الوفي
زيزوومى مبدع
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم المرسلين
حينما تلملم الشمس بقايا أشعتها و تستعد لـلرحيل
عن يوم لن يعود، نجلس في حديقة المنزل نرتشف أكواب
الشاي و نتبادل أطراف الحديث . أحاديثنا دائماً متنوعة ،
تهدأ أصواتنا لحظات ، ثم نعود للمجادلة و النقاش.
في ذلك اليوم كان حديثنا يميل إلى الهدوء أكثر .
لعل السبب كان هدوء المكـان من حولنـا
كان كل شيء هادئـاً . لعلنا تشبهنا بـالطبيعة نحن
أيضاً . كانت السماء تتمتع بصفائها و الأرض
بر بيعها . لم يقطع ذلك الهدوء سوى زقزقة العصافير
التي كان الفرح بـالطبيعة بـادياً عليها .
صببتُكأساً آخر من الشاي ، ليس رغبة فيه ،
و لكن ليطول ذلك الوقت الجميل . و كأن الشمس
ستمنحني وقتاً لأُتم شرب كأسي . وقال اخي
لا تكثر من الشاي ، هل نسيت وصية الطبيب ؟ "
قلت له بسخرية : " و هل سيقتلني كوب
الشاي ؟! دعنا نتمتع بهذه اللحظات فربما لا تعود ثانية
فكل شيء جميل يذهب سريعاً، حتى الأصدقاء
الطيبون سرعان ما يرحلون .
علا صوت العصافير فجأة ، نظرتُ إلى
الأغصان المتشابكة . كانت هناك مجموعة
من العصافير المغردة كان من بينها عصفـوران
يتقافزان بفرح ظاهر و يغردان بأحلى الألحان ،
طارا إلى الأعلى ، و حطا على الأسلاك
الكهربائية الممتدة في الخارج و كأنما يريدان
أن ينظرا إلى الأرض من علو أكثر و يتمتعان
باللعب بعيداً عن بقية العصافير ، يتقافزان
و يلعبان بفرح لا منتهى له ، كأنهما عريسان
في ضحى الحيـاة . شعرت بالفرح مثلهما و كأني
واحدة منهما زاد وجودهما
الطبيعة تناسقاً من حولنا .
ارتشفت ما بقي من كأسي . قلت لاخي : "
ما دمتِ تعد الشاي بهذه البراعة فأنتِ السبب
لو حصل لي شيء " . ضحك و هو يقول
و هل سيقتلك كوب الشاي؟"
ارتفع صوت العصافير من جديد . رفعت بصري ،
فإذا جميع العصافير مجتمعة حول الأسلاك الكهربائية ،
لم تكن تلك الأصوات تغريداً ، بل كانت صيحات
استغاثة و ألم . لقد اختنق أحد العصفورين بسلك
بلاستيكي كان متدلياً من عمود الكهرباء
حاول الفكاك . لكن لم يستطع . تجمعت
العصافير حوله ، تعالت الاستغاثات ، جاءت عصافير أخرى .
امتلأت الأسلاك بـ العصافير ، و امتلأ المكان
بـالأصوات المفجوعة و الحركات السريعة .
تسارعت دقات قلبي خوفاً . لم يكن باستطاعتنا
أن نعمل شيء ، كان العصفور محاطاً بالأسلاك
الكهربائية . حاولت كل العصافير أن تنقذه .
التزمت الصمت أنا و اخي و نحن
نشاهد ذلكالمنظر . مشاعر كثيرة
تلاحقت داخلي ،كان في داخلي أمل يقول
أن كل شيء سيعودكما كان ، رغم أن
اللحظة كانت عصيبة إلا أني كنت متأكد من نجاة
العصفور ، و كنت أحاول أن أهدئ من أعصابي .
كان العصفور الأسير يرفرف بجناحيه
و كأنما يحاول التمسك بأهداب الحياة
لحظات متسارعة ، مشاعر مختلطة ، بدأت
حركته تهدأ ، و بدأ العدد يتناقص ،
غادر معظمهم ، و لحقهم الباقون . تسارعت
خطوات الشمس نحو الأفـق و كأنها
لا تريد مشاهدة المنظر . لم تكن تعلم أن مع
غروبها ستختفي كل المناظر . خلاالمكان .
لم يبق سوى عصفور. بدأت حركة الرفيق تخبو
، لم يتوقف الثاني عن النحيب حتى آخر لحظة ،
شعرت و كأني أفهم تلك اللغة . فجأة هدأت الحركات .
سقطت من عين اخي دمعة . أما أنا فغرقت في
الدموع . رحل العصفور الأول . أطلق الثاني
صيحات حزينة تعلن الوداع . رحل وحيداً .
غربت الشمس و غربت معها اللحظات ، انتهى
ذلك اليوم ، بكل ما فيه ، ولن يعود0
[FONT=Arial (Arabic)]ومضة[/FONT][FONT=Arial (Arabic)]
والصلاة والسلام على خاتم المرسلين
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
حينما تلملم الشمس بقايا أشعتها و تستعد لـلرحيل
عن يوم لن يعود، نجلس في حديقة المنزل نرتشف أكواب
الشاي و نتبادل أطراف الحديث . أحاديثنا دائماً متنوعة ،
تهدأ أصواتنا لحظات ، ثم نعود للمجادلة و النقاش.
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
في ذلك اليوم كان حديثنا يميل إلى الهدوء أكثر .
لعل السبب كان هدوء المكـان من حولنـا
كان كل شيء هادئـاً . لعلنا تشبهنا بـالطبيعة نحن
أيضاً . كانت السماء تتمتع بصفائها و الأرض
بر بيعها . لم يقطع ذلك الهدوء سوى زقزقة العصافير
التي كان الفرح بـالطبيعة بـادياً عليها .
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
صببتُكأساً آخر من الشاي ، ليس رغبة فيه ،
و لكن ليطول ذلك الوقت الجميل . و كأن الشمس
ستمنحني وقتاً لأُتم شرب كأسي . وقال اخي
لا تكثر من الشاي ، هل نسيت وصية الطبيب ؟ "
قلت له بسخرية : " و هل سيقتلني كوب
الشاي ؟! دعنا نتمتع بهذه اللحظات فربما لا تعود ثانية
فكل شيء جميل يذهب سريعاً، حتى الأصدقاء
الطيبون سرعان ما يرحلون .
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
علا صوت العصافير فجأة ، نظرتُ إلى
الأغصان المتشابكة . كانت هناك مجموعة
من العصافير المغردة كان من بينها عصفـوران
يتقافزان بفرح ظاهر و يغردان بأحلى الألحان ،
طارا إلى الأعلى ، و حطا على الأسلاك
الكهربائية الممتدة في الخارج و كأنما يريدان
أن ينظرا إلى الأرض من علو أكثر و يتمتعان
باللعب بعيداً عن بقية العصافير ، يتقافزان
و يلعبان بفرح لا منتهى له ، كأنهما عريسان
في ضحى الحيـاة . شعرت بالفرح مثلهما و كأني
واحدة منهما زاد وجودهما
الطبيعة تناسقاً من حولنا .
ارتشفت ما بقي من كأسي . قلت لاخي : "
ما دمتِ تعد الشاي بهذه البراعة فأنتِ السبب
لو حصل لي شيء " . ضحك و هو يقول
و هل سيقتلك كوب الشاي؟"
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
ارتفع صوت العصافير من جديد . رفعت بصري ،
فإذا جميع العصافير مجتمعة حول الأسلاك الكهربائية ،
لم تكن تلك الأصوات تغريداً ، بل كانت صيحات
استغاثة و ألم . لقد اختنق أحد العصفورين بسلك
بلاستيكي كان متدلياً من عمود الكهرباء
حاول الفكاك . لكن لم يستطع . تجمعت
العصافير حوله ، تعالت الاستغاثات ، جاءت عصافير أخرى .
امتلأت الأسلاك بـ العصافير ، و امتلأ المكان
بـالأصوات المفجوعة و الحركات السريعة .
تسارعت دقات قلبي خوفاً . لم يكن باستطاعتنا
أن نعمل شيء ، كان العصفور محاطاً بالأسلاك
الكهربائية . حاولت كل العصافير أن تنقذه .
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
التزمت الصمت أنا و اخي و نحن
نشاهد ذلكالمنظر . مشاعر كثيرة
تلاحقت داخلي ،كان في داخلي أمل يقول
أن كل شيء سيعودكما كان ، رغم أن
اللحظة كانت عصيبة إلا أني كنت متأكد من نجاة
العصفور ، و كنت أحاول أن أهدئ من أعصابي .
كان العصفور الأسير يرفرف بجناحيه
و كأنما يحاول التمسك بأهداب الحياة
لحظات متسارعة ، مشاعر مختلطة ، بدأت
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
حركته تهدأ ، و بدأ العدد يتناقص ،
غادر معظمهم ، و لحقهم الباقون . تسارعت
خطوات الشمس نحو الأفـق و كأنها
لا تريد مشاهدة المنظر . لم تكن تعلم أن مع
غروبها ستختفي كل المناظر . خلاالمكان .
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
لم يبق سوى عصفور. بدأت حركة الرفيق تخبو
، لم يتوقف الثاني عن النحيب حتى آخر لحظة ،
شعرت و كأني أفهم تلك اللغة . فجأة هدأت الحركات .
سقطت من عين اخي دمعة . أما أنا فغرقت في
الدموع . رحل العصفور الأول . أطلق الثاني
صيحات حزينة تعلن الوداع . رحل وحيداً .
غربت الشمس و غربت معها اللحظات ، انتهى
ذلك اليوم ، بكل ما فيه ، ولن يعود0
[FONT=Arial (Arabic)]ومضة[/FONT][FONT=Arial (Arabic)]
[FONT=Arial (Arabic)]إنا لنفــرح بالأيام نقطعهــــــــــــا == وكل يوم مضي يدني من الأجلِ[/FONT]
[FONT=Arial (Arabic)]فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا == فإنما الربح والخسران في العملِ[/FONT]
[/FONT]
