الداعية أبوعبدالله

زيزوومي VIP
★★ نجم المنتدى ★★
الأعضاء النشطين لهذا الشهر
إنضم
9 مايو 2010
المشاركات
5,109
مستوى التفاعل
6,760
النقاط
5,570
الإقامة
كل بلاد العرب أوطاني
غير متصل
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الذي لايحمد سواه والصلاة والسلام على من لانبي بعد ( صلّ الله عليه وآله وصحبه أجمعين ) ومن تبعهم بإحسان إلى يوم يبعثون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

4cmubzi3tgq3.jpg





غالبًا ما يصيبُنا من البلاءِ ما يُثقِلُ كاهِلنا ويكسِرُ ظهورنا، نسأل الله أن لما هذا؟ دون إدراكٍ منّا عن سببِ ما نحنُ فيه، ناسين أم متناسين أنّ ما يزرعُه المرء في حياتِه يحصده عاجلاً أو آجلاً، سواءً خيرًا كان أو شرًا. وهذا ما جاء في قول الشيخ محمود المصري: المؤمن يعلم أن الدنيا مزرعة للآخرة، وأن ما يزرعه هنا فسوف يحصده هناك.. عندما يصل المؤمن إلى تلك الحقيقة، ويوقن أنه موقوف بين يدي الله جلّ وعلا في يوم مقداره خمسون ألف سنة، فإن الدنيا لو سجدت بين يديه لركضها برجليه طامعاً في ساعة واحدة يناجي فيها ربّه لعل الله يكتب له بها النجاة من تلك النار التي أُوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، وألف عامٍ حتى احمرّت، وألف عامٍ حتى اسودّت، فهي الآن سوداء قاتمة.. فيعلم المؤمن أن كل نعيم دون الجنة سراب، وكل عذاب دون النار عافية.


فالإنسان مخلوقٌ ذو زوايا متشعّبة ومن بين هذه الزوايا الشر والخير، فإمّا أن يكون قادِرًا على قمعِ بذرة الشرّ فيه بزرع الخير أين ما حلّ، وإمّا أن يستوطن الشر قلبه فيُصبِح كقنبلة ناسفة أينما حلّت دمّرت ما حولها، لكنّه في كلا الحالتين سيجني إمّا ثوابًا يتلذّذه في الحياة الدّنيا والآخرة، وإمّا عقابًا يلقاه يوم مماتِه أو في حياتِه قبل الممات. فليس منّا من أصاب غيره بأذى أو تكلّم عنه بسوء سواءً بصدقٍ أو افتراء ولم يجزى بمِثلِ ما أصاب، فمن يغتب غيره يحمل أوزاره وينقص من ذنوبه ويضيف لنفسه، ومن يقذفُ محصناتِ غيره يأته يومٌ ويُقذفُ في عرضه. ويقول ُسبحانهُ تعالى في سورة النّجم: ﴿أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ﴾ (38)، لأنّ ما تفعله يصيبُك أنتَ وحدكَ ولا يصيبُ غيرك من أخواتِك أو بناتِك أو أحد أفرادِ عائلتِك بل المصيبة ستحطُ على صاحبِ الذّنبِ ولا أحد سواه.



وهذا هو حال الآباءِ والأبناء فإن زُرت يومًا دار العجزة ورأيتَ هول المكانِ وبؤس الآباء والأمهات فسيصيبكَ ألم باذخ وتتحسّر على أولئك الّذين رموا بأهلِهِم دون أدنى رحمةٍ أو شفقة، وتتعجّب لأمرِهم، لكن عندما ترى ما يفعلُه الآباء لأولادِهم من سوءِ معاملتهم وتعذيبِهم ولا مبالاتٍ بِهم وكأنّهم لا يملكون لهم في قلوبِهم من الحبّ والعطف شيئًا وكأن ليسوا قطعة من روحِهم وفلذاتُ أكبادِهم، ستدرِكُ حينَها أنّ الحياة عقوقٌ متبادَل.




أسعد غيرك ولو بشيءٍ بسيـط وسترى كيف سترافِقُك تلكَ السعادة طِوال اليوم، كلّ ما تذكرتها مُلأت روحك حيوية وسعادةٍ غامرة. ولا تترُك للأذى مكانًا في حياتِك


فمن يسئ اليوم لوالِديه فسيأتِيه يومٌ يُفعلُ بِه مثلما فعل بهِما دون ذرة رحمة ولا شفقة، وكيف يُرحمُ شخصٌ لَم يَرحَم من كبّراهُ وسهِرا على راحتِه حتّى وصل إلى ما هو عليه، أنكر النّعمة فلم يُجزى من الله سبحانه وتعالى إلاّ بجنس ما فعل. وتِلك الّتي ائتمنتها صديقتُها على سرّها وظنّتها مخزنُ أسرارِها وشخصًا موثوقًا تبُثُّها أحزانَها، فخانتِ الثقة ولم تترُك من السرّ ما يُقال عنهُ سرًا وجعلتها علكة بأفواه كلّ من هبّ ودب، فظنّت بذلِك أنّ لن يأتيها يومٌ ويصيبُها من الله ما هو أشدّ أضعافًا مضاعفة. عن أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "إذَا أذْنَبَتْ إحْدَاكُنَّ ذَنْبًا فْلَتْسَتْغْفِر الله وتَتُبْ ولا تُحَدِّثْ بِه أحدًا".


ولكم هو سهلٌ إيذاء غيرِنا وطعنِهم، فقد يظنّهُ البعض حديثًا يمرّ ولن يُصيبَهُم منه شيء لكنّهم لا يعلمون أنّهم بذلِك كتبوا لِنفسهم عقابًا بمثلِ ما فعلوا أو أشد. جاء في الحديث الشريف: "من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله" رواه الترمذي. وقليلون هم من يستدركون هول ما فعلوه فتأنِّبُهم ضمائرُهم ويستغفرون ربّهم لحظتها وتضيق صدورهم لما سبّبوه لغيرهم من أذى في لحظة ضعفت فيها النّفسُ للشيطان ووساوِسه، فيحاولون بذلِك جهدَ أيمانِهم إصلاح وترميم أخطائهم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: "كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُون".



أليس من الجميل أن نزرع بذرة خيرٍ أينما حللنا ونترُك في قلوبِ من نعرفُ ولا نعرِف أثرًا جميلاً يتذكرونا به؟ أليس في العطاء سعادة تخالِجُ قلب المُعطي حينَ يرى ابتسامة في ثغرِ غيره وأن يكون هو سببُ تِلك الابتسامة؟ قال الله تعالى: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا﴾ (المزمل: 20). جرّب ذلك بنفسِك أسعد غيرك ولو بشيءٍ بسيـط وسترى كيف سترافِقُك تلكَ السعادة طِوال اليوم، كلّ ما تذكرتها مُلأت روحك حيوية وسعادةٍ غامرة. ولا تترُك للأذى مكانًا في حياتِك حتّى إن حدث وآذيتَ غيرك فلم يتأخر الوقت على الاعتذار بكلمة طيبة بصدقٍ وحبّ ستجدُ قبولاً برحابة صدر منه، فقط أخلِص النيّة لله تعالى ولا تجعل في عملِك رياءً لأنّ ما تعملهُ بنيّةٍ صالحة يترسَّخُ ويكونُ أكثر قبوُلاً؛ قال الله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ (فاطر: 10)، لتُلَملِم ما بعثرته وتداوي جراح من أحزنته، لأنّ سعادتَنا تكمُن في عدمِ إلحاق الضرر بغيرِنا والإحسان إليهم، لأنّ الإحسان للغير راحة للنّفس والضمير.


إن أحسنت فهو من فضل الله عليّ وإن أسأت فمن نفسي والشيطان

ولاحول ولاقوة إلا بالله

وإلى اللقاء في موضوع قادم بإذن الله , وإن أحيانا الله تعالى

محبكم في الله العبد الفقير إلى الله أبوعبدالله
 

توقيع : الداعية أبوعبدالله
بارك الله فيك اخي الكريم ...مقال جميل ..نعوذ بالله من العقوق .. اللهم اجعلني بارا بوالدتي .. كما كنت مع ابي :222cry: رحمه الله :unsure:
 
توقيع : taha43taha43 is verified member.
جزاك الله خيرا
 
توقيع : ABU_SomaiaABU_Somaia is verified member.
بارك الله فيك اخي الكريم ...مقال جميل ..نعوذ بالله من العقوق .. اللهم اجعلني بارا بوالدتي .. كما كنت مع ابي :222cry: رحمه الله :unsure:
وفيك بارك الله مراقبنا الحبيب طه وآمين يارب العالمين رحم الله والديك الأحياء منهم والأموات
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
توقيع : الداعية أبوعبدالله
بارك الله فيك اخي الكريم ابو عبدالله على المشاركه المهمه والقيمه والمفيده
جزاك الله كل خير ونسال الله ان يكتب لك الاخر مضاعفا
وان يبلغك رمضان وانت في صحه وعافيه وسلامه
دمت في رعاية الله وحفظه
 
بارك الله فيك اخي الكريم ابو عبدالله على المشاركه المهمه والقيمه والمفيده
جزاك الله كل خير ونسال الله ان يكتب لك الاخر مضاعفا
وان يبلغك رمضان وانت في صحه وعافيه وسلامه
دمت في رعاية الله وحفظه
وبك بارك الله أخي الحبيب وإياك إن شاء الله وآمين يارب العالمين وإياك وجميع المسلمين والمسلمات
حفظك الله ورعاك
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
الله يجزاك خير والله يرزقنا بر والدينا يارب يارحمن .
 
توقيع : Player50
الله يجزاك خير والله يرزقنا بر والدينا يارب يارحمن .
وإياك اخي الفاضل وآمين يارب العالمين وبارك الله فيك
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
جزيت خيرا أخي الحبيب على هذا المقال الرائع
 
توقيع : MesterPerfectMesterPerfect is verified member.
جزيت خيرا أخي الحبيب على هذا المقال الرائع
وإياك أخي الحبيب والأروع تعليقك الجميل مراقبنا المحترم
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمت يداك وأنار الله دربك وبصيرتك اخي الطيب222:)
:222cry::222cry::222cry:
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

أوصانا الله عز وجل ورسول الله بضرورة إرضاء الوالدين وبرهم في الحياة وبعد الممات من خلال الدعوة لهم،
فقد عاني الوالدين الكثير مع الأبناء حتى يصلوا بهم إلى أعلى مكانة في الحياة،
ويأتي دور الأبناء في
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
بر الوالدين في كافة أمور الحياة حيث يوجد مقام وشأن للوالدين في الحياة وعند الله عز وجل من الصعب إدراكه،
وعلى الإنسان أن يبذل قصارى جهده طوال الحياة من أجل بر الوالدين وأن يقنص تلك الفرصة للفوز برضا الله عز وجل.

وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (الإسراء:24)
{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِـمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام: 129]:

ينتصر للمظلوم من الظالم بتسليط بعض عباده على ذلك الظالم ولو كانوا كفاراً،

وفي الأثر: «عقوبتان معجلتان: العقوق والبغي»
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

لك مني أجمل التحيات
Ziad :222rolleyes:
 
توقيع : ziad zoud
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمت يداك وأنار الله دربك وبصيرتك اخي الطيب222:)
:222cry::222cry::222cry:
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

أوصانا الله عز وجل ورسول الله بضرورة إرضاء الوالدين وبرهم في الحياة وبعد الممات من خلال الدعوة لهم،
فقد عاني الوالدين الكثير مع الأبناء حتى يصلوا بهم إلى أعلى مكانة في الحياة،
ويأتي دور الأبناء في
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
بر الوالدين في كافة أمور الحياة حيث يوجد مقام وشأن للوالدين في الحياة وعند الله عز وجل من الصعب إدراكه،
وعلى الإنسان أن يبذل قصارى جهده طوال الحياة من أجل بر الوالدين وأن يقنص تلك الفرصة للفوز برضا الله عز وجل.

وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (الإسراء:24)
{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِـمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام: 129]:

ينتصر للمظلوم من الظالم بتسليط بعض عباده على ذلك الظالم ولو كانوا كفاراً،

وفي الأثر: «عقوبتان معجلتان: العقوق والبغي»
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

لك مني أجمل التحيات
Ziad :222rolleyes:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب ومشرفنا الحبيب زياد المحترم , لافوض فوك دائما تسعدني بتعليقاتك الرائعة والتي تضيف اضافة حيقيقة للمقال
لاحرمك الله الأجر والثواب , وتقبل مني كل التقدير والإحترام
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
عودة
أعلى