لوجين بارودي

زيزوومي جديد
إنضم
4 يونيو 2011
المشاركات
28
مستوى التفاعل
1
النقاط
20
الإقامة
JASM!NE GATE
غير متصل
شيخ القراء يقول:
طفح الكيل
د. نور الدين صلاح
مركز الدراسات الإستراتيجية لدعم الثورة السورية
من في سوريا لا يعرف شيخ القراء الشيخ كريّم راجح ، خطيب دمشق ، وابن حي الميدان المجاهد ، وخريج مدرسة العلامة المجاهد الشيخ حسن حبنكة الميداني رحمه الله ، لقد عرفته مساجد دمشق كجامع المنصور ومسجد زين العابدين ومسجد العثمان (الكويتي) وأخيراً مسجد الحسن ، لقد عرفته دمشق إماماً وخطيباً ومدرساً واعظاً ، يجمع بين البلاغة والفصاحة ، والوضوح والبساطة ، والفهم والحكمة ، عرفته دمشق بكل مناسباتها ، بأفراحها وأتراحها ، فإذا تحدث أطرب الآذان ، وأمتع القلوب ، وحرك الأشجان ، عرفته معاهد دمشق الشرعية المختلفة مدرساً متمكناً في علوم العربية والشريعة ، مع بداهة باهرة ، ونكتة حاضرة ، وأدب جم ، وبراعة إلقاء ، وقوة تأثير ، وبإمكاننا أن نقول بكل ثقة أنه أحد النجوم اللامعة في سماء علماء دمشق ، يشار إليه بالبنان ويقصده الحفاظ وطلاب العلم من كل حدب وصوب ، هذه شهادة قريب مطلع خبير بالشام ورجالاتها ، ومساجدها وعلمائها
لم تكن هذه مرثية للشيخ فهو ما زال على قيد الحياة ولله الحمد ، أطال الله عمره ونفع الناس بعلمه ، نعم لم يزل الشيخ على قيد الحياة رغم أنف الذين يريدون أن يجعلوه في عداد أموات الإحساس والضمير كما ارتضى البعض لنفسه ، لا يزال حياً معطاء لم تحنه السنون التي ربت على الخمس والثمانين ، فقد ظل منتصب القائمة شامخ الرأس يحكي ضمير كل مصلٍّ حر أبيّ يقصد مسجده العامر في وسط حي الميدان
لقد قال الشيخ كلمته بصراحة ووضوح حول مأساة سوريا ، ولم يُدل بذلك في غرفة مغلقة ، أو همساً في أذن ثقة ، إنما قال ذلك مجلجلاً على منبر الجمعة أمام الحشود الغفيرة من المؤمنين في مسجده الذي يؤمه المصلون من أرجاء أحياء دمشق وأريافها ، لقد حضرت كل خطبه الأخيرة فوجدتها متوازنة عاقلة ، ووجدت الشيخ حريصاً على البلد وأمنه واستقراره ، واضعاً يده على الجراح ، مشيراً بأصبعه إلى مواطن الخطأ بكل صدق وأمانة وإنصاف وموضوعية ، متجرداً عن كل المصالح الشخصية الآنية ، ومتحملا الأمانة حاملاً المسؤولية بصدق وتجرد
لقد آثر النصيحة على الغش ، والمصارحة على المواربة ، والتصريح على التلميح ، فقال ما يجول في قلبه وقلب كل مواطن شريف ، بفكر ثاقب ورويّة ظاهرة ، واقترح كثيراً من الحلول الواعية الممكنة ، التي تحقن الدماء وتحقق المطالب ، ولست ههنا بحاجة إلى أن أفصل ما قال ، فكل خطبه موجودة على (اليوتيوب) في شبكة (الانترنت)
ولكن الذي أريد أن أقوله أنه بدلاً من أن تفتح له الآذان ، ويصغى لحكمته البالغة وخبرته الواسعة ، وما له من قبول وشعبية على مستوى لا أقول دمشق فحسب بل سوريا كلها ، فتلامذة الشيخ ومحبوه في كل مدن وقرى سوريا ، أقول بدلاً من أن يكافأ الشيخ على خطابه الناصح بل وتهدئته للناس بالاستماع إليه ومحاورته ، كوفئ على ذلك بأن جعلوا مسجده أشبه ما يكون بالمعتقل ، حتى لكأن الداخل إليه داخل إلى موقع عسكري أو أمني ، يُطالَب المصلي فيه بإبراز الهوية عند دخول المسجد ، ثم تطور الأمر إلى سحب هذه البطاقات عند الدخول وإعادة بعضها عند الخروج ، والبعض الآخر تعاد إليه هويته بعد مراجعة أحد الفروع الأمنية ولعله لا يرجع ، ثم تطور الأمر بحيث من كان دون الأربعين سنة لا يسمح له بالدخول ، ومن جاء من حي آخر لا يسمح له بالدخول أيضاً ، كما يفعل اليهود الصهاينة بالفلسطينين عند ذهابهم كل جمعة على بوابات المسجد الأقصى بالقدس الشريف
ومع ما يحصل من اعتقالات واستفزازات عند الدخول وعند الخروج من المسجد ، ورافق ذلك كله أن حرّك النظام بعض أذنابه من أمثال أحد مخاترة حي الميدان (رضوان الحمصي) بكتابة عريضة باسم أهل حي الميدان تطالب بعزل الشيخ مع علمهم أنه لن يستطيعوا جمع عشر توقيعات عليها ، لكن من كان عادته التزوير والخداع والمراوغة لا يصعب عليه أن يكتب أسماء ويوقع بالنيابة عنها ، فكثير من الأموات كانوا ينتخبون وتدرجهم أسماؤهم في القوائم ويدلون بأصواتهم بالموافقة وهم تحت أطباق الثرى ، فهذا النظام من سلالة وأتباع مكيافلي الذي يقول (إن الغاية تبرر الوسيلة) فكيف إذا كانت الغاية قذرة فالوسيلة تكون أقذر منها
كل ذلك قرأه الشيخ بأنه محاولة للضغط عليه لتغيير مواقفه المخلصة ولترويع الحاضرين بحيث يتقلص المصلون عنده ليقال له بعد ذلك أنت لا تمثل أحداً والناس قد انفضوا من حولك لأن خطابك ليس مقبولاً ، كما يتشدق أحدهم عندما يتحدث عن عدد المتظاهرين الذين يخرجون بأنهم لا يمثلون شيئاً بالنسبة لعموم الجماهير ، ونسي هذا الأحمق أو الخبيث أن هؤلاء الذين يخرجون قد وضعوا أرواحهم على أكفهم وجهزوا أكفانهم وكتبوا وصاياهم وودعوا أهليهم ، وأتمنى عليه أن يقنع النظام بألا يقمع المتظاهرين وعند ذلك سيتبين الخيط الأبيض من الأسود ، ويعلم المحايدون من الصحفيين والمراقبين حجم كل فريق على حقيقته
إن وزير الأوقاف الذي رأيناه يزمجر ويصيح في مناسبات عدة يكيل شتائمه واتهاماته لشيخ المجاهدين القرضاوي والذي اتهمه الوزير بأنه أراق دماء السوريين وهو الذي دعا إلى الخروج السلمي وشدد على السلمية ونبذ الطائفة ، وسكت وزيرنا عن النظام الذي يقتل ويعتقل ويسجن ويعذب وينكل ويحاصر المدن ويروع الآمنين في بيوتهم ، إن هذا الوزير ليعلم أنه أعجز وأحقر من أن يقيل شيخ القراء كما فعل بكثير من خطباء دمشق وليس آخرهم الشيخ اليعقوبي ، وهو يعلم أن شهرة الشيخ تتجاوز حدود القطر إلى أرجاء العالم الإسلامي
لقد اختار الشيخ أن يحافظ على مواقفه الجليلة الأصيلة ، وأن يقطع الطريق على كل الذين يريدون الضغط عليه ، فلا يذعن لضغط ولا يلين لتهديد ، وأن يضع النظام والوزير والأعوان في موقف حرج خاسر في كل المقاييس ، فأعلن استقالته من على منبر مسجد الحسن ، قد تختلف وجهات النظر والاجتهادات والتفسيرات ، لكن خطبة الشيخ الأخيرة بتاريخ 17/جمادى الآخرة الموافق 20/أيار قطعت قول كل خطيب ، وحسب الشيخ ما تلاه من قوله تعالى (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم) وصرح الشيخ بفشل الأمن بقمع ومنع المتظاهرين خارج المسجد فاندفع الأمن بعد ذلك إلى العدوان على المسجد نفسه ، لقد كان لهذا الكلام أثره العظيم في دعم الروايات المختلفة المتواترة في كثير من المناطق عن انتهاك النظام وأجهزته لحرمات المساجد ، فبعض المساجد أغلق بالكلية ، وبعضها منع فيها صلاة الجمعة ، وبعضها انتهكت حرمته ، وأهينت مصاحفه ، وأتلف أثاثه ، ولطخت جدرانه بالشعارات الموالية للنظام والمستفزة للدين والمتدينين ، وبعض المساجد منع من الأذان ، بل بعضها صار النظام يبث الأغاني من على مآذنه أوقات الصلوات ، عزل بعض الخطباء ، وبعضهم اقتيد إلى السجون وما زال مصيرهم مجهولاً ، دون أي حرمة أو حصانة أو حماية من وزارة الأوقاف التي يتبعون لها
أسأل الله أن يثبت الشيخ كريّم وأن يثيبه على موقفه ، فليس غريباً على بلد أنجبت النووي والعز بن عبد السلام وحسن حبنكة وغيرهم من فحول العلماء المجاهدين أن تنجب الشيخ وأمثاله ، إنها صرخة في وجه المتخاذلين ... المثبطين .... المتلونين ... الذين يركبون كل مركب ، ويدلون في كل دلاء ، سلاحهم التبرير ، وشعارهم المداهنة ، وسيماهم الانتهازية.
adab18.gif
adab18.gif
adab18.gif
تحذير من الشعب السوري
إلى دولة الإمارات العربية المتحدة؟؟!!
وزير خارجية النظام السوري المجرم وليد المعلم سيصل اليوم في زيارة إلى الإمارات العربية المتحدة، وقد سبقها زيارات لمسؤولين إماراتيين إلى سورية، وندرك أن حجم الاستثمارات الضخمة الإماراتية في سورية التي تسعى إلى انتشال النظام السوري من الوهدة التي سقط فيها، وندرك تخبط النظام المجرم في البحث عن أصدقاء بعد أن استعدى الجميع وأهم من استعداه هو الشعب السوري البطل ، حيث بدأ يلهث وراء المالكي وغيره من حلفائه الاكراد لعله يساعد في إقناع الأكراد السوريين بالتحالف معه والانشقاق عن حالة الثورة السورية، ولكن نقول للجميع إن هذه الثورة انطلقت ولا يستطع أي شخص في الارض وقفها، وكل من يتخلف عنها سيندم أشد الندم.
نسمع هذه الأيام أن شركة الثريا الإماراتية تعاقدت مع المخابرات السورية لمساعدتها في فك شفرة الاتصال لتمكينها من التنصت على اجهزة الثريا التي بحوزة الثوار ، وهذه إن صحت خيانة كبيرة للمهنية وخيانة للشعب السوري، على الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة أن يستذكروا الوقوف الدنيئ لهذا النظام المجرم إلى جانب صنوه النظام الإيراني المجرم الآخر في قضية الجزر وقد لاحت الفرصة الذهبية لدولة الإمارات للتخلص من هذا النظام المجرم، وعلى دولة الإمارات أن تقف إلى جانب أشقائها السوريين وتتخلى عنه وعن الاستثمارات في نظامه..
إن قائمة العقوبات القادمة ستشمل بحسب تقارير استخباراتية بريطانية رجال أعمال يقومون بدور الواجهة لرامي مخلوف وبشار الأسد وبالتالي على كل التجار الإماراتيين والمستثمرين الخليجيين أن يكونوا على حذر، إن مالكم يقتل إخوانكم في سورية، ألم تروا وتشاهدوا مشاهد الموت والقتل والذبح على شاشات الفضائيات، كونوا مع المظلوم ومع الضحية واعلموا أن رصيد المجرم الأسدي انتهى وإلى زوال.
adab18.gif
adab18.gif
adab18.gif
رسالة إلى الشيخ البوطي
د. نور الدين صلاح
مركز الدراسات الإستراتيجية لدعم الثورة السورية
تحية إلى الشيخ العلامة البوطي من بعض طلابه ومحبيه ، وما أكثرهم في كل مكان
تحية إلى الشيخ البوطي الذي عرفناه حصناً فكرياً في مواجهة الغزو الفكري بكل عناصره من إلحاد وفكر منحرف وغلو وتطرف
تحية ممتدة زماناً من يوم كان الشيخ تلميذاً في حلقات الشيخ حسن حبنكة الميداني بجامع منجك في الميدان إلى أن أصبح قيّماً للمسجد الأموي الكبير في دمشق العروبة والإسلام
تحية ممتدة مكاناً من كل المساجد التي عرفتك داعية مسدداً بدءاً من مسجد الوالد العلامة الشيخ ملا رحمه الله مروراً بمسجد السنجقدار وتنكز وأخيراً جامع الإيمان وكلية الشريعة حيث كان لك فيها التاريخ الحافل بالعطاء والعلم والثقافة
تحية لك من كل المعاهد الشرعية التي عرفتك مؤلفاً ومدرساً ومدافعاً وحارساً أمينا
تحية لك مؤلفاً بارعاً أثرى مكتبة الإسلام بكتبه في السيرة والفقه والفكر والأدب والثقافة الإسلامية
تحية إلى المتحدث الذي يسبي العقول في كل المنتديات التي يكون فيها ، ترنو إليه الأنظار وتهفو له القلوب ، وكأن البيان نثر بين يديه فينتقي منه أعذبه ويصوغ منه أبدعه ، لقد حضره الرؤساء والزعماء والعلماء والمفكرون وكل أقرّ ببراعته
بعد هذه التحيات العطرات من محبين غيورين يعرفون قدر الشيخ وقيمة موقفه ومكانة كلمته في الداخل والخارج لا بد من وقفات مع الشيخ الجليل وبخاصة فيما يدور الآن في سوريا الحبيبة على الجميع
بالطبع لن نرجع إلى الوراء ومواقف الشيخ من الرئيس الراحل حافظ الأسد وما قاله في وفاته ومن قبل في وفاة ابنه باسل فللشيخ رأيه والبعض اعتذر له بأن الشيخ يحضر ما لا نحضر ويرى ما لا نرى ويعلم ما لم نعلم ، ولن نتوقف عند كتابه الجهاد في الإسلام والذي اعتبر فيه إخوانه محاربين ينبغي أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ، وضنّ عليهم بوصف البغاة الذين يمكن أن يكون لهم تأويل أو شبهة تأويل وبنى حكمه كله على أن المنظومة كلها إسلامية وأن الرئيس خليفة مسلم مبايع بيعة شرعية ويحكم بمبادئ البعث بالإسلام ، والأمر ليس كذلك فالدول المعاصرة دول قطرية تحكم بالقوانين التي قد يكون بعضها مستمداً من الشريعة الإسلامية في مجال الأحوال الشخصية ولا يعني هذا القول بكفرها ولا كفر أحد من حكامها ، وليس هذا موضع المقال، ولكن برأيي أن التوفيق جانب أبا توفيق لأنه جاء بعد سنين والأسد لم يكن ينتظر فتواه فقد نكل وسجن وعذّب وقتل ونفى بل دمر بعض المدن ، فجاء الشيخ ليحمل إثم بعض هذه الدماء ، وهذا شأنه لا يشاركه فيه أحد ، ولقد كان غنياً عن ذلك ، وكان يكفيه أن يتناول الموضوع نظرياً وأما إنزاله على الواقع المحدد فله مقدمات كثيرة وحيثيات متعددة قد تختلف فيها وجهات النظر ، وللشيخ رأيه وسوف يسأل عنه
لن نقف مع النيات فالحكم عليها لرب البريات ، لكن الذي نجزم به ويجزم به كل من يعرف الشيخ عن قرب أنه لا يمكن أن يقول كلمة إلا عن قناعة فليس للإكراه طريق إليه ، فالشيخ لا يقول إلا ما يريد ولا يكتب إلا ما يرغب
ولندع كل هذا لنناقش الشيخ فيما تكلم به على الملأ في الفضائية السورية فسمعه العالم كله ، ولا يمكن لأحد أن يدعي أنه مفبرك عليه ، والشيخ ما طفق يصرح به في كل اللقاءات والمناسبات ، وكان آخر ذلك في لقاء الأئمة والخطباء الذي حضره الوزير ابن الوزير محمد عبد الستار السيد وتحدث فيه الشيخ عما يدور من أحداث
إن الصواب قد جانب الشيخ في مسألة ليست من قبيل الرأي بل من قبيل الخبر والنقل الذي لا يحتمل إلا صدقاً أو كذباً فالقاعدة تقول (إن كنت ناقلاً فالصحة أو مدعياً فالدليل) فلقد قال الشيخ عن المتظاهرين إنهم لا يركعون ولا يسجدون بل (ينتعلون) المسجد ، وهذا مغاير للواقع فلقد علم القاصي والداني أن كل المظاهرات يخرج أهلها فيتظاهرون خارج المساجد وهم من المصلين الراكعين الساجدين الذاكرين ، أما أولئك –رجال الأمن- الذين ينتظرونهم في خارج المسجد عقب صلاة الجمعة هم الذين لا يركعون ولا يسجدون ، وهم الذين انتعلوا المساجد ودنسوا حرمتها في (عمري) درعا وبانياس وجبلة وغيرها ، هم الذين هدموها في تلبيسة والرستن وفي قرى حوران ، وهم الذين خالفوا قول الله تعالى (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) فهتفوا داخل المساجد (الله سوريا بشار وبس) وهتفوا (بالروح بالدم نفديك يا بشار)
يا فضيلة الشيخ إن علماء حمص يركعون ويسجدون ولا ينتعلون المساجد وليسوا حثالة ، وعلماء الشام الذي صدروا بيانهم ورفضت المشاركة فيه وعلى رأسهم شيخ القراء الشيخ كريّم والبرهاني والرفاعيان أسامة وسارية والصاغرجي ليسوا من الحثالة ، وعلماء بانياس ليسوا حثالة
وقولك أكثر من مرة يا فضيلة الشيخ أنّ هناك أموالاً توزع على المتظاهرين ، فهذا نقل غير صحيح وادعاء ليس صادقاً ، ولا يغرنك الأموال المضبوطة على الشاشة السورية من الدولارات والليرات ، ولا أظنني من السذاجة أن أصدق أن رجلاً يخرج ليقتل سواء على يد (الأمن أو الجيش أو الشبيحة أو العصابات المسلحة) من أجل حفنة دولارات أو يعرّض نفسه للاعتقال والتعذيب والتنكيل واقتحام بيته ومصادرة الموبايل والكمبيوتر من أجل ألف ليرة أو خمسة آلاف
إن النظام بغض النظر عن كل النظريات والحيثيات والمجريات إلى الآن لم يعترف أنها ثورة شعبية تخرج في كل مكان ، مطالبها واضحة وشعاراتها معلنة ، بل ما زال الوصف بالتآمر والسلفية والإخوانية والحريرية (سعد الحريري) والبندرية (بندر بن سلطان) وزج سكان المخيمات الفلسطينية وهواة التصوير ونواب لبنانيين هو الرواية والأسطوانة المشروخة ، والعجيب أن من وراء هؤلاء جميعاً أمريكا وإسرائيل ، وهؤلاء يدعمون إقامة إمارات سلفية في درعا على القرب من فلسطين المحتلة وفي تلكلخ بالقرب من لبنان !!
وجاء وصفك مطابقاً لهذا الزعم (ليست ثورة شعبية) بل مؤامرة خارجية فقط ، وهؤلاء هم حثالة !!!
وهذه لغة جديدة منك لم نعهدها يا فضيلة الشيخ ، وأنا أربأ بك أن يجيبك هؤلاء الحثالة بنفس اللغة الراقية التي استخدمتها ولعلهم إن كانوا كذلك فهم أقدر على الجواب بما لا تحب ، وإن لم يكونوا كذلك قالوا (سلاما) عملا بقول الله ( وإذا خاطبهم .... ) ومن ذكرت لك من العلماء في الداخل والخارج كالقرضاوي والصابوني ومن وقعوا على بيانات العلماء الكثيرة في كثير من الدول العربية والإسلامية وأيدوا فيها التظاهر ليسوا حثالة ، نعم لك أن تخالفهم الرأي ولهم أن يخالفوك وكل سيتحمل موقفه في الدنيا قبل الآخرة ، لكن هؤلاء جميعاً ليسوا حثالة
ولقد قلت إن هؤلاء المخالفين دعاة فتنة وتراق الدماء بسببهم ، فأقول لك هل دعا هؤلاء إلى الاقتتال المسلح أم إلى التظاهر السلمي ، من الذي يقتل ؟؟ من الذي يريق الدماء ؟؟ من الذي يرمي المتظاهرين بالرصاص الحي ؟؟ من الذي يعتقل ويعذب ويقتل تحت التعذيب ويشوه الجثث ويسرقها ويساوم أهلها عليها ويجبرهم على كتابة التعهدات ؟؟؟ من الذي يجهز على الجرحى ؟؟ ويمنع وصولهم إلى المستشفيات ؟؟
لقد نصحت النظام في الاجتماع الأخير بالضرب بيد من حديد على المتظاهرين كما في فتواك السابقة ، والدولة ليست مقصرة في هذا فهي تضرب بيد من فولاذ وبارود ورصاص ويعذبون بالكهرباء ويسلخون الجلود ، وإذا كان أولئك العلماء دعاة فتنة ، وما يجري فتنة ومؤامرة ، فسأتوجه إليك ببعض الأسئلة:
أليس من عزل المنقبات من التعليم داعية فتنة ؟؟
ومنعهن من دخول الجامعات داعية فتنة ؟؟
وفصل أساتذة كلية الشريعة دونما سبب داعية فتنة ؟؟
واختزل حصص التربية الإسلامية وحولها إلى حصة فنون داعية فتنة ؟؟
وحول التربية الإسلامية إلى مادة أخلاق داعية فتنة؟؟
ومن سطا على المدارس الخاصة بقرارات جائرة مجحفة وخاصة تلك التي تديرها (القبيسيات) وأنت أدرى الناس أنهن لسن سلفيات ، ومنعهن من التلاوة في وسائط النقل ، وفرض الاختلاط بين الجنسين فيها ، وفرض معلمات لا علاقة لهن بالتربية الإسلامية لتدريسها أليس كل من فعل ذلك داعية فتنة ؟؟
أليس من أغلق الأماكن المخصصة للصلاة في الأسواق (المولات) داعية فتنة كما أمر الأمن السياسي في الصيف الماضي ؟؟
أليس من منع الصلاة في كثير من مؤسسات الدولة وخاصة الجيش داعية فتنة ؟؟
أليس من فصل المهندسين والمهندسات المعروفين جميعاً بالتدين والنزاهة من أمانة العاصمة داعية فتنة ؟؟
أليس من عزل المشايخ المحترمين الثقاة عند الناس لسبب كلمة أو رأي وأنا غني عن تعدادهم وليس آخرهم (اليعقوبي) داعية فتنة ؟؟
أليس تهميش المشايخ والعلماء والاستخفاف بهم وعدم الالتقاء بهم من قبل الرئيس بعد أن طالبوا بذلك مراراً –بالطبع قبل الأحداث الأخيرة- ومنهم أنت يا فضيلة الشيخ ، على حين أنه كان مشغولاً باستقبال عضو لجنة الصداقة ... والفنان التشكيلي .... والمناضل الثوري ..... الخ أليس هذا داعية فتنة ؟؟
أليس السماح بعرض مسلسل (وما ملكت أيمانكم) للمخرج أنزور والذي أقمت عليه حملة كبيرة في الصحف والأحاديث الدينية واختزلت مشكلة سوريا التي ستعرضنا للبلاء من رب السماء بسببه ، ورأيت فيه الرؤى الصادقة ، أليس من سمح له ولأمثاله داعية فتنة ؟؟
أليس من ضيّق على المشايخ الذين يديرون المؤسسات الخيرية كحفظ النعمة والعافية وغيرها في المناطق السورية والتي استفاد منها الفقراء على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم أليس هذا داعية فتنة ؟؟
أليس التضييق الذي جرى تحت اسم التنظيم للمعاهد الشرعية والثانويات الشرعية بحيث منعت الموارد والتبرعات وضيق على الطلاب الوافدين من الخارج في تصريح الإقامة وصار البعض منهم يشحذ الناس و يتكففهم على أبواب المساجد أليس هذا داعية فتنة ؟؟
أليس السماح ببناء الحسينيات والحوزات العلمية التي تتبع لدولة أجنبية في كل شيء بمناهجها وتمويلها في كل الأماكن السورية وتشييد المقامات على الأماكن المزعومة كالسيدة سكينة في داريا والسماح بحركة التشيع عند الطوائف الأخرى جميعاً أليس من سمح بذلك داعية فتنة ؟؟
أليس من أغلق قناة الدعوة التي يقوم عليها من تعرفهم كالشيخ سارية الرفاعي وغيره وهي لا تبث سوى بعض الأناشيد الدينية والدروس البسيطة والموالد بعد الموافقة عليها من قبل (الاختيار) أليس داعية فتنة ؟؟
أليس من أمر بتحويل الحدائق النسائية الخاصة بهن إلى حدائق عامة داعية فتنة ؟؟
أليس من سمح بالترخيص لنادي القمار قرب مطار دمشق الدولي للتاجر (حبوباتي) وشركاه بعد أن عارضه أهل العلم بشدة داعية فتنة ؟؟
أليس من زجّ باسم معهد الفتح الإسلامي في المقابلة التلفزيونية التي أجريت مع المتهم المزعوم بالتفجير الإرهابي قرب فرع فلسطين على المتحلق الجنوبي داعية فتنة ؟؟
كل ما ذكرت جرى معظمه في السنة الأخيرة 2010م أي بعد 2005م وهي السنة التي اجتمعت القيادة القطرية وأقرت الإصلاحات التي بشرنا بها الرئيس في خطاباته لا سيما الأخير في مجلس الشعب ، وبقيت منذ ذلك الوقت حبيسة الأدراج كما قيل ، لكن كثيراً من الناس أدركوا ما هي الإصلاحات التي يريدها الرئيس وأقرتها القيادة فيما ذكرت من نماذج الفتنة
وأخيراً بعدما بدأت الثورات العربية ونجحت في الدول الأخرى وتصريحات رئيسنا حولها ومنها أنّ الشعب السوري ليس مهيأ ومؤهلاً لكثير من الإصلاحات ومنها الديمقراطية ، وبعد أن هتف بعض التلاميذ في المرحلة الابتدائية اعتقلوا وقلعت أظافرهم في درعا وتهكم المسؤولون المحليون بأهلهم وأمهاتهم ، أليس ذلك فتنة ؟؟
يا فضيلة شيخنا العزيز : لقد ثار الشعب لأن أسباب الثورة موجودة ، فالظلم والاستبداد والفساد والرشوة وعدم تكافؤ الفرص والتضييق على الناس بأرزاقهم وحركة الهجرة والنزوح لطلب الرزق ، والفقر وزيادة نسبته المروعة ، ومحاربة الدين والمتدينين ، وتكميم أفواه المصلحين والمنتقدين ، والزج بالصحفيين والكتاب والمعارضين من كل التوجهات الفكرية بالسجون والأحكام التعسفية ، وانسداد كل أفق التعبير و الحريات العامة ، والصوت الواحد والحزب الواحد والرأي الواحد
يا فضيلة الشيخ كثير من المحللين يتفقون معك بوجود مؤامرة على سوريا ، ولكن التعامل الأمني القمعي هو من سينجح المؤامرة التي أبرز ملامحها التدخل الخارجي المرفوض من أبناء الشعب السوري ، ولن ندخل في جدلية بيزنطية من الذي أتى بالتدخل وكان سبباً له ؟؟
وإذا كان الباعث على المؤامرة إضعاف الممانعة والمقاومة لسوريا فتصريحات مخلوف الأخيرة وضعت إشارات استفهام كثيرة ، وجاءت بالاتجاه المعاكس الذي يضعف الثقة ويثير الفتنة ، ولماذا يكون الخطاب الرسمي دائماً مقايضة للمقاومة بالحرية والكرامة ، ألا يمكن الجمع بينهما ؟ ومَن من الشعب لا يريد المقاومة والممانعة ؟ الشعب يريد حرية وكرامة وما أكثر مفرداتها في بلادنا ، ولن تصلح قطع الحلوى الصغيرة ولعب الأطفال والرشوات الرخيصة والخطوات الخجولة المترددة
إنك يا فضيلة الشيخ تحذر الناس من المجهول ولك الحق في ذلك ، لأن دخول أيدي لا تريد للبلد ولا بأهله خيراً ستقود البلد إلى المجهول ، ألا يمكن يا فضيلة الشيخ بالحوار الصادق والانفتاح الحقيقي والشفافية وتعزيز الثقة أن يبعد عنا شبح المجهول ، وهل ترى أن السير في هذا الطريق الممارس حالياً يمنع عنا شبح المجهول ؟
إن ملامح المجهول الذي تحذرنا منه صحيحة وأبرزها فقد الثقة يوماً بعد يوم بمن يرفع لواء وشعار الإصلاح ، واستفزاز الناس لجرهم إلى مواجهات وطائفية ، لكن الأشد من ملامح المستقبل المجهول أن يفقد الناس الثقة بعلمائهم ومفكريهم ومثقفيهم في كل يوم يبتعدون فيه عن الشعب وعن مطالبهم وإبراز حقوقهم وتبني قضاياهم العادلة.
adab18.gif
adab18.gif
adab18.gif
 

عودة
أعلى