راجية الجنةراجية الجنة is verified member.

مُديرة عامّة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
إنضم
9 نوفمبر 2015
المشاركات
13,310
مستوى التفاعل
44,545
النقاط
28,954
الإقامة
الدُّنيا ظلّ زائل
غير متصل
سجود القلب

666666999.png


• السّلامُ عليكُم ورحمة الله تَعالى وبركاتُه •

إخوتي وأخواتي روّاد القسم العامّ؛
مِن بحر المواعِظ،
ودُرّ التّوجيهات؛
حديثٌ مُنتقىٌ؛
أرجو أن نفيد منهُ جميعًا.
/
%D9%83%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9_%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A9_%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84.jpg

/
::


سجود قلب

عادل بن عبدالعزيز المحلاوي.


::

hwaml.com_1399788270_584.gif


7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


سُجود القلب

*******

الكائنات كلها تسجد لله طوعاً وإذعاناً ، وتعظيماً وإجلالاً .

ويسبح الكون كله لله ، بسمائه وأرضه ، وسحابه وماءه ، وهواءه وشجره .

نقرأ قوله تعالى :
" وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ "؛

فنذعن لهذه العظمة ، وذاك الكبرياء .

ونتأمل قوله تعالى :


" تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ
إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ".

فإذا ملِكاً جليلاً قد عرفت المخلوقات عظمته فتمتمت بالتسبيح ،
واستغرقت بالتقديس .
فهل تفكرنا في هذا السجود ، وذاك التسبيح ، الخاضع قائلُه لربه !
7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


إنّ عظمت الله تسكن كل قلب حي ، وذو إحساس وشعور إلا عصاة بني آدم .

ولو تأمّل ذلك المسكين في عظمة الله لسجد سجدة لايقوم منها إلى يوم القيامة .
جبريلُ عليه السلام - أعظمُ الملائكة خِلقةً وعظمة - مرّ به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء؛
فإذا هو ( كالحِلْس البالي ) خضوعاً وذلةً واستكانةً لخالقه .

هذا الملَك العظيم في خِلْقته وبُنيته يخضع ويخشع هذا الخشوع العظيم للباري ،
وماذاك إلا لمعرفته لله ، لأنّ أس الأساس في تعظيم الله ، وأصل الأصول
( هو : معرفة الله تعالى ).
7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


سجود القلب :


هو الإذعان التام لله الملك ، والخضوع المطلق للإله الحق المبين .

هناك حيث يعرف المرء قدره حين يتذكر أصل خلقته " من نطفة " وختام حياته " تحلّل في تراب ".

سجود القلب :


يحدث حين يتأمل المرء في عظمة الله المطلقة ، في أولية لا ابتداء لها ، وأخروية لا نهاية لها ،
وإحاطة عظيمة للخلائق في برهم وجوهم وبحرهم وفضائهم ،
إحاطة في أدق تفاصيل أمورهم من أسرار وأعمال وأقوال وخطرات ونوايا ومستقبل وماض.
في تقديرات يعجز أبلغ النّاس عن وصفه ولكنّها يسيرة في علم الله وعند قدرته .

7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


سجود القلب :

في كل حال اضطرار وحاجة ، وفقر لملك قدير قادر ، يغيّر مجرى الأمور ،
ويفرّج كل همّ ، ويقضي كل حاجة ، ويجيب كل دعوة ، ويحقق كل أمنية .

لا تفكر في أمنياتك التي لم تتحقق ، ولكن استحضر - الأن - كل فضل عليك :
( ستره ، عافيته ، حفظه لك في كل جارحة منك ، عطاءه في كل ذرة من حياتك )

أُعدد أيام الصحة لك في حياتك ؛ لا تستطيع .

عدّد أيام فرحك ؛ لا تقدر .

7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


تكلم عن نعمة البصر والسمع فقط ؛ تحتاج معها لمجلدات .

أيام مرضك معدودة ، ساعات حزنك محدودة ، حوائج التي لم تتحقق تستطيع عدها ،
ولكن في المقابل انظر لعطاءه لديك تجده لا حصر له ( إسلام تنجو به من النار ،
علم تعبد به ربك ، صحة تمشي به لقضاء حوائجك ، أمن في وطن يُحفظ به عرضك ومالك ).


تفكّر في صغرك وضعفك ثم هاأنت قد قويت ، تذكر يوم كنت لا تملك شيئاً منه،
وهاأنت قد وسع الله عليك ، استحضر طفولتك وشبابك وكيف كانت وإلى أين وصلت الأن .

هذا هو " ربك " المنعِم عليك ، فاسجد سجود قلب .

7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


Cat8t8wXEAEG8Bk.jpg



fzLgv6P.png

.............................


~ تمّ بحمدِ الله تعالى.


::
اللّهم إنّأ نسألُك الجنّة - برحمتك - لَنا ولأهلينا؛ آمينَ.

~ المَصدر/ صيد الفوائد
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
 

توقيع : راجية الجنةراجية الجنة is verified member.
بارك‏ ‏الله‏ ‏فيك‏ ‏راجية‏ ‏الجنة
 
توقيع : حسين القناشي
عودة
أعلى