أبـو حفـص

زيزوومي VIP
إنضم
23 فبراير 2012
المشاركات
4,811
مستوى التفاعل
4,171
النقاط
1,420
الإقامة
~ * قلوب الأبرار * ~
غير متصل
إنَّكَ في هذهِ الحياةِ مُسافِرٌ إلى الله؛ فهلْ تُطيقُ السَّفَرَ في ظُلمَةِ الليلِ، وضعْفِ الرَّاحِلةِ، وانعِدامِ الأنيسِ، وفُقدانِ الدليلِ، وقِّلةِ الزادِ؟! إنَّكَ مالَمْ تتخِذْ صَاحِبًا ودلِيلًا، وتتزودْ زادًا كافِيًا وسلِيمًا، وإلا مللتَ المسِيرَ، وضللتَ الطريقَ، وسقطتَ في وسطهِ .

وفي غمرةِ البحثِ، وكثرةِ الطُّرقِ، واختلافِ المزاودِ والرواحلِ لن تجدَ كالقلبِ السليمِ، المملوءِ باليقينِ، والصلةِ بالله، راحلةً لا تنقطِعُ أبدًا، ولنْ تجدَ زادًا كزادِ التَّقْوى، لا تُنفِقُ منهُ إلا ربا أضعافًا مُضاعفةً، ولن تجدَ كالعلمِ الصحيحِ يهديكَ في ظُلماتِ الليلِ البهيمِ؛ فهذهِ راحتُلكَ، وهذا زادُكَ، وهذا دلِيلُكَ.

إنَّ الواقِعَ الذي يعيشُهُ العبدُ قد يقطَعُ عليه الطَّريقَ، ويحولُ بينهُ وبينَ ما يصبُوا إليهِ من طاعَةِ اللهِ وعبادَتِهِِ، والاستقامَةِ على دِينِهِ، بل رُبَّما حملهُ هذا الواقِعُ على فِعلِ ما يكْرَهُ، وتركِ ما يُحِبُّ، وإنَّ نظراتِ الآخرِينَ، وكلماتِهِم، وأفعالَهُم قد تكونُ حائلاً عظِيماً بينَ العبدِ وبين الاستمرارِ في طريقِ النجاةِ، ولكنَّ الله رحِمَ عِبادَهُ، وجعلَ لَهُم مَّن الزادِ والغذاءِ ما يُعينُهم على تحمُّلِ ذلكَ كلِّه، ويسلِّيهِم في سفرِهِم إليه، ويُغنِيهِم عن كلِّ شيءٍ؛ فأولُّ ذلكَ الصِّدقُ معَ الله، وإخلاصُ العملِ لهُ دونَ سِواهُ؛ فالصدقُ سيفُ اللهِ في الأرضِ، ما وقعَ على شيءٍ إلا قطَعَهُ

{يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
ولَنْ تكُونَ صادِقًا إلا بِعِلْمِ صحيحٍ، وعملٍ صالحٍ، قالَ تعَالى
{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً ولا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أحَداً
ثُم الرُِّفقَةُ الصَّالِحَةُ التي تُعينُ على الحقِّ وعلى الصبرِ، قالَ تعالى
{والعَصْرِ، إنَّ الإنسَانَ لفِي خُسْرٍ، إلا الذِينَ آمَنُواْ وعَمِلواْ الصَّالِحَاتِ، وتَواصَواْ بِالْحَقِ وتَواصَوا بِالصبرِ

ثُم الدُّعاءُ ، وهو بابٌ عظيمٌ من أبوابِ النجاةِ في هذا الطريقِ الطويلِ
{إياكَ نعبُدُ وإياكَ نستعينُ ، اهدِنَا الصِّراطَ المستقيمَ ..}،
{وإذَا سألَكَ عبادِي عَنَّي فإني قريبٌ أُجيبُ دَعوةَ الداعِ إذا دعان..}
فكيف شعورُكَ ومن أنتَ مُسافِرٌ إليه قريبٌ منكَ يجيبُ دُعاءك، ويكشِفُ ضُرَّكَ؟!
ثم إذا بَذلتَ السببَ فتوكلْ على الله، وتبرأْ من الحولِ والطولِ، وأكثِرْ من قولِ (لا حولَ ولا قُوةَ إلا بالله).

فتفقدْ راحلتكَ ،

وتزودْ لسفركَ،
وانزعِ الغِطاءَ عن عينيكَ،
وارفع الْحُجُبَ عن قلبِكَ وأُذُنيكَ،
حتى تكونَ ممن يُقالُ فيه {..مَنْ خشِيَ الرحمنَ ..}


بقلم الشيخ الدكتورعبد السلام بن إبراهيم الحصين
 

توقيع : أبـو حفـص
بارك الله فيكم على الطرح الرائع
 
توقيع : أبو عائشهأبو عائشه is verified member.
روعة يا أستاذ

أبدعت في انتقاء المواضيع المميزة والهادفة
كل التقدير
 
توقيع : PrinceOfPersia
بارك الله فيك
 
توقيع : White Man
بارك الله فيك عالطرح الهادف
جزاك الله خيرا ونفع بك يالغالي
 
توقيع : abu_youssefabu_youssef is verified member.
سلمت يداك ولافض الله فاك

وجزاك خير الجزاء
 
توقيع : Gone without a trace
090113034900gVG4.gif

2vbjxft.gif

hh.webp
 
توقيع : الفارس اليماني
بارك الله فيك اخى وجزاك خير الجزاء على ماطرحت
 
توقيع : ALmehob
جعلك الرحمن ممن ينادى في الملأ .. أني أحب فلان فأحبوه
 
توقيع : كريم الجنابي
بارك الله فيكم على مروركم الطيب المبارك
 
توقيع : أبـو حفـص
مشكور على المجهود
 
لا شكر على واجب أخوي أحمد
وبارك الله فيك وزادك من نعيمه
 
توقيع : أبـو حفـص
جزاك الله كل خير اخي
 
توقيع : ahmed alaa
عودة
أعلى