كريم الجنابي

مدير عام للمنتدى والمكتبة الالكترونية
طاقم الإدارة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
عضوية موثوقة ✔️
كبار الشخصيات
إنضم
1 ديسمبر 2012
المشاركات
25,562
مستوى التفاعل
70,216
النقاط
10,820
الإقامة
ZYZOOM
غير متصل
1.bObjn5M.png


الاســتــغــفــــــار

LMt4X7O.gif


الاستغفار والفرج

الاستغفار عبادة عظيمة، أثره عظيم على النفس في حاضرها ومستقبلها، وفي حال قوتها وضعفها، وصحتها ومرضها،
وفي الدنيا والأخرى، نعرض له في هذا المبحث مفتتحين بما رواه أبو داود رحمه الله قال:
حدثنا هشام بن عمار:حدثنا الوليد محمد بن علي بن عبدالله بن عباس، عن أبيه أنه حدّثه: عن ابن عباس؛ أنه حدّثه قال:
قال رسول الله ﷺ: «
من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل همّ فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب«(1).
plRWfWJ.gif

مفهوم الاستغفار:

غَفَرَ الشيءَ: ستره. ويقال غفر الشيْبَ بالخضاب: غطاه، وغفر المتاعَ في الوعاء: أدخله فيه وسَتَره، واللهُ له ذنبه: غَفْرًا،
وغُفرانًا، ومغفرة: ستره وعفا عنه. واستغفر الله ذنبه، ومن ذنبه، ولذنبه: طلب منه أن يغفره(2).

فالاستغفار: هو طلب المغفرة من الله تعالى، وذلك بستر الذنوب والعفو عنها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه أبو داود (ص224، رقم 1518) كتاب الوتر، باب في الاستغفار.
وابن ماجه (ص545، رقم 3819) كتاب الأدب، باب في الاستغفار. والحديث ضعيف لكن معناه صحيح موافق للقرآن.
(2) المعجم الوسيط 2/ 656 مادة (غَفَرَ).


Qdsy7rs.gif

حكم الاستغفار

يعدّ الاستغفار نوعًا من أنواع الذكر، وهو مطلب شرعي أمر به الله تعالى عباده في آيات كثيرة من كتابه المبين، ومن خلال
دعوة الرسل عليهم السلام لهم، كما في قوله تعالى:{
وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(1)، وقوله جل ذكره:{وَاسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ
}(2)، وقوله جل ثناؤه:{وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ
مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
}(3)، وقوله تبارك وتعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ
}(4).

ويمكن تقسيم الحكم الشرعي للاستغفار حسب الحالة التي يكون فيها الإنسان، إلى أحكام:

1-الواجب: كاستغفار الإنسان من المعاصي والذنوب التي وقع فيها وندم على فعلها، فهو واجب في هذه الحال.
2-المندوب: ويكون مندوبًا في الحالات الاعتيادية التي يعيشها الإنسان من غير المعاصي فيستغفر لنفسه ولوالديه ولأهله وللمؤمنين.
3-المحرم: وهو الاستغفار للكفار والمشركين، لقوله تعالى:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي
قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
}(5).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [المزمل: 20]
(2) [هود: 90]
(3) [هود: 3]
(4) [هود: 52]
(5) [التوبة: 113]

AG2JIYa.gif

علاقة الاستغفار بالتوبة

هناك علاقة متلازمة بين الاستغفار والتوبة، بل إن بعض أهل العلم لم يفرقوا بينهما لقربهما من بعض في المعنى، وقد أوضح
ابن القيم رحمه الله هذه العلاقة بقوله:»وأما الاستغفار فهو نوعان: مفرد ومقرون بالتوبة:

فالمفرد: كقول نوح عليه السلام:{اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}(1)، وقول صالح عليه السلام: {لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}(2).
والمقرون: كقول هود عليه السلام:{وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ
وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ
}(3)، وقول شعيب عليه السلام: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ}(4)»(5).

وقال: فالاستغفار المفرد كالتوبة، بل هو التوبة بعينها، مع تضمنه طلب المغفرة من الله، وهو محو الذنب وإزالة أثره ووقاية
شره لا كما ظنه بعض الناس: إنها الستر. فإن الله يستر على من يغفر له ومن لا يغفر له.
وهذا الاستغفار هو الذي يمنع العذاب كما في قوله تعالى:{
وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}(6)، فإن الله لا يعذب مستغفرًا.

وأما من أصرُّ على الذنب وطلب من الله المغفرة فهذا ليس باستغفار مطلق ولهذا لا يمنع العذاب. فالاستغفار يتضمن التوبة،
والتوبة تتضمن الاستغفار وكل منهما يدخل في مسمى الآخر عند الإطلاق.
وقال رحمه الله: «وأما عند اقتران اللفظتين بالأخرى، فالاستغفار: طلب وقاية شر ما مضى، والتوبة: هي الرجوع وطلب وقاية
شر ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله. والرجوع إلى الله يتناول النوعين، فخصت التوبة بالرجوع والاستغفار بالمفارقة.
وعند إفراد أحدهما يتناول الأمرين كما في قوله:{
وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ}(7)فإنه الرجوع إلى طريق الحق بعد مفارقة الباطل.
قال والاستغفار إزالة الضرر، والتوبة جلب المنفعة، فالمغفرة أن يقيه شر الذنب، والتوبة أن يحصل له بعد هذه الوقاية مع ما يحبه«(8).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [نوح: 10]
(2) [النمل: 46]
(3) [هود: 52]
(4) [هود: 90]
(5) مدارج السالكين 1/ 333
(6) [الأنفال: 33]
(7) [هود:3]

G39rDhC.gif

أهمية الاستغفار وحاجة الناس إليه

الاستغفار هو القناة التي يتواصل المؤمن من خلالها مع ربّه، ليتخلص من زلاته أخطائه بطلب العفو والمغفرة منه جلّ وعلا،
وهو حريص على هذه القناة حتى لا تنقطع به السبل أو تحجبه الكبائر عن الوصول إلى الله تعالى.
وبحكم طبيعة الإنسان البشرية التي تتأثر أحيانًا بالأهواء والشهوات والانقياد معها، فيصيبها غفلة حينًا، ونزوة حينًا آخر، وتقصيرًا
في عبادة أو تهاونًا في طاعة، فليجأ هذا العبد إلى ربه لتجديد العهد معه والاستغفار والندم على الحالة العارضة عليه، فيبدأ بالاستغفار
والإنابة إلى الله تعالى الذي هو أرحم بهذا العبد من نفسه، فيغفر له ويقبل رجوعه إليه، يقول تبارك وتعالى:
{
وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}(1).

ويقول له: «
يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، وثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي»(2).
لذا كان الإنسان بحاجة إلى الاستغفار بشكل دائم، لأنه معرض بشكل دائم للعثرات، فيتغبر بالذنوب ثم ينتفض منها بالاستغفار،
يقول عليه الصلاة والسلام: «
والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله، فيغفر لهم»(3).

ثم إن هناك مجموعة من المعالم التي تعطي هذه العبادة مكانة عظيمة في دائرة الذكر بصورة عامة، ومن أهم هذه المعالم:
1- أنه سنة الأنبياء جميعًا: كما في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام
:{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ
لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
}(4).
وقوله تعالى على لسان نوح حين ينصح قومه ويعظهم:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}(5).
وقوله تعالى على لسان هود عليه السلام:{
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ
}(6).
وكذلك قوله تعالى على لسان آدم وزوجته عليهما السلام بعد أن أكلا من الشجرة فاستغفرا الله تعالى:
{
قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(7).

2- أنه كان شأن النبي ﷺ ووصيته لأصحابه وأمته من بعدهم، لقوله عليه الصلاة والسلام:
«
والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة«(8). ويقول عليه الصلاة والسلام:
«
إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله كل يوم مئة مرة«(9).

3- أنه من صفات المؤمنين الصادقين الذين أثنى الله تعالى عليهم بقوله: {
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ
رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ . كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
}(10).

4- أنه سنّة الملائكة بصورة دائمة وشأنهم، كما هي دعاء خيارهم وأفاضلهم وهم حملة العرش حين يستغفرون للمؤمنين،
يقول تبارك وتعالى:{
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ
كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ
}(11).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [النساء: 110]
(2) أخرجه الترمذي (ص807، رقم 3540) كتاب الدعوات، باب الحديث القدسي: يا ابن آدم. وقال: حديث حسن صحيح.
(3) أخرجه مسلم (ص1191، رقم 2749) كتاب التوبة، باب سقوط الذنوب بالاستغفار.
(4) [القصص: 16]
(5) [نوح: 10]
(6) [هود: 52]
(7) [الأعراف: 23]
(8) أخرجه البخاري (ص1097، رقم 6307) كتاب الدعوات، باب الاستغفار.
(9) أخرجه أبو داود (ص224، رقم 1517) كتاب الوتر، باب في الاستغفار. وأحمد (2/45، رقم 9806).
(10) [الذاريات: 15-18]
(11) [غافر: 7]

pXUivML.gif

أوقات الاستغفار

ليس للاستغفار زمن يحدده أو مكان يقيّده، ويستحب الاستغفار في كل الأوقات والأمكنة، لأنه تواصل مع الله تعالى وبثّ الانكسار
إليه وطلب العفو منه، وباب الله مفتوح لعباده في كل وقت وآن، وقد وردت نصوص شرعية في فضل الاستغفار
في بعض المواضع والحالات التي يمرّ بها الإنسان، ومنها:

1- بعد الفراغ من بعض العبادات كالحج والصلاة مثلاً، يقول تبارك وتعالى:{
ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ
وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
}(1).
كما ورد عنه ﷺ أنه كان إذا فرغ من الصلاة يستغفر ثلاثًا، فيقول: «
أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام
ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام
«(2).

2- بعد الانتهاء من الكلام والقيام من المجلس، فقد أشار عليه الصلاة والسلام إلى كفارة المجلس بقوله: «من جلس في مجلس
فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر ما كان في مجلسه ذلك«(3).

3- يُكثر من الاستغفار عند حبس الأمطار والجفاف، لقول الله تعالى على لسان هود عليه السلام:{
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ
يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ
}(4)، وقوله تعالى على لسان نوح عليه السلام:{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
}(5).
وهذا الاستغفار ينبغي أن يكون باللسان وكذلك بالعمل من خلال إزالة الظلم وردّ الحقوق والتراجع عن قول الزور وغيرها.

4- يستحب الاستغفار عند الشعور بالضعف وقلة الحيلة لأنه يجلب العون والقوة لصاحبه، لقول تعالى في الآية السابقة:{
وَيَا قَوْمِ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ
}(6).

5- وجوب الاستغفار من الشرك والكفر والنفاق، لقوله تعالى:{
أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ . وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ
ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
}(7)،
وقوله عليه الصلاة والسلام: «
اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم«(8).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [البقرة: 199]
(2) أخرجه مسلم (ص239، رقم 591) كتاب المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة.
(3) أخرجه الترمذي (ص785، رقم 3433) كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا قام من مجلسه. وقال: حسن غريب صحيح.
(4) [هود: 52]
(5) [نوح: 10-11]
(6) [هود: 52]
(7) [هود : 2-3]
(8) أخرجه أبو يعلى (1/62، رقم 61). والبخاري في الأدب المفرد (ص250، رقم 716). وهو حديث صحيح.
(8) مدارج السالكين 1/333

m3kIr8r.gif


6- يكثر الاستغفار للميت بعد دفنه، لقول عثمان رضي الله عنه: «كان النبي ﷺ إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال:
استغفروا لأخيكم واسألوا الله له التثبيت فإنه الآن يسأل«(1).

7- يستحب الاستغفار عند النصر والتمكين وتوالي النعم من الله تعالى، لقوله جل ذكره:
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ . وَرَأَيْتَ النَّاسَ
يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا
}(2). وقوله تعالى:{وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ
اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ
}(3).

8- يكثر من الاستغفار عند كسوف الشمس وخسوف القمر، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: «
إذا رأيتم ذلك فصلوا، وادعوا
حتى يكشف ما بكم
«(4).

9- يستحب الاستغفار ويكثر منه في آخر الليل عند السحر، حيث أثنى الله تعالى على المؤمنين الذين يستغفرون في هذا الوقت
بقوله:{
الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}(5)، وقوله تعالى: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}(6).

10- يستغفر العبد عند الخروج من الخلاء، لقول عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله ﷺ إذا خرج من الخلاء قال: «
غفرانك«(7).

11- يكثر من الاستغفار بعد المعصية والخطيئة، لقوله تعالى:{
وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا
رَّحِيمًا
}(8)، ولقوله ﷺ في سيد الاستغفار: «وأبوء بذنبي إليك فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت«(9).

وغير هذه الأوقات والحالات كثيرة، حيث يوجب على الإنسان أو يشرع له الاستغفار فيها،
وجميعها مواطن تذكر الإنسان بقرب الله منه.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه أبو داود (ص470، رقم 3221) كتاب الجنائر، باب الاستغفار عند القبر للميت.
والحاكم في المستدرك (ص1/526، رقم 1372). والبيهقي في السنن الكبرى (4/56، رقم 7315). والحديث صحيح.
(2) سورة النصر.
(3) [هود: 61]
(4) أخرجه البخاري (ص172، رقم 1063) كتاب الكسوف، باب صلاة الكسوف جماعة.
(5) [آل عمران: 17]
(6) [الذاريات: 18]
(7) أخرجه الترمذي (ص3، رقم7) كتاب الطهارة، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء.
وابن ماجه (ص46، رقم 300) كتاب الطهارة، باب ما يقول إذا خرج من الخلاء.
(8) [النساء: 110]
(9) أخرجه البخاري (ص1076، رقم 6306) كتاب الدعوات، باب فضل الاستغفار.

azBzSd0.gif

آثار الاستغفار وثمراته

لكل عبادةٍ وذكرٍ ثمراته اليافعة وآثاره الإيجابية على صاحبه في الدنيا والآخرة، وللاستغفار من تلك الثمرات والآثار الشيء الكثير،
من أهمها:
1- الاستغفار سبب لتكفير الذنوب والخطايا، لقوله تعالى:{
وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}(1).
وقوله تعالى:
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ
وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ
}(2)
وجاء في الحديث القدسي: «
يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم«(3). وفي حديث
قدسي آخر: «
يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء، وثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي«(4).

ويقول عليه الصلاة والسلام: «
أذنب عبد ذنبًا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًا
يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا، فعلم أن له ربًا
يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا، فعلم أن له
ربًا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك
«(5).

2- فيه قرب من الله تعالى ونجاة من النار: لقول النبي ﷺ: «
سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني
وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي،
فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار موقنًا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من
الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة
»(6)، وقوله عليه الصلاة والسلام: «طوبى لمن وجد في
صحيفته استغفارًا كثيرًا
«(7).

3- الاستغفار يحفظ المستغفر من الخزي والعذاب في الدنيا: لقوله تعالى: {
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ
وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
}(8).

4- الاستغفار يرفع من شأن النفس ويطهرها من عوامل الكبر في العبادة، لأن الاستغفار يجعل العبد في حالة شعور
بالتقصير نحو الله تعالى مهما حافظ على هذه الطاعات والعبادات، يقول عليه الصلاة والسلام: «
إنه ليغان
على قلبي وإني لأستغفر الله كل يوم مئة مرة
«(9).

5- الاستغفار يمتّع العبد المتاع الحسن في الدنيا، من الزوجة الصالحة والأموال والبنين وغيرها لقوله تعالى:
{
وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن
تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
}(10).

6- الاستغفار سبب في نزول الأمطار وزوال القحط والجفاف، وإخراج الخير والبركات من الأرض، مما يأكل منه الإنسان
والأنعام، لقوله تعالى على لسان نوح:{
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا}(11)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [النساء: 110]
(2) [آل عمران: 135]
(3) أخرجه مسلم (ص1128، رقم 2577) كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم.
(4) أخرجه الترمذي (ص807، رقم 3540) كتاب الدعوات، باب مغفرة الله لخطايا العبد.
وأحمد (5/172، رقم 21544). قال الترمذي: حسن صحيح.
(5) أخرجه مسلم (ص1195، رقم 2758) كتاب التوبة، باب قبول التوبة من الذنوب.
(6) سبق تخريجه.
(7) أخرجه ابن ماجه (ص545، رقم 3818). والنسائي في السنن الكبرى (6/118، رقم 10289). وهو حديث صحيح.
(8) [الأنفال: 33]
(9) سبق تخريجه.
(10) [هود: 3]
(11) [نوح: 10-11]

AXQsSeR.gif


7- الاستغفار يزيد النفس بياضًا ونقاءً، لأنه يمحو ما فيها من الذنوب والخطايا التي تسوّد صفحاتها، يقول عليه الصلاة والسلام:
«
إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قبله وإن زاد زادت حتى يعلو قلبه وذاك الران
الذي ذكر الله عز وجل في القرآن
:{كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ}(1)»(2).

8- الاستغفارُ يفرّج الهموم ويزيل الكربات، ويدخل في النفس السكينة والاستقرار، ويجعلها مطمئنة وراضية بأمر الله تعالى
وقضائه، لقوله عليه الصلاة والسلام: «
من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا
ورزقه من حيث لا يحتسب
»(3).

9- الاستغفار يزيد في الرزق ويوسع فيه، ويبارك في الأولاد والبنين، لقوله تعالى:{
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا .
يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا
}(4).
وقوله عليه الصلاة والسلام:
«
من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب»(5).

10- الاستغفار يمنح العبد محبة الله تعالى ويزيد من الحب والود بين المؤمنين لقوله ﷺ: «إ
ذا التقي المسلمان فتصافحا
وحمدا الله تعالى واستغفرا غفر الله عز وجل لهما
»(6).

11- الاستغفار يمنع صاحبه من الانشغال بعيوب الناس، ويصرفه إلى عيوب نفسه وآثامها وزلاتها، فيستغفر لها ويتوب
عنها، لأنه يعرف أنه مقبل على يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

12- الاستغفار سبب لمنح القوة والتمكين في الأرض، والتغلب على الأعداء وعدم الرضوخ للمجرمين، لقوله تعالى:
{
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}(7).


EM3dndM.gif

وأخيرًا:

فإن الاستغفار من الأذكار التي حثّ عليها الله تعالى في آيات كثيرة، كما حفلت السنة النبوية بكثير من الأحاديث الواردة في
وجوب الاستغفار وآثاره الإيجابية على حياة الإنسان وبعد مماته، وهو من سنّة الرسل والأنبياء عليهم السلام، بل كان من
الأمور المهمة التي كانوا يدعون أقوامهم إليها، ويدل ذلك على عظم شأن هذا الذكر وأهميته للإنسان.

ومن هنا وفي زحمة الأهواء والشهوات، وفي خضم أمواج الفساد القادمة من كل مكان، وفي ظل الضغوطات النفسية والاجتماعية
والاقتصادية، كان لزامًا على المؤمن الإكثار من الاستغفار، وطلب العفو والمغفرة من الله تعالى على ما يصيبه من المعاصي أو
الزلات، أو الغفلة عن بعض العبادات، وفي الوقت نفسه يسأله الثبات أمام ما يحيط به من ألوان المغريات والمفسدات.


هذا ؛ وإن الاستغفار لا يخص أناسًا دون آخرين، بل كلهم بحاجة إلى هذا الذكر العظيم للخروج من أزماتهم واستقامة أحوالهم،
ابتداء من الحاكم والوزير ومرورًا بالموظف والطبيب والتاجر والمزارع والعامل وانتهاء بالأسرة وما فيها من زوج وزوجة
وبنات وبنين، ينبغي على الجميع ملازمة الاستغفار والإكثار منه، لأن رسول الله ﷺ الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
كان يستغفر في اليوم مئة مرة، فكيف ونحن البشر المنغمسون في بحور الخطايا والذنوب، وفي أوحال الغفلة والتقصير
عن الطاعات وأسباب القرب من الله تعالى؟!!


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [المطففين: 14]
(2) أخرجه ابن ماجه (ص618، رقم 4244) كتاب الزهد، باب ذكر الذنوب.
والترمذي (ص761، رقم 3334) كتاب التفسير، باب ومن سورة المطففين ولفظه »
إن العبد إذا أخطأ خطيئة». وهو حديث حسن.
(3) سبق تخريجه.
(4) [نوح: 10-12]
(5) رواه أبو داود، برقم 1518، ص 224. ورواه أحمد والحاكم.
(6) أخرجه أبو داود (ص731، رقم 5213) كتاب الأدب، باب المصافحة.
(7) [هود: 52]

-------------------------
حياة السعداء

ا. د فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
المشرف العام على شبكة السنة النبوية وعلومها
-------------------------

eXet134.gif


%2525D8%2525A7%2525D9%252584%2525D8%2525B2%2525D8%2525B9%2525D9%25258A%2525D9%252585%252520%2525D8%2525A7%2525D9%252584%2525D8%2525A3%2525D9%252588%2525D9%25258413.gif

10.i5xNR1X.png
 

التعديل الأخير:
توقيع : كريم الجنابي
شكراً على حضورك ومشاركتك
 
توقيع : أسيرالشوق
ماشاء الله تبارك الله مشاركه قيمه ومميز
يالغالي والحبيب ابوعبدالله
الله يبارك فيك وفي جهودك ونسأله في هذا اليوم ان يرزقك كل خير
ويحفظلك عبدالله ويكون من البارين بوالديه
تقديري لك
 
توقيع : كريم الجنابي
ماشاء الله تبارك الله مشاركه قيمه ومميز
يالغالي والحبيب ابوعبدالله
الله يبارك فيك وفي جهودك ونسأله في هذا اليوم ان يرزقك كل خير
ويحفظلك عبدالله ويكون من البارين بوالديه
تقديري لك
اكرمك الله بدعوة لاترد
ورزقا لايعد
وبابا الى الجنة لايسد
 
توقيع : كريم الجنابي
عودة
أعلى