• بادئ الموضوع بادئ الموضوع al_amera
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
  • المشاهدات 2,171

al_amera

زيزوومى ذهبى
إنضم
8 أبريل 2011
المشاركات
1,790
مستوى التفاعل
2,763
النقاط
1,020
الإقامة
Cairo - Egypt
غير متصل
01c4e29a4d83376304df91eabe75f8f4.gulfson


سبحان الله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين ، حمداً يليق بكماله وجلاله، حمداً يُوازي نعمته علينا بالإسلام العظيم ، و يُكافىء مَنِّهِ علينا بالقرآن الكريم ...والصلاة والسلام على خير المُرسلين، النبي الأُمِّي، الصادق الأمين ، الذي تلقى القرآن من لَدُن حكيم عليم ، فبلَّغَهُ وتحمل من أجل ذلك ما تحمَّل حتى أوصله إلينا ، فصِرنا- بفضل الله - مسلمين ، أما بعد

إن الإرهاب هو نزعة شاذة في السلوك البشري ، لكنه ليس كذلك في العرف الصهيوني الذي يعتبر الإرهاب* ركيزة يستند إليها نظام الفرد و"المجتمع " الصهيوني .

وإذا كنا نلمح الأصابع الصهيونية على مناهج الإرهاب في العالم ، فإن بصماتها في فلسطين و علي قدس أقصانا لن تمحى ، ولن تسقط الجرائم الصهيونية بفعل تقادم الزمن .

و من هنا إخوتي الأحباب أدعوكم لأن نلقي نظرة تاريخية علي القدس و المسجد الأقصي الشريف "الأسير" نتعرف فيها علي جوانب كثيرة سألين المولي عز وجل أن يجعل هذا العمل صالحاً خالصاً لوجهه الكريم إنه ولي ذلك و القادر عليه

تم ترتيب الموضوع تبعا لما يلي :-


القدس و مكانتها جغرافياً :

كيف تم تقسيم قدسنا :

القدس في التاريخ :

مجيء اليهود :

العهد الإسلامي :

القدس و الفتح الإسلامي :

عمارة المسجد الأقصى في العهد الأموي :

الاحتلال الصليبي :

الأطماع الصهيونية في الأرض المباركة :

نظرة علي الاعتداءات الصهيونية على القدس والمسجد الأقصى الشريف :

كيف تم تهويد المدينة المقدسة واستيطانها :

جوانب من جرائم الصهيونية ضد القدس و الأقصي الشريف :

أطفال الحجارة :

انتفاضة الأقصى :

خصوصية المكان :

القدس عاصمة الأنبياء :

بيت المقدس وأقصانا أولي القبلتين :

فضل بيت المقدس والمسجد الأقصي (في القرآن الكريم والحديث الشريف) :

الآثار الإسلامية في القدس :

أسماء مختلفة لبيت المقدس :

نسأل الله العلي القدير أن يحرر القدس و الأقصي من أيد اليهود المعتدين انه ولي ذلك و القادر عليه


 

توقيع : al_amera
القدس و مكانتها جغرافياً :

كان للعامل الجغرافي أثره الواضح , مع المكانة التاريخية , في فتح القدس وضعاً خاصاً ومتميّزاً, إذ تقع القدس ضمن منطقة تتوسط اليابسة عند البحر الميت والبحرين المتوسط والأحمر, المهمين في الربط بين شرق العالم وغربه.

كما تقع المدينة على ربوة تشرف على أودية عميقة من جميع الجهات, عدا الشمال وهو أمر له أثر ممتاز في مناخ المدينة, وما
تنتجه أراضيها من مزروعات.

الموقع:

802ed720dc4cd6e0f7645f1aaa401bcd.gulfson


ترتفع القدس عن سطح البحر 750 متراً وهي تبعد عن البحر المتوسط حوالي 55 كم, وعن البحر الميت 22كم, وتقع على بعد 30 كم من نهر الأردن, وحوالي 19 ميلاً من الخليل جنوباً, و30 ميلاً من سبسطية شمالاً. وتبعد عن البحر الأحمر 250 كم شمالاً.

وقد أقيمت المدينة على جبال أربعة هي: جبل الموريا, جبل صهيون, جبل أكر, جبل بزيتا.ويحيط بهذه الجبال الأربعة عدة جبال أهمها:

جبل الزيتون, جبل رأس المشارف, جبل السناسية, جبل المنظار وغيرها...

وهي قسمان داخلي مُسوّر, وهو القدس الشرقية ومساحتها حوالي كيلو متر مربع واحد, وقسم خارج السور, وهو القدس الغربية وطول سورها 4200 متر, وارتفاعه عشرة أمتار وله سبعة أبواب وداخل السور يقع المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة.

وهي عاصمة فلسطين, وأشهر مدن العالم, إذ هي ملتقى الحضارات الإسلامية والمسيحية واليهودية (المسجد الأقصى, كنيسة القيامة, حائط المبكى) وهي اليوم مدينة تجارية وسياحية وصناعية مزدهرة, يؤمها السياح و الحجاج من مختلف بقاع الأرض للتبرك ببقعتها, وزيارة معالمها الدينية ومقاماتها ومزاراتها المشرفة. ويصل عدد سكانها إلى حوالي خمسمائة ألف نسمة.


سكانها:

إنصهر في المدينة المباركة عناصر بشرية متعددة, لكن العنصر العربي دائماً كان هو الأكثر وجوداً, وعلى الرغم من كل الجهود الإسرائيلية الرامية لتفريغ القدس من سكانها العرب الحقيقيين وتسكين اليهود مكانهم بغية تهويدها وتغيير معالمها العربية الإسلامية الأصيلة, فإن الإحصاءات الإسرائيلية نفسها تشير إلى تزايد نسبة السكان الفلسطينيين المقيمين.

مناخ القدس:

يصنف مناخ القدس من النوع المتوسطي الجبلي,إذ ترتفع معدلات الأمطار السنوية والرطوبة في المدينة بسبب ارتفاعها عما يجاورها.

ويبلغ متوسط درجة الحرارة في المدينة 17 درجة مئوية, وتنزل درجات الحرارة إلى أدنى مستوى لها في كانون الثاني فتصل إلى ما دون الصفر, ولذلك تتساقط الثلوج في أعالي الجبال, وتبلغ درجات الحرارة أقصاها في شهر آب فتصل إلى 25 مئوية.

 
توقيع : al_amera
كيف تم تقسيم قدسنا :

76e45d814d1a4dda1f921cb8a04116a5.gulfson


ما إن ترك الانجليز البلاد حتى وصلت قوات جيش الانقاذ العربي إثر إعلان دايفيد بن غوريون في 15 أيار 1948 قيام دولة اسرائيل وفعلاً، فقد دخلت القوات المصرية (2 آلاف جندي) والأردنية (4550 جندي) والعراقية (2500 جندي) والسورية (1786 جندي) واللبنانية (1000 جندي) وكانت هذه القوات تحت قيادة الملك عبد الله ملك الأردن الذي أصرَّ على تسلم القيادة.

وكانت درجة استعداد القوات العربية ضعيفة ومع ذلك فقد استطاعت القوات العربية تحقيق نصر سريع وخاصة في مدينة القدس حيث دارت المعارك من شارع إلى شارع ومن بيت إلى بيت. وأسروا 290 جندياً يهودياً وطردوا سكان الحي اليهودي إلى خارج الأسوار.

ولما لم يكن بمقدور أحد الطرفين السيطرة التامة على جميع المدينة وأحيائها، اكتفى كل طرف بحصته، وضرب حدوده عند الموقع الذي أوقف عنده إطلاق النار. أخذت الأمور تهدأ، وأخذ الطرفان ينشآن هدنة بينهما، التي وُقعت بينهما في 30/11/1948 م. التي وقع وثيقتها قائدا الطرفين: عن العرب عبد الله التل من الأردن، وعن اليهود موشيه ديان.

عندها رفعت اسرائيل الحكم العسكري عن القسم الذي تحت سلطتها، وكان ذلك في 2/2/1949 م. ووقع الاتفاق في جزيرة رودوس بين اسرائيل والأردن في آذار 1949 م.

عندها أخذت اسرائيل بنقل مؤسساتها القومية والوزارات ومكتب رئيس الوزراء إلى المدينة وكان آخرها مكتب وزارة الخارجية الذي نقل إليها في شهر تموز 1953 م.

أما القسم الأردني، أي المدينة القديمة وأحياءها التي بقيت تحت سيطرة العرب ففي نيسان 1950 م. وافق البرلمان الأردني رسمياً على ضم ما تبقى من فلسطين إلى المملكة الأردنية الهاشمية.

كما وبدأت تعميرات رئيسية في المسجد الأقصى من قبل الحكومة الأردنية في عام 1958 وبدعم من الدول العربية.

أما ما كان تحت السيطرة الاسرائيلية فقد اتخذ منحى آخر، وحقيقة هذا القسم أنه صغير، متباعد الأحياء، أحياؤه فقيرة السكان نسبياً وإنها مضمومة لبيت المقدس، وحقيقتها أنها قُرى منفصلة بالأصل لذا أرادت حكومة اسرائيل أن تربط بين هذه الأحياء، وتكثف عملية البناء والإعمار، وتُحضر إليها من بقيم فيها من المهاجرين اليهود. وأن تجعلها مدينة وهي من قبل لم تكن سوى حي فقط. ودعتها أورشليم بعدما طردت منها السكان العرب والمسلمين.


وفي 23 / 1 / 1950 م:

أعلنت الحكومة الاسرائيلية أن مدينة بيت المقدس هي عاصمة أبدية لاسرائيل.

بعد نكسة حزيران 1967 م:

لم ينسَ اليهود يوماً واحداً التفكير باحتلال الشطر الثاني من القدس. تماماً كما نسي العالم العربي والإسلامي أمر تحرير كامل المدينة من ضير الاحتلال الاسرائيلي!!

وهذا ما قاله أحد القادة الاسرائيليين بعد احتلال القدس:

إن الخطة العسكرية لاحتلال القدس في عام 1967 م. كانت اسرائيل قد وضعتها في عام 1956 م.

وهكذا سقطت المدينة المقدسة بيد أعداء الإسلام وأعداء الله وسقطت أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

وعند وصولهم إلى باب الأسباط داخل المدينة ـ وكانوا قد قصفوا هذا الباب بالمدفعية الثقيلة وحطموا قسماً كبيراً منه ـ تبلورت الأطماع اليهودية فور اقتحام المسجد... فلم يضيعوا دقيقة واحدة لتدنيس كل بقعة حطت فيها أقدامهم. ورفعوا العلم الاسرائيلي على قبة الصخرة المشرفة، واحتسوا في رحابه الخمور، وجاسوا أورقته يدمرون مصابيحه ويمزقون مفارشه ويبولون في مختلف أرجائه.

وعلى إثر دخول القوات اليهودية المدينة القديمة دمرت دبابة اسرائيلية مدخل المسجد الأقصى، ثم شرعت يوم 11 حزيران 1967 م في هدم حي المغاربة قرب الحائط الغربي للحرم الشريف لإنشاء ميدان فسيح أمام حائط البراق (المبكى).

وبعد اسبوع كانت حصيلة ما استولى عليه اليهود 116 دونماً، هدمت فيها 585 عمارة عربية داخل الأسوار.

ثم تتالت الأحداث سراعاً، ففي الثالث من آب 1967 حدث اشتباك بين المسلمين واليهود إثر دخول مجموعة من الإناث الاسرائيليات بصورة خليعة لساحات المسجد الأقصى.

لقد مارست اسرائيل شتى أنواع الأساليب في قهر السكان الفلسطينيين في هذه المدينة. وما كانت هذه الأساليب إلا لهدف واحد وأوحد وهو تفريغ هذه المدينة من العرب والمسلمين لتقوم فيما بعد بتغيير كامل وشامل للطابع العربي الإسلامي لهذه المدينة..


 
توقيع : al_amera
القدس في التاريخ :

images


إن لمدينة القدس منزلة خاصة في التاريخ، فهي من أقدم مدن العالم وقد استهدفت من قبل معظم الملوك، حيث تعاقبوا على حكمها منذ أكثر من ستة آلاف سنة.

أما من الناحية الاستراتيجية فإن موقع القدس في قلب فلسطين التي تقع بدورها وسط الحضارات والامبراطوريات القديمة ومعبراً بين القارات الثلاث: آسيا وأوروبا، أفريقيا، وملتقىً لها.

وقد جعلها هذا مسرحاً تتجابه فيه القوى العالمية قديماً وحديثاً، وتجذب إليها أمواج الهجرات البشرية المتتالية وبذلك كانت القدس وفلسطين منذ القدم ميداناً دموياً للصراع العالمي.

وهي تتألف من قسمين: القدس القديمة، والقدس الحديثة.

أما القدس القديمة فهي التي تقع على جبل موريا ويحيط بها سور قديم من جهاتها الأربع وفيها كل المقدسات الإسلامية والمسيحية، كالمسجد الأقصى وقبّة الصخرة المشرّفة، وكنيسة القيامة وفي الجهة الغربية من الحرم القدسي يقع حائط البراق الذي يسميه اليهود حائط المبكى (أو حائط هيكل سليمان) الذي دمّره الامبراطور هارديان. وتأتي التسمية الإسلامية له (البراق) لأن الرسول صلى الله عليه وسلّم عندما أُسْرِيَ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ربط الدابة التي حملته في رحلته عنده.

وفي الجهة الشمالية مقبرة (ماملا) ويروي أن فيها قبور (700) شهيداً استشهدوا في الحروب الصليبية.

وقد حوّلها اليهود إلى حديقة بعد أن داسوا جميع القبور التي فيها.

أما القدس الجديدة فتقع خارج السور الكبير القديم وهي تتميز بالعمران الحديث والأحياء الجديدة والشوارع المشجّرة وفيها مسجد الصحابي الجليل سلمان الفارسي ومسجد رابعة العدوية، وهي التي احتلها اليهود منذ عام 1948 م وأكملوا احتلالها بعد عام 1967 م.

وتعتبر مدينة القدس عربية منذ الألف الرابع قبل ميلاد السيد المسيح وذلك أن هجرات عربية عديدة انطلقت من جنوب الجزيرة العربية ووسطها بسبب كوارث مناخية وتغيرات جغرافية في تضاريس شبه الجزيرة العربية، وعرفت هذه الهجرات بإسم (التجمعات الفينيقية والكنعانية) وكانت قادمة من جزيرة العرب.

هذا وقد عرفت هذه الأرض بأرض كنعان نسبة إلى العرب الكنعانيين الذين استقروا فيها، كما عرفت القدس باسم يبوس نسبة إلى العرب اليبوسيين الذين بنوها.

استقر الفينيقيون على شواطىء البحر الأبيض المتوسط، أما اليبوسيون أو الكنعانيون فاستقروا في سفوح الجبال والوديان شرقي ساحل البحر الأبيض المتوسط وأسسوا ممالك متعددة على شكل مدن مسوّرة يحتمون بها عند الأخطار.

أسس اليبوسيون (مدينة السلام) (أوسالم) وكان سالم أحد ملوك اليبوسيين القدماء.

في مطلع الألف الثاني قبل الميلاد لمع عند اليبوسيين اسم (ملكي صادق) الذي اتسعت أرجاء مملكته حتى بلغت أريحا ورام الله.

فأعاد تنظيم مدينة القدس (أورسالم) وشيّد لها أسواراً من الحجارة والطين.

وحفر لها آبار الماء واشتهرت المدينة في أيامه باسمها (دار السلام) وبإسم (يبوس) وجاء الإسمان في مدونات (تل العمارنة).

 
توقيع : al_amera
مجيء اليهود :

images



خرج بنو إسرائيل من مصر في عهد فرعونها (رمسيس الثاني) متوجهين إلى فلسطين سنة 1350 ق.م. مع نبي الله موسى عليه السلام وتاهوا في أرجاء سينا أربعين سنة.

ثم دخلوا فلسطين جنوبي مدينة الخليل، وتقدموا نحو الشمال حتى استولوا على أريحا بقيادة النبي يوشع بن نون عليه السلام، ولم يبلغوا أسوار بيت المقدس إلا عام 1049 ق.م. وعند مجيء الملك داوود عليه السلام بدأ بإقامة الهيكل، وجاء بعده النبي سليمان عليه السلام الذي أكمل بناء الهيكل، ولم يمضِ على ملكهما أكثر من نحو سبعين عاماً حتى أخذت الوثنية تتسلل إلى قلوب الإسرائليين.

غزا (سنحاريب الآشوري) الاسرائيليين عام 701 ق.م. وفرض عليهم الجزية، ثم تعرضوا للإبادة على يد (نبوخذ نصر) البابلي الذي انقضّ على المدينة المقدسة وساق من بقي منهم أمامه بعد أن هدم الهيكل، وقد أعاد الملك هيرود سنة 11 ق.م. ترميم الهيكل وجاء (طيطس) بعد ذلك وهدم الهيكل الثاني سنة 70 م.

ثم جاء بعده (هدريان) فأزال آثار الهيكل كلها.

وتوالت غزوات الفرس والروم، ودمرت المدينة المقدسة عدة مرات، وأعيد تعميرها، حتى مولد المسيح عليه السلام في عهد هيرودس الحاكم الروماني آنذاك، ولما بعثه الله تعالى مبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله، ومحذراً من تحريفات اليهود للتوراة كانت الفتنة على يد اليهود في انتظار الدعوة الجديدة.

وقد حرم الامبراطور (أوريانوس) عام 135 م اليهود من دخول بيت المقدس.
 
توقيع : al_amera
العهد الإسلامي:

images


استمر الصراع بين الفرس والروم وكانت الحروب بينهما سجالاً. وبيت المقدس يتعاوره الخراب والتدمير والحرق والنهب في كل صدام بين القوى المتصارعة.

وفي جو ذلك الصراع بين القوتين العظميين في ذلك الزمان، شاءت إرادة الله أن تبزع الدعوة الإسلامية، وكان الإسراء والمعراج، وكان ارتباط بيت المقدس بالإسلام.

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً منَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ وَآتَيْنَآ مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً }.

وفي إيلياء (القدس)، كان هرقل ملك الروم يقول لأبي سفيان بعدما سمع منه عن محمد صلى الله عليه وسلّم ودعوته: «لئن كان ذلك الذي سمعت منك حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين (أي القدس)، ولو كنت عنده لغسلت عنه قدميه».

وكما توقّع هرقل، فقد خرج المسلمون بأمرٍ من الله ورسوله، ينشرون العدل، ولا يعتدون، وكانت معارك كتب الله فيها النصر المؤزر لجند الإسلام.

وقد انتهت معركة اليرموك الشهيرة ومن بعدها أجنادين بما يحب عباد الله نصراً فاتحاً.

وانتزع هرقل نفسه وهرب إلى إنطاكية، وفرَّ الأرطبون داهية الروم من القدس.
 
توقيع : al_amera
القدس و الفتح الإسلامي :

images


بأمرٍ من الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ بعث أبو عبيدة عامر بن الجراح إلى بطاركة القدس وسكانها بكتابه يدعوهم فيه إلى الإيمان بالدين الإسلامي، أو التسليم.

ودام الحصار أربعة أشهر متتالية حتى ضاق أهل المدينة بالحصار ورفعوا راية الإستسلام على شروط المسلمين، على أن يلي العهد خليفة المسلمين عمر بنفسه، وله وحده تفتح الأبواب.


أرسل أبو عبيدة برسله إلى الخليفة عمر في المدينة المنورة يخبره بما كان، فشدَّ الخليفة العادل الرحال ومعه خادمه يتناوبان ناقة ضامرة في الركوب.

وفتحت القدس أبوابها لجند الله وعلى رأسهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 15 هـ/636 ميلادي.

دخل الخليفة القدس ومعه (صفرونيوس) بطريرك القدس في كنيسة القيامة.

وعندما حان وقت الصلاة، وأذّن مؤذّن الجيش، عرض (صفرونيوس) على عمر أن يصلي في موضعه داخل الكنيسة فأبى ذلك مخافة أن يتذرع المسلمون بذلك ويقيموا مكانها مسجداً.

وغادر الكنيسة إلى ساحة قريبة وصلى فيمن معه.

فلما أتم صلاته أتى الصخرة المشرّفة وكانت قد أهملت زمن الرومان وتجمعت عليها الأتربة فأخذ ينظفها بنفسه، وحذا حذوه من كان معه.

وهناك أمر بإقامة المسجد، فأسرع المسلمون من جند الفتح ينفذون أمر الخليفة ويقيمون المسجد على أسرع وجه وكانت جدرانه وسقوفه من الأخشاب.

وقد أعطى الخليفة سكان القدس وثيقة الأمان المعروفة بـ«العهدة العُمرية» التي آمنهم فيها على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، وقد طلبوا منه ألا يساكنهم أحد من اليهود في المدينة، فاستجاب لطلبهم وضمّن ذلك في الوثيقة.

وهكذا تم فتح القدس دون إراقة الدماء، ودون تدمير المنازل، ودون اعتداء على السكان، وضرب عمر رضي الله عنه أعدل الأمثلة وأعظمها في المحافظة على حقوق غير المسلمين وممتلكاتهم ومقدساتهم.

وقد ظل بيت المقدس آمناً في ظل الحكم الإسلامي يزاول النصارى فيه شعائرهم الدينية بمقتضى العهد العمري، فلم تُمَس بيعهم ولا كنائسهم ولا كنوزهم.

ولم يساكنهم فيها أحد من اليهود، كما نصت العهدة العمرية على ذلك بناءً على طلبهم.

وهذا هو نص العهدة العمرية:


بسم الله الرّحمن الرّحيم

هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان،

أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم ومقيمها وبريها وسائر ملّتها أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينقص منها ولا من جدّها ولا من صليبهم ولا شيء من أموالهم ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود

وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن
وعليهم أن يخرجوا منها الرّوم واللّصوص
فمن خرج منهم فهو آمن على نفسه وماله حتّى يبلغوا مأمنهم ومن أقام منهم فهو آمن عليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية،

ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الرّوم ويخلي بيعتهم وصليبهم فإنّهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعتهم وصليبهم حتّى يبلغ مأمنهم ومن كان بها من أهل الأرض فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية

ومن شاء سار مع الرّوم ومن شاء رجع إلى أرضه فإنّه لا يؤخذ منهم شيء حتّى يحصد حصادهم وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمّته وذمّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وذمّة
الخلفاء المؤمنين إذا أعطوا الّذي عليهم من الجزية..

شهد على ذلك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان.

كان هذ الفتح المبين في 15 هـ الموافق 636 م وهو عند عامّة المؤرّخين

 
توقيع : al_amera
عمارة المسجد الأقصى في العهد الأموي:

images


لما عهد الأمر لمروان بن عبد الملك، ومن بعده ابنه عبد الملك، وقد وجّها نظرة خاصة لمدينة بيت المقدس، وبدأ بالتخطيط، والتنفيذ لبناء أولى القبلتين من جديد، وثالث الحرمين الشريفين،

وبدأ يرتفع بناء قبّة الصخرة في أعلى مكان من المسجد الأقصى المبارك،

لم تردعه تكاليف، فقد أنفق عليها خراج مصر مدة سبع سنوات كاملة. ولم يردعه عن هذا الأمر أي رادع، وعندما انتهى منها شرع في بناء المسجد الأقصى المبارك في أقصى الجنوب من ساحات المسجد الأقصى المبارك،

وتم العمل بها واسع مرتفع، خمسة عشر رواقاً أقامها على تقوى من الله تعالى.

 
توقيع : al_amera
الاحتلال الصليبي... ثم التحرير:

images


بقيت القدس تحت الحكم الإسلامي حتى مجيء الحملات الصليبية إلى بلاد الشام بعد النداء الذي وجهه البطاركة المسيحيون لتحرير القدس وكان هذا النداء بمثابة فرحة جديدة للملوك الأوروبيين لإعادة أمجاد دولهم الغابرة.

سقطت القدس في يد الصليبيين يوم الجمعة في الثالث والعشرين من شعبان سنة 492 هـ. ولم يسلم من حقدهم وبطشهم رجل ولا امرأة ولا شيخ ولا طفل قتلوا الجميع دون تمييز وأراقوا الدماء دون تورع. وقد وصلت حصيلة هذا الغزو نحواً من سبعين ألف قتيل.

بقي الصليبيون في بيت المقدس يشيعون فيه الإفساد مدة إحدى وتسعين سنة إلى أن أذن الله بالنصر للملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب الذي خرج من دمشق وبدأ بتحرير المدن من السواحل إلى أن وصل إلى عسقلان.

ثم نزل بجيشه غربي بيت المقدس، وانتقل إلى الجانب الشمالي وخيّم هناك وضيَّق على الإفرنج المسالك ونصب المجانيق، وضرب على المدينة حصاراً انتهى بتسليم الصليبيين للمدينة يوم الجمعة السابع والعشرين من رجب 583 هـ. وكانت ليلة الإسراء والمعراج.

وعادت المدينة المقدسة إلى المسلمين، وارتفع الأذان على منابر الأقصى وكافة أرجاء المدينة المحررة، وعاد تسامح المسلمين ليغمر البلاد والعباد، وليقدم شاهداً جديداً يضاف إلى شواهد كثيرة تدلُ على أن المسلمين أهل التسامح، وأهل الوفاء وصيانة العهود واحترامها.
 
توقيع : al_amera
الأطماع الصهيونية في الأرض المباركة:

images


ظلت القدس تحت الرعاية الإسلامية إلى أواخر عهد السلطنة العثمانية، حيث ظهرت في عهد السلطان عبد الحميد المطامع الصهيونية بالسيطرة على القدس وعلى عموم بلاد فلسطين، وقد بدأت اتصالات اليهود بالسلطان عبد الحميد عن طريق القنصل العثماني في أوروبا سنة 882 هـ. فتقدموا بطلب إلى القنصل باسم (أحباء صهيون) يعربون فيه عن رغبتهم في الإقامة بفلسطين، وأبرق القنصل إلى حكومته، فكان الجواب التالي:

«تحيط الحكومة العثمانية علماً جميع اليهود الراغبين في الهجرة إلى تركيا بأنه لا يسمح لهم بالاستقرار في فلسطين».

وقد جّن جنون اليهود لهذا الرفض وأرسلوا البعثة إلى الآستانة في نفس العام ولكن دون جدوى فطلبوا من السفير الأمريكي التدخل،

ولكن ردّ السلطان عبد الحميد جاء رادعاً، فقد قال:

«إنني لن أسمح لليهود بالاستقرار في فلسطين ما دامت الامبراطورية العثمانية قائمة».

وفي سنة 1896، قام زعيم الصهيونية هرتزل بمقابلة السلطان وطلب منه الحصول على مستعمرة واحدة بالقرب من القدس مقابل دعم مادي كبير للدولة العثمانية،

فكان رد السلطان العثماني: «إن الامبراطورية العثمانية ملك العثمانيين، الذين لا يمكن أن يوافقوا على هذا الأمر، فاحفظوا أموالكم في جيوبكم».

وبعد مؤتمر بال المنعقد في سويسرا عام 1897 م نشطت الحركة الصهيونية بعد أن وضعت برنامجاً للعمل، وحددت أهدافها ووسائلها لاستعمار فلسطين.

ممّا دعا السلطان عبد الحميد أن يبلغ جميع ممثلي الدول في عاصمته بلاغه المشهور سنة 1900 والذي أبلغه لجميع ممثلي الدول بالعالم:

«أنه لن يسمح لليهود الحجاج بالإقامة في فلسطين أكثر من ثلاثة شهور وعليهم تسليم جوازات سفرهم عند دخولهم أرض فلسطين ويستلموا بدلاً منها إذن إقامة من موظفي الباب العالي في الميناء الذي يدخلون منه، وكل من لا يغادر البلاد خلال هذه المدة فسيطرد بالقوة».

وبالفعل، أمر السلطان بصرف إذن إقامة للحجاج سميت (الجواز الأحمر) وطرد كل من يتأخر عن الموعد المحدد وأصدر سنة 1901 أمراً يحرّم فيه على اليهود شراء أي قطعة أرض في فلسطين.

لم ييأس اليهود، رغم كل هذه المواقف العنيدة من السلطان عبد الحميد بل قاموا بمحاولة أخرى سنة 1902، فقد توجه وفد لمقابلة السلطان برئاسة اليهودي «مزارحي قراصو» حاملاً عرضاً مغرياً.

قدمه لرئيس الوزراء «تحسين باشا» ليحمله إلى السلطان بعد أن رفض السلطان مقابلته،

ومما جاء في هذا العرض تعهد اليهود بما يلي:

1 ـ وفاء جميع ديون الدولة العثمانية البالغة 33 مليون ليرة انجليزية ذهبية.

2 ـ تقديم قرض بـ 35 مليون ليرة ذهبية دون فوائد لإنعاش مالية الدولة.

وذلك مقابل:

1 ـ إباحة دخول اليهود لفلسطين في أي يوم من أيام السنة بقصد الزيارة.

2 ـ السماح لليهود بإنشاء مستعمرة ينزل فيها أبناء ديانتهم في القدس الشريف أثناء حضورهم للزيارة.

أدرك السلطان عبد الحميد بثاقب نظره أن هذا المطلب البخس لا يتناسب مع الثمن الضخم الذي عرضه اليهود، وأيقن إنما هؤلاء يريدون الحصول على موطىء قدم في بداية الأمر ليتطلّعوا بعد ذلك لاستعمار فلسطين. كّلها ولذلك كان رده التاريخي:

«تحسين! قل لهؤلاء الوقحين ما يلي:

1 ـ إن ديون الدولة ليست عاراً عليها، لأن غيرها من الدول مثل فرنسا مدينة هي أيضاً وذلك لا يضيرها.

2 ـ إن بيت المقدس الشريف قد فتحه للإسلام أول مرة سيدنا عمر بن الخطاب، ولست مستعداً أن أتحمل في التاريخ وصمة بيعها، وخيانة الأمانة التي كلفني المسلمون بحمايتها.

3 ـ ليحتفظ اليهود بأموالهم، فالدولة العليّة لا يمكن أن تحتمي وراء حصون بأموال أعداء الإسلام.

4 ـ وأخيراً مُرهم فليخرجوا ولا يحاولوا مقابلتي بعدها، أو الدخول إلى هذا المكان أبداً».

هذا هو موقف السلطان عبد الحميد المشرّف من قضية فلسطين، والذي يذكره له العرب والمسلمون بالتقدير، والذي دفع الصهيونية والاستعمار لأن يتعاونوا على تحريك حزب «تركيا الفتاة» والتخلص منه.

وخير شهادة على موقف السلطان عبد الحميد هو ما ورد عن هذه الاتصالات في مذكرات هرتزل زعيم الصهيونية ومؤسسها،

فقد كتب هرتزل أن رد السلطان عبد الحميد كان كالتالي:

«إنصحوا الدكتور «هرتزل» بألا يتخذ خطوات جدّية في هذا الموضوع، إني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست ملك يميني، بل ملك شعبي، لقد ناضل شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا حرقت امبراطوريتي يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن.

أمّا وأنا حيّ فإن عمل المبضع في بدني لأهون عليّ من أن أرى فلسطين قد بُتِرَت من امبراطوريتي، وهذا أمرٌ لا يكون، إنني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة».


ـ مذكرات هرتزل ـ

وقد آثر السلطان عبد الحميد الشهادة على الاستسلام،

وكان ما كان من خلع السلطان وإسقاط الخلافة الإسلامية برمتها وهكذا.

فقد استمرت المساعي الصهيونية بعد ذلك للسيطرة التامة على بلاد فلسطين بدعم كامل من الدول الغربية الحاقدة، فكان احتلال فلسطين من قبل القوات البريطانية مقدمة لدخول اليهود إليها واحتلالها.
 
توقيع : al_amera
نظرة علي الاعتداءات الصهيونية على القدس والمسجد الأقصى الشريف

أهدافها ونظرة على القرارات الدولية المدينة لها:

images
.

في عام 1917 م دخلت فلسطين تحت الحكم البريطاني وبدأت بريطانيا تنفذ سياسة وعد بلفور بوضع البلاد والقدس في طليعتها في ظروف تمهد لسيطرة الصهيونيين على فلسطين كلها.

وقد شهدت فترة الانتداب البريطاني تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين الصهاينة إلى فلسطين عامة والقدس خاصة.

وكانت مساحة مدينة القدس في أيار 1948 نحو 21,1 كم منها 20 كم للقدس الجديدة.

وانقسمت مساحة القدس بعد حرب 1948 واتفاقية الهدنة إلى المناطق التالية:

المنطقة العربية 2,4كم (11,48%). المنطقة التي احتلها الاسرائيليون 17,7 كم (84,13) منطقة الأمم المتحدة والأرض المنزوعة السلاح كم واحد (4,29%).

وهكذا نشأت قضية القدس، في إطار القضية الفلسطينية العامة، نتيجة مباشرة لقرار تقسيم فلسطين الذي أصدرته الجمعية العامة برقم 181 تاريخ 29 تشرين الثاني 1947 م وبعد أن ثبَّت اليهود أقدامهم في القدس بعد احتلالها خلال حرب حزيران 1967 وضم القدس العربية (التي كانت خاضعة للسلطة الأردنية) إلى القدس الجديدة تحت شعار توحيد المدينة المقدسة وأخذت تطرد السكان العرب تمهيداً لتهويد هذه المدينة العربية.

فقامت باعتداءات منظمة على المقدسات والآثار الإسلامية في المدينة بوصفها جوهر المطامع الصهيونية واليهودية في إطار البحث عن الهيكل، ولأن ذلك موجب لإيلام المسلمين أكثر ولطمس المعالم التي تضفي على القدس طابعها الإسلامي.

والملاحظ المتأمل في الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد الأقصى والصخرة تظهر له أمور خطيرة عندما يتتبع تسلسل هذه الاعتداءات التاريخي، وتبدو الحالة أمامه على أن الأمر جادٌ والخطب جلل، ومن تلك الأمور:

ـ إن المخطط يسير في اتجاه تصاعدي من حيث الخطورة والكثرة.

ـ إن الأطراف المشتركة في المؤامرة تزداد مع الأيام تنوعاً وتفرعاً وتخصصاً مع الإصرار على الوصول إلى الهدف.

ـ إن ردود الفعل، وحتى ردود الفعل العربية والإسلامية، ليست على مستوى الأحداث، وهي تنقلب بين أمرين أحلاهما مرُّ:

إما جهل بأبعاد المؤامرة، وإما استهانة واستخفاف بها.

4 ـ إن الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية المحتلة يتخذ من الجماعات والمنظمات اليهودية المتآمرة على الأقصى ستاراً يختبىء وراءه حتى إذا وقع المحذور، قالوا إنها الجماعات المتطرفة... إنه الإرهاب الذي نرفضه... ولا مانع عند ذلك من القبض على شخص أو أكثر، أو جماعات أمام الناس ووضعهم كأبطال قوميين وراء القضبان.

ـ نلاحظ أن عمليات كثيرة فشلت لأسباب قدرية بحتة قدّرها الله عز وجل، لحفظ المسجد الأقصى المبارك.

ـ الواضح من الموقف الرسمي الإسرائيلي، أن الدولة اليهودية تفضل أن تتم المؤامرة نتيجة (أحداث مؤسفة) أو من جماعات (لا مسؤولة) أو أفراد (مجانين) أو بأي شكل آخر يبدو طبيعياً كزلزال أو غيره المهم ألا تكون هي في الصورة.

لقد قامت منذ الاحتلال الصهيوني لبيت المقدس محاولات محمومة ومسعورة للنيل من المسجد الأقصى، ومسجد قبة الصخرة.

ونحن سنذكرها حسب تسلسلها التاريخي:

ـ بعد أن دخل اليهود إلى القدس مباشرة وبالتحديد في 27 حزيران سنة 1967 م، عقد في القدس مؤتمر لحاخامات اليهود في العالم ناقشوا فيه موضوع القدس والهيكل، وطالب الحاضرون بالإسراع في عملية إعادة الهيكل الثالث على أنقاض الأقصى فكان جواب وزير الأديان آنذاك: «أنه لا يناقش أحد في أن الهدف النهائي لنا هو إقامة الهيكل، ولكن لم يحن الأوان بعد، وعندما يحين الموعد لابد من حدوث زلزال يهدم الأقصى ونبني الهيكل على أنقاضه».

وقد قال تيودور هرتزل قبله: «إذا حصلنا يوماً على القدس وكنت لا أزال حياً وقادراً على القيام بأي شيء فسوف أزيل كل ما ليس مقدساً لدى اليهود وسوف أحرق الآثار التي مرت عليها عبر القرون».

أما الحاخام شلومو غورين فقد قال: «إن حركة رابطة الدفاع اليهودي ستخوض صراعاً حاداً من أجل استعادة الهيكل وإزالة المساجد بما فيها المسجد الأقصى».

وفي دائرة المعارف اليهودية أن اليهود يريدون أن يعيدوا العبادة إلى الهيكل مكان المسجد الأقصى وأن يقيموا ملكهم هناك.

ـ بعد احتلال القدس مباشرة في عام 1967 م، قام وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت (موشي دايان) مع حاخامات اليهود بالصلاة أمام حائط البراق وهو
السور الغربي من المسجد الأقصى الذي يسمونه حائط المبكى، ومن المعلوم أن ملكية المسلمين لحائط المبكى ملكية قديمة جداً، وقد أيدها تقرير هيئة عالمية شكلت في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين، وقدمت تقريراً بذلك سنة 1930 م.

ـ في 15 آب 1967 م، دخل الحاخام الأكبر لإسرائيل ولجيشها (شلومو غورين) مرتدياً الزي العسكري إلى ساحة المسجد الأقصى يرافقه عشرون من ضباط الجيش، وهرع داخل الساحات ملوحاً برشاشٍ كان معه، ومجرياً القياسات هنا وهناك، ثم اصطف مع ضباط الجيش لتأدية الشعائر اليهودية.

ـ في 31 آب 1967 م استولى جيش اليهود على مفتاح باب المغاربة لتيسير الدخول إلى حائط المبكى (البراق)، كلما أرادوا، وكان ذلك بإيعاز من (شلومو غورين) الحاخام الأكبر لجيش الدفاع الاسرائيلي.

ـ وضع اليهود خطة لهدم الأبنية العربية ومصادرة أحياء كاملة حول الحرم الشريف وذلك لتغيير معالم القدس وغزوها بأبنية قلاعية جديدة وإسكان اليهود فيها، وقد نفذت خطة الهدم على أربع مراحل خلال عامين من الاحتلال، فأزيل العديد من المساجد وعشرات المراكز الإسلامية والآثار التاريخية ومئات المباني التي أرغم سكانها على مغادرة القدس عنوة.

ـ بدأ اليهود بالحفريات حول الحرم الشريف للتفتيش عن أي أثر لهيكل سليمان الذي ادَّعوا أنه كان مشيداً في نفس موقع الحرم الشريف علماً أنه ليس هناك أي دليل على أن هيكل سليمان كان مقاماً في تلك البقعة المباركة ولم تكن النتائج مرضية إذ لم يجدوا أي أثر لهيكل سليمان الذي هدمه (طيطس) سنة 70 م، وأزال (هدريان) بعده كل أثر للهيكل، ورغم هذه النتيجة فقد وضع اليهود تفاصيل تصميم هيكل الملك سليمان حسب فرضيات خيالية، ووضعوا مواصفات فنية متكاملة لإنشاء هذا الهيكل، وقالوا: «إنه موقعه هو في نفس موقع المسجد الأقصى»، ثم غيروا رأيهم وقالوا: أنه مكان قبة الصخرة المشرفة وأن صخرة المعراج هي حجر الأساس لهذا الهيكل المزعوم، والقصد من كل ذلك هو هدم الأماكن المقدسة الإسلامية وإنشاء الهيكل مكانها.

يؤكد هذا الهدف مقولة الحاخام شلومو غورين السالفة الذكر «أن حركة رابطة الدفاع اليهودي ستخوض صراعاً حاداً من أجل استعادة الهيكل وإزالة المساجد بما فيها المسجد الأقصى».

ـ يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد نظرت في دورتها في شهر تموز 1967 إلى الأزمة الفلسطينية، وكانت القدس هي القضية الأساسية الوحيدة وصوتت على القرار رقم 2253 الذي أعربت فيه عن قلقها الشديد للإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في القدس، واعتبرتها لاغية، وطلبت من حكومة اسرائيل إلغاء كل التدابير التي اتخذت والامتناع فوراً عن القيام بأي عمل من شأنه أن يبدل من وضع القدس.

وعندما أكَّد الأمين العام للأمم المتحدة أن إسرائيل لم تتراجع عن أي من إجراءاتها، عادت الجمعية العامة، بعد أقل من اسبوعين، تأكيد قرارها السابق بقرار ثانٍ (14 تموز 1967).

وأكثر من ذلك فقد جاء في تقرير ثالمان (سويسري، ممثل الأمين العام لدراسة الوضع في القدس) المقدم في 12 أيلول 1967 إلى الجمعية العامة ومجلس الأمن أن اسرائيل طبقت على القدس بكاملها وبعض المناطق المحيطة بها، وكانت تابعة للأردن، التشريعات الإسرائيلية.

إلا أن اسرائيل أهملت هذه القرارات ورفضتها كعادتها في رفض جميع القرارات التي لا تعجبها.

ـ في 21 آب 1969 م، أقدم شخص استرالي نصراني يدعى (دينيس مايكل) على إشعال النار في المسجد الأقصى، وأتت النيران المتصاعدة على أثاث المسجد وجدرانه ومنبره العظيم الذي كان قد بناه الأيوبيون لإلقاء خطبة الجمعة من فوقه بعد تحرير بيت المقدس من الصليبيين.

وقد أخلي سبيله بعد محاكمة صورية أعلن فيها أنه نفّذ ما حدث كمبعوث لله، وبموجب نبوءة في سفر زكريا... وكانت حيثيات الحكم بعدم تحمله للمسؤولية الجنائية لأنه (مجنون)!!!.

ولكن آثار الحريق دلَّت أن هناك أشخاص آخرون ساعدوا مايكل في عملية الحريق من الخارج ومن خلال أحد الشبابيك الغربية المطلة على حارة المغاربة التي هدمها اليهود عام 1967 م.

وبلغ الجزء المحترق من المسجد (1500 م) من (4400 م) مساحة المسجد الإجمالية، وأحرق بالإضافة إلى منبر صلاح الدين، مسجد عمر، محراب زكريا، مقام الأربعين، وثلاثة أروقة ممتدة من الجنوب شمالاً مع الأعمدة والأقواس والزخرفة والسقف الذي سقط على أرض المسجد وأشياء أخرى كثيرة.

ـ في 22/7/1970 دخلت مجموعة يهودية إلى الحرم الشريف وهي تنشد أناشيدها وتدعو لتدمير المسجد وبناء الهيكل.

ـ في 11 / آذار / 1971 قام (جرشون سلمون) قائد مجموعة (آل هارهاشم) بقيادة مجموعة من الطلاب اليهود المتعصبين بمحاولة تأدية الشعائر اليهودية في المسجد الأقصى، وأدت المحاولة إلى اضطرابات في القدس.

ـ 10 / 8 / 1971 تجمع آلاف اليهود أمام حائط البراق الشريف وذلك بمناسبة مرور 1903 سنة على تدمير الهيكل الثاني على حد زعمهم... وأخذوا يهتفون «جبل البيت لنا» ودخلوا الحرم الشريف.

ـ صوَّت مجلس الأمن بين عامي 1968 و1971 م على ستة قرارات بشأن القدس هي:

أ ـ القرار 250 تاريخ 27 نيسان 1968 يدعو إسرائيل إلى الامتناع عن إقامة العرض العسكري في القدس.

ب ـ القرار 251 تاريخ 2 آيار 1968 يعرب عن أسف المجلس لإقامة العرض. ومضت إسرائيل في اجراءات استملاك الأراضي العربية وإخراج السكان العرب من بيوتهم والمجيء بآلاف المهاجرين اليهود ليحلّوا محل السكان العرب، فاشتكى الأردن إلى مجلس الأمن .

جـ ـ القرار 252 تاريخ 21 أيار 1968 يؤكد «رفضه الاستيلاء على الأراضي بالقوة». ويعتبر كل الاجراءات والأعمال التي قامت بها إسرائيل في القدس «اجراءات باطلة». ويدعوها إلى إلغائها.

وجاء تقرير الأمين العام في 30 حزيران 1969 ليثبت استمرار اسرائيل في القيام بتغيير القدس.

واجتمع مجلس الأمن واتخذ:

د ـ القرار 267 تاريخ 3 تموز 1969 يدين اسرائيل لتسببها في حريق المسجد الأقصى.

وقدم الأمين العام تقريره في 5 كانون الأول 1969 أورد فيه جواب اسرائيل المتضمن إصرارها على ألا تتراجع عن توحيد القدس وعاد مجلس الأمن ليلتئم ويتخذ.

هـ ـ القرار 298 تاريخ 25 أيلول 1971 يدعو اسرائيل بإلحاح «إلى إلغاء جميع الاجراءات والأعمال السابقة وإلى عدم اتخاذ خطوات أخرى في القطاع المحتل من القدس قد يفهم منها تغيير وضع المدينة أو يجحف بحقوق السكان وبمصالح المجموعة الدولية أو بالسلام العادل الدائم».

وبعد أقل من ثلاثة أشهر (أي في 19 كانون الأول 1971) قدّم الأمين العام تقريره، وجاء فيه أن أفضل طريقة لتنفيذ القرار هي إرسال بعثة مؤلفة من ممثلين عن ثلاثة أعضاء من المجلس (الأرجنتين وإيطاليا وسيراليون) غير أن اسرائيل وكعادتها أعارت هذا القرار وتقرير الأمين العام أذناً صمّاء.

ـ في 8 / 5 1975 م دخلت مجموعة من الفتيان والفتيات اليهود الحرم أثناء صلاة العصر وأخذوا يرقصون ويغنون... ودارت اشتباكات عنيفة وهاجم اليهود بعض الأضرحة.

ـ بتاريخ 29 / 5 / 1975 م تكرر نفس العمل ودارت اشتباكات عنيفة داخل المسجد.

ـ في 30 / حزيران / 1976 م أقرت إحدى المحاكم الاسرائيلية حق اليهود في الصلاة بساحات الأقصى في أي وقت يشاؤون من النهار، وذلك بعد أن برّأت 40 يهودياً اتهموا بالدخول عنوة داخل المسجد الأقصى، مرددين الأناشيد اليهودية مما تسبب في وقوع اشتباكات بينهم وبين المسلمين عند ساحة الأقصى.

ـ في الأول من أيار 1980 جرت محاولة لنسف المسجد الأقصى عندما اكتشف بالقرب من المسجد أكثر من طن من مادة (تي.إن.تي) الشديدة الانفجار، فوق أسطح إحدى المعابد اليهودية القريبة من الأقصى، واكتشفت متفجرات أخرى في مدرسة (باشيفا) اليهودية للغرض نفسه، وقد حوكم في هذه القضية الحاخام الإرهابي مائير كاهانا.

ـ استمرت «سياسة» القرارات الدولية التي تدين إسرائيل على مختلف أوجه إجراءاتها في القدس، فأصدر مجلس الأمن:

ـ القرار 465 بتاريخ 1/آذار/1980م. وأيضاً دون جدوى.

وفي 28 أيار 1980 م، وجّه ممثل الباكستان رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي رسالة إلى مجلس الأمن ناشده فيها اتخاذ موقف حازم من إمعان اسرائيل خرقها القرارات الدولية حول القدس بصورة خاصة، فأصدر مجلس الأمن:

ـ القرار 476 تاريخ 30 / حزيران / 1980 (بموافقة 14 دولة، ولم تصوت ضده أي دولة في حين أصرَّت الولايات المتحدة على الامتناع عن التصويت) يشجب إصرار إسرائيل على تغيير الطبيعة المادية والتركيب السكاني وبنية المؤسسات والمركز القانوني للمدينة المقدسة، ويعبر عن قلقه العميق من الخطوات التشريعية المتخذة في الكنيست الإسرائيلي، ويؤكد مضمون قراراته السابقة من لا شرعية جميع الإجراءات الاسرائيلية ويعدّها لاغية، ويقرر تصميم مجلس الأمن، في حالة رفض إسرائيل الالتزام بهذا القرار، على بحث الطرق والوسائل العملية التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة لضمان التنفيذ الكامل لهذا القرار.

لكن إسرائيل أمعنت بدعم كبير وواضح من الولايات المتحدة، في تحدي الأمم المتحدة ومجلس الأمن. فعمدت في آب 1980 (أي بعد أقل من شهرين من القرار المذكور) إلى إعلان ضم القدس المحتلة إليها نهائياً وجعل المدينة «عاصمة إسرائيل الأبدية»، وذلك بموجب قانون أقره الكنيست ونصَّ في مادته الأولى على «أن القدس الموحدة كاملة هي عاصمة إسرائيل».

انعقد مجلس الأمن واتخذ:

ـ القرار 478 تاريخ 20 آب 1980 م، وجاء فيه بأن مجلس الأمن «يستنكر بأشد العبارات إقرار اسرائيل للقانون الأساسي بشأن القدس... (وأن هذا الاقرار يشكل انتهاكاً للقانون الدولي... (ويعيد التأكيد على أن جميع اجراءات اسرائيل) باطلة ولاغية ويجب أن تُلغى ... ويقرر ألا يعترف بالقانون الأساسي وبأعمال اسرائيل الأخرى الناجمة عن هذا القانون التي تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس ووضعها القانوني...».

ودعا القرار جميع الدول التي لها سفارات في القدس (الغربية) إلى سحبها من المدينة، واستجابت الدول للقرار، ونقلت سفاراتها إلى تل أبيب، ما عدا كوستاريكا.

وبعد هذين القرارين (476 و478) المتخذين في العام 1980 أصبح واضحاً وجلياً أن مجلس الأمن (كما الجمعية العامة) لن يتجاوز الأدانات الكلامية ولن تمكنه الولايات المتحدة من تنفيذ المادة السادسة من ميثاق الأمم المتحدة التي تقضي بإمكانية طرد أي عضو يمعن في خرق أحكام ميثاق الأمم المتحدة.

ـ في 25 / آب / 1981 م تجمهر 300 من جماعة جوش أيمونيم عند المسجد الأقصى، وكسروا قفل (باب الحديد) وأدوا الشعائر اليهودية بشكل استفزازي للمسلمين.

ـ في 25/آب / 1981 م. أعلنت الهيئات اليهودية الدينية عن اكتشاف نفق يبدأ بحائط البراق ويؤدي إلى فناء المسجد الأقصى، وأعلنوا أن لذلك علاقة بالهيكل الثاني، وبدأوا عمليات حفر هددت المسجد بالانهيار.

ـ 2/ آذار / 1982 م. قام 15 شخصاً من جماعة (أمناء جبل الهيكل) باقتحام أحد الأبواب الخارجية للمسجد الأقصى (باب السلسلة) وكانوا مزودين بالأسلحة النارية، واعتدوا على حراس المسجد في الداخل فاشتبكوا معهم، وأصيب أحد الحراس المسلمين بطعنة في جانبه الأيسر.

ـ في 3/آذار/1982 م. أقدمت مجموعة من الشباب اليهود المتدينين على اقتحام المسجد الأقصى عبر (باب الغوانمة) فتصدى لهم الحراس المسلمون، وحدث اشتباك أصيب فيه أحد الحراس المسلمين، ولما حضرت الشرطة الإسرائيلية اعتقلت الحارس المصاب واستجوبت الحرّاس الآخرين.

ـ في 8/ نيسان / 1982 م. عثر الأهالي المسلمون على طرد مشبوه خلف أحد الأبواب الرئيسية للمسجد الأقصى، ووجد في الطرد بعد فتحه أسلاك كهربائية وجهاز توقيت ورسالة موجهة إلى مجلس الأوقاف الإسلامي مكتوب فيها: «انتظروا مزيداً من الضربات ضدكم».

ـ في 11/ نيسان / 1982 م. اقتحم جندي اسرائيلي يدعى (آلان جود مان) المسجد الأقصى عبر (بوابة الغوانمة) برشاشه، وأطلق النار على حارس الباب فأصابه ثم هرع إلى مسجد الصخرة وهو يطلق النار بغزارة وبشكل عشوائي، فأصيب عدد من المصلين، وقتل أحد حرَّاس مسجد الصخرة، وشارك بعض الجنود الاسرائيليين المتركزين على أسطح المنازل المجاورة في إطلاق الرصاص تجاه مسجد الصخرة. فأخذ المؤذنون يناشدون المسلمين عبر مكبرات الصوت بالتوجه فوراً إلى ساحات المسجد للدفاع عنه، فتدافع المسلمون نحو المسجد، ولكن الجنود اليهود الواقفين على الأسطح القريبة بدأوا يطلقون النار عليهم فأصابوا ما يقارب من المائة شخص.

ـ في 27/ نيسان / 1982 م. قامت مجموعة قوامها مائة شخص يهودي بزعامة الحاخام مائير كاهانا (رئيس حركة الكاخ اليهودية) بمحاولة لاقتحام المسجد الأقصى حاملين لافتات تدعو لطرد العرب المسلمين من فلسطين، كما حملوا صورة كبيرة لساحات الأقصى وقد بدت خالية من المسجدين بعد أن وُضع مكانهما الهيكل الثالث.

ـ في 29/ نيسان/ 1982 م. قامت مجموعة مسلحة مكونة من ثلاثين شخصاً بمحاولة لدخول المسجد الأقصى، فتصدى لها الحراس المسلمون.

ـ في 6/ أيار/ 1982 م. قام مجهولون بإطلاق الرصاص على قبة الصخرة، فأقفل الحراس جميع الأبواب، وتبين أن أحد المستوطنين اليهود أطلق النار من فوق مدرسة مجاورة.

ـ في العام نفسه 1982 قام أرييل لرنر وهو من نشطاء حركة كاخ بمحاولة لنسف مسجد الصخرة المشرَّفة، وكان قد جمع عدداً من الشباب الصغار ضمن حركة سرية، ووضع خططاً لنسف المساجد الإسلامية الأخرى بالمنطقة.

ـ في سنة 1982 حاول بعض الشباب اليهود من أتباع (زلمان كورن) القيام باقتحام المسجد الأقصى، وبعد محاكمتهم والحكم ببراءتهم وجه القاضي الاسرائيلي اللوم إلى الشرطة لاعتقالهم وأخلى سبيلهم في 21/ 9/ 1983 م

يتبع ان شاء الله .

 
توقيع : al_amera
images


في آب 1983 م. قام بعض اليهود من جماعة (أمناء جبل الهيكل) بتأدية الشعائر اليهودية في الساحة المحيطة بحائط البراق للمسجد الأقصى.


ـ في شهر كانون الثاني 1984 م جرت محاولة آثمة لنسف المسجد الأقصى ومسجد عمر، ولكن تصدى لها الحراس المسلمون وأفشلوها بعون الله.

ـ في 12/آذار/1983م. حاول عدد من أعضاء الجماعات الدينية اليهودية المتشددة اقتحام مناطق مجاورة للمسجد الأقصى بهدف إقامة مستوطنة دينية ومدرسة دينية يهودية.

ـ في شهر تموز 1984 م. حاول يهودي متعصب اقتحام الأقصى بسيارته.

ـ في بداية آب 1984 م. اكتشف حرّاس الأقصى المسلمون عدداً من الإرهابيين اليهود في الساحات المحيطة بالمسجد وهم يعدون لعملية نسف تامة للمسجد مستخدمين قنابل ومتفجرات ومواد متفجرة تزن مائة وعشرين كغ من نوع (تي.إن.تي).

ـ أعادت السلطات الاسرائيلية رفع العلم الاسرائيلي داخل ساحات الأقصى تنفيذاً لقرار وزير الداخلية الاسرائيلي (يوسف بورج). وكانوا قد رفعوه قبل ذلك التاريخ بثلاثة أسابيع ولكنهم اضطروا إلى إنزاله بعد احتجاج المجلس الإسلامي في القدس.

ـ في 7/آب / 1984 م. أقدم الحاخام اليهودي مائير كاهانا زعيم حركة كاخ بمحاولة لتدنيس المسجد الأقصى، وذلك برفع العلم الاسرائيلي وفرده على أحد أبوابه بعد أن دقَّ عليه بعنف، وكان ذلك في ذكرى تحطيم المعبد القديم.

وقام آلاف من اليهود وقتها بإقامة الشعائر اليهودية عند المسجد الأقصى.

ـ في 27/ آب/ 1984 م. اكتشفت كميات كبيرة من الأسلحة في مغارة القدس ترجح وقتها أن تكون لأحدى الجماعات اليهودية المتعصبة، وعثر أحد المارة على عبوة ناسفة في القطاع الشرقي لمدينة القدس.

ـ في 28/ آب / 1984 م. حكم بالسجن على طالب إسرائيلي اتهم بالتخطيط لنسف الأقصى، وقد بذلت عدة مساعٍ لإطلاق سراحه.

ـ في 18/ كانون الأول/ 1984 م. كشف النقاب عن محاولة يهودية فاشلة لنسف المسجد الأقصى، وذلك عندما قامت عناصر يهودية مسلحة من حرس الحدود الاسرائيلي بوضع عبوة ناسفة في الساحة الرئيسية للمسجد الأقصى. ولكن المسلمين استطاعوا كشفها وإبطال مفعولها.

ـ في 9 كانون الأول 1986 قامت قوات من الجيش الاسرائيلي أو ما يسمى بحرس الحدود بفرض حظر التجول في منطقة المسجد الأقصى، وأقدمت القوات على اعتقال عدد من المصلين وحراس المسجد إثر تصدَّيهم لأعضاء اللجنة الداخلية التابعة للكنيست الاسرائيلي، وكانت هذه أول محاولة اعتداء رسمية على المسجد الأقصى من قبل الجيش الاسرائيلي.

ـ في 3/ نيسان/ 1986 م. اقتحمت مجموعة من أعضاء (منظمة أمناء جبل البيت) المسجد الأقصى بقيادة (جرشون سلمون) لتأدية الشعائر اليهودية.

ـ في 21/ آب/ 1986 م. دخلت جماعات من حركتي (أمناء جبل البيت) و(حزب هتحيا) ساحة الأقصى، وأقاموا الطقوس اليهودية فيها تحت حراسة الشرطة الاسرائيلية. وكان ذلك خلال احتفال المسلمين بعيد الأضحى المبارك.

ـ في 17/ آذار/ 1989 م. اكتشف الحراس المسلمون كمية من القنابل داخل المسجد الأقصى، وضعتها إحدى الجمعيات اليهودية بقصد توقيتها لتنفجر بداخله.

ـ في يوم الاثنين 16/10 /89 19 م. قامت جماعة (أمناء جبل الهيكل) اليهودية بمحاولة وضع حجر الأساس للهيكل الثالث بالقرب من مدخل المسجد الأقصى، وبلغت زنة هذا الحجر 3,5 طن، إلا أن تصدي المسلمين لهم أجبر هؤلاء اليهود إلى تأجيل وضع الحجر إلى موعد آخر.

ـ مجزرة الأقصى: يوم الاثنين 8/تشرين الأول / 1990 م.


يمكن إيجاز خلفية حادثة المجزرة بالتالي:

في عام 1967 جرى تأسيس جماعة يهودية باسم جماعة «المخلصين لجبل الهيكل» اليهودية المتطرفة، وغايتها بناء الهيكل الثالث في موقع الحرم.

وقد أذن لأفراد هذه الجماعة بدخول منطقة الحرم خلال بعض الأعياد الدينية الخاصة.

فأدخلوا في جماعات صغيرة لا يتجاوز عدد أفراد كل منها الشخصين برفقة الشرطة الاسرائيلية.

وقد سعوا خلال هذه السنة (1990) للحصول على إذن لوضع الحجر الأساس لبناء الهيكل الثالث في منطقة الحرم في 8 تشرين الأول 1990.

فمنعتهم الشرطة من وضع الحجر. وسمحت لهم بالدخول بين الساعة 8 والساعة11. وقد اشتكوا إلى محكمة العدل العليا الاسرائيلية طالبين إلغاء المنع الذي فرضته الشرطة ثم إنهم تراجعوا عن الشكوى فيما بعد. لكن سادت صفوف الجمهور المحتشد في الحرم أن الجماعة سيحاولون الدخول وأن حرس الحدود سيؤازروهم في ذلك.

وكانت دعوات خطباء المساجد والمدارس يوم الجمعة قد حثَّت المسلمين على المجيء إلى الحرم يوم الاثنين 8 تشرين الأول 1990 للدفاع عنه والوقوف دون استيلاء جماعة المخلصين لجبل الهيكل عليه.

فلبى النداء جمع غفير قُدر بنحو ثلاثة آلاف شخص بين رجل وامرأة.

وفي اليوم المحدد (الاثنين 8/ تشرين الأول/ 1990 م) شدد الشيوخ الذين خطبوا في الجموع على أهمية ضبط النفس. وفي الوقت نفسه على واجب المسلمين في حماية الأماكن المقدسة.

وقرابة الساعة 11 من قبل الظهر، وخلافاً لقواعد فتح النار الرسمية، لم يوجه حرس الحدود أية تحذيرات إلى الجموع المحتشدة في الحرم، بل بدأوا إطلاق النار، ومضوا في ذلك دون أن يضبطوا أنفسهم، وكانوا قد صدوا مساعي مسؤولي الأوقاف الاسلامية لإيجاد الطرق الكفيلة بخفض التوتر، كما لم تُقدَّم أية معونة لمحاولات انقاذ أرواح الجرحى، واستمر إطلاق النار على الحشود نحو نصف ساعة.

وتوصَّل حرس الحدود والشرطة الاسرائيليين إلى السيطرة على الوضع سيطرة تامة. وجاءت الاحصاءات النهائية عن عدد القتلى 21 قتيلاً، منهم امرأتان والجرحى 364 منهم 7 في حالة الخطر. وقد أخرج الجميع من منطقة الحرم عند الساعة الخامسة بعد العصر.

وفي اليوم التالي للمجزرة قامت شرطة اسرائيل بمصادرة مفاتيح المسجد الأقصى بكامله، ومنعت المصلين من دخوله، وهي المرة الأولى منذ عام 1967 م، إلا أن الشرطة ما لبثت أن أعادت المفاتيح.

ـ بعد أربعة أيام من وقوع المجزرة أصدر مجلس الأمن القرار 672 المؤرخ 12 تشرين الأول 1990 بشأن الطرق والوسائل الكفيلة بضمان سلامة وحماية المدنيين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الاسرائيلي.

ثم عاد وأصدر القرار 673 (في 24 تشرين الأول 1990) الذي أكد فيه من جديد قراره 672، وأعرب عن جزعه لرفض الحكومة الاسرائيلية هذا القرار، ورفضها قبول بعثة الأمين العام، وشجب رفض الحكومة الاسرائيلية أن تستقبل بعثة الأمين العام للمنظمة، وحث هذه الحكومة على إعادة النظر في قرارها ويصرّ على أن تمتثل امتثالاً تاماً للقرار 672 وأن تسمح لبعثة الأمين العام بالمضي قدماً وفقاً للغرض الذي أرسلت من أجله.


ـ في 18/ 11/ 1991 م. قامت قوة اسرائيلية باقتحام مبنى الحكومة الشرعية في القدس واستولت على وثائق مهمة.

44 ـ في 23/ 9/ 1993 م. أصدرت محكمة العدل العليا الاسرائيلية قراراً يقضي باعتبار المسجد الأقصى المبارك أرضاً اسرائيلية وجعلته تحت وصاية منظمة أمناء جبل الهيكل الصهيونية.

ـ في 23/ أيلول/ 1996 م. استيقظ سكان القدس على فتح اسرائيل نفقاً تحت السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك مما أثار موجة من الاشتباكات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وقد أدت هذه الاشتباكات والمظاهرات إلى استشهاد أكثر من ثمانين فلسطينياً وجرح المئات، وإلى قتل عدد من جنود الاحتلال.


وكان قد سبق هذه المجزرة قيام اسرائيل بفرض إغلاق تام على المناطق الفلسطينية بعد العمليات الانتحارية الأربع التي نفذتها حركة حماس في أواخر وأوائل شباط 1996 (وكان قد سبقها اغتيال يحيى عياش المخطط الأول للعمليات الفدائية في حركة حماس) لقد كانت آثار هذا الإغلاق مدمرة، إذ أنه أحدث شللاً تاماً في حياة الفلسطينيين في المناطق المحتلة. وقد يكون أهم ما نجم عن فترة الإغلاق الحاد أنها كشفت طبيعة الاتفاقات القائمة بين الفلسطينيين والاسرائيليين والتي تتصف بسطوة الجانب الاسرائيلي وضعف الجانب الفلسطيني وجاءت أحداث 25 أيلول 1996 الدامية في القدس لتكون في حياة الشعب الفلسطيني منعطفاً إلى حالة نوعية جديدة!

فقام الشعب الفلسطيني في انتفاضة ثانية في مختلف مناطق الأراضي الفلسطينية المحتلة. هذه الانتفاضة استطاعت إخراج القوى الفلسطينية بما في ذلك القيادة الفلسطينية من مأزق عميق حاولت اسرائيل حشر الجميع فيه.

كما أنه ألحق ضربة قوية بمحاولات شق الصفوف في الشعب الفلسطيني وتعميق التناقضات الداخلية فيها. وتجلى ذلك في التلاحم الرائع بين أبناء الشعب وقوات الأمن الوطني الفلسطيني في مواجهة العدو المشترك
 
توقيع : al_amera
ـ في 13/5 / 1998 م. أقدم المستوطنون اليهود في البلدة القديمة على حرق باب الغوانمة، مما أدى إلى وقوع اشتباكات ومظاهرات أدت إلى استشهاد العديد من الفلسطينيين وجرح عدد كبير منهم.

ـ في 18 آذار 1998 «عاقبت» الحكومة الاسرائيلية كلاً من فيصل الحسيني وعضوي المجلس التشريعي زياد أبو زياد وحنان عشراوي لاستقبالهم دبلوماسيين أجانب في «بيت الشرق» المقر شبه الرسمي للسلطة الفلسطينية في القدس الشرقية. وقررت سحب «البطاقة المهمة» منهم التي كانت تسهل لهم عبور حواجز الجيش عند الضفة أو مداخل القدس.

ـ في 24/ آذار/ 1998 م. أعلن نتنياهو فور ترؤسه جلسة خاصة لأعضاء حكومته في مبنى بلدية القدس هي الأولى من نوعها في تاريخ الدولة العبرية أنه أقرّ سلسلة القرارات التي تحمل أبعاداً سياسية هدفها تعزيز مكانة القدس بصفتها عاصمة موحدة لإسرائيل. وعن تخصيص ملايين الشيكلات لتعزيز السيادة الاسرائيلية على القدس الشرقية.

ـ في 27 / أيار/ 1999 م. انقضّ عشرات من أفراد الشرطة الاسرائيلية بالعصي والهراوات وأعقاب البنادق على مجموعة من الفلسطينيين (بينهم حنان عشراوي وفيصل الحسيني) وعدد من الاسرائيليين الذين تجمعوا في رأس العمود في القدس للاحتجاج على بدء أعمال التجريف لبناء مستعمرة يهودية جديدة في قلب الحي العربي.

ـ في 16 / حزيران/ 1999 م. أعلنت وزارة الداخلية الاسرائيلية سحب بطاقة إقامة 117 مقدسياً منذ مطلع 1999، وحسب احصاءات الوزارة سحبت خلال العام 1998 بطاقات هوية 788 مقدسياً، و606 خلال العام 1997، و689 في عام 1996.

ـ في 22/ حزيران / 1998 م. قررت الحكومة الاسرائيلية برئاسة نتنياهو توسيع الحدود الإدارية لمدينة القدس وضم المستوطنات المجاورة إلى المدينة لاستباق مفاوضات الحل النهائي.


ـ أشكال أخرى من الاعتداءات على المدينة المقدسة والمسجد المبارك:

أولاً: سياسة الحفريات المختلفة:

لم يمضِ أسبوع على احتلال القدس الشرقية من قبل العدو الاسرائيلي عام 1967 حتى بدأوا بهدم بعض مباني حي المغاربة، ولم يمر عام واحد على الاحتلال إلا وقد بدأوا بالحفريات تحت أبواب أسوار المسجد الأقصى المبارك.


ويمكننا أن نقسم أعمال الحفريات هذه إلى عشر مراحل هي:

1 ـ كانت البداية في سنة 1967 واستمرت نحو سنة، بلغ طولها نحو سبعين متراً وبُدىء بها من أسفل الحائط الجنوبي للأقصى، وبمحاذاته باتجاه الغرب، حتى المئذنة الفخرية والمتحف، وعمقها أربعة عشر متراً.

2 ـ كانت بداية هذه المرحلة عند نهاية المرحلة الأولى وحتى باب المغاربة بطول بلغ نحو ثمانين متراً، انتهى العمل فيها في سنة 1969 م. ومرّت من أسفل المباني الاسلامية، فأدت إلى تصدَّعها، وبدلاً من صيانتها وتقويتها قامت جرافات الاحتلال بإزالتها في نفس السنة.

3 ـ بُدىء العمل بهذه المرحلة سنة 1970 م. واستمرت مرحلتها الأولى أربع سنوات، ثم توقفت سنة واحدة، ثم استوقفت العمل بها في سنة 1975 ولم تنته بعد.

مكان هذه الحفريات من تحت المحكمة الشرعية القديمة في الغربية، وحتى باب علاء الدين البصيري، بطول 180 متراً وعمق يتراوح بين 10 ـ 14 متراً أما المكان القائم تحت المحكمة فحوَّلة اليهود إلى كنيس.

ويعتبر ضرر هذه الحفرية من أكبر الأضرار، إذ تصدعت العمائر من فوقها والجامع العثماني ورباط الكرد والمدرسة العمرية.

4 ـ و 5 ـ بدُىء العمل فيها سنة 1973 م. واستمرت نحو سنة مبتدئة من حيث ابتدأت الأولى باتجاه الشرق، بطول قدره ثمانين متراً، وقد اخترقت الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى، ودخلت الأروقة الدونية في أربعة مواطن:


أ ـ من أسفل محراب الأقصى المبارك، وبعمق عشرين متراً إلى الداخل.
ب ـ من أسفل جامع عمر.
ج ـ تحت الأروقة الجنوبية للأقصى المبارك وبعمق 13 متراً.
د ـ تحت الأبواب الثلاثة للأروقة الواقعة دون الأقصى المبارك، وهي الأبواب: الثنائي، المنفرد والثلاثي.


6 ـ بدأت هذه المرحلة في مطلع سنة 1975 م. في نحو منتصف السور الشرقي للأقصى المبارك لبيت المقدس، وقد جرى فيها طمس لقبور اسلامية كثيرة.

7 ـ تعميق ساحة البراق، ما يسمونه حائط المبكى، بتسعة أمتار.

8 ـ استئناف للمرحلتين الرابعة والخامسة. وقد بدأت هذه المرحلة تحت شعار كشف مدافن ملوك بني إسرائيل.

9 ـ اخترقت حفريات هذه المرحلة الحائط الغربي، وأعادت فتح النفق الذي اكتشفه (وارن) في سنة 1980 م.

10 ـ بدأت هذه المرحلة بشراسة، فازداد التوغل تحت أرضية الساحة وحولها... وبينما يقوم الحراس المسلمون بحماية المسجد من الداخل ضد أي اعتداء، إذا بالحفارين اليهود يتوغلون في الحفريات من المحيط الخارج عن الأسوار، ومن الأحياء التي يسيطر عليها الاحتلال اليهودي سيطرة تامة. وتركزت هذه الحفريات على الطبقات التحتية لتفريغها من التربة.

وقد حاول اليهود في شهر آب 1988 الشروع في الحفر وسط الطريق المنحدر إلى حي الوادي الملاصق للمسجد، ولكن حراس المسجد منعوهم، وكرر الحفارون المحاولات، وعاد الحراس إلى صدهم.

وهدف الحفارين من هذه الحفريات أن يصلوا إلى قاعدة مسجد الصخرة المشرفة، ثم الوصول إلى حفريات أخرى تحت حائط المسجد الأقصى الشرقي.

وفطنت دائرة الأوقاف الاسلامية بالقدس للمؤامرة فسارعت إلى إقامة سياج حول الأرض المجاورة للحائط الشرقي لمنع الحفريات فيه.

وعندما علمت السلطات الاسرائيلية بأمر السياج أخذت تهدد مدير الأوقاف لإزالته بزعم أنه أقيم بدون تصريح منها، فأجاب مدير الأوقاف أن هذه الأرض هي وقف اسلامي لا يحتاج المسؤولون عند تسييجها إلى تصريح من أي جهة كانت.

ولما أصرَّ مدير الأوقاف على بقاء السياج عقدت له السلطات الاسرائيلية محاكمة بقيت قائمة حتى شهر ديسمبر 1988 م. وتعتبر هذه المرحلة العاشرة من أخطر مراحل الحفريات لأن هدفها هو تفريغ الأتربة والصخور من تحت المسجد الأقصى ومسجد الصخرة لترك المسجدين قائمين على فراغ ليكونا عرضة للانهيار والسقوط بفعل أي تقلبات مناخية أو اهتزازات طبيعية، أو حتى صوت عالٍ تسببه طائرة تخترف جدار الصوت.


ثانياً: سياسة الأنفاق:

قامت اسرائيل ومنذ العام 1967 م بحفر عدد من الأنفاق تحت المسجد الأقصى المبارك والمباني الاسلامية المجاورة.

وهدف اسرائيل من ذلك هو بناء ما يسمى «هيكل سليمان» في نفس المكان الذي يُزعم أنه كان موجوداً فيه. وهو أسفل المسجد الأقصى، إضافة إلى تشييد جميع الأبنية بنمط بيزنطي مع إغفال تام للمرحلة العربية الاسلامية.

ويقوم اليهود بحفر أنفاق مائية (قنوات نفقية) وهي ابتكار كنعاني في العام 3500 ق.م. بهدف تخزين مياه الأمطار التي لم يكن هطولها منتظماً لتوفيرها على مدار العام.

إذ تزعم اسرائيل أن هذه الأنفاق هي يهودية. وقد شهد شهر أيلول عام 1996 م. أهم الأحداث على الساحة الفلسطينية وأكثر الأحداث دموية في تارخ الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني وذلك بعد أن افتتحت اسرائيل نفقاً أسفل المسجد الأقصى وهو النفق الذي يطلق اليهود عليه (الحشمونائيم) في إشارة إلى جماعة يهودية عاشت مرحلة ما يدّعون أنه الهيكل الأول في حوالي 1000 سنة قبل الميلاد.

وكانت وزارة الأديان الاسرائيلية ودائرة الآثار قد كشفت عن هذا النفق عام 1987 م. ويبلغ طول هذا النفق 500 متراً، ويتجه من الشرق إلى الغرب على طول المدينة.

وبينت مصادر مطلعة أن هناك ثلاثة أنفاق رئيسية تحت البلدة القديمة حيث ينطلق النفق الثالث من مغارة سليمان القائمة في باب الساهرة في وسط المدينة ويتفرع باتجاه باب الخليل وشرقاً تحت المسجد الأقصى باتجاه عين سلوان.

وهناك العديد من الأنفاق الغربية المهدمة أو المغمورة في كافة الاتجاهات. وقد ولَّدت هذه الحفريات التي جرت من أجل هذه الأنفاق والبحث عن آثار يهودية للهيكل اليهودي المزعوم تحت المدينة المقدسة خاصة تحت المسجد الأقصى المبارك ولّدت العديد من التصدعات والانهيارات في العقارات والمدارس والمحلات التجارية المجاورة للمسجد كان من ضمنها ما حصل للمدرسة العثمانية والمنجكية، وسقوط البوابة الرئيسية لدائرة الأوقاف في باب المجلس وانهيار باب السلسلة وغيرها.

ورغم وعود اسرائيل بوقف أعمال الحفر والتنقيب تحت المسجد الأقصى المبارك وبمحاذاة أسواره. إلا أنها لم تلتزم كعادتها دائماً بل زادت من نشاطاتها التخريبية من خلال الاستمرار في حفر المزيد من الأنفاق والتي كشف عن بعضها مؤخراً وخاصة من الجهة الجنوبية المحاذية للمسجد وقد تبين أن أحد هذه الأنفاق الذي توجد فتحته في الزاوية الجنوبية الغربية تجري به أعمال حفر حيث أكوام التراب مبعثرة مع وجود حبال ورافعات يدوية وسلك كهربائي مزود بمصابيح قد تمتد على طول النفق، ويقع النفق على عمق ستة أمتار عن سطح الأرض ويمتد على قرابة الألف متر كما يتفرع منه اتجاهان واحد باتجاه الشمال وذلك على امتداد حائط المسجد الأقصى وقد كشف الشيخ رائد صلاح رئيس بلدية أم الفحم حقيقة هذا النفق حيث دخله بنفسه وأكد وجود تفرعات داخله تتجه نحو أساسات المسجد المبارك، إضافة إلى فتحات عمودية امتدت نحو سطح حرم الأقصى من الخارج. وبسبب عتمة النفق وأحياناً ضيق الممر الذي يلزم الزحف على البطون لم يكن بالإمكان تحديد موقعها بالضبط..

وإن كانت فتحات قنوات تصريف مياه داخل ساحات الأقصى أم هي آبار مفرغة، أم هي شيء آخر.

وتشير بعض المصادر إلى وجود مخطط يهودي تم وضعه منذ سنوات، وبقي سراً، يهدف إلى بناء مدينة دينية وسياحية مستخدمة شبكة الأنفاق والآبار تحت المسجد الأقصى وعلى مساحة 142 دونماً، والحفريات متواصلة والعمل مستمر لتنفيذ المخطط المذكور، وإن يومي الثلاثاء والجمعة من كل اسبوع يشهدان (طقوساً) يقوم بها متدينون يهود وسط الحفريات المستمرة بشكل مكثف، وإن الحفريات نفذت إلى بئر الورقة الذي يقع أسفل المسجد الأقصى.

وهذه الحفريات الجارية تقع تحت مباني المسجد الأقصى وأسفل المصلى المرواني حيث تنفذ إلى خارج أسوار المدينة القديمة جنوبي الأقصى لتصل إلى منطقة الحفريات في الجهة الجنوبية الشرقية من حائط المسجد الأقصى.
 
توقيع : al_amera
كيف تم تهويد المدينة المقدسة واستيطانها

images


عاش اليهود في مدينة القدس كسائر أبناء الطوائف الأخرى، وكانوا الأقلية القليلة قبل تدفق اللاجئين اليهود من أقطار العالم إلى فلسطين.

ولم يتجاوز عددهم في عام 1816 نحو ألفي نسمة في مدينة القدس.

بدأ العمل على بناء أول أحياء اليهود في القدس سنة 1759، إلى الغرب من بوابة يافا على قطعة أرض عربية استطاع المليونير اليهودي موشي فيونتفوري شراءها بطريقة الخداع من السلطات العثمانية لبناء مستشفى، ثم تمكن من إقامة مساكن شعبية لليهود عليها. وقد شكل هذا الحي نواة الجزء اليهودي في المدينة.

منذ ذلك الوقت بدأ التمدد اليهودي في المدينة. ففي فترة 1860 ـ 1897 م. تم بناء عدد من الأحياء اليهودية منها: بيت داوود شمالي القدس، وغلات شفيع التي تحولت مع بداية القرن الحالي (العشرين) إلى الحي الغربي في المدينة.

ـ مرحلة الانتداب البريطاني:​


قام الجنرال اللنبي عقب دخوله فلسطين بتكليف ماكلين مهندس مدينة الاسكندرية وضع خطة هيكلية لمدينة القدس، فقدم ماكلين مخططه الهيكلي لمدينة القدس عام 1918، حيث قسم المدينة إلى أربع مناطق: البلدة القديمة وأسوارها، المناطق المحيطة بالبلدة القديمة، القدس الشرقية، والقدس الغربية. وقد وضع هذا المخطط ليُسهل تعزيز الوجود اليهودي في القدس. خاصة عندما أمرت السلطات البريطانية بمنع البناء في الحي الشرقي. وتشجيع البناء في الأحياء اليهودية. وهذا ما شجع الهجرة اليهودية حتى بلغ عدد اليهود في القدس عام 1948 نحو 199 ألف نسمة إلى جانب نحو 65 ألفاً من الطوائف الأخرى.

ـ فترة 1947 ـ 1967 م:​


نشأت قضية القدس في إطار القضية الفلسطينية العامة، نتيجة مباشرة لقرار التقسيم لفلسطين الذي أصدرته الجمعية العامة برقم 181 في 29 تشرين الثاني 1947 م. وقد وافق جميع الصهانية على قول قرار تقسيم المدينة وتدويلها كسباً لأصوات الدول الغربية في الأمم المتحدة لمصلحتهم في إقامة الكيان الاسرائيلي، حتى إذا ضمنوا ذلك اتجهوا في وقت لاحق إلى خطوات توسعية وهذا ما حصل فعلاً.

ـ ففي 23 كانون الثاني 1950 أعلنت اسرائيل القدس عاصمة لها وقالت إنها كانت عاصمة منذ اليوم الأول لإعلان قيام اسرائيل.

واستكملت نقل الوزارات إليها بنقل وزارة الخارجية في تموز 1950.

وقد رفضت اسرائيل جميع قرارات الأمم المتحدة الصادرة بشأن القدس والتي تدعو إلى تدويلها، بل طالبوا بتدويل الأماكن الدينية فيها فقط.

ـ 1967: القدس بكاملها:​


أكملت اسرائيل احتلال القدس خلال حرب حزيران 1967 وضمت القدس العربية التي كانت خاضعة للأردن إلى القدس الجديدة، وأخذت تطرد السكان العرب تمهيداً لتهويدها. فمنذ الساعات الأولى لاحتلالها، قامت السلطات الاسرائيلية بقتل عدد من أبناء القدس الشرقية واعتقلت الآلاف وصادرت منازلهم وممتلكاتهم، واتخذت العديد من الاجراءات التي تخدم مخططها إضافة إلى عدة قرارات مثل: توحيد القدس وإعلانها عاصمة اسرائيل، وفي 8 حزيران 1967 أي قبل وقف إطلاق النار وقف الحاخام شلومو غورين على رأس مجموعة من الجيش الاسرائيلي بالقرب من الحائط الغربي للحرم الشريف ليقيم شعائر الصلاة اليهودية معلناً في ختام الصلاة أن حلم الأجيال الصهيونية قد تحقق. فالقدس لليهود ولن يتراجعوا عنها وهي عاصمتهم الأبدية.

كما طلب رئيس الحكومة الاسرائيلية آنذاك (ليفي أشكول) من وزير المال تخصيص مبلغ 10 ملايين شيكل اسرائيلي لفرض الاستيطان بالقدس وعين يهود ثمير نائب المدير العام لوزارة الإسكان مسؤولاً عن توطين اليهود في القدس الشرقية.

وفي 27 حزيران 1967 (أي في اليوم الذي أصدر فيه الكنيست الاسرائيلي قرار ضم القدس الشرقية إلى القدس الغربية واعتبار القدس مدينة موحدة إدارياً) عقد في القدس اجتماع ضم عدداً كبيراً من الحاخامات في العالم طالبوا فيه السلطات المحتلة بإعادة بناء الهيكل. رد عليهم وزير الأديان آنذاك (زيرح فاهافتك): «أنه لا أحد يناقش في أن الهدف النهائي لنا هو إقامة الهيكل ولكن الوقت لم يحن بعد، وعندما يحين الوقت لابد من حدوث زلزال يهدم المسجد الأقصى ونبني الهيكل على ركامه».

ـ فترة ما بعد عام 1967 م:​


القاعدة الاسرائيلية في هذا المجال كانت: عدم السماح للسكان الفلسطينيين بتجاوز نسبة ضئيلة تتركهم في خانة الأقليات.

فمنذ سنة 1967 شيدت أكثر من 60 ألف وحدة سكنية لليهود في القدس. وحالياً هناك أكثر من عشرة آلاف وحدة قيد البناء. والتخطيطات المستقبلية تشمل أكثر من أربعين ألف وحدة سكنية.

بالمقابل يلقى الفلسطينيون صعوبات جمة في الحصول على رخصة للبناء في أحيائهم.

بالتأكيد لا تقتصر مشاريع التهويد الاسرائيلية على بناء المستوطنات والمساكن فحسب، فهناك مشاريع متعددة لا مجال لذكرها تجعل من القدس مدينة جديدة كل الجدة. نذكر أن اسرائيل أقامت في القدس الشرقية بعد عام 1967 وعلى أنقاض الأحياء والممتلكات العربية أجمل المنتزهات والجنائن، حتى باتت هذه من معالم القدس الجديدة وهي تبلغ أكثر من عشرة منتزهات كبيرة الاتساع، وأكثر من 50 منتزهاً صغيراً نسبياً.

ولعل هذا الاهتمام بالوجه الطبيعي الأخضر لافت للنظر، وهو ما يشير إليه الاسرائيليون باعتزاز على أنه الفارق الكبير بين «حضارتهم» وحضارة هؤلاء الفلسطينيين العرب الذين لا منتزهات لديهم ولا اعتناء بالشجر. والظلم هنا فادح جداً بالنظر إلى الأسباب، فالفلسطينيون لا فسحة لديهم لإقامة المنتزهات، وحتى لو شاؤوا ذلك فهل يعطون الرخص؟

أما الحكومات الاسرائيلية فما أسهل عندها بناء الحدائق أو الأحياء الكاملة على أراضٍ بآلاف الدونمات استولت عليها بالعدوان ومن دون أي مقابل يذكر؟؟!.

ـ فترة 1994 ـ 2000 م:​


في عام 1994 قررت وزارة الداخلية الاسرائيلية استناداً إلى قرار المحكمة العليا مطالبة الفلسطينيين المقيمين خارج مدينة القدس بأن القدس «مركز الحياة» بالنسبة إليهم، وبدأ الاسرائيليون تبعاً لذلك بإلغاء بطاقة الهوية الزرقاء للفلسطينيين من مواليد القدس إذا لم يستطيعوا البرهنة على أن المدينة «مركز حياتهم» كذلك إذا غابوا عن المدينة مدة سبع سنوات (في أواسط 1997 اضطر مسؤولون اسرائيليون، وبأمر قضائي إلى الكشف عن سحب 1500 بطاقة هوية منذ 1996).

ـ في شهر أيار 1995 قامت إسرائيل بمصادرة 540 دونماً من أراضي القدس الشرقية لبناء حي يهودي فيها.

ـ في 4 أيلول 1995 أعطى رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحاق رابين إشارة الانطلاق لمهرجان «القدس ـ 3000» وهي ذكرى إعلان الملك داوود مدينة القدس عاصمة لمملكته. وبدأت الاحتفالات في الحديقة الأثرية حيث توجد بقايا مدينة داوود القديمة. وقد رفض السفير الأميركي والدبلوماسيون الأوروبيون المشاركة في افتتاح هذه الاحتفالات.

ـ في 24 تشرين الأول 1995 أصدر الكونغرس الأميركي قراراً بالغالبية بنقل السفارة الأميركية إلى القدس في موعد أقصاه 31 أيار 1999 م.

ـ في أواخر عام 1996 وبعد قيام اسرائيل بحفر «النفق السياحي» تحت المسجد الأقصى، وتصريحات رئيس الوزراء نتنياهو التي تلت حل قضية إعادة الانتشار في الخليل، حول القدس، نوايا اسرائيل في طمس الحقوق العربية تحت ذرائع توراتية.

وفي تغيير المعالم والطابع العمراني العربي الاسلامي للمدينة، والعمل على إخفاء الشرعية على المستوطنات من خلال فرض واقع جديد بزيادة الوجود اليهودي وتوسيع حدود القدس للإخلال بالتركيبة السكانية الكثيفة.

ـ في 26 شباط 1997 كان يوم بدء «معركة القدس» حين أعطت حكومة نتنياهو الضوء الأخضر لبناء حي استيطاني يهودي في مدينة القدس وهو مشروع «هار حوما» المعروف عربياً بجبل أبو غنيم.

وجبل أبو غنيم يقع على بعد 2 كم إلى الشمال من مدينة بيت لحم عند أقصى الطرف الجنوبي لحدود بلدية القدس. وذلك ضمن أراضي يملكها فلسطينيون من بيت لحم وبيت ساحور وأم طوبي وصور باهر.

وتغطي الجبل غابة من أشجار الصنوبر كان شرع في زراعتها منذ عهد الحكم الأردني قبل عام 1967 وقد واصلت السلطات الاسرائيلية زراعتها وأعلنت المنطقة «منطقة خضراء» الأمر الذي حظّر على الفلسطينيين بناء أية منازل سكنية فيها.

وقد استطاعت بعض الشركات اليهودية الخاصة شراء بعض الأراضي هناك. وكان على اليهود انتظار عام 1967 عندما أعلن عن ضم جبل أبو غنيم إلى حدود القدس الموسعة التي شملت أكبر عدد من الأراضي وأقل عدد من السكان الفلسطينيين ليتقدموا بطلب من الحكومة الاسرائيلية لمصادرة الأراضي التي تقع على منحدرات جبل أبو غنيم والتلة الملاصقة له وتسمى جبل أبو الصخور.

وفي حزيران 1991 أصدر وزير المالية الاسرائيلي اسحاق موداعي أمراً بمصادرة 1850 دونماً من أراضي المنطقة لـ «الأغراض العامة».

وحدد قرار المصادرة بأنها بناء حي سكني يهودي في المنطقة.

وفي 26 شباط 1997 صادقت اللجنة الوزارية لشؤون القدس، بالاجماع على خطة بناء مستوطنة باسم «بسغات شموئيل» على جبل أبو غنيم وتشمل الخطة المؤلفة من ثلاث مراحل على بناء ما مجموعة 6500 وحدة سكنية على أرض مساحتها 1992 دونماً بحيث تستوعب 35 ألف يهودي.

وتتمثل أهمية هذه المستوطنات بما جاء على لسان نتنياهو: «بأنه يريد أن يوضح بصورة قاطعة أننا سنبني في جميع أجزاء القدس، بما فيها هار حوما، وأننا نرى في ذلك ضرورة حيوية... تحل أزمة السكن في العاصمة».

ـ في 24 / 7 / 1997. صدرت موافقة عن بلدية القدس على بناء مجمع سكني كبير داخل أسوار القدس العربية القديمة في حي باب العمود سلون بتمويل من المليونير الأميركي اليهودي ارفين مسكوفيتش الذي قام بتمويل مشروع شق النفق المشهور تحت أسوار المسجد الأقصى عام 1996 م.

وتقوم فكرة زرع هذه المستعمرة على اختراق التلة المقابلة للبلدة القديمة من القدس بامتداد لسان استيطاني يهودي في محيط سكاني فلسطيني يتجاوز 11 ألف نسمة، حيث صودر لهذا الغرض 14 دونماً أقيمت عليها مجمعات تجارية و132 وحدة سكنية للقادمين الجدد من اليهود.

وعلى الرغم من أنها المستعمرة الحادية عشرة في القدس ومحيطها إلا أن خطورتها تكمن في زرعها وسط التجمعات السكانية الفلسطينية، مما يؤدي إلى استفزاز واعتداء المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين.

ـ عام 1999 عرف بإعادة طرح مشروع تدويل القدس الوارد في قرار التقسيم الذي اتخذته الأمم المتحدة برقم 181 سنة 1947 م.

وقد جاء هذا المشروع من جديد من قبل الاتحاد الأوروبي الذي أكد في 11 آذار 1999 رفضه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل مما في ذلك القدس الغربية، مشدداً على أن المدينة المقدسة هي «كيان خاص».

وجرَّاء ذلك، قام مسؤول ملف القدس فيصل الحسيني في 21 نيسان 1999 في «بيت الشرق» بمدينة القدس مع عدد من القناصل الأجانب المعتمدين في الجزء الشرقي من المدينة المحتلة ضم وفداً من القضاء الأوروبيين حضروا للاستماع إلى وقائع جلسة المحكمة الاسرائيلية العليا بشأن سياسة سحب بطاقات هويات المقدسيين العرب في المدينة، وبعد يومين على هذا اللقاء عقد رئيس وزراء العدو الاسرائيلي نتنياهو اجتماعاً وزارياً طارئاً قرر إغلاق مكتب «بيت الشرق» في القدس.

ـ الترحيل السري للفلسطينيين في القدس الشرقية:​


وهو سياسة متبعة من الاسرائيليين ويتم ذلك بوسائل متعددة تشمل قوانين وتنظيمات وأحكاماً قضائية وتكتيكات إدارية.

وقد تسببت هذه السياسة بفقدان المئات. إن لم أقل الآلاف من الفلسطينيين المقيمين في القدس الشرقية حقهم في الإقامة في المدينة. ونتيجة لذلك طُلب من كثيرين من الفلسطينيين ترك منازلهم وعائلاتهم.

1 ـ تعني هذه السياسة الجديدة لوزارة الداخلية الاسرائيلية أن كل فلسطيني مقيم في القدس الشرقية ولا يستطيع أن يبرهن على أنه يسكن حالياً في القدس وأنه عاش فيها في الماضي على نحو متواصل، يفقد حقه في الإقامة في المدينة التي يولد فيها. وبالتالي فإن جميع الفلسطينيين الذي عاشوا خارج القدس فترة من الزمن (حتى ولو على بعد أمتار قليلة من القدس) فهو عرضة لفقدان حقوقهم بصفتهم من المقيمين في القدس.

2 ـ لم يجرِ مطلقاً تنبيه فلسطينين القدس الشرقية أنهم بتركهم المدينة إنما يعرضون للخطر بأي صورة من الصور، وضعهم كمقيمين في المدينة أو حقهم في الإقامة فيها.

3 ـ تقوم السياسة الجديدة على اعتبار فلسطينيي القدس الشرقية هم مهاجرون. يعيشون في بيوتهم بموجب إذن إقامة دائمة تمنحه اسرائيل لهم وبالتالي فإن مكانتهم وحقوقهم رهن بالاعتبارات السياسية والأريحية الاسرائيلية.

4 ـ إن هذه السياسة تميز بصورة صارخة بين السكان الفلسطينيين بالقدس وبين المهاجرين اليهود. ذلك أن في وسع اليهود ترك البلد والعيش في الخارج ما حلا لهم ذلك، مع الاحتفاظ بحقهم في العودة عندما يريدون بيد أن الفلسطينيين المقيمين في القدس يفقدون وضعية الإقامة الدائمة إن هم انتقلوا إلى أي مكان آخر حتى ولو داخل فلسطين.

5 ـ يشكل الترحيل السري استمراراً مباشراً للسياسة العامة لإسرائيل في القدس الشرقية منذ 1967 التي تهدف إلى إيجاد واقع ديمغرافي لا يمكن معه تحدي سيادة اسرائيل على القدس الشرقية.
 
توقيع : al_amera
جوانب من جرائم الصهيونية:

images


ـ أحداث ثورة البراق 1929:

قامت منظمة «بيثار» الصهيونية بمظاهرة كبيرة في القدس في ذكرى تدمير هيكل سليمان وكان ذلك في 14 آب، وعندما وصل المتظاهرون إلى حائط البراق (الحائط الغربي للمسجد الأقصى) وهو حائط المبكى عند اليهود. رفعوا العلم الصهيوني وأنشدوا النشيد القومي الصهيوني.

وفي اليوم التالي الذي صادف ذكرى المولد النبوي الشريف تظاهر العرب وردّوا على الاستفزاز الصهيوني بحرق بعض الأوراق التي تحتوي على نصوص صلوات يهودية وموضوعة في ثقوب حائط المبكى.

فوفعت اشتباكات بين اليهود والعرب. وتفاقم الوضع. واستدعت سلطات الانتداب البريطاني تعزيزات عسكرية من شرقي الأردن وتوسعت الصدامات بين العرب واليهود فشملت ضواحي القدس وامتدت إلى نابلس والخليل (حيث قتل أكثر من 60 يهودياً) وبيسان ويافا وحيفا وصفد (حيث قتل 45 يهودياً).

وبلغ مجموع قتلى اليهود 133 والجرحى 339، ومن العرب سقط 116 قتيلاً والجرحى 232 شخصا. ومع وصول القوات البريطانية في 25 و26 آب تحول الموقف تحولاً حاداً حيث وقف اليهود (عكس أفعالهم وتصريحاتهم السابقة) مع الجيش البريطاني، فكانت النتيجة أن بدأت الطائرات والمصفحات البريطانية تطارد وتقصف العرب، فألحقت الدمار في عدة قرى مثل: لفتاو دير ياسين وغيرهما، وقدم ألف شخص للمحاكمة 90% منهم عرب وصدر الاعدام بـ 26 شخصاً (25 عربياً ويهودي واحد).

ـ في 14 آيار 1948 أعلن دافيد بن غوريون قيام دولة اسرائيل على شطر من أرض فلسطين وشكل حكومة مؤمنة لها، وسارعت الولايات المتحدة الأميركية إلى الاعتراف بها وتلاها الاتحاد السوفياتي، ثم توالت بقية الاعترافات من الدول الأخرى المؤيدة للصهيونية.

ـ قامت بريطانيا بعد الاتفاق مع اليهود بسحب جيشها وإنهاء مهام قوة الشرطة الفلسطينية المجلسة في 15 أيار 1948 على أن تترك معداتها وأسلحتها ومخازنها للسلطات التي تخلفها (اليهودية).

وبعد تسلم السلطات الاسرائيلية زمام الأمور بدأت القيام بأعمال إرهابية عنيفة ضد الفلسطينيين، فارتفع عدد اللاجئين ارتفاعاً حاداً بعد مذبحة دير ياسين. فقد طرد الصهاينة قسراً وبالقوة عرب طبرية (19 نيسان) وعرب حيفا (22 نيسان) وعرب يافا (29 نيسان) وعرب صفد (10 أيار) وعرب الرملة والله (12 تموز)، وعرب بئر السبع (21 تشرين الأول) وعرب الجليل الغربي (تشرين الأول).

ومع انتهاء العام 1949 كان عدد اللاجئين الفلسطينيين قد تجاوز المليون لاجىء.

ـ في 28 شباط 1955:

اجتازت خط الهدنة فصائل من القوات الاسرائيلية متوغلة داخل قطاع غزة، فنسفت محطة المياه، وأطلقت النار على معسكر الجيش المصري القريب من المحطة، وأوقعت سيارات النجدة في كمين لها وأسفرت النتيجة عن 39 قتيلاً و33 جريحاً من الغزاويين المنضوين تحت لواء الجيش المصري.

ـ في 29/ت1/عام 1956:

قامت اسرائيل وبالتعاون مع فرنسا وبريطانيا بالاعتداء على مصر بعد قيام عبد الناصر بتأميم قناة السويس وبسبب دعم مصر لكلٍّ من المقاومين الفلسطينيين والمقاومة الجزائرية.

وكان أول ما فعلته القوات الاسرائيلية بعد احتلالها قطاع غزة أن نفذت عمليات انتقام ذهب ضحيتها عدد كبير من الفدائيين الفلسطينيين.

ـ في 5 حزيران 1967:

قامت القوات الاسرائيلية بالهجوم على القوات العربية المصرية والسورية والأردنية التي كان غائباً عنها التنسيق والوحدة فيما بين قياداتها السياسية والعسكرية.

وقد حققت اسرائيل أهدافها العسكرية والاستراتيجية من هذه الحرب، ولم تلتزم بوقف إطلاق النار حتى تم لها تحقيق تلك. وكان من أبرز ما حققته السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي العربية تزيد كثيراً على ما كانت حققته في حرب 1948. إذ كانت مساحة إسرائيل المعلنة في أيار 1948 في حدود 20700 كم2، فضمَّت إليها سيناء 61,198 كم2، وقطاع غزة 363 كم2، والضفة الغربية 5878 كم2، والجولان 1150 كم».

وأصبح بذلك مجموع الأراضي 89,359 كم2، أي بزيارة أربعة أضعاف على ما كانت اسرائيل تحتله عند إقامتها. أما الخسائر البشرية فكانت على الشكل التالي:

الأردن 6094 قتيل ومفقود

سوريا 445 قتيل و 1898 جريح

مصر 20000 قتيل

ـ في 21/ آب / 1969م:

أقدم شخص استرالي نصراني يدعى (دنييس مايكل) على إشعال النار في المسجد الأقصى، وأتت النيران الملتهبة على أثاث المسجد وجدرانه ومنبره العظيم الذي بناه الأيوبيون.

وقد أخلي سبيل الفاعل بعد محاكمة صورية أعلن فيها أنه نفذ ما حدث كمبعوث لله. وكانت حيثيات الحكم بعدم تحمله المسؤولية الجنائية لأنه مجنون!!!

وبلغ الجزء المحترق من المسجد (1500 م2) من أصل (4400 م2) مساحة المسجد الإجمالية، إضافة إلى منبر صلاح الدين أتى الحريق على مسجد عمر، محراب زكريا، مقام الأربعين، وثلاثة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة والسقف الذي سقط على أرض المسجد وأشياء أخرى كثيرة.

ـ في نيسان 1990:

اعتدت الشرطة الاسرائيلية على البطريرك الأرثوذكس ديودوروس الأول بينما كان يتقدم مسيرة شعبية وإلى جانبه مفتي القدس الشيخ سعد الدين العلمي احتجاجاً على إقدام 150 يهودياً متطرفاً على احتلال بيت الضيافة التابع للبطريركية الأرثوذكسية والمعروف بـ«فندق ماريوحنا».

وقد أدى احتلال الفندق إلى وقوع صدامات بين المقدسيين الفلسطينيين من جهة وبين جنود الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين اليهود من جهة أخرى.

فتقرر اغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لمدة 24 ساعة احتجاجاً على مصادرة المبنى.

ـ في 8 تشرين الأول 1990:

ارتكب الجنود الاسرائيليون مجزرة في المسجد الأقصى عندما أطلقوا النار على المصلين في محاولة لمنعهم من دخول المسجد. فسقط 22 قتيلاً ومئات الجرحى من الفلسطينيين.

وتوترت الأجواء داخل القدس، وامتد التوتر ليشمل التجمعات العربية كافة في فلسطين، وجرت مواجهات حادة بالسلاح الأبيض في قطاع غزة، ما دفع مجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد وإدانة مجزرة المسجد الأقصى، واتخاذه قراراً يقضي بإيفاد بعثة دولية إلى فلسطين، رفضت اسرائيل استقبالها، وبقيت آثار المجزرة شاخصة على جدران المسجد الاسرائيلي.

ـ في 16 كانون الأول 1992 قامت اسرائيل بإبعاد 400 فلسطيني اتهمتهم بالمساهمة بشكل رئيسي بأعمال الانتفاضة الفلسطينية معظمهم من حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى جنوب لبنان.

وقد رفضت الحكومة اللبنانية تسلم المبعدين الفلسطينيين أو السماح لهم بالدخول إلى الأراضي اللبنانية، وذلك في رد استنكاري على العمل الصهيوني وقد ظل هؤلاء المبعدين يعيشون في المخيمات بين حدود البلدين.

ـ رغم قرار الأمم المتحدة بهذا الخصوص رقم 779 حتى 12 شباط 1993 عندما قررت اسرائيل السماح بعودة 101 مبعد فلسطيني. وبعد مدة تم إعادة باقي المبعدين إلى السجون الاسرائيلية وذلك قبل نهاية عام 1953 م.

ـ مجزرة الخليل:

في الساعة الخامسة وعشر دقائق من فجر يوم الجمعة في 25 / شباط/ 1994 م. اقتحم طبيب يهودي أمريكي يدعى باروخ غولد شتاين قاعة المصلين المسلمين في الحرم الابراهيمي حيث كان نحو 800 مسلم يؤدون صلاة الفجر جماعة.

وبدأ بإطلاق النار عليهم من سلاحه الأتوماتيكي. وقد حاول حارس المسجد الاستنجاد بالجنود الاسرائيليين إلا أنه لم يجد أحداً.

وعندما كان غولد شتاين يحاول تغيير مخزن الذخيرة الخامس في سلاحه ألقى عليه أحد المصلين قارورة الإطفاء فسقط على الأرض، فينهال عليه من لم يصب بالرصاص من المصلين ويضربونه حتى الموت.

وفي النتيجة كانت الحصيلة لهذه المجزرة 53 قتيلاً مسلماً وأكثر من 90 جريحاً.

ـ في 21 /أيلول / 2000:

باشرت الحكومة الاسرائيلية خطوات تنفيذ طريق اتفاقية استيطانية حول مدينة القدس المحتلة من الناحية الشرقية، لربطها بمستوطنات محيطة وفصلها عن القرى العربية الواقعة بمحاذاتها، ما يؤدي إلى مصادرة نحو 1070 دونماً من أراضي الفلسطينيين وهدم عشرات المنازل.

وقد خصصت سلطات الاحتلال مبلغ 200 مليون دولار لبناء «شارع الطوق».

جاء ذلك في وقت شرعت فيه سلطات الاحتلال بإقامة حي جديد في مستوطنة أرييل في محافظة سلفيت. كما واصلت عمليات الجرف في أراضي بلدة جيوس في محافظة قلقيلية.
 
توقيع : al_amera
انتفاضة أطفال الحجارة

images


(1987 ـ 1994 م)

في إطار هذه الظروف العربية غير الموحدة، والدولية المتناصرة،

وحتى الداخلية الفلسطينية (خلافات متعددة بين الفصائل الفلسطينية) اندلعت انتفاضة أطفال الحجارة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وذلك في كانون الأول 1987 م ويمكننا أن نحدد هنا بعض أهم العوامل التي أدت إلى اندلاع الانتفاضة:

1 ـ الاحباط الشديد لدى فلسطيني الداخل عندما شاهدوا التخلي عن قضيتهم من قبل المجتمع العربي والمجتمع الدولي.

2 ـ ممارسات الاحتلال الاسرائيلي إزاء السكان الفلسطينيين وخاصة أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة (تمييز عنصري، حرمان، إهمال، مضايقات اعتقالات...).

3 ـ ازدياد عدد المستعمرات والمستوطنات الصهيونية في الضفة، ومصادرة الأراضي العربية.

4 ـ الوضع المزري لأهالي وسكان المخيمات الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة الذي تضاعف عدد سكانه في نفس المكان الذي كان يعيشون عليه من قبل.

جميع هذه العوامل والأسباب مجتمعة أدت إلى اندلاع ثورة الانتفاضة على يد «أطفال الحجارة» من غزة ومن مخيم جباليا بالتحديد في 9 كانون الأول 1987 حين دهست شاحنة اسرائيلية مجموعة من الشبان الفلسطينيين،

ومن ذلك الوقت انفجرت غزة بالمظاهرات وحالات الغضب العارم ضد جنود الاحتلال الاسرائيليين وسرعان ما عمَّ الغضب مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية، وقطاع غزة إضافة إلى القدس الشريف واكتملت الانتفاضة عندما أعلن فلسطينيون عام 48 المشاركة مع إخوانهم الفلسطينيين بانتفاضتهم، فأعلنوا الاضراب العام والشامل في 21 كانون الأول 1987،

ورفعت شعارات واحدة موحدة على كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونظمت المسيرات والمظاهرات في مختلف المناطق.

وقد كان تعامل سلطات الاحتلال الاسرائيلي مع هذه الانتفاضة بمنتهى القسوة والوحشية،

فلم يسلم من هجمتهم لا الصغار ولا الكبار. وقد شاهد العالم أجمع هذه الوحشية من قبل جنود الاحتلال.

عندما نقلت شبكة CNN الأميركية لقطات مصورة لجنود الاحتلال الاسرائيلي وهم يجتمعون حول طفلين فلسطينيين ويقومون بكسر أيديهم وأرجلهم بواسطة الحجارة الكبيرة وأعقاب البنادق.

بالمقابل لم يكن السلاح المستعمل من الشباب الفلسطيني سوى الحجر الذي أصبح مفعوله مفعول القنبلة بين صفوف العدو الجبناء.

وفي خضم الانتفاضة وقعت حادثة الاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى في مدينة القدس في 8 تشرين الأول 1990 والتي أدت إلى سقوط 22 قتيلاً ومئات الجرحى الفلسطينيين الذين كانوا يؤدون الصلاة. وبقيت آثار هذه المجزرة على حيطان المسجد شاهدة على وحشية وهجمية اليهود.

وقد أدان العالم أجمع هذه المجزرة، وقرر مجلس الأمن الدولي ارسال بعثة دولية إلى فلسطين، إلا أن اسرائيل رفضت هذا القرار جملة وتفصيلاً بكل وقاحة. وضربت به عرض الحائط، ولم يحرك المجتمع الدولي ساكناً، كما رفضت لاحقاً السماح لأي بعثة دولية بدخول الأراضي الفلسطينية.

وقد استمرت وتيرة الانتفاضة الفلسطينية على ما هي عليه من الشدة والبسالة.

وقد ظهر طرف آخر جديد في حركة الانتفاضة إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية ألا وهي حركة المقاومة الإسلامية «حماس» التي كان لها دور كبير أيضاً في تفعيل عمليات الانتفاضة وتدعيمها عبر القيام بعمليات فدائية واستشهادية ضد جنود الاحتلال الاسرائيلي.

وقد ساند هذه الانتفاضة من الخارج معظم الشعوب العربية التي أكدت تضامنها مع الشعب الفلسطيني ومع انتفاضتة الباسلة.

كما قامت العديد من الدول العربية بإرسال الدعم المالي اللازم لمواصلة الانتفاضة وخاصة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت ومختلف دول الخليج العربي.

وقد كانت هذه الانتفاضة هي السبب الرئيسي لمسارعة الولايات المتحدة الأميركية بدعوة جميع الأطراف المعنية بالنزاع العربي الاسرائيلي إلى مؤتمر مدريد للسلام في 30/تشرين أول / 1991 والذي انبعثت منه المفاوضات الثنائية مع العدو الاسرائيلي التي من خلالها توصل الفلسطينيون إلى توقيع اتفاق غزة ـ أريحا في 13 / أيلول / 1993.

ولم و لن تتوقف وتيرة هذه الانتفاضة نهائياً!

لا في الأول من تموز 1994 عندما دخل ياسر عرفات مع عدد كبير من جماعته إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد غياب طويل وتشكلت أول سلطة فلسطينية في الداخل برئاسة ياسر عرفات.
 
توقيع : al_amera

انتفاضة الأقصى:

images


في 29 / أيلول / 2000 م:

قام أرييل شارون زعيم حزب الليكود الصهيوني المتشدد بزيارة استفزازية إلى الحرم القدسي الشريف ترافقه حراسة مشددة من أفراد وعناصر الجيش الاسرائيلي بقصد تدنيس هذه الأرض المقدسة.

وكان شارون قبل عدة أيام قد أعلن أنه يستعد للقيام بزيارة إلى الحرم الشريف بقصد تدنيس هذه الأرض المقدسة عند المسلمين.

وقد رد الفلسطينيون بتظاهرات احتجاج، فأقدم الاسرائيليون على القيام بعملية اقتحام واسعة للحرم الشريف يوم الجمعة وارتكبوا مجزرة كبيرة بحق المصلين الفلسطينيين فارتكبوا مجزرة استشهد فيها سبعة فلسطينيين وأصيب أكثر من مائتين آخرين بجروح.

أعقبتها اعتداءات اسرائيلية ومواجهات في أنحاء الضفة وغزة يوم السبت أدت إلى استشهاد 15 فلسطينياً وجرح أكثر من خمسمائة آخرين غالبيتهم بالرصاص الاسرائيلي.

وقد تعمد القنَّاصة الاسرائيليون استهداف الأطفال الفلسطينيين، حيث استشهد ثلاثة أطفال في أنحاء من الضفة وغزة أحدهم في السابعة من عمره. وأفاد شهود عيان أن طائرتي هليوكوبتر اسرائيليتين كانتا تطلقان النار على عشرات الفلسطينيين في نابلس.

وقتل في هذه المواجهات اثنان من جنود الاحتلال وأصيب عدد منهم بجروح بينما تمكن الفلسطينيون من محاصرة الجنود الاسرائيليين في مقام النبي يوسف قرب نابلس لساعات عدة.

كما أفاد شهود عيان بأن الجيش الاسرائيلي قصف بالصواريخ موقعين لأجهزة الأمن الفلسطينية في غزة ما أدى إلى جرح سبعة من رجال الأمن الفلسطينيين. وقال الشهود أن جنوداً اسرائيليين يعتلون برج المراقبة في مدينة رفح عند الحدود المصرية قصفوا بصواريخ (لاو) موقعاً للاستخبارات العسكرية الفلسطينية في المنطقة ذاتها خلال المواجهات الدائرة هناك.

وأشارت المصادر إلى تبادل إطلاق النار بين الجنود الصهاينة وفلسطينيين بزي مدني. وقالت إن موقعاً آخر لقوات الأمن الفلسطينية على طريق رفح ـ غزة تعرض أيضاً لقصف صاروخي اسرائيلي ما أدّى إلى استشهاد أحد عشر شرطياً فلسطينياً بنيران قوات الاحتلال.


 
توقيع : al_amera
خصوصية المكان:

images


لقد ارتبط المكان بالفكر في تاريخ الشعوب، فقدّس الكثيرون الأمكنة بسبب علاقتها بمسألة فكرية دون أن يكون لجغرافيتها أدنى أثر، فوضعت الأديان أماكن للعبادة، ووقعت أحداث لأشخاص مقدسين... أو للأمة في أمكنة معينة، فأخذت هذه الأمكنة قدسيتها بسبب ولادة نبي واستشهاد قائد أو حصول معركة انتصرت فيها الأمة أو نزل فيها وحي إلهي... أو ما شابه ذلك.

فالمكان الخالي من المضمون الفكري هو مجرد بقعة تدرس من زاوية نفعها الاقتصادي والعمراني، ويكون شأنها شأن أية بقعة في مكان ما من الأرض.

بينما المكان الذي يمتلىء بالمضمون الفكري يصبح مقدساً بقدر قدسيته. ويبقى باقياً قدر بقائه.

وهنا فإنه كلما علت مرتبة الانسان في الالتزام الديني وعرج في معارج التقوى... لابد أن يشتد ارتباطه بالمكان المقدس ويتوقف ليصل إلى حد الوله والعشق له. ويدفعه إلى أن يقصد زيارته والتبرك منه حتى ولو كلفه ذلك الكثير من المشقة والعنت. فيبدو المكان في أعمال الناس مهوى للقلوب ومجمعاً للناس، وموقعاً من مواقع التكامل.

وقد تبنّى الإسلام هذا الأمر وشدد عليه، ووضع ضمانات كي لا يتحول هذا المكان إلى معبود... أو يكون سبباً في استحداث معبود غير الله تعالى، ويمكن أن نفهم حرمة وضع التماثيل والتصادير والتشديد على عدم وضعها في المساجد أو أمام المصلّي.

من هذا الباب، كذلك فإن معظم آداب الأمكنة والأذكار التي تقال فيها تركز على العلاقة بالله تعالى قبل أي شيء آخر. من هنا كان الارتباط القوي العلاقة بين جميع المسلمين في أنحاء العالم وبين بيت المقدس بشكل عام والمسجد الأقصى بشكل خاص الذي هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
 
توقيع : al_amera
عاصمة الأنبياء:

images


تعتبر هذه البقعة من الأرض من البقاع المقدسة، فهي مهد للعديد من الأنبياء والرسل عليهم السلام.

والبداية كانت مع خليل الله إبراهيم عليه السلام الذي انتقل من بلاد العراق إلى بلاد كنعان حيث عاش فيها برهة من الزمن ثم نزل إلى مصر التي لم يطل بقاؤه فيها وعاد إلى بلاد كنعان مع زوجته سارة وجاريتها هاجر، ثم أخذ هاجر وابنه منها اسماعيل حيث وضعهم عند المسجد الحرام، وعاد إلى زوجته سارة التي أنجبت له نبي الله إسحق.

وبقي سيدنا إبراهيم يتردد إلى مكة حيث قام مع ولده النبي اسماعيل عليهما السلام ببناء البيت العتيق كما حكى لنا القرآن الكريم ذلك. وفي بلاد كنعان أيضاً، قام سيدنا إبراهيم ببناء مكان ثانٍ ليعبد فيه الله تعالى. وكان هذا المكان يمثل المرحلة المبكرة جداً لقداسة هذه البقعة
.
 
توقيع : al_amera
بيت المقدس والقبلة الأولى:

images


إن المسجد الأقصى ... هو البقعة المقدسة ودرّة هذه المدينة المضيئة. تحصلت أهميته التاريخية من كونه مسجد الأنبياء وموطن تعبدهم لله تعالى. فأنبياء بني إسرائيل جميعاً منه، ومنه أيضاً تخرج معظم علمائهم. وأحبارهم وأوليائهم. وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك بالنسبة للسيدة مريم عليها السلام. عندما توهمتها أمها صبياً فنذرته لبيت المقدس. حيث كان يعني ذلك أن يستقر الصبي في هذا المعبد ويطلب العلم ويتعّبد وينصرف إلى خدمة الشريعة.

وطلب العلم فيه يبدو من قوله تعالى:

{ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَِ
} (سورة آل عمران ـ الآية: 44).


بسبب مشكلة تواجد أنثى بين العديد من الرجال، سيما مشكلة الحيض التي لا بد أن تقع فيها، وحصول المعجزة بتطهيرها من الحيض. ومن خصها بطعام من السماء تعجب له زكريا ودفعه ليطلب من الله تعالي ان يرزقه بالولد. بعدما استيقن من كرم الله وجوده فوق استيقانه.

وقد بدأ داوود بناء هذا المعبد، وجاء بعده سليمان عليهما السلام فأكمل بناءه وجعله مكاناً واسعاً ومهيباً بما تفنن فيه وبذل عليه.

وبهذا النحو بدأت عبادة الله تعالى في هذا المكان المبارك ليصبح المسجد الأقصى واحداً من أكثر الأماكن قداسة في العالم، لا سيما عند المسلمين الذين تأكد لهم هذا الأمر بعد النصوص الشرعية التي أتت على ذكر هذه القضية والتي سنذكرها لاحقاً.

ولإلقاء نظرة أعمق على هذا الموضوع لابد من ذكر الأمور التالية:


1 ـ المسجد الأقصى:

إنه الاسم الاسلامي للمعبد العتيق في أرض فلسطين، والذي كان مهداً لكثير من النبوات والرسالات.

والمسجد الأقصى هو ثاني مسجد بناه إبراهيم عليه السلام كما ورد ذلك عن
رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ففي الصحيحين من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال:قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ «قال المسجد الحرام»، قلت ثم أيّ؟ قال: «المسجد الأقصى»، قلت كم بينهما؟ قال: أربعون سنة». فهذا الحديث يدل على أن المسجد الأقصى قد بناه إبراهيم عليه السلام لأنه حدد بمدة هي من حياة إبراهيم عليه السلام، وقد قرن ذكره بذك المسجد الحرام الذي بناه إبراهيم عليه السلام أيضاً، وهذا ما أهمل الكتاب ذكره، وهما مما خص الله نبينا صلى الله عليه وسلّم بمعرفته.

والمسجد الأقصى يعرف أيضاً ببيت المقدس.

والأقصى: أي الأبعد. والمراد بعده عن مكة المكرمة بقرينة جعله نهاية الإسراء من المسجد الحرام.

وقد ثبتت له هذه التسمية بنص القرآن الكريم في أول سورة الإسراء:


«سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُِ».

وهذا الوصف جاء للتنبيه على معجزة الإسراء، وكونه خارقاً للعادة لكونه قطع مسافة طويلة جداً في ليلة واحدة أو بعض ليلة.

وبهذا الوصف الوارد في القرآن الكريم صار مجموع الوصف والموصوف.

عَلَماً بالغلبة على مسجد بيت المقدس. كما كان في المسجد الحرام عَلَماً بالغلبة على مسجد مكة.

والمسجد الأقصى القائم اليوم بني في عهد الأمويين، فقد بدأ بناءه الخليفة عبد الله بن مروان (73 ـ 86 هـ) وأتم بناءه الخليفة الوليد بن عبد الملك (86ـ96 هـ).

أما عندما حضر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لفتح بيت المقدس فقد استشار كعب الأحبار ـ الذي كان يهودياً وأسلم ـ وقال له: أين أضع المسجد؟ فقال كعب: اجعله وراء الصخرة. فقال حناهيت اليهودي يا كعب، بل نجعله في صدر المسجد أي الساحة الكبيرة المسورة بسور خارجي ولها عدة أبواب.

وقد أطلق المؤرخون والعلماء اسم «المسجد الأقصى» والوارد ذكره في آية الإسراء الكريمة على ما دار عليه هذا السور، وهو المقصود من الأحاديث الواردة في فضل زيارته، ومضاعفة أجر الصلاة فيه.


2 ـ رحلة الاسراء والمعراج:

يقول المولى عز وجل في أول سورة الإسراء:

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.

فالله سبحانه وتعالى، ولظروف خاصة كان يمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلّم أراد أن يأخذه في رحلة معجزة تعليمية «لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا» كما تؤكد كذلك على المباركة في المسجد الأقصى وفيما حوله، البَرَكة الإلهية هنا في هذه الآية لابد أن تتناول الأقدس من أفرادها... الذي هو الهداية لبني البشر. والذي تمثل في كون هذه البقعة وما حولها مواطىء أقدام الأنبياء وموطنهم ومجال دعوتهم، والذي يوحي بذلك التواصل الذي نظنه أحد أسباب المعراج.

ومعلوم أن حادثة الإسراء حينما وقعت، لم يكن المسجد الأقصى قائماً ببنائه المعروف حالياً.

كما أن مسجد الصخرة المعروف الآن لم يكن موجوداً كذلك. وإنما الذي كان موجوداً آنذاك هو مكان المسجد المحاط بسور كبير فيه أبواب عدة. داخلها ساحات واسعة وهذا هو المقصود من المسجد الأقصى في الآية الكريمة.

إذ أن الإسلام قد جاء والمسجد القديم قد اندرس بناؤه، ولكن ظل المكان مقدساً ومعروفاً.

وأحاديث الإسراء تدل على أنه أسري بالنبي صلى الله عليه وسلّم إلى بيت المقدس راكباً البراق بصحبة جبريل عليه السلام.

فنزل وصلى بالأنبياء إماماً وربط البراق بباب المسجد أي باب السور الخارجي. وحائط البراق.. هو الحائط الذي يسميه اليهود اليوم بحائط المبكى، إذ إنهم يعتبرونه أحد أسوار الهيكل القديم. وهو بالقرب من باب المسجد الذي يفتح على الساحة.

أما المعراج، فقد ثبت في آثار المسلمين التاريخية أن الله تعالى قد عرج بنبيه محمد صلى الله عليه وسلّم من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى في واحدة من أعجب الرحلات في تاريخ الوجود... وفي أعظم معجزة بعد القرآن الكريم... وفي واحدة من أبلغ الأحداث النبوية دلالة وخطراً.

وبداية لم يكن اختيار بيت المقدس عبثاً... بعد ثبوت امكانية العروج من الكعبة الشريفة التي هي أفضل من بيت المقدس... تعالى الله عن ذلك العبث. بل إن الظاهر من هذه المعجزة تقوية معنويات الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلّم بما يشاهده من أسباب قوة المولى عز وجل، وسلطانه، وإيصاله إلى الغاية في العلم من خلال إحاطته بعالم السماء والأرض، وتعريفه على الأنبياء الذين سبقوا... وتعريفهم عليه بعدما وعدوا به كثيراً لتأكيد ختامية الدين الإسلامي على باقي الرسالات. وفضل خاتم الأنبياء محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام، على جميع الأنبياء. وهذا الهدف الأخير يتناسب معه انطلاق النبي صلى الله عليه وسلّم من بيت المقدس لتأكيد هذا التواصل مع الشرائع السابقة ومع أنبيائها. من خلال احتواء الإسلام لتعاليمها.

وصياغتها صياغة إلهية متناسبة مع المرحلة البشرية الأخيرة... التي سوف يرث الله فيها الأرض ومن عليها.

وقد يكون لموقع بيت المقدس خاصية فضائية تكوينيه جعلته الموقع الأفضل لرحلة بشر إلى السماء بشخص نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم. وعلى كل... فإن حدث الإسراء والمعراج هو أول تماس بين الإسلام وبيت المقدس وهؤلاء الأعظم دلالة بين كل الوقائع. مع ذلك النص القرآني الواضح عن آية الإسراء الذي أكد على أهمية الأقصى ومباركته.

ليكون هذا النص المعصوم عزيزاً على التأويل والعبث... ومؤكداً لوطيد الصلة وعميق العلاقة مع هذا المكان الطاهر المبارك.


3 ـ القبلة الأولى للمسلمين:

لقد كان يوشع بن نون أول من صلى إلى صخرة بيت المقدس بعدما فتح المدينة. ولهذا فقد بقيت هذه الصخرة قبلة الأنبياء بعده إلى زمان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلّم. وقد صلى إليها عليه الصلاة والسلام قبل الهجرة.

وكان يجعل الكعبة بين يديه، فلما هاجر إلى المدينة المنورة أمر أصحابه بالصلاة إلى بيت المقدس، فصلى إليها ستة أو سبعة عشر شهراً. ثم حولت القبلة بعد ذلك إلى الكعبة الشريفة في شهر شعبان سنة اثنتين للهجرة في وقت صلاة العصر والله أعلم.

وتحويل القبلة لا يعني أن الكعبة كانت دون بيت المقدس في الفضل، ولا نقصاً من فضل بيت المقدس عند الإعراض عن الصلاة إليه. بل هو تأكيد فضل المكانين وأهميتها... وعلى الفضل الأصلي الدائم والتاريخي للكعبة الشريفة من لدن آدم عليه السلام، حيث هي مثابة للناس وأمنهم، يحجون إليها في كل عام بعد نداء إبراهيم عليه السلام. بما في ذلك جميع الأنبياء وشرائعهم المختلفة، إذ لم يكن الحج واجباً في شريعة من الشرائع السماوية دون الأخرى! بل هو جزء من شرائع الأنبياء جميعها، وإذا لم يرد للكعبة ذكر في الكتب السماوية المحرفة الموجودة الآن... فلأن نبوة سيدنا اسماعيل عليه السلام وما تعنيه وما يحيط بها كانت موضع إنكار تام في ديانة اليهود ومعهم النصارى. وليس ذلك سوى جزءاً من حملة التحريف الواسعة التي لحقت بالتوراة والانجيل، وشوهت كثيراً من الحقائق فيهما.

ويبدو لنا من خلال بعض الآيات المتعلقة بالحج أنها فريضة على جميع شعوب تلك الأزمنة، وأن الكعبة المشرفة بخصوصياتها هي أول بيت وأشرف بيت وضع للناس، وإنما لم يعش أنبياء بني إسرائيل في مكة وما جاورها، واقتصر تواجدهم على بيت المقدس، حتى كانت الكعبة ولفترة طويلة أشبه بالمكان المهجور الذي يقصد في المواسم والمناسبات فقط.

إذاً، لم يكن التوجه إلى بيت المقدس من أجل الاعتقاد بأفضليته... سيما على مستوى الحالة العربية في ذلك الزمان التي كانت ترى الكعبة أشرف الأماكن، بل إنه كان حالة "من الانعطاف على الماضي والعيش فيه، والتبجيل له من خلال دلالات المكان وذكرياته".

فإن بيت المقدس يعني ديانة عظيمة وعدداً هائلاً من الأنبياء الذي دعوا إلى التوحيد وعبادة الله، ويوحي للمسلمين بالكثرة في قلتهم... عندما يتجاوزون رقمهم الحاضر ليعيشوا مع الملايين التي عبدت الله من خلال هذا البيت المقدس، وتكفي الصلاة فيه إلى مدة محدودة لتأكيد هذا الأمر. ومن ثم يكون التحول إلى الأصل... إلى بيت إبراهيم عليه السلام أبو جميع الأنبياء. ليكون إيذاناً بانتهاء مرحلة الديانة اليهودية ومعها النصرانية وابتداء المرحلة الثانية والاخيرة مع الإسلام الخاتم.

ولما كان تقديس الكعبة في ديانة اليهود جزءاً من الوعد القادم بظهور محمد صلى الله عليه وسلّم فيها، فإن تقديس المسجد الأقصى جزء من التواصل مع الماضي الذي يكمله الحاضر، وهو الغاية في التكامل.


يقول ابن تيمية:

«فالمسجد الأقصى كان من عهد إبراهيم عليه السلام، لكن سليمان عليه السلام بناه بناءً عظيماً».

 
توقيع : al_amera
عودة
أعلى