غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
بعد الطاعات أكثروا من الاستغفار
إن الإسلام دين الإستمرارية فى الطاعة وفى العبادة ، فلا تنتهى العبادة بإنتهاء شعيرة أو الفراغ من فريضة بل تستمر مع الإنسان منذ تكليفه وحتى تكفينه .
والإستغفار نوع من أنواع العبادة التى لاتنتهى ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يُكثر من الإستغفار ويقول أفلا أكون عبداً شكوراً ، فالتوبة تأتى بعد الذنب أما الإستغفار فيأتى بعد الطاعات ، فكل الطاعات التى أتى بها الرسول وعلمنا إياها كان يُلحق بها الإستغفار عند الإنتهاء منها ، يقول ابن القيم رحمه الله : أرباب العزائم والبصائر أشد ما يكونون استغفاراً عقب الطاعات لشهودهم تقصيرهم فيها وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه وأنه لولا الله لما أقدم أحدهم على مثل هذه العبودية ولا رضيها لسيده .
إننا ياإخوانى فى حاجة إلى الإستغفار بعد الطاعات ليتقبلها الله منا ولنشكره على أن وفقنا لأدائها كما أننا فى حاجة إلى الإستغفار بعد المعاصى والعصيان ليغفرها الله لنا ويمحوها ،
وفى الإستغفار أنشد سيبويه قائلاً :
استغفر الله ذنباً لست مُحصيه ، رب العباد إليه القول والعمل ،
يقول تعالى : ( إذا جاء نصر الله والفتح ، ورايت الناس يدخلون فى دين الله أفواجاُ ، فسبح بحمد ربك واستغفره ، إنه كان تواباً ) ،
فلنكثر ياإخوانى وأخواتى من الأذكار ومن الاستغفار ، ولا نفرح ولا نُعجب بكثرة الطاعات ، فقد تكون غير مقبولة ، فعن عطاء الله السكندرى أنه قال : ربما فتح الله لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول ، وربما قضى عليك بالذنب فكان سبباً فى الوصول ، وقال أيضاً : معصية أورثت ذلاً وانكساراً خيرٌ من طاعة أورثت عزاً واستكباراً ،
وفى هذا روى عن على رضى الله عنه أنه قال : سيئة تسوؤك خيرٌ عند الله من حسنة تُعجبك .
فيا إخوانى وأخواتى اشكروا الله على أن بلغنا أيام العشر من ذي الحجة وأتم علينا العيد بسلام وسلو الله أن يعيننا على الاستغفار والدوام على الطاعات وإن قلت ، وأن يثبتنا على الطاعات ، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، وأن يعيننا على شكره وحسن عبادته بالقلب واللسان والأعمال ، وأن يعيننا على عدم الإدبار بعد الإقبال .
رزقنا الله وإياكم نعمة الاستغفار وجعلنا من الشاكرين
منقول بتصرف
