راجية الجنة
مُديرة عامّة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
غير متصل

••• السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته •••
إخوتي وأخواتي روّاد القسم العامّ؛
مقالٌ حول ليلة هي خير من ألف شهر.
ليلة القدر؛
أرجو أن نفيد منه جميعًا.
ليلة القدر؛
أرجو أن نفيد منه جميعًا.
/
عروس الليالي
.......................
أبو ريحانة الوراقي.
أبو ريحانة الوراقي.
قد تزينّت وانتظرتْ الأحباب على الباب، فأين مراكب الحُبِّ؛
التي توصلهم إليها، لتكشف لهم عما هي عليه من الحلاوة والحِلى،
والصباحة والملاحة، والشرف الباذخ، والطهر الشامخ،
من رآها بعين الإيمان يعتقد أنه لم تفتحِ العين على أتمَّ منها في الخَلق حُسنًا،
ولا أكمل منها في الطرْف صورة،
قد أُفرغ فيها الجمال إفراغًا، وحوتْ من بديع المحاسن؛
ما جعلها عروسَ الليالي، وملكةَ جمال الدهر.
•••••
تلكَ التي بلغتْ في الحسن غايته
و لم تدعْ لنفيسٍ بعدها رُتبا
حتى اغتدى الدرّ في أسلاكه صدفاً
والمندلُ الرطب في أوطانهِ حطبا[1]
• • •
تلك التي قرَّت عيونُ العُلى
والفضلُ فيها يا ابنَ مِفضالها
وفي السما قد قامَ جبريلُها
يُهدي شذا البِشْر لميكالها
•••••
التي توصلهم إليها، لتكشف لهم عما هي عليه من الحلاوة والحِلى،
والصباحة والملاحة، والشرف الباذخ، والطهر الشامخ،
من رآها بعين الإيمان يعتقد أنه لم تفتحِ العين على أتمَّ منها في الخَلق حُسنًا،
ولا أكمل منها في الطرْف صورة،
قد أُفرغ فيها الجمال إفراغًا، وحوتْ من بديع المحاسن؛
ما جعلها عروسَ الليالي، وملكةَ جمال الدهر.
•••••
تلكَ التي بلغتْ في الحسن غايته
و لم تدعْ لنفيسٍ بعدها رُتبا
حتى اغتدى الدرّ في أسلاكه صدفاً
والمندلُ الرطب في أوطانهِ حطبا[1]
• • •
تلك التي قرَّت عيونُ العُلى
والفضلُ فيها يا ابنَ مِفضالها
وفي السما قد قامَ جبريلُها
يُهدي شذا البِشْر لميكالها
•••••
إنه الموعد السنوي مع الليلة المباركة ليلة القدر،
التي يرتقبها أهل الصلاح والعبادة؛ طمعًا في فضلها،
وحرصًا على خيرها، فهي مُزنة الخيرات، ومنهل البركات، وليلة الزاد العظيم،
والكنز الثمين الذي إذا حازه الإنسان فقد ظفر بخير كثير.
ليلة تخبئ سعادة رحبة لمن قامها مخلصًا، فهي معراج بلوغ الآمال،
وزوال الآلام، وإحراق الذنوب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)[2]
هي ليلة واحدة، لكنها دهر، وساعات معدودة، لكنها سنوات ممتدة،
وزمن قصير في حشاه خير كثير، ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3].
التي يرتقبها أهل الصلاح والعبادة؛ طمعًا في فضلها،
وحرصًا على خيرها، فهي مُزنة الخيرات، ومنهل البركات، وليلة الزاد العظيم،
والكنز الثمين الذي إذا حازه الإنسان فقد ظفر بخير كثير.
ليلة تخبئ سعادة رحبة لمن قامها مخلصًا، فهي معراج بلوغ الآمال،
وزوال الآلام، وإحراق الذنوب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)[2]
هي ليلة واحدة، لكنها دهر، وساعات معدودة، لكنها سنوات ممتدة،
وزمن قصير في حشاه خير كثير، ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3].
•••••
إنها ليلة تختصر مسافة الزمن، وطريقَ الوصول إلى الهدف المأمول.
إنها ليلة تختصر مسافة الزمن، وطريقَ الوصول إلى الهدف المأمول.
هذه الليلة المباركة هي الليلة التي شمّر لقيامها أهل السباق،
ونصبوا لأجلها أقدمَهم بين يدي الخلاّق، وأسهروا عيونهم،
وادخروا الدموع الكثيرة ليريقوها هذه الليلة،
ونصبوا لأجلها أقدمَهم بين يدي الخلاّق، وأسهروا عيونهم،
وادخروا الدموع الكثيرة ليريقوها هذه الليلة،
لمثلِها كنتُ أصونُ الدُّموعْ ♦♦♦ فلْتذرِفِ العينُ ويَنْأ الهُجوعْ[3].
إن الله تعالى قد شرّف هذه الليلة بنزول القرآن الكريم فيها من اللوح المحفوظ ؛
إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾ [الدخان: 3].
وهي ليلة ذات شرف وفضل وعظمة ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]،
وتفوق بهذا الفضل والشرف والعمل الصالح فيها ألفَ شهر ليس فيها ليلةُ قدر
إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾ [الدخان: 3].
وهي ليلة ذات شرف وفضل وعظمة ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]،
وتفوق بهذا الفضل والشرف والعمل الصالح فيها ألفَ شهر ليس فيها ليلةُ قدر
•••••

ومن براهين فضلها وخيرها: أن الملائكة يكثر نزولهم إلى الأرض،
ومن بينهم جبريل عليه السلام، ولا تهبط الملائكة إلا بالخير ؛
﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ [القدر: 4]،
وهي ليلة كاملة ذات سلامة من المكروهات، وتسليم من الملائكة على المؤمنين،
وينبغي عدم الخصام والاختلاف فيها، ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 5]،
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
خرج يخبر بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال:
(إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان فرُفِعت، وعسى أن يكون خيراً لكم)[4].
•••••
فيا أيها المسلم، برهنْ على صدق إيمانك، وحرصك على الخير؛
بقيامك هذه الليلة في العشر الأواخر؛ ابتغاء وجه الله،
ومن رحمة الله تعالى أن هذه الليلة أُخفي تحديدها؛ حتى يكثر اجتهاد العابدين،
وتزيد قربات المتقربين، من هذا المنهل المَعين.
لكن الرسول عليه الصلاة والسلام قد قرّب ذلك الزمن؛
فحث على التماسها في أوتار العشر، وهي ليلة إحدى وعشرين،
وثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين،
فقال عليه الصلاة والسلام: (التمسوها في العشر الأواخر (يعني: ليلة القدر) ؛
فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي)[5]،
وقال: (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر في تاسعة تبقى،
في سابعة تبقى، في خامسة تبقى)[6].

.........................
[1] ديوان ابن نباتة المصري (ص: 96).
[2] متفق عليه.
[3] الأغاني، للأصفهاني (6/ 45).
[4] رواه البخاري.
[5] رواه مسلم.
[6] رواه البخاري.
