رمضان مَدْرسَة لِتَرْك كُلّ العادات السّيئة ، وهو أكبر مجال للانتصار على النفس وشَهواتها ، وذلك أن الصائم يُمسِك عن الْمُفطِّرات طيلة النار ، وقد يمتدّ النهار إلى 15 ساعة ، وهذا يَعني أن الْمُدخِّن أو الْمُتَعَاطِي يستطيع أن يَصبِر كل هذا الوقت الطويل ، ولكن نفسه الأمّارة بالسوء وشيطانه يُوهِمانه أنه لا يستطيع الصبر !!
قُلتُ مرّة لِمُدخِّن : يا أخي ، اعتَبِر شهر رمضان كُلّه صيام عن التدخين !
وجاهِد نفسك لإنقاذها مِن هذا الداء والنّتَن ؛ فإن عَلِم الله مِنك صِدْق عَزِيمة وَفّقَك وأعانك ، وهذا وَعْد الله : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
قال ابن عَطِيّة في تفسيره : فالآية قَبْل الجهاد العُرْفِي ، وإنما هو جهاد عام في دين الله وطلب مرضاته . اهـ .
ومَن لَم يَتُب في رمضان فَمَتى سيتُوب ، ومَن لم يُقلِع عن التدخين في رمضان ، فمتى سيُقلِع ؟!
في رمضان يجد المسلم مِن نفسه إقبالاً على الطاعة ونشاطا ، وعَوْنا عليها .
والإنسان ليس حُرًّا ، بل هو عَبْدٌ لله ، فيجب أن يَخضع لله ، وينقاد لِشَرْعِه وأمره .
وكل إنسان سوف يُسأل عن خَمْس .
قال عليه الصلاة والسلام : لا تزول قَدَمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن : عن عُمُره فيما أفْناه ، وعن جِسْمِه فيمَ أبْلاه ، وعن عِلْمه فيما عَمِل به ، وعن مَالِه مِن أين اكتسبه ، وفيمَ أنفقه . رواه الترمذي ن وصححه الألباني .
فالمال في الحقيقة هو مال الله ، فلا تضَعه إلا حيث أمَرك الله وأذِن لك .
ولم يأذَن الله بِوَضْع المال في الحرام .
والْمُدخِّن يشتري بِمالِه ما يُتلِف صِحّته .
وليس بينه وبين تَرْكِ التّدخِين إلاّ العَزِيمة الصادقة ، واللجوء إلى الله أن يُخلّصه مِنه .
وخِتاما : تَخَلّص مِن التّدخين قَبل أن يتخلّص منك !