البطل الخارق
زيزوومى فضى
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

جميعنا يبحث عن أسباب النجاح وجميعنا يعتقد أنها صعبة.
البعض يولد بها والبعض الآخر يحاول اكتسابها. وقد يتحقق الحلم لكلا الطرفين في النهاية ، ولكن الأول يسير بسلاسة ويسر ، والثاني بجهد وقدر كبير من الانضباط ..
الفرق بين الناجح بطبعه (ومن يحاول النجاح) كالفرق بين من ولد رشيقاً ومن يهلك نفسه (بالريجيم) كي يصبح كذلك.
الأول نتيجة طبيعية للبيئة الجيدة والظروف المناسبة والثاني "مكافح" يدرك أكثر من غيره صعوبة الإنجاز وأهمية التضحية ..
وسواء كنت ناجحاً بطبعك (أو تسعى للنجاح) فاعلم أن الإنسان الناجح هو من يملك أكبر قدر من مبادئ النجاح . وهذه المبادئ تختلف في أهميتها باختلاف الهدف الذي تسعى إليه .
ولكن يمكن القول أن هناك (أربعة مبادئ) يصعب إنجاز أي هدف بدونها:

* المبدأ الأول : الالتزام ببرنامج واضح وخطة مدروسة.
.. فإن لم تلتزم ببرنامج واضح (نحو هدف معين) فلن تصل أبداً. يجب أن تحدد هدفك أولاً ثم ترسم الخطة المناسبة والزمن المتوقع لتنفيذها.
يجب أن تطرح أكبر قدر من الحلول ثم تأخذ أفضلها وأقربها للواقع .. الفرق بين الناجح والفاشل أن الأول يسير بخطى مدروسة نحو هدف معلوم في حين يسير الثاني عشوائياً بغير التزام ولا خطة ولا طموح { أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم } !

* المبدأ الثاني : نظم وقتك ولا تستسلم للعشوائية.
.. تنظيم الوقت جزء من الالتزام الشخصي السابق، فجميعنا يشكو من ضيق الوقت وقلة الفرص، ولكن الحقيقة هي أن معظمنا يعيش بطريقة عشوائية فينهي يومه بلا إنجاز حقيقي .. تخيّل لو اقتطعت من كل يوم ساعة واحدة فقط .. ومن هذه الساعة اقتطعت 30دقيقة لحفظ القرآن ، وعشر دقائق لحفظ حديثين ، وعشر دقائق لحفظ خمس كلمات إنجليزية ، وعشر دقائق لحفظ خمس كلمات فرنسية .. إن التزمت بهذه الخطة سيأتي يوم تختم فيه القرآن وتتقن لغتين أجنبيتين وتحفظ قدراً هائلاً من الأحاديث النبوية (وتذكر أنها ساعة فقط) !!

* المبدأ الثالث : استغلال الفرص والاستعداد لها.
.. كل إنسان يولد ومعه رصيد معين من الفرص. البعض يستغلها بشكل جيد والأغلبية تتهرب منها لمجرد أنهم فوجئوا بها ، لذا إن أتتك الفرصة وشعرت برغبة جامحة في الهرب فاعلم أنها لحظة المغامرة وعناد الذات .. ليس هذا فحسب بل يجب أن تستعد مسبقاً وتهيئ نفسك للمفاجآت ، قبل فترة مثلاً اتصل بي رئيس إحدى المجلات السياحية وطلب مني الكتابة لديهم . حينها شعرت برغبة في الاعتذار ولكنني (عاندت نفسي) وقبلت التحدي . وبعد الموافقة قال لي "سنترك لك فترة أسبوع كي تزودنا بأول مقال". ولكن ما أن أنهى المكالمة حتى أرسلت له سبع مقالات بالفاكس.. هل تعرف كيف أتيت بها ؟ .. كنت مستعداً لعرض كهذا (ورافع على جنب) مجموعة من المقالات السياحية!!

* المبدأ الرابع : الثقة بالنفس والاعتماد على الخالق!
.. من الطبيعي أن تفشل لمرات عديدة ولكن لا يجب أن يؤثر هذا بثقتك بنفسك ، فالفشل تجارب أولية (وضرورية) للوصول للتركيبة الناجحة ، ولكن المشكلة أن معظم الناس ينسحبون من أول تجربة وبالكاد يخوض الثانية . يجب أن تملك الإصرار والثقة ولا تقف ساكناً تجتر الأفكار المثبطة .. بل على العكس ، يجب أن تتوقع ظهور العقبات والحاسدين والظروف المعاكسة .. وحين تخور قواك بعض الشيء تذكر بصدق أن "ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن" !!
أهم قواعد النجاح في الحياة، أن تستفيد من تجارب الذين حولك.. فالمجتمع يمتلئ بالخبرات في كل المجالات. ولذلك إذا أردت أن تنجح في حياتك، درب نفسك على أن تتعلم من الآخرين. إسأل الناجحين في الحياة عن سر نجاحهم، واعتبرهم قدوة لك. وحاول الاستفادة من تجاربهم واسألهم وتعلم منهم كيف تخطط لمستقبلك وكيف تنظم حياتك.

وهذه مجموعة من القواعد تفيدك في تحقيق النجاح في الحياة:
* استمع للنصائح المفيدة من أقربائك وأصدقائك المخلصين واستشرهم في أمور حياتك، إنهم يقدمون لك خبرة سنين بما فيها من نجاح وفشل..
* لا تغضب إذا انتقدك شخص ما ذو خبرة أكبر منك، بل حاول أن تعدل سلوكك وأسلوبك في الحياة، إذا اتضح لك إخلاص هذا النقد، فأنت جزء من مجتمعك ولا قيمة لوجود الإنسان إذا عاش منفصلا عن الآخرين، وكن متواضعا ومدركا أن كل إنسان معرض للخطأ..
* لا يكفي أن تستمع إلى نقد الآخرين فقط، بل تعلم النقد الذاتي. ويعني النقد الذاتي أن تكون لك القدرة على الحكم على سلوكك بطريقة موضوعية. والنقد الذاتي يحتاج إلى تدريب، بأن تحاسب نفسك يوميا على كل ماصدر منك، وحكم ضميرك في كل ما تفعل، خاصة في تعاملك مع الآخرين..
* كن طموحا، والطموح هو الرغبة في التقدم باستمرار، وعدم الإكتفاء بما حققته حتى الوقت الحاضر. ولتحقيق هذا عليك بوضع أهداف يمكن تحقيقها. ويعني تحقيق الأهداف، أنك أحرزت نجاحا في مجال معين. إن الإنسان الناجح كلما حقق شيئا اشتاق لما هو أعلى وأفضل منه. إن الطموح هو الوسيلة التي تستمر بها عجلة الحياة في تقدم مستمر، وليكن طموحك لأجل نفسك وكذلك لخدمة المجتمع الذي تعيش فيه..
* كن واقعيا مدركا لقدراتك، والطموح يختلف تمام عن أحلام اليقظة. إن الطموح مبني على فهم الشخص لقدراته وإمكانياته وواقعه. وينطلق لما يريد تحقيقه. ولابد أن يتصف الطموح بالواقعية، حتى تستطيع أن تضع لنفسك أهدافا تناسب قدراتك. وحدد المشكلات التي تواجهك بحجمها الحقيقي، وابحث عن الحلول البديلة لها واختر الحل الأكثر ملاءمة لحل المشكلة..
كلمات صيغت على شكل همسات أطلقها أصحابها بكل صدق :
النجاح ... يبدأ بفكرة....
التفكر والتأمل ... أولى خطوات النجاح ...
الله سبحان وتعالى يأمرنا في كتابه الكريم بالتفكر والنظر في الأمور ـ يقول سبحانه : (( الذي يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم * ويتفكرون في خلق السماوات والأرض * ربنا ما خلقت هذا باطلاً * سبحانك فقنا عذاب النار ))
التفكر الصحيح .. العميق… الصادق … يقود صاحبه للإيمان وبالتالي للنجاح..

