غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

هذا مقال يجسد لسان حال المعاق في وطننا العربي بالنسبة لجانب الزواج، وفضلت أن أقسمه إلى مشاهد حتى يكون أكثر واقعية، وأتمنى من الله أن تساهم هذه الكلمات ولو بالقليل في تغيير نظرة المجتمع للمعاق.
المشهد الأول:
يحدث في مجتمعنا الحالي أن يريد الشاب المعاق أن يتزوج ويذهب إلى أي فتاه يرى هو أو أحدا من أهله أنها مناسبة فلا يلقى من أهلها سوى نظرة الشفقة على حاله، ويصحبها كلمة مثل كل شيء نصيب وإلخ، وقد يحدث غير ذلك ولكن فيما نضر. وكذلك قد يرى شاب فتاه معاقة ويعجب بها ويطلب من أهله الزواج منها فيرفضون، فقط لأنها تعاني من إعاقة معينة، وبالرغم من أن هذه الإعاقة لا تعيقها كزوجة أو كأم، إلا أنهم يرفضون، والأسباب تكون كالتالي:
أنه معاق سينجب أطفال مثله. هي معاقة ستنجب أطفال مثلها حتما.
كيف لهذه تصلح أن تكون أم؟!، كيف ستربي أبنائها؟!، كيف لهذا يصلح أن يكون زوج، كيف سيجلب لكي حاجيات المنزل؟ وكيف سيخرج معكي؟!، أنه حتما سيتركك بالمنزل دوما، حينما تتزوجيه فأنتي ستحكمين على نفسك بالإعدام.
بالرغم من كل ذلك، مثل هذه المشكلات والأفكار التي تنبع من عقول جاهلة مهما وصل بها العلم لا يغذيها ولا يجعل منها عقول ناضجة عادلة تُحَكِم فكرها، ليس المعضلة، لأن لو هناك طرف من الطرفين متمسك بالآخر فقد يصنع المعجزات من أجله ويصل إليه رغم ما يقال من حوله، ومثل هذه النماذج نأمل أن تغير المجتمع يوما.
المشهد الثاني:
هنا سنرى حقا المشكلة الكبرى التي تنم عن فكر لا أدري أن أحكم عليه بماذا أو أصفه بأي وصف.
يرى شاب فتاه لها أحد أخواتها يعاني من إعاقة معينة، وحينما يعرف يصرف نظر عنها أو يكون هذا حكم أهله والسبب كالتالي:
أختها/أخيها معاق فهي حتما ستنجب مثله، وعلى العكس عندما يتقدم شاب لفتاه قد يُرفَض لنفس السبب.
لا أدري لماذا هنا يتقمص الجميع شخصية الطبيب العالم العارف والمدرك لكل شيء، وينسوا أنها أقدار ليس لأحد أحقية أن يعلم ماذا يُخبئ الله للغد. الجميع يعطي أحكام ظالمة على أطراف ليس لهم أي ذنب سوى أن الله إبتلاهم بإبتلاء، وهم في إختبار طيلة عمرهم من الله، إختبار لمدى صبرهم على نظرة المجتمع وظلمه وأحكامه المميتة للمشاعر، وليس إختبار لنقص أنقصه الله منه، لأن الله عز وجل يَحرم ليمنح، ويأخذ ليعطي، وسبحانه يؤجل العوض الجميل للوقت الجميل، والفائز هو من يَصبِر.
المشهد الثالث:
سأتحدث هنا عن نظرة الغرب للمعاق وحقه في الحياه، في المشاهد السابقة لم أتطرق إلى أي شيء آخر سوى نظرة المجتمع لزواج المعاق أو زواج قرنائه. الغرب يا سادا ينادون بحق المعاق في الزواج، وكأن انتهى لديهم كل حقوق المعاق الأخرى وباقي فقط الزواج، حقهم فإن نظرنا إلى نظرة المجتمع الغربي للمعاق سنجده يعطيه كل حقوقه ويوفر له جميع سبل الراحة ولن يتبقى له سوى أن يدعم زواج المعاق وينادي به، دون أي خجل مثلنا أو خوف من ضياع مستقبل أمة وكأن المعاق هو الذي سينجب لمجتمعنا الشخص الفاسد الظالم الخائن الأبله والمعتدي.
المشهد الرابع:
نحن أهل الدين، نحن أهل الإسلام والعدل والقرآن.
كثيرا ما نسمع هذه الكلمات على ألسنة معظمنا ولكن، أريد أن أعرف حقا هل أنتم تعملون بالإسلام كله أم تستثنون بعض الأجزاء منه، كيف أنتم تعتقدون هذه المعتقدات والإسلام لا يفرق بين شخص وشخص وأنتم تفعلون، الله كرم الإنسان وجعله في أحسن صورة حتى وإن بدله نعمة بنعمة أخرى، عندما يأخذ الله شيء من عباده حتما يعوضه بدلا منها بالأجمل، ياليتكم تدركون هذا الأمر ولا تتعجلون في الحكم على أمور ليس بأيديكم مصيرها. كل شخص يعلم جيدا قدراته ولولا معرفته بها ما كان فكر أنه يصلح أن يكون زوج/زوجة، كل ما عليك أن تفعله هو الدعم وفقط، الدعم بما يرضي الله، وقَول الحسن من الكلمات، فالكلمة الطيبة صدقة. يا سيدي الأمر كله بيدي الله، دعها تسير كيفما يشاء لها ربها، وليس كما ترى أنت، فالإنسان مهما إن على قدره وعظم صنعه، لن ولم يصل لدرجة علم غيبيات، الزواج نصيب وهيئة الذرية نصيب لا يعلمها إلا الله. وظلمك لروح ليس لها أي ذنب هو إجرام، وتذكر أنه ما يُكسره كلمة لا يُجبره كتاب.
