لي أن أبدأ بهذا الدرس الذي استلهمته من قول الله تعالى في سورة النور:
إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ
[النور:11] .. إلى آخر الآيات الكريمات في سورة النور. هذا الإفك الخطير، يقول الله فيه: (لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ) وتدبر معي! فأنت قد قرأت الآيات الكريمة من قبل، لكنني اليوم أخاطب فيك عقلك وقلبك وفطرتك، الله يقول في هذا الإفك العظيم الذي طحن قلب المصطفى، ومزق فؤاده، إنه إفك رمي به المصطفى في شرفه.. رمي به المصطفى في عرضه.. رمي به المصطفى في طهارته، وهو الطاهر الذي فاقت طهارته كل العالمين، رمي به المصطفى في صيانة حرمته! إنه إفك خطير، والحديث في الصحيحين، ولا أريد أن أقف مع الحديث بطوله، وإنما نقف عند المهم منه، وفيه: أن
فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ
[يوسف:18]، قالت: ثم نمت على فراشي، وأنا أعلم والله! أني لبريئة، وأن الله مبرئي، لكني ما كنت أظن أن ينزل الله فيّ وحياً يتلى، فلشأني في نفسي كان أحقر من أن ينزل فيّ وحي يتلى، بل كنت أرجو الله أن يرى رسول الله صلى الله عليه سلم رؤيا يبرئني الله فيها، قالت: والله! ما رام أحد مجلسه -أي: ما ترك أحد في البيت مكانه الذي يجلس فيه- وإذ بالوحي يتنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إذا تنزل عليه الوحي أخذته شدة، فتحدر منه عرق كالجمان -أي: كحبات اللؤلؤ- في اليوم الشديد البرد؛ من شدة ما يتنزل عليه من الوحي، قالت: فسري عن رسول الله وهو يبتسم ويقول: (أبشري يا
إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
[النور:11]. ويسأل الآن أصحاب القلوب القلقة المتشككة: أين الخير في هذا الإفك الخطير؟! أين الخير وقد رمي رسول الله في عرضه؟! أين الخير وقد اتهمت
لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
[النور:11]، وقال تعالى:
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ
[البقرة:216]. فإن قلت: أين الحكمة في هذا الشر؟ وأين الخير في هذا الإثم؟! فأقول: تدبر معي! وسأقف على ثلاثة دروس فقط من هذا الشر؛ لأجلي الخير الذي فيه. ......


يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
رضي الله عنها لما تخلفت عن الجيش في غزوة بني المصطلق لقضاء حاجتها، وكانت الغزوة بعد نزول آية الحجاب، فكانت تحمل في الهودج، وتنزل وهي بداخل الهودج، وهذا من دواعي الستر والحجاب، والهودج: هو المحمل المعلوم الذي يوضع على ظهر البعير، فإنه لما نزلت آية الحجاب كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يركبن في الهودج إذا سافرن مع النبي صلى الله عليه وسلم. وأرجو أن تتصوروا معي
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
الفتاة الحيية التي ترعرعت في بستان الحياء والإيمان إذا أرادت أن تقضي حاجتها وكانت في مكان فيه رجال، أتصور أنها ستنطلق بعيداً بعيداً، حتى لا تراها العين، ثم تقضي حاجتها، وهذا هو الذي كان في هذه الغزوة، فإنها لما خرجت كان الليل شديد السواد، وكان الليل حالك الظلمة، فعادت
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
رضوان الله عليها إلى هودجها في المكان الذي نزل فيه الجيش فتحسست عقدها فلم تجده، فعادت إلى المكان الذي قضت فيه حاجتها؛ لتبحث عن عقدها، ثم عادت فوجدت الجيش قد رحل! وكان الرجال قد حملوا الهودج فوضعوه على الراحلة وهم يظنون أن أم المؤمنين بداخل الهودج، فنامت في مكانها حتى يرجع إليها القوم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
رضي الله عنه أن يبقى خلف الجيش؛ ليأتي بأي شيء أو بأي متاع، فلما جاء
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
ورأى سواد إنسان فنظر إليها فعرفها وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، تقول
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
: فوالله! ما استيقظت من نومي إلا على استرجاعه، فخمرت وجهي بجلبابي -أي: غطيت وجهي بجلبابي- فلما رآني عرفني وكان يراني قبل نزول آية الحجاب، قالت: والله! ما كلمني، ولا كلمته، وما سمعت منه غير استرجاعه -أي: غير قوله: إنا لله وإنا إليه راجعون- فأناخ
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
راحلته، فركبت أم المؤمنين رضي الله عنها حتى أدركوا الجيش في نحر الظهيرة -أي: في وقت شدة الحر- فلما رآها رأس النفاق
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
قال: من هذه؟ قالوا: أم المؤمنين
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
. قال: ومن هذا؟ قالوا:
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
رضي الله عنه، قالت: فهلك من هلك في شتمي. وفي رواية خارج الصحيحين: قال المنافق الخبيث: من هذه؟ قالوا: أم المؤمنين
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
، قال: ومن هذا؟ قالوا:
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
فقال الوقح: امرأة نبيكم تبيت مع رجل حتى الصباح، ثم جاء يقود لها الراحلة! والله ما نجت منه وما نجا منها! إنها قولة خبيثة شريرة، وتلقفت عصابات النفاق -التي لا يخلو منها زمان ولا مكان- هذه القولة الشريرة، وهذا الإفك الخطير، ورددت هذه الكلمات التي اتهم فيها رسول الله في عرضه، وفي شرفه ودينه ورسالته، وفي كل شيء، وفي
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
التي أحبها من كل قلبه، كما في صحيح
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
من حديث
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
قال: قلت: (يا رسول الله! أي الناس أحب إليك؟ قال:
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
..)، فيرمى رسول الله في زوجته! ويرمى
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
في طهارة بنته! وهو
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
الطاهر الذي قال قولته التي تعبر عن مدى ألمه، قال: (والله! ما رضينا بهذا في الجاهلية أفنرضى به في الإسلام؟!) و
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
هي الزهرة المتفتحة في بستان الإسلام، المترعرعة في حديقة الإيمان، التي تولى تربيتها ابتداءً
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
، ثم انتقلت في التاسعة من عمرها إلى بيت نبي هذه الأمة، فعلى أي منهج تربت
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
؟! وعلى أي خلق ثم ترمى في عرضها وفي شرفها؟! ويرمى
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
في دينه، بل ويرمى بالخيانة لربه، ولرسوله صلى الله عليه وسلم! وترجع المسكينة
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
إلى بيت رسول الله في المدينة وهي لا تعلم شيئاً، فهي الحصان الرزان التي لا تأبه لمثل هذا، وخاضت عصابة المنافقين في المدينة شهراً كاملاً في هذا الإفك الخطير، ولحكمة يريدها ربنا لا ينزل الوحي على قلب المصطفى شهراً كاملاً، ويحطم الألم كبده، ويهز الحزن فؤاده، حتى خرج النبي يسأل عن
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
! فيسأل
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
، ويسأل
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
، ويسأل بعض الصحابة عن
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
، وتصوروا معي حالة رسول الله صلى الله عليه وسلم! تقول
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
: وأنا لا أنكر شيئاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا اللطف الذي كنت أعرف منه، فكان يدخل عليّ فيسلم ويقول: (كيف تيكم؟) حتى دخلت عليّ
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
فأخبرتني بما يقوله أهل الإفك، فلما دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: أتأذن لي أن آتي أبوي؟ فأذن لها رسول الله، فذهبت إلى بيت
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
رضي الله عنه، وبعد شهر كامل دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
، وجلس إلى جوار
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
رضي الله عنها، فتشهد -أي: حمد الله عز وجل، وأثنى عليه- ثم التفت إلى
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
وقال: (يا
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
! إن كنت قد ألممت بذنب فاستغفري الله، وتوبي إليه؛ فإن العبد إذا أذنب وتاب إلى الله تاب الله عليه، وإن كنت بريئة فسيبرئك الله عز وجل)، تقول
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
: فلما سمعت مقالة رسول الله قلص دمعي -أي: جف دمعي- والتفت إلى أبي، وقلت: أجب عني رسول الله، فقال
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
: (والله! ما أدري يا ابنتي! ماذا أقول لرسول الله)، فتركت
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
المسكينة أباها
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
، والتفتت إلى أمها وقالت: أجيبي عني رسول الله، فقالت الأم المسكينة الجريحة: والله! ما أدري يا ابنتي! ماذا أقول لرسول الله، ثم قال
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
: والله! لا أجد لي ولكم مثلاً إلا كما قال أبو يوسف: 

يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
! فلقد برأك الله عز وجل)، فقالت أمها: قومي يا
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
! -أي: قومي إلى رسول الله- فاشكريه، فقالت
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
: لا والله! والله! لا أقوم إلى رسول الله، ولا أحمد إلا الله عز وجل الذي أنزل براءتي من السماء، فابتسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت براءتها العظيمة من أعظم مناقب
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
، قال عز وجل: 

يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
بالزنا؟ وأين الخير وقد رمي
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
في شرفه؟ وأين الخير وقد اتهم
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
بالخيانة؟! وأين الخير وقد كادت
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
أن تموت وهي بين الأحياء؟! وأين الخير والمؤمنون الصادقون من الأوس والخزرج كادت أن تقع بينهم فتنة؟! ولكن الخير موجود كما قال تعالى: 



حادثة الإفك أظهرت فضل عائشة
الدرس الثالث من دروس هذه المحنة والفتنة والابتلاء: لولا هذا الابتلاء ما عرفت الأمة مكانة
لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
[النور:11].
رسول الله لا يعلم الغيب
الدرس الأول في هذا الإفك العظيم وهذا الابتلاء الكبير: أنه لو لم يرد الله عز وجل من هذه المحنة إلا أن يعلم الأمة أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب لكفى، ويا له من خير! ويا له من درس! شهر كامل ورسول الله لا يعلم شيئاً، ولا يعلم الخبر، ويسأل عن
وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ
[الأعراف:188] وقال عز وجل:
قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا * قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا * إِلَّا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ
[الجن:20-23]، أي: إلا أن تبلغ دين الله، ورسالة الله على مراد الله، كما قال:
فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ
[هود:112]. إنه درس عظيم!
الفتن والابتلاءات تظهر المنافقين
الدرس الثاني: بعد هذه المحنة ظهر المنافقون، فالمنافقون مندسون في الصف، والمؤمنون يعرفون أعداءهم الظاهرين، فيعرفون اليهود، ويعرفون أهل الكفر، لكنهم لا يعرفون المنافقين الذين يندسون في الصفوف، فتأتي المحن، وتأتي الفتن؛ لتظهر ما تكنه الصدور من نفاق، ولتظهر ما تكنه القلوب من حقد على الإِسلام وأهله، فظهر النفاق، وظهرت عصابة النفاق، فالمحن تطرد عن الصف المزيفين، ولا يثبت على الصف بعد المحن والفتن والابتلاءات إلا من صفت نفسه، وخلصت سريرته، ومشى على الطريق يريد فضل الله وأجر الله جل جلاله، فلا يتاجر بالدعوة ولا بالعقيدة في سوق التجارة والشهوات، ولا يكون ممن يبيع ويشتري بالدعوة، فإن حصل نفعاً وخيراً فهو على الطريق مع السائرين، وإن تعرض للمحنة أو الابتلاء تخلى عن الطريق، كما قال عز وجل:
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
[الحج:11]، وقال تعالى:
أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ
[العنكبوت:2-3]. وهل الله لا يعلم الصادقين من الكاذبين إلا بعد المحن والابتلاءات؟! الجواب: كلا، بل إن الله علم ما كان وما هو كائن وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، وإنما ليطلع الله أهل الإيمان على أهل النفاق، ثم ليعاقب الله وليحاسب الله عباده على ما بدر منهم من قول وعمل، لا على ما علمه منهم سبحانه وتعالى، وهذا قمة العدل والرحمة، فالفتن والمحن تظهر المنافقين، وتبين المخبوء في الصدور، فظهر بعد المحنة أهل النفاق وعصابة النفاق.
الدرس الثالث من دروس هذه المحنة والفتنة والابتلاء: لولا هذا الابتلاء ما عرفت الأمة مكانة
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
؛ فلهذا الدرس تجلت مكانة
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
واستحقت أن تكون بجدارة حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
تفخر بأن الله برأها من فوق سبع سماوات، وظلت في قلب المصطفى حتى مات، قالت: (مات رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري، وجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة) والحديث في الصحيحين. هذه بعض الدروس، وهذا بعض الخير في هذا الشر، وصدق الله القائل: 


رسول الله لا يعلم الغيب
الدرس الأول في هذا الإفك العظيم وهذا الابتلاء الكبير: أنه لو لم يرد الله عز وجل من هذه المحنة إلا أن يعلم الأمة أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب لكفى، ويا له من خير! ويا له من درس! شهر كامل ورسول الله لا يعلم شيئاً، ولا يعلم الخبر، ويسأل عن
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
أصحابه، قال عز وجل: 






الفتن والابتلاءات تظهر المنافقين
الدرس الثاني: بعد هذه المحنة ظهر المنافقون، فالمنافقون مندسون في الصف، والمؤمنون يعرفون أعداءهم الظاهرين، فيعرفون اليهود، ويعرفون أهل الكفر، لكنهم لا يعرفون المنافقين الذين يندسون في الصفوف، فتأتي المحن، وتأتي الفتن؛ لتظهر ما تكنه الصدور من نفاق، ولتظهر ما تكنه القلوب من حقد على الإِسلام وأهله، فظهر النفاق، وظهرت عصابة النفاق، فالمحن تطرد عن الصف المزيفين، ولا يثبت على الصف بعد المحن والفتن والابتلاءات إلا من صفت نفسه، وخلصت سريرته، ومشى على الطريق يريد فضل الله وأجر الله جل جلاله، فلا يتاجر بالدعوة ولا بالعقيدة في سوق التجارة والشهوات، ولا يكون ممن يبيع ويشتري بالدعوة، فإن حصل نفعاً وخيراً فهو على الطريق مع السائرين، وإن تعرض للمحنة أو الابتلاء تخلى عن الطريق، كما قال عز وجل:




المصدر الشبكه الاسلاميه الشيخ محمد حسان(جزء من الخطبه)
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
