abu_youssef
المـــــــدير العـــــام
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
كبار الشخصيات
فريق دعم البرامج العامة
- إنضم
- 15 فبراير 2008
- المشاركات
- 39,106
- مستوى التفاعل
- 70,062
- النقاط
- 13,270
- الإقامة
- www.zyzoom.org
- الموقع الالكتروني
- forum.zyzoom.net
متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي


اخواني اخواتي
اسعد الله اوقاتكم بكل خير وسعادة
اسعد الله اوقاتكم بكل خير وسعادة

لقد خلق الله الخلقَ لعبادته وطاعتِه، ولكنّه سبحانه قسم حظوظَهم فيها، وفاوت بينهم في الاجتهاداتِ فيها،
فمِنهم من كتبه مصلِّيًا قانتًا، ومنهم من كتبه متصدِّقًا محسنًا، ومنهم من كتبه صائمًا، ومنهم من كتبه مجاهدًا.
يفتحُ لهم من أبوابِ الطاعات المطلوبات من نوافل العباداتِ وفروض الكفايات ما يتنافس فيه المتنافسون
ويتمايَز به المتسابقون . فمن كان حظُّه في طاعةٍ أكثرَ كان منزلته في الجنّة ودرَجَته. وهناك ثمّة أمرًا يحسُن التنبيه إليه، يغفل عنه الكثير من الناس، وهو ما يظهر على بعضِ الناس
من انتقاصِ بعض إخوانهم لأنّه لم يُفتَح عليهم في بعض أبواب العبادات وبخاصّة نوافلِ الصلوات والصيام،
فمَن فتِح له في ذلك فليحمدِ الله، وليحافظ على ذلك، وليزدَد من الخير، لكن لا ينبغي أن ينظرَ لغيره بعينِ النقصِ
أو العيب أو المَقت، فقد يكون قد فُتح لأخيك من أبواب الخير ما لم ترَه أو تعلمه أو تدرِكه؛ من صلةِ الرحم،
أو طلبِ العلم، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو أبوابِ الإحسان والمساعداتِ والشفاعة وغيرها .
قيل لعبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-: إنك لتُقِلّ الصوم! قال:
"إنّه يضعِفني عن قراءة القرآن، وقراءة القرآن أحبّ إليّ"،
وفي العِلل للإمام أحمد: "إنّ الحسنَ تكلّم وبلّغ العلم احتسابًا، وسكت ابن سيرين احتسابًا"،
وعن الأوزاعي قال: "ذهب عليهم الحسنُ بالمواعظ، وذهب عطاء بالمناسك".
وأوضحُ من ذلك وأظهر ما حدّث به نبيّنا محمّد-صلى الله عليه وسلم-
عن بعض أصحابه حين قال:
(أرحم أمّتي بأمّتي أبو بكر، وأشدُّهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان،
وأقرؤهم لكتاب الله أبيّ بن كعب، وأفرضُهم زيد بن ثابت، وأعلمُهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل،
ألا وإنّ لكل أمّة أمينًا، وإنّ أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح)
أخرجه الترمذي وقال: "حديث حسن صحيح" والنسائي في السنن الكبرى.
فاشتغِلوا بتفقُّد النفوسِ في أعمال القلوب من الخوف والإخلاص والمراقبة والبُعد عن الغيبةِ
والحسّد والغلّ واستنقاص الآخرين والكيدِ والمكر والولوغ في الأعراض،
فذلكم هو الذي يأكل الحسناتِ ويُفني الصالحات ولو كانت كأمثال الجبال-عياذًا بالله- .
ولتستحضروا مقالة الإمام مالك: "كلانا على خيرٍ وبرّ، ولعل ما هو فيه خير ممّا أنت فيه"،

كتب أحد العباد إلى الإمام مالك - رحمه الله - ينكر عليه اشتغاله بالعلم ويدعوه إلى التفرغ للعبادة ،
فكتب له مالك - رحمه الله - :
" إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق ، فرب رجل فتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصوم ،
وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الجهاد ، وآخر فتح له في الجهاد ولم يفتح له في الصدقة
ونشر العلم من أفضل أعمال البر وقد رضيت بما فتح لي فيه ، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه ،
وأرجو أن يكون "كلينا على خير وبر" ..
تختلف أساليب العاملين وتتنوع طرقهم في سبيل إحياء الأمة وإيقاظها وتغيير حالها ،
فمنهم من يرى أن الجهل قد تفشى في الأمة وأن إحياءها بإزالة غشاوة الجهل عنها ،
فُعني بالعلم وسلك طريقه تعلماً وتعليماً ودعوةً إليه ...
وثانٍ رأى أن هذه الأمة إنما كانت خير أمة أخرجت للناس لأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ،
فسخر وقته وجهده لإنكار المنكرات الظاهرة ، العامة والخاصة ، فاستغرق عليه ذلك جهده ووقته ،
ورأى أن هذا هو الطريق الذي ينبغي أن يسلك لإنقاذ الأمة ،
وأنه بمثل هذا العمل يدفع الله به العذاب عن الناس .. ...
وثالث قد تألم لحال من استهواهم الشيطان ، فوقعوا في الانحراف والرذيلة ،
فسخر وقته وجهده لدعوة هؤلاء وإنقاذهم ...
ورابع قد رق قلبه للأكباد الجائعة والبطون الخاوية ، فصار ينفق من نفيس ماله ،
ويجمع المال من فلان وفلان ، فينفقها في وجوه الخير على الأرامل والمحتاجين وغيرهم ...
وخامس رأى أن هذه الأمة أمة جهاد ، وأنه لا سبيل لرفع الذل عنها إلا به ،
فاستهوته حياة الجهاد وحمل روحه على كفه ، وامتطى صهوة جواده ،
فهو كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -
: «كلما سمع هيعة لبى وطار يبتغي الموت والقتل مظانه»
فيوماً تراه في المشرق ويوماً تراه في المغرب ، وما بين هنا وهناك يسعى للجهاد في سبيل الله
وأصبح لا يطرب أذنه ولا يشنفها إلا أزيز الرصاص وصوت السلاح ..
وسادس رأى أن هذا الدين دين الناس جميعاً ، فسخر جهده لدعوة غير المسلمين ..
وسابع سخر قلمه لخوض المعارك الفكرية دفاعاً عن الإسلام ومصاولة لأعدائه ،
والمتحدثين زوراً باسمه كتابةً وتأليفا ً، فصار يتحدث عن مشكلات الأمة وعن قضاياها ،
وقد لزم هذا الثغر يواجه به أعداء الله سبحانه وتعالى ...
وآخر هؤلاء من رأى أن عدة الأمة وأملها في شبابها وجيلها الناشئ ،
فسخر وقته لتربية الشباب وإعدادهم وتنشئتهم على طاعة الله سبحانه وتعالى ،
ورأى أن هذا الطريق هو الذي يخرج العاملين والمجاهدين وينقذ الأمة ...
وهكذا ترى أبواباً من الخير وألواناً من نصرة الدين والدعوة إليه ، وهي أبواب واسعة شتى
تسع الجميع على اختلاف طاقاتهم وعقولهم وعلومهم ومداركهم وأفكارهم ..
وهنا نتساءل : هل يلزمنا أن نبحث عن طريق واحد نسلكه في سبيل إنقاذ الأمة ،
لأن الحق لا يتعدد وصراط الله المستقيم إنما هو واحد ؟
حين نرجع إلى عبارة الإمام مالك - رحمه الله - (كلانا على خير وبر)
نصل إلى هذه الإجابة : إن الوسائل كلها مطلوبة ، بل لابد من القيام بها جميعا ً،
فلابد أن تقوم طائفة بهذا العمل ، وأخرى بذاك ، وثالثة بغيرهما وهكذا لندخل جميعاً من أبواب متفرقة ،
ونسد جميعاً هذه الثغور ، ونقف على تلك الحصون ، ولا يعيب بعضنا بعضا ً،
بل لسان حال كل طائفة يقول : (كلانا على خير وبر)
فإذا ما رأيتَ أخاك قد اشتغل بأبوابٍ غير التي تشتغل بها فلتقل: كلانا على خير
وقد قال هنا في محكم تنزيله:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}[العنكبوت:69].
وقد قال هنا في محكم تنزيله:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}[العنكبوت:69].

اعاننا الله واياكم على خدمة دينه وبارك الله في الجميع


