• بادئ الموضوع بادئ الموضوع ALmehob
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
  • المشاهدات 579

ALmehob

إداري سابق
★★ نجم المنتدى ★★
كبار الشخصيات
إنضم
29 نوفمبر 2012
المشاركات
18,138
مستوى التفاعل
42,474
النقاط
2,575
الإقامة
هنا وهناك
غير متصل
Q49RpD.gif

157180.jpg

مما لاريب فيه أن مجال إعلام الطفل، وحاجته إلى الصور المتحركة مجال لا تخفى خطورته على المربين والمراقبين- التعليميين والإعلاميين - وأصحاب المسؤولية والرأي والتوجيه، لصلته المباشرة بتشكيل عقلية الطفل ووجدانه، ومن ثم التأثير في سلوكه وتصرفاته، في نطاق أسرته ومحيطه الاجتماعي والتربوي، ويتضاعف الخطر إذا وضعنا في الحسبان عامل "المستقبل" أي أن الطفل سيكون في المستقبل مسؤولا في الوطن، وصاحب قرار وشأن.

فإذا ما وقفنا على هذه الحقيقة الحساسة الساطعة، فلابد أن تنبثق من الأعماق فريضة التفكير بجد في وضع بديل "مضموني" في هذا المجال، يحل محل أفلام الرسوم المتحركة الغربية تأمينا لأطفالنا - عدّة المستقبل - من الغزو الثقافي الحضاري، والاستلاب الإعلامي والفكري الغربي.
وليس هناك من سبيل لتحقيق هذا الهدف إلاّ ربط الطفل برموز حضارته العربية والإسلامية، وبمضامين القيم في نطاق هذه المنظومة المعرفية والحضارية الإسلامية.. بل بنماذج معينة من هذه المنظومة، حتى يشبّ الطفل في مجتمعاتنا الإسلامية مرتبطا بأرومته الأولى وببني جلدته وأرضه، متمتعا بشخصيته القوية وهُويّته الحضارية.
وفي هذا الصدد يقول المفكر الإسلامي د.رشدي فكار ـ رحمه الله تعالى: "وأرى أن قضية الطفل حتى عمر الثانية عشرة، ينبغي أن تكون هي تحقيق انتمائه، وأتمنى أن يُمنع منعا باتا إعطاء أطفال هذه الأمة حتى تلك السن، أي انتماء أو نموذج أو قدوة، عدا انتمائه الحضاري كما تفعل ذلك الأمم الأخرى، والدول التي تواجهنا الآن في حلبة الصراع الحضاري".
ثم يضيف قائلاً: "كما أنه ليس من الحكمة أبدا أن نحدّث أطفالنا قبل هذه السن عن سقراط وجان جاك روسو وشكسبير وغوته وسارتر وغاريبالدي ونابليون وغيرهم من رجالات الفكر الغربي والسياسيين الغربيين...فهذا لا يكون إلاّ بعد أن تنضج كل مدارك الطفل، وتصبح المرجعية الإحالية، أو القيم المرجعية لديه واضحة وثابتة تماما، وبعد أن يفهم قيم رجالاتنا الذين رسّخوا دعائم الإسلام وصنعوا حضارته الباذخة".

وليس هناك من شك في أن مفكرينا، ورجالات التربية والتوجيه والقادة في العالم العربي والإسلامي يدركون أهمية هذه الرؤية كل الإدراك، بل إن أكثر هؤلاء يعمل جاهدا بإخلاص وتفان من أجل توفير الحصانة الفكرية والتربوية لأطفالنا، وإتاحة المناخ الملائم لبناء شخصياتهم الحضارية المتميزة، وسمتهم الفكري والسلوكي المتفرد.
بيد أن الأمر الذي نطمح له جميعا يتمثل في إعداد البدائل المتكاملة، ذات المستوى العلمي والمنهجي العالي والمدروس، في مجالات إعلام الأطفال، وتربية الأطفال، وأدب الأطفال وقراءات الأطفال...الخ.
ولعل نظرة فاحصة في أفلام الرسوم المتحركة المتوافرة لأطفالنا على الصعيد العربي تجعلنا ندرك للوهلة الأولى حقيقة ذلك التقصير في إطار تقديم ذلك الفن، فمن المؤسف أننا لا نزال نعتمد على استيراد الأفلام الكرتونية المقدمة لأطفالنا الواردة إلينا من الدول الغربية. ومن الطبيعي أن تكون هذه الأفلام غربية الهويّة مختلفة الطابع.. بمعنى أنها قد تجسد تلك الجوانب الاجتماعية والأخلاقية لمجتمعات دخيلة على حياتنا وأنساقنا. لذا وجب التعويل من جانبنا على تلك الأفلام النابعة من واقع البيئة العربية الأصيلة.
أما الكتاب والأدباء فينبغي أن يواصلوا أداء واجبهم الشرعي المتمثل في تنبيه المسؤولين وأصحاب القرار، إلى أهمية الميدان الإعلامي ومدى انعكاسات مضامينه على الطفل وسلوكه وفكره، كما ينبغي عليهم أيضا أن يفعّلوا إسهاماتهم في الكتابة للطفل المسلم في شتى المجالات، وتقديم البدائل المناسبة لمنازعه الفطرية، وتوجهاته الحضارية والمعرفية.

وبعد.. فهل ستكون هذه الصرخة ذات صدى مثمر طيّب؟ فقد تعلّمنا من توجيهات الإسلام وتعاليمه الراشدة، أن الكلمة الطيبة لابد أن تينع وتثمر ولو بعد حين، وهل ستكون هذه الكلمة الوجيزة حافزا يجعل المخلصين الواعين من هذه الأمة- وما أكثرهم- يسارعون لإقامة مؤسسات متخصصة في "حضانة" و"حصانة" الطفل المسلم، وإعداد البدائل المنهجية في كل المجالات والميادين، لبنائه بناءً علميا حضاريا، يؤهله لتحديد صورة المستقبل، المنسجم والمتناغم مع مطالب وطنه ومصالح أمته، وخصوصيات شخصيته القومية والحضارية ؟ نأمل ذلك، ونصر على الأمل دوما، والله الموفق إلى النفع والخير.
مجلة الوعي الإسلامي عدد 531
rsPBsA.png
 

توقيع : ALmehob
بصراحة موضوع جداً هام ورائع ونحن بحاجة له وخاصة الجيل الصاعد الآن لا يحترموا أب أو أم أو أحد بسبب الثقافات المستوردة من الغرب والبعيدة عن قيمنا الإسلامية الحنيفة

كذلك إذا ما أراد الأب تأديب أبنه قاموا عليه وعنفوه أنت ستعقده وأنت ستفعل لذلك سيكون الإبن سلوكه شين وأدبه غير متزن
 
بصراحة موضوع جداً هام ورائع ونحن بحاجة له وخاصة الجيل الصاعد الآن لا يحترموا أب أو أم أو أحد بسبب الثقافات المستوردة من الغرب والبعيدة عن قيمنا الإسلامية الحنيفة

كذلك إذا ما أراد الأب تأديب أبنه قاموا عليه وعنفوه أنت ستعقده وأنت ستفعل لذلك سيكون الإبن سلوكه شين وأدبه غير متزن
بارك الله فيك اخى ابوعائشة على المرور وعلى الاضافة الطيبة
 
توقيع : ALmehob
جزاك الله كل خير
جعله الله في موازين حسناتك
 
توقيع : Abdulkader
اسعدك ربي واغلاك وجعل الجنة مثواك واهلك ومحبيك
دائما مواضيعك راقية ورائعة ومتميزة
احسنت احسن الله اليك نفع بك
 
توقيع : كريم الجنابي
جزاك الله كل خير
جعله الله في موازين حسناتك
وجزاك خير الجزاء اخى عبدالقادر
اسعدنى مرورك العطر
 
توقيع : ALmehob
اسعدك ربي واغلاك وجعل الجنة مثواك واهلك ومحبيك
دائما مواضيعك راقية ورائعة ومتميزة
احسنت احسن الله اليك نفع بك
الله يسلمك ويسعدك اخى كريم
الف شكر لمرورك الجميل
 
توقيع : ALmehob
بارك الله فيك مشرفنا القدير علي الموضوع الهام :)
 
جزاك الله خيرا يالغالي
 
توقيع : abu_youssefabu_youssef is verified member.
عودة
أعلى