فقه كيفيــــــة التعزيــــــة

ABU_Somaia

إداري سابق
★ نجم المنتدى ★
عضوية موثوقة ✔️
كبار الشخصيات
إنضم
15 أبريل 2015
المشاركات
9,270
مستوى التفاعل
16,921
النقاط
4,070
الإقامة
مصر
غير متصل
RRA2qf3.png

[السُّؤَالُ]

ما كيفية العزاء الإسلامي ؟ وما حكم المآتم ؟

[الْجَوَابُ]
الحمد لله
التعزية هي التسلية والحث على الصبر بوعد الأجر ، والدعاء للميت والمصاب ، هكذا يعرفها الفقهاء رحمهم الله ، منهم العلامة ابن مفلح في "الفروع" (2/229) .
ولا شك أن التعزية مما يخفف على المصاب ويذهب الهم ، ويزيل الغم ، ولذلك جاءت الشريعة باستحباب تعزية من أصيب بمصيبة ، تحقيقا لمقصد التعاون على البر والتقوى ، والتصبر والرضا بالقضاء والقدر ، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر .
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يعزي أصحابه في مصائبهم ، وما زال المسلمون يعزي بعضهم بعضهم ، ويواسي بعضهم بعضا ، واتفق العلماء على مشروعية التعزية واستحبابها .
قال النووي رحمه الله : " واعلم أن التعزية هي التصبير ، وذكر ما يسلي صاحب الميت ، ويخفف حزنه ، ويهون مصيبته ، وهي مستحبة ، فإنها مشتملة على الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وهي داخلة أيضا في قول الله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) المائدة/2 ، وهذا أحسن ما يستدل به في التعزية ، وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) " انتهى .
"الأذكار" (ص/148-149) .


وتحصل التعزية بكل لفظ يسلي المصاب ويصبره ، ويحثه على احتساب الأجر عند الله .
قال الشوكاني رحمه الله : " فكل ما يجلب للمصاب صبراً يقال له : تعزية ، بأي لفظ كان ، ويحصل به للمعزي الأجر المذكور في الأحاديث " انتهى .
"نيل الأوطار" (4/117) .
ومما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ألفاظ التعزية : ( إن لله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ، فاصبر واحتسب ) .
قال النووي رحمه الله :
" أحسن ما يعزى به ما روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : أرسلت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم إليه تدعوه وتخبره أن صبيا لها أو ابنا في الموت ، فقال للرسول : ( ارجع إليها ، فأخبرها أن لله تعالى ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شئ عنده بأجل مسمى ، فمرها فلتصبر ولتحتسب...) وذكر تمام الحديث .

قلت (النووي) : فهذا الحديث من أعظم قواعد الإسلام ، المشتملة على مهمات كثيرة من أصول الدين وفروعه والآداب والصبر على النوازل كلها والهموم والأسقام وغير ذلك من الأعراض ، ومعنى : ( أن لله تعالى ما أخذ ) ، أن العالم كله ملك لله تعالى ، فلم يأخذ ما هو لكم ، بل أخذ ما هو له عندكم في معنى العارية ، ومعنى : ( وله ما أعطى ) ، أن ما وهبه لكم ليس خارجا عن ملكه ، بل هو له سبحانه يفعل فيه ما يشاء ، ( وكل شيء عنده بأجل مسمى ) ، فلا تجزعوا ، فإن من قبضه قد انقضى أجله المسمى فمحال تأخره أو تقدمه عنه ، فإذا علمتم هذا كله ، فاصبروا واحتسبوا ما نزل بكم " انتهى .
"الأذكار" (ص/150) .
وأما مكان التعزية وكيفيتها فليس في ذلك شيء محدد ، فيمكن أن تحصل بالمقابلة في المسجد أو في الطريق أو في العمل ، وبالمكالمة الهاتفية ، وبالرسائل المتنوعة ، وبالذهاب إلى بيته ، وبكل شيء يتعارف عليه الناس أنه من طرق التعزية.


ويبدأ وقت التعزية من حين يموت الميت ، فتستحب قبل الدفن وبعده ، ولا تتحدد بثلاثة أيام .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" وليس لها وقت مخصص ، ولا أيام مخصوصة ، بل هي مشروعة من حين الدفن وبعده ، والمبادرة بها أفضل في حال شدة المصيبة ، وتجوز بعد ثلاث من موت الميت ؛ لعدم الدليل على التحديد " انتهى .
"فتاوى إسلامية" (2/43) .
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (9/134) : "وليس للتعزية وقت محدد ، ولا مكان محدد" انتهى .

والله أعلم .


(المصدر)

 

توقيع : ABU_Somaia
بارك الله فيك اخي الكريم
وجعله في ميزان حسناتك
 
توقيع : ABU_Somaia
توقيع : ABU_Somaia
بارك ألله فيك و زادك من علمه
 
توقيع : tayeb62
توقيع : ABU_Somaia
جزاك الله خيرا اخى الكريم

اسعدنى مرورك الطيب 222:):rose:
إني أسألك ألله لك الصبر عند القضاء ومنازل الشهداء، وعيش السعداء والنصر على الأعداء ومرافقة الأنبياء والفوز بالجنة، والنجاة من النار يا رب العالمين.
 
توقيع : tayeb62
جزاك الله خيراً وبارك فيك

جزيل الشكر على الطرح الرائع
 
توقيع : أسيرالشوق
إني أسألك ألله لك الصبر عند القضاء ومنازل الشهداء، وعيش السعداء والنصر على الأعداء ومرافقة الأنبياء والفوز بالجنة، والنجاة من النار يا رب العالمين.
شكرا جزيلا اخى الكريم على الدعاء الطيب222:)

نورت الموضوع وأسأل الله لك بمثل مادعوت:rose:
 
توقيع : ABU_Somaia
توقيع : ABU_Somaia
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
في ميزان حسناتك ان شاء الله
 
توقيع : كريم الجنابي
مشاركة مميزة أخي الحبيب جعلها الله في ميزان حسناتك
 
توقيع : SASA G
توقيع : ABU_Somaia
مشاركة مميزة أخي الحبيب جعلها الله في ميزان حسناتك
جزاك الله خيرا اخى الكريم

اسعدنى مرورك 222:):rose:
 
توقيع : ABU_Somaia
توقيع : ABU_Somaia
RRA2qf3.png

[السُّؤَالُ]

ما كيفية العزاء الإسلامي ؟ وما حكم المآتم ؟

[الْجَوَابُ]
الحمد لله
التعزية هي التسلية والحث على الصبر بوعد الأجر ، والدعاء للميت والمصاب ، هكذا يعرفها الفقهاء رحمهم الله ، منهم العلامة ابن مفلح في "الفروع" (2/229) .
ولا شك أن التعزية مما يخفف على المصاب ويذهب الهم ، ويزيل الغم ، ولذلك جاءت الشريعة باستحباب تعزية من أصيب بمصيبة ، تحقيقا لمقصد التعاون على البر والتقوى ، والتصبر والرضا بالقضاء والقدر ، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر .
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يعزي أصحابه في مصائبهم ، وما زال المسلمون يعزي بعضهم بعضهم ، ويواسي بعضهم بعضا ، واتفق العلماء على مشروعية التعزية واستحبابها .
قال النووي رحمه الله : " واعلم أن التعزية هي التصبير ، وذكر ما يسلي صاحب الميت ، ويخفف حزنه ، ويهون مصيبته ، وهي مستحبة ، فإنها مشتملة على الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وهي داخلة أيضا في قول الله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) المائدة/2 ، وهذا أحسن ما يستدل به في التعزية ، وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) " انتهى .
"الأذكار" (ص/148-149) .


وتحصل التعزية بكل لفظ يسلي المصاب ويصبره ، ويحثه على احتساب الأجر عند الله .
قال الشوكاني رحمه الله : " فكل ما يجلب للمصاب صبراً يقال له : تعزية ، بأي لفظ كان ، ويحصل به للمعزي الأجر المذكور في الأحاديث " انتهى .
"نيل الأوطار" (4/117) .
ومما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ألفاظ التعزية : ( إن لله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ، فاصبر واحتسب ) .
قال النووي رحمه الله :
" أحسن ما يعزى به ما روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : أرسلت إحدى بنات النبي صلى الله عليه وسلم إليه تدعوه وتخبره أن صبيا لها أو ابنا في الموت ، فقال للرسول : ( ارجع إليها ، فأخبرها أن لله تعالى ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شئ عنده بأجل مسمى ، فمرها فلتصبر ولتحتسب...) وذكر تمام الحديث .

قلت (النووي) : فهذا الحديث من أعظم قواعد الإسلام ، المشتملة على مهمات كثيرة من أصول الدين وفروعه والآداب والصبر على النوازل كلها والهموم والأسقام وغير ذلك من الأعراض ، ومعنى : ( أن لله تعالى ما أخذ ) ، أن العالم كله ملك لله تعالى ، فلم يأخذ ما هو لكم ، بل أخذ ما هو له عندكم في معنى العارية ، ومعنى : ( وله ما أعطى ) ، أن ما وهبه لكم ليس خارجا عن ملكه ، بل هو له سبحانه يفعل فيه ما يشاء ، ( وكل شيء عنده بأجل مسمى ) ، فلا تجزعوا ، فإن من قبضه قد انقضى أجله المسمى فمحال تأخره أو تقدمه عنه ، فإذا علمتم هذا كله ، فاصبروا واحتسبوا ما نزل بكم " انتهى .
"الأذكار" (ص/150) .
وأما مكان التعزية وكيفيتها فليس في ذلك شيء محدد ، فيمكن أن تحصل بالمقابلة في المسجد أو في الطريق أو في العمل ، وبالمكالمة الهاتفية ، وبالرسائل المتنوعة ، وبالذهاب إلى بيته ، وبكل شيء يتعارف عليه الناس أنه من طرق التعزية.


ويبدأ وقت التعزية من حين يموت الميت ، فتستحب قبل الدفن وبعده ، ولا تتحدد بثلاثة أيام .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" وليس لها وقت مخصص ، ولا أيام مخصوصة ، بل هي مشروعة من حين الدفن وبعده ، والمبادرة بها أفضل في حال شدة المصيبة ، وتجوز بعد ثلاث من موت الميت ؛ لعدم الدليل على التحديد " انتهى .
"فتاوى إسلامية" (2/43) .
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (9/134) : "وليس للتعزية وقت محدد ، ولا مكان محدد" انتهى .

والله أعلم .


(المصدر)

بارك الله فيك
 
توقيع : ABU_Somaia
عودة
أعلى