أبـو حفـص
زيزوومي VIP
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
لم تكن الطفلة أميرة أبو نصر، عندما اختارت بإرادتها الحرة أن تهب الحياة لشقيقها الصغير محمود بالتبرع له بجزء من نخاعها الشوكي، تعلم أن رحلتها هي مع الحياة ستنتهي بعد أيام بفعل صواريخ الاحتلال الغادرة.
فبعد عشرة أيام فقط من عودتها من مصر بعد إجراء عملية جراحية ناجحة تبرعت فيها بنخاعها الشوكي لشقيقها محمود ابن التسع سنوات لتهب له أمل الحياة من جديد، بعدما بقي لسنوات يعاني، كانت صواريخ الغدر الصهيوني تترقبها لتغتال طفولتها مع جدها الذي بلغ من العمر عتيا.
الصاروخ استهدف الجد وهو يصلي
أدت الأميرة صلاة ظهر الأربعاء (21-11) وخرجت ملبية نداء جدتها، لتنادي جدها الحاج إبراهيم (80 عاماً) من حقل الزيتون المجاور للمنزل في بلدة عبسان الكبيرة إلى الشرق من خان يونس، جنوب قطاع غزة، ليتناول طعام الغداء في المنزل.
وبمجرد أن وصلت إلى الحقل تبين لها أن جدها يصلي تحت أغصان أشجار الزيتون المعمرة التي رعاها على مدار عقود طويلة .. انتظرت قليلاً ولما أكمل الركعات أبلغته برسالة جدتها .. أبلغها أنه سيصلي السنة ويأتي بعد لحظات.
يكبر الحاج الثمانيني ليستكمل صلاته، وإذا بطائرات الاحتلال تقصف المكان بصواريخ حقدها، فتصيبه بشكل مباشر وتحول جسده لأشلاء فيما أصيبت الطفلة أميرة بإصابات مباشرة وهي التي لم تكن تبعد سوى أمتار عن جدها لتستشهد هي الأخرى.
العم المصاب يروي وقائع الجريمة
ويروي المحامي محمد أبو نصر، نجل الشهيد وعم الشهيدة أميرة، والذي أصيب في الحادث هذه اللحظات قائلاً إنه كان يساعد والده في قطف الزيتون في الحقل المحاط بالبنايات السكنية عندما استهدف المكان بالقصف الصاروخي.
صمت لحظات واغرورقت عيناه بالدموع "سمعت أميرة تنادي على والدي وعلي .. رد عليها سأصلي السنة .. لحظات بعد ذلك وحدث الانفجار ... كنت موجوداً على سيبة طويلة في المكان .. بمجرد أن التفت حتى شاهدت والدي أشلاء وكذلك أميرة مضرجة في دمائها ... بعدها لم أنتبه على نفسي إلا في المستشفى حيث كنت أصبت بالعديد من الشظايا".
وفي مكان الاستهداف لا تزال أثار الجريمة شاهدة، فأغصان الزيتون رمز السلام في العالم احترقت وتكسرت وتناثرت حبات الزيتون في الحقل الذي عادت طائرات الاحتلال لتقصفه بثلاثة صواريخ من طائرات اف 16 وكأنه موقع عكسري.
ويؤكد أبناء الشهيد والجيران، أنه لم يكن هناك أي مقاومين كما لم تطلق أية صواريخ من المنطقة، حيث إن أي زائر للمكان يكتشف أن المكان من المستحيل أن يستخدم لإطلاق صواريخ حيث إنه محاط بالعمارات السكنية بشكل مباشر.
وبدت على جدران تلك المنازل أثار الشظايا التي تناثرت عن انفجار الصاروخ، كعشرات المسامير التي دقت في الجدارن محدثة فتحات بحجم حبة العدس ، وكذلك على أغصان شجر الزيتون الكسيرة؛ ما يعكس استخدام أسلحة قاتلة وسط تجمعات سكنية مدنية بالكامل.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تفقد فيها العائلة أحد أبنائها في جرائم الاحتلال ، فقد استشهد عبد الناصر 34 عاماً، نجل الشهيد المسن، في الخامس من يناير 2008 إثر قصف صهيوني استهدف موقع الشرطة الذي كان يعمل فيه بخان يونس.
أميرة وابتلاءات متعددة للعائلة
وتبقى مرارة فقدان أميرة استثنائية في منزل عائلتها الذي فجع بفقدها، لا سيما أنها الوردة المتفتحة والفتاة التي سلمها الله من الأمراض التي يعاني منها أشقائها الأربعة الصغار.
ويبدي والد أميرة المعاق حركياً صبراً وجلداً كبيراً، دون أن يمنع ذلك تأثره الواضح بفقد أميرته الجميلة .. وكيف لا يحزن وهي النور والبهجة التي كانت تضيء منزل عائلتها المسكون بالأوجاع وأشكال متعددة من الابتلاءات.
فالعائلة ابتليت بمرض أطفالها بمرض "الثلاسيميا" (فقر الدم) حيث أصاب خمسة أبناء ذكور، لم تنجو منه إلا أميرة. وجراء تداعيات هذا المرض توفي شقيقها إبراهيم عام 2009، فيما تبرعت أميرة بجزء من نخاعها الشوكي لشقيقها محمود ابن التسع سنوات قبل فترة وجيزة، حيث قدمت لغزة من القاهرة قبل نحو عشرة أيام فيما لا يزال شقيقها هناك تحت الرعاية والمتابعة الصحية بعد أن وهبته الأميرة الحياة قبل أن تفقد هي حياتها على أيدي الغاصب المحتل.
ورغم آلام العائلة المتعددة بين حزنها على فقدان الجد المسن الحاج إبراهيم والصغيرة أميرة، وقلقها على العم المصاب محمد وتجرع ذكريات العم عبد الناصر تصبر محتسبة مؤكدة "لن نذل لصهيوني مجرم"، أما في مدرستها بعبسان فاختارت زميلاتها وضع باقة من الورد باسمها على مكان جلوسها لتبقى حاضرة في أذهانهن وقد عرفن طيبتها وحلاوة روحها رغم المآسي المتكررة التي ألمت بها.
فبعد عشرة أيام فقط من عودتها من مصر بعد إجراء عملية جراحية ناجحة تبرعت فيها بنخاعها الشوكي لشقيقها محمود ابن التسع سنوات لتهب له أمل الحياة من جديد، بعدما بقي لسنوات يعاني، كانت صواريخ الغدر الصهيوني تترقبها لتغتال طفولتها مع جدها الذي بلغ من العمر عتيا.
الصاروخ استهدف الجد وهو يصلي
أدت الأميرة صلاة ظهر الأربعاء (21-11) وخرجت ملبية نداء جدتها، لتنادي جدها الحاج إبراهيم (80 عاماً) من حقل الزيتون المجاور للمنزل في بلدة عبسان الكبيرة إلى الشرق من خان يونس، جنوب قطاع غزة، ليتناول طعام الغداء في المنزل.
وبمجرد أن وصلت إلى الحقل تبين لها أن جدها يصلي تحت أغصان أشجار الزيتون المعمرة التي رعاها على مدار عقود طويلة .. انتظرت قليلاً ولما أكمل الركعات أبلغته برسالة جدتها .. أبلغها أنه سيصلي السنة ويأتي بعد لحظات.
يكبر الحاج الثمانيني ليستكمل صلاته، وإذا بطائرات الاحتلال تقصف المكان بصواريخ حقدها، فتصيبه بشكل مباشر وتحول جسده لأشلاء فيما أصيبت الطفلة أميرة بإصابات مباشرة وهي التي لم تكن تبعد سوى أمتار عن جدها لتستشهد هي الأخرى.
العم المصاب يروي وقائع الجريمة
ويروي المحامي محمد أبو نصر، نجل الشهيد وعم الشهيدة أميرة، والذي أصيب في الحادث هذه اللحظات قائلاً إنه كان يساعد والده في قطف الزيتون في الحقل المحاط بالبنايات السكنية عندما استهدف المكان بالقصف الصاروخي.
صمت لحظات واغرورقت عيناه بالدموع "سمعت أميرة تنادي على والدي وعلي .. رد عليها سأصلي السنة .. لحظات بعد ذلك وحدث الانفجار ... كنت موجوداً على سيبة طويلة في المكان .. بمجرد أن التفت حتى شاهدت والدي أشلاء وكذلك أميرة مضرجة في دمائها ... بعدها لم أنتبه على نفسي إلا في المستشفى حيث كنت أصبت بالعديد من الشظايا".
وفي مكان الاستهداف لا تزال أثار الجريمة شاهدة، فأغصان الزيتون رمز السلام في العالم احترقت وتكسرت وتناثرت حبات الزيتون في الحقل الذي عادت طائرات الاحتلال لتقصفه بثلاثة صواريخ من طائرات اف 16 وكأنه موقع عكسري.
ويؤكد أبناء الشهيد والجيران، أنه لم يكن هناك أي مقاومين كما لم تطلق أية صواريخ من المنطقة، حيث إن أي زائر للمكان يكتشف أن المكان من المستحيل أن يستخدم لإطلاق صواريخ حيث إنه محاط بالعمارات السكنية بشكل مباشر.
وبدت على جدران تلك المنازل أثار الشظايا التي تناثرت عن انفجار الصاروخ، كعشرات المسامير التي دقت في الجدارن محدثة فتحات بحجم حبة العدس ، وكذلك على أغصان شجر الزيتون الكسيرة؛ ما يعكس استخدام أسلحة قاتلة وسط تجمعات سكنية مدنية بالكامل.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تفقد فيها العائلة أحد أبنائها في جرائم الاحتلال ، فقد استشهد عبد الناصر 34 عاماً، نجل الشهيد المسن، في الخامس من يناير 2008 إثر قصف صهيوني استهدف موقع الشرطة الذي كان يعمل فيه بخان يونس.
أميرة وابتلاءات متعددة للعائلة
وتبقى مرارة فقدان أميرة استثنائية في منزل عائلتها الذي فجع بفقدها، لا سيما أنها الوردة المتفتحة والفتاة التي سلمها الله من الأمراض التي يعاني منها أشقائها الأربعة الصغار.
ويبدي والد أميرة المعاق حركياً صبراً وجلداً كبيراً، دون أن يمنع ذلك تأثره الواضح بفقد أميرته الجميلة .. وكيف لا يحزن وهي النور والبهجة التي كانت تضيء منزل عائلتها المسكون بالأوجاع وأشكال متعددة من الابتلاءات.
فالعائلة ابتليت بمرض أطفالها بمرض "الثلاسيميا" (فقر الدم) حيث أصاب خمسة أبناء ذكور، لم تنجو منه إلا أميرة. وجراء تداعيات هذا المرض توفي شقيقها إبراهيم عام 2009، فيما تبرعت أميرة بجزء من نخاعها الشوكي لشقيقها محمود ابن التسع سنوات قبل فترة وجيزة، حيث قدمت لغزة من القاهرة قبل نحو عشرة أيام فيما لا يزال شقيقها هناك تحت الرعاية والمتابعة الصحية بعد أن وهبته الأميرة الحياة قبل أن تفقد هي حياتها على أيدي الغاصب المحتل.
ورغم آلام العائلة المتعددة بين حزنها على فقدان الجد المسن الحاج إبراهيم والصغيرة أميرة، وقلقها على العم المصاب محمد وتجرع ذكريات العم عبد الناصر تصبر محتسبة مؤكدة "لن نذل لصهيوني مجرم"، أما في مدرستها بعبسان فاختارت زميلاتها وضع باقة من الورد باسمها على مكان جلوسها لتبقى حاضرة في أذهانهن وقد عرفن طيبتها وحلاوة روحها رغم المآسي المتكررة التي ألمت بها.
