راجية الجنةراجية الجنة is verified member.

مُديرة عامّة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
إنضم
9 نوفمبر 2015
المشاركات
13,297
مستوى التفاعل
44,512
النقاط
28,654
الإقامة
الدُّنيا ظلّ زائل
غير متصل
666666999.png


• السّلامُ عليكُم ورحمة الله تَعالى وبركاتُه •


ملحوظةٌ:

إخوتي وأخواتي روّاد القسم العامّ؛
مِن بحر المواعِظ،
ودُرّ التّوجيهات؛
فوائِد مُنتقاةٌ؛
أرجو أن نفيد منها جميعًا.
/

%D9%83%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9_%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A9_%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84.jpg


/

::


كأنّها البارحة l مقالٌ قيّم
لفضيلة سالم العجميّ؛ حفظه الله تعالى.

::

E55AxrAQ.jpeg

7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


شعور يخالجك دائماً ولو كنت تزعم خلافه، ظنُّك أنَّ العمر يقف عند نقطةٍ محددةٍ،
فلا يتقدم ولا يتحرك، وفجأة يمر أمامك من الوقائع؛

ما يجعلك تنتبه إلى تسارع الأيام ودوران عجلتها.
7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


بالأمس نظرت إلى بنيَّتي الصغيرة، طفلةً تلعب بين يديَّ، تملأ الدنيا حيوية وضجيجاً وصخباً؛
واليوم إذ بها فتاة على
وشك أنْ تنهي دراستها الثانوية؛
لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها ومحوراً آخر.

7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


لمّـا نظرت إليها نظرة المتأمل، وأمعنت النظر، أيقنت بتقدم العمر،
وإنما الفرق بين الناس يتمثل بمقدار ما جنوه من النتائج بعد رحيل أيامهم؛
حتى يحمد الرابح مسعاه، ويندم المفرِّط على ما فقده في سالف أيامه.

7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


بالأمس حضر عندي في قاعة المحاضرات طالبٌ يدرس في سنته الجامعية الأولى،
ولما قرأت اسمه فإذا به ابنٌ لصاحب لي قد شهدْتُ زواجَه حين دخل على والدة هذا التلميذ،

فازددت يقيناً بمضيِّ العمر، وكأنَّ صارخاً يصرخ في أذني؛
ويقول: لِـمَ لا تريد أنْ تصدِّق أنك بدأت تتخطى مراحل الحياة،
وتقطع الطريق تلو الطريق حتى تصل إلى نهاية المطاف.


7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png

كم ينسى المرء أنه قد مضت أيامه، ومضى عمره،
ولا يكاد يصدّق ذلك حتى يمرَّ أمامه شخص من أقرانه وأترابه،
وحين يدقِّق النظر في وجهه، ويرى ما حلَّ به من التغيُّر،

يتخيَّل أنه انعكاس لصورته، وشهادةٌ بتغيِّر حاله.



7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


لا أدري ما سرُّ هذا الهروب من هذه الحقيقة القادمة لا محالة،
هل هو هروب من الشيخوخة أم حباً في الحياة،

أم كراهية لتوديع أيام الشباب، لعلمنا أنها أنفس أيام العمر.

7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


غريبٌ حال البشر!


الطفل يتمنى أنْ لو كان كبيراً؛ حتى يستمتع بما يستمتع به الكبار من أنواع الرفاهية،

فإذا صار فتى؛ ودَّ أنْ لو كان كهلاً؛ حتى يمارس ما يمارسه الكبار من السفر والرَّحَلات؛
وغير ذلك، فإذا صار شيخاً كبيراً تمنى أنْ لو رجع شابًّا؛
لعلمه بما في تلك المرحلة من أسرار، كما قيل:


عَرِيتُ من الشباب وكنت غضّاً .. كما يَعرَى من الورقِ القضيبُ

ونُحْتُ على الشباب بدمعِ عيني .. فما أغنى البكاءُ ولا النحيبُ
فيا ليت الشبابَ يعود يوماً .. فأخبره بما فعل المشيبُ

ولربّما تمرُّ به أوقات كثيرة يتمنى أنْ لو رجع طفلاً بريئاً، بعد أن امتلأ قلبه بالهموم،

وضاق صدرُه بالأحزان، وثقل كاهله بأعباء الحياة.

7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


وعلى الرغم من كل هذه الأمنيات، سيقف المرءُ مُقِرًّا بالحقيقة التي مارس الهرب منها؛

بأساليبَ شتى، وهي أنه سيتجاوز محطات العمر محطةً محطةً؛
حتى يبلغ إلى حيث تنتهي به المرحلة ويتوقف به المسير.

يحب الفتى طولَ البقاءِ وإنه .. على ثقةٍ أنَّ البقاءَ فناءُ

زيادته في الجسم نقصُ حياتِه .. وليس على نقص الحياةِ نماءُ
إذا ما طوى يوماً طوى اليوم بعده .. ويطويه إنْ جنَّ المساءُ مساءُ

1364119546455.jpg


fzLgv6P.png


.............................

~ تمّ بحمدِ الله تعالى.


::

اللّهم علّمنا ما ينفعنا،
وانفعنا بما علّمتنا وزدنا علمًا؛ آمين.
المَصدر: موقع فضيلة الشّيخ.
 

توقيع : راجية الجنةراجية الجنة is verified member.
مقال رااائع عندما نتفكر فيه لبرهة
كل الشكر لكي أختنا الكريمة
 
توقيع : SASA G
عودة
أعلى