أحمد باك2
زيزوومى متألق
غير متصل
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الدكتور شهاب الدين أبو زهو في مقدمة كتابه (التعوذات النبوية):
فإن التَّعَوُّذَاتِ النبويَّة المباركة موضوعٌ جليل، أردت أن أتناوله بالشرح والتفصيل، وهو موضوع - بِحَقٍّ - غَابَ عن كثير من المسلمين، مع أنهم في أشد الحاجة إليه!
والعجيب أن الإنسان حينما يكون في حاجة شديدة إلى شيئ ما؛ فإنه يحرص على تحقيقه والحصول عليه، أما أن يكون في حاجة شديدة إلى هذا الشيئ ثم يزهد فيه أو ينساه؛ إن هذا لهو العَجَبُ العاجِب.
فمَنْ مِنَّا لا يَطْلُبُ الحماية - الظاهرة والباطنة - لنفسه، أو لأهله، أو لولده؟
ومَنْ مِنَّا لا يريد أن يُؤَمِّنَ مستقبله، أو مستقبل أولاده، أو مستقبل زوجته؟
ومَنْ مِنَّا لم يَمُر بضائقة، أو تنزل به مصيبة؟ مَنْ مِنَّا لم يُعانِ من الغنى أو الفقر؟
ومَنْ مِنَّا لا يعاني من الصحة أو المرض؟
ومَنْ مِنَّا لا يعاني من الشباب أوالكهولة أو الشيخوخة؟
ومَنْ مِنَّا لا يعاني في داخلة نفسه،أو في قلبه، أو في سمعه، أو في بصره، في فرجه؟
ومَنْ مِنَّا لا يعاني على مستوى الفرد أو الأسرة أو الجماعة، في السفر أو الحضر، في السراء أو الضراء، أَحوالٌ مختلفة تمر بنا جميعًا [كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ] [الرحمن:25]، يُعِزُّ ويُذِلُّ، ويَرفع ويخفض، ويعطي ويمنع.
فكلُّ واحد مِنَّا تَصْبُو نفسه إلى أن يعيش هانئًا، مطمئن القلب، مرتاح الضمير، هادئ البال، صالح الحال، والتعوذات النبوية
- بإذن الله تعالى - تكفيك ذلك كله.
إن من فضل الله علينا ورحمته بنا أن جَعَلَنَا من أتباع سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه ما مِنْ باب خيرٍ إلا وَدَلَّنا عليه، وما من باب شر إلا وحذَّرنا منه، واستمع لقول الله تعالى - وهذه الآية تَدُورُ التعوذات النبوية في فَلَكِها -: [لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ] [التوبة:128].
ومِنْ حِرْصِ النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - علينا أنْ عَلَّمَنا تعوذاتٍ نتعوَّذ بها؛ وتعوذات النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمان ووقاية، وتحصين وكفاية من الشهوات المحرَّمة، ومن الشبهات المضِلَّة، ومن الفتن التي تُزيغ القلوب، ومن الإغراءات، ومن الإغواءات، ومن الوساوس والمصائب والبلايا، ومن كل شيئ يضل الإنسان.
وقد قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فـي الحديث كما فـي «صحيح مسلم»: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِـي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ ....». (صحيح)، أخرجه مسلم برقم [1844] واللفظ له، والنسائي برقم [4191]، وابن ماجة برقم [3956]، وأحمد برقم [6503].
إنَّ التعوذات النبوية بمثابة التحذير؛ لأن الدُّعاء يشتمل على أمرين: طَلَبُ نفعٍ، أو دَفْعُ ضُرٍ.
فحينما تقول: اللهم اغفر لي، اللَّهُم اقْضِ دَيْنِي، اللَّهُم وسِّع رِزقِي، اللَّهُم بارك لي في مالي وزوجي وولدي، فهذا طلب نفع.
وأما حينما تقول: اللَّهُم إِنِّي أعوذُ بك من فتنة المال، ومن فتنة الغنى، ومن فتنة الفقر، اللَّهُم إِنِّي أعوذُ بك من كل فتنة مُضِلَّة، اللَّهُم إِنِّي أعوذ بك من شر سَمعي، ومن شر بَصَرِي... إلى آخر ما سنتعرف عليه، فهذا دفعُ ضُرٍّ.
وسنعيش مع هذا الجانب - دَفعِ الضُرِّ -؛ لأن في زماننا فتنًا كثيرة، كما قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْـمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا». (صحيح)، أخرجه مسلم [118]، والترمذي [2195]، وسيأتي تخريجه مفصَّلًا ص (175)، هامش (1).
فالتعوذات النبوية حُصوننا، ولا ينبغي أن نَغْفُل عنها.
للحصول على الكتاب ـ الذي أحسبه من أفضل الكتب التي تحدثت عن التعوذات النبوية ـ فهو من طبع الدار العالمية بالإسكندرية، 31 ش الصالحي- محطة مصر - الإسكندرية محمول:تم تحرير رقم الهاتف والايميل
المشرف abrahim2014
قال الشيخ الدكتور شهاب الدين أبو زهو في مقدمة كتابه (التعوذات النبوية):
فإن التَّعَوُّذَاتِ النبويَّة المباركة موضوعٌ جليل، أردت أن أتناوله بالشرح والتفصيل، وهو موضوع - بِحَقٍّ - غَابَ عن كثير من المسلمين، مع أنهم في أشد الحاجة إليه!
والعجيب أن الإنسان حينما يكون في حاجة شديدة إلى شيئ ما؛ فإنه يحرص على تحقيقه والحصول عليه، أما أن يكون في حاجة شديدة إلى هذا الشيئ ثم يزهد فيه أو ينساه؛ إن هذا لهو العَجَبُ العاجِب.
فمَنْ مِنَّا لا يَطْلُبُ الحماية - الظاهرة والباطنة - لنفسه، أو لأهله، أو لولده؟
ومَنْ مِنَّا لا يريد أن يُؤَمِّنَ مستقبله، أو مستقبل أولاده، أو مستقبل زوجته؟
ومَنْ مِنَّا لم يَمُر بضائقة، أو تنزل به مصيبة؟ مَنْ مِنَّا لم يُعانِ من الغنى أو الفقر؟
ومَنْ مِنَّا لا يعاني من الصحة أو المرض؟
ومَنْ مِنَّا لا يعاني من الشباب أوالكهولة أو الشيخوخة؟
ومَنْ مِنَّا لا يعاني في داخلة نفسه،أو في قلبه، أو في سمعه، أو في بصره، في فرجه؟
ومَنْ مِنَّا لا يعاني على مستوى الفرد أو الأسرة أو الجماعة، في السفر أو الحضر، في السراء أو الضراء، أَحوالٌ مختلفة تمر بنا جميعًا [كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ] [الرحمن:25]، يُعِزُّ ويُذِلُّ، ويَرفع ويخفض، ويعطي ويمنع.
فكلُّ واحد مِنَّا تَصْبُو نفسه إلى أن يعيش هانئًا، مطمئن القلب، مرتاح الضمير، هادئ البال، صالح الحال، والتعوذات النبوية
- بإذن الله تعالى - تكفيك ذلك كله.
إن من فضل الله علينا ورحمته بنا أن جَعَلَنَا من أتباع سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه ما مِنْ باب خيرٍ إلا وَدَلَّنا عليه، وما من باب شر إلا وحذَّرنا منه، واستمع لقول الله تعالى - وهذه الآية تَدُورُ التعوذات النبوية في فَلَكِها -: [لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ] [التوبة:128].
ومِنْ حِرْصِ النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - علينا أنْ عَلَّمَنا تعوذاتٍ نتعوَّذ بها؛ وتعوذات النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمان ووقاية، وتحصين وكفاية من الشهوات المحرَّمة، ومن الشبهات المضِلَّة، ومن الفتن التي تُزيغ القلوب، ومن الإغراءات، ومن الإغواءات، ومن الوساوس والمصائب والبلايا، ومن كل شيئ يضل الإنسان.
وقد قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فـي الحديث كما فـي «صحيح مسلم»: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِـي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ ....». (صحيح)، أخرجه مسلم برقم [1844] واللفظ له، والنسائي برقم [4191]، وابن ماجة برقم [3956]، وأحمد برقم [6503].
إنَّ التعوذات النبوية بمثابة التحذير؛ لأن الدُّعاء يشتمل على أمرين: طَلَبُ نفعٍ، أو دَفْعُ ضُرٍ.
فحينما تقول: اللهم اغفر لي، اللَّهُم اقْضِ دَيْنِي، اللَّهُم وسِّع رِزقِي، اللَّهُم بارك لي في مالي وزوجي وولدي، فهذا طلب نفع.
وأما حينما تقول: اللَّهُم إِنِّي أعوذُ بك من فتنة المال، ومن فتنة الغنى، ومن فتنة الفقر، اللَّهُم إِنِّي أعوذُ بك من كل فتنة مُضِلَّة، اللَّهُم إِنِّي أعوذ بك من شر سَمعي، ومن شر بَصَرِي... إلى آخر ما سنتعرف عليه، فهذا دفعُ ضُرٍّ.
وسنعيش مع هذا الجانب - دَفعِ الضُرِّ -؛ لأن في زماننا فتنًا كثيرة، كما قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْـمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا». (صحيح)، أخرجه مسلم [118]، والترمذي [2195]، وسيأتي تخريجه مفصَّلًا ص (175)، هامش (1).
فالتعوذات النبوية حُصوننا، ولا ينبغي أن نَغْفُل عنها.
للحصول على الكتاب ـ الذي أحسبه من أفضل الكتب التي تحدثت عن التعوذات النبوية ـ فهو من طبع الدار العالمية بالإسكندرية، 31 ش الصالحي- محطة مصر - الإسكندرية محمول:تم تحرير رقم الهاتف والايميل
المشرف abrahim2014
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
