من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
بسمِ الله الرّحمن الرّحيم
رسول الإنسانية مُحمّد صلّى الله عليه وسلّم
من أهم الجوانب المثيرة للاهتمام بقوة في شخصية النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إنسانًا رقيقًا مرهف الإحساس، وعرفت عنه هذه الرقة على مدار حياته، مارسها بعفوية تؤكد أنها جزء أصيل في مكونه النفسي، وأنها ليست ناتجة عن افتعال أو تكلف. ولن نتفهم روعة الرقة في شخصية النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا إذا أدركنا أن هذه الصفة كانت تحسب سلبًا على الشخصية العربية في المجتمع العربي قبل الإسلام، الذي لم يكن مجتمعًا حقيقيًّا وفقًا للمعايير المجتمعية، فهو يتمثل في قبائل متناثرة معزولة عن العالم الخارجي الذي لا يربطه به سوى رحلات تجارية موسمية، أو رحلات علمية فردية نادرة، وليس له قانون ثابت موحد، وإنما تغلب عليه فلسفة القوة وثقافة العنف.
وقد أثارت رقة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بعض معاصريه من العرب، كما حدث مع الأقرع بن حابس وهو رجل من أهل نجد عندما دخل عليه ورآه يقبل حفيده الحسن بن علي فتعجب من ذلك وأخبره بأن له عشرة من الولد ما قبل منهم أحدا، فيأتي تعليق النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - على قوله برد هذه الرقة إلى رحمة الله تعالى، ووجهه إلى أن يكون رحيمًا، وأن رحمة الله بالناس مرهونة على رحمتهم بأنفسهم، وساق هذه الحكمة الإنسانية في جملة بليغة: «من لا يرحم لا يرحم».
ولم تكن تلك الرحمة خاصة بحفيده الذي يحبه فقط، فالشمائل الأصيلة لا تتجزأ، ولكنها تجري كنهر رائق في مجراه التاريخي بلا كدر، فكان إذا مر على صبية يلعبون سلم عليهم وداعبهم. بل إن جسامة مسئولياته وتنوع همومه لم تمنعه من مواساة طفل صغير رآه حزينًا لموت عصفوره فيلاطفه بكنيته ويسأله: «يا أبا عمير، ما فعل النغير؟». وذات الرقة مع الأطفال، تتجلى فيه وهو في ساحة القتال، قائدًا مظفرًا له الكلمة العليا، فموقفه من الأسرى المحاربين، وهو في قمة نشوة الانتصار على عدوه اللدود قريش التي آذته وحاصرته وكافحت لقتله والقضاء على دعوته حتى هاجر من قريته مكرهًا. ففي أول انتصار حاسم له عليها، لم يظهر أبدًا كقائد عسكري يعبر عن قوته بإراقة الدماء، والتنكيل بالعدو المنهزم، ولكنه عبر بتلقائية عن سمو نفسه، ورقي إنسانيته.
..........
للمزيد:
اللهم صل وسلّم على نبيّنا مُحمّد.
رسول الإنسانية مُحمّد صلّى الله عليه وسلّم

من أهم الجوانب المثيرة للاهتمام بقوة في شخصية النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إنسانًا رقيقًا مرهف الإحساس، وعرفت عنه هذه الرقة على مدار حياته، مارسها بعفوية تؤكد أنها جزء أصيل في مكونه النفسي، وأنها ليست ناتجة عن افتعال أو تكلف. ولن نتفهم روعة الرقة في شخصية النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا إذا أدركنا أن هذه الصفة كانت تحسب سلبًا على الشخصية العربية في المجتمع العربي قبل الإسلام، الذي لم يكن مجتمعًا حقيقيًّا وفقًا للمعايير المجتمعية، فهو يتمثل في قبائل متناثرة معزولة عن العالم الخارجي الذي لا يربطه به سوى رحلات تجارية موسمية، أو رحلات علمية فردية نادرة، وليس له قانون ثابت موحد، وإنما تغلب عليه فلسفة القوة وثقافة العنف.
وقد أثارت رقة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بعض معاصريه من العرب، كما حدث مع الأقرع بن حابس وهو رجل من أهل نجد عندما دخل عليه ورآه يقبل حفيده الحسن بن علي فتعجب من ذلك وأخبره بأن له عشرة من الولد ما قبل منهم أحدا، فيأتي تعليق النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - على قوله برد هذه الرقة إلى رحمة الله تعالى، ووجهه إلى أن يكون رحيمًا، وأن رحمة الله بالناس مرهونة على رحمتهم بأنفسهم، وساق هذه الحكمة الإنسانية في جملة بليغة: «من لا يرحم لا يرحم».

ولم تكن تلك الرحمة خاصة بحفيده الذي يحبه فقط، فالشمائل الأصيلة لا تتجزأ، ولكنها تجري كنهر رائق في مجراه التاريخي بلا كدر، فكان إذا مر على صبية يلعبون سلم عليهم وداعبهم. بل إن جسامة مسئولياته وتنوع همومه لم تمنعه من مواساة طفل صغير رآه حزينًا لموت عصفوره فيلاطفه بكنيته ويسأله: «يا أبا عمير، ما فعل النغير؟». وذات الرقة مع الأطفال، تتجلى فيه وهو في ساحة القتال، قائدًا مظفرًا له الكلمة العليا، فموقفه من الأسرى المحاربين، وهو في قمة نشوة الانتصار على عدوه اللدود قريش التي آذته وحاصرته وكافحت لقتله والقضاء على دعوته حتى هاجر من قريته مكرهًا. ففي أول انتصار حاسم له عليها، لم يظهر أبدًا كقائد عسكري يعبر عن قوته بإراقة الدماء، والتنكيل بالعدو المنهزم، ولكنه عبر بتلقائية عن سمو نفسه، ورقي إنسانيته.
..........
للمزيد:
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
اللهم صل وسلّم على نبيّنا مُحمّد.

التعديل الأخير بواسطة المشرف: