راجية الجنة
مُديرة عامّة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

••• السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته •••
إخوتي وأخواتي روّاد القسم العامّ؛
مقالٌ قيّم؛
أرجو أن نفيد منه جميعًا.
/
/
/
صرخةُ كتاب l مقال قيّم
أ. أمحمد الخوجة./

/

/
صرخةُ كتاب l مقال قيّم
يخيَّل إليك ذاك الكتاب الحزين، وكأنه يصرخ بأعلى صوته:
" اقرؤوني"، فأنا الذي أكتنف كنوزًا بين دفَّتيَّ، أنا الذي تجدون بين أوراقي تاريخ الأمم السابقة وأخلاقهم وحروبهم، أنا الذي أحمل لكم معلومات عن مكوِّنات الأرض، من جبال، وأنهار، وبحار، أنا الذي تجدون في أحشائي رحلات ماتعة بدون مقابل، أنا الذي ستحتاجون إليَّ لا محالة!

يخيَّل لكل قارئ غيور أنه يصرخ:
تبًّا للمذياع الذي أنقص حبَّ الناس لي، فلقد صاروا يفضِّلون الاستماع إلى أغانيه وأخباره وبرامجه، وقلَّما تجد مَن يقرؤني حين ينتهي من الاستماع والاستمتاع.

تبًّا للتلفاز، ذاك الجهاز المليء بالصور والحركة، لقد شغل أغلب الناس عني حتى قال قائلهم: "ربَّ صورةٍ خيرٌ مِن ألف كلمة".
تبًّا للهاتف الذكيِّ الذي استحوذ على عقول الناس جميعًا، فلقد ضايقني إلى حدِّ أنني صرت مهجورًا.

ثم يُخيل إليك وهو يُردِف قائلًا:
صدِّقوني، أنا صديق المنفرد والغريب والجاهل، ومع ذلك لا أحد يلتفت إلى صراخه، مع أن الجمع غفير، والذين يستطيعون قراءته كثيرون.
صدِّقوني، أنا صديق المنفرد والغريب والجاهل، ومع ذلك لا أحد يلتفت إلى صراخه، مع أن الجمع غفير، والذين يستطيعون قراءته كثيرون.

تعالت صرخات كتابنا واحتجاجاته، طالبًا على الأقلِّ أن يعترف الناس له بفضله؛ لأن ما تحمله الوسائل الحديثة والتكنولوجيا، لا تعدو أن تكون تراكمات لأفكار حملتها كتب استمدَّت مادتها منه شاءت أم أبَت، ولكن مع ذلك يستمرُّ التجاهل والتنكُّر، ولا أحد يلتفت إلى مطالبه.

ولكن هيهات، لقد ثارت عليه إبداعات التكنولوجيا تباعًا - ولن تفلح في طمس قُدسيته - فنَسِيَه طالبو الفكرة الجاهزة، والكسالى من المتواكلين الذين يرغبون في الحصول على مبتغاهم في أسرع وقت.

تعالت صرخات كتابنا واحتجاجاته، طالبًا على الأقلِّ أن يعترف الناس له بفضله؛ لأن ما تحمله الوسائل الحديثة والتكنولوجيا، لا تعدو أن تكون تراكمات لأفكار حملتها كتب استمدَّت مادتها منه شاءت أم أبَت، ولكن مع ذلك يستمرُّ التجاهل والتنكُّر، ولا أحد يلتفت إلى مطالبه.

تمت..


اللّهم أعنّا على ذكرك وشُكرك وحسن عبادتك.
المصدر/ شبكة الألوكة - موقع على منهج أهل السُّنّة والجماعة.
