1. الإدارة العامة

    صفحة منتديات زيزووم للأمن والحماية

  2. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية الفيس بوك

  3. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية التلكرام

مقال المحبة عند الصوفية!

الموضوع في 'المنتدى الإســـلامي العــام' بواسطة Mr. HATEM, بتاريخ ‏سبتمبر 27, 2020.

  1. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,885
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11


    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين إله الأولين والأخرين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه الغر الميامين، ومَن والاهم واتبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ ثم أما بعد.

    ((المحبة عند الصوفية))

    الحب الإلهي الصوفي هو أول أصل عندهم قامت عليه العبادة الصوفية من جهة، وهو أصل صريح في مخالفته للشرع وعدم قيامه عليه من جهة أخرى؛ وسيترتب على هذا ظهور مخالفات شرعية أخرى كثيرة أصولاً وفروعًا وغايةً.

    أولاً: إن حب هؤلاء الصوفية لا يقوم على الشرع في أمرين أساسيين:

    الأول: أن العبادة في الإسلام تقوم على العبودية لله تعالى بطاعته والالتزام بدينه، وهي عبودية فرضها سبحانه لقوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 56 - 58]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [النحل: 36]؛ لكن العبادة في التصوف لا تقوم على ذلك، وإنما تقوم على عبادة الله طلبًا لذاته وحبًّا فيه حسب رغبات الصوفية!

    والثاني: مفاده أن الحب الصوفي مخالف للحب الشرعي مع أن كلاًّ منهما يُسمَّى حبًّا إلهيًّا؛ فالحب الشرعي هو حب لله أمرنا اللهُ به ضمن طاعته وعبوديتنا له وفق شريعته، فهو حب من الشرع ومنضبط به، ومن أجله قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31]؛ لكن الحب الصوفي لا ينطلق من العبادة الشرعية، ولا يلتزم بالحب الشرعي وضوابطه، ولا يدعو إليه، بل إنه يتعالى عليه ويهاجمه ويزدريه ويتعالم عليه، فالحب الصوفي حب معاند للشرع؛ فالله تعالى أمرنا بحبه وحب رُسله وعباده المؤمنين، وحب دينه وجنّته، والخوف من ناره وعذابه، لكن الحب الصوفي خالف كل ذلك عن سبق إصرار وعناد وترصُّد، فلو كان حبًّا شرعيًّا وصحيحًا ما كان معاندًا للشرع ومخالفًا له وحربًا عليه.

    مع العلم بأن هؤلاء الصوفية قد احتجُّوا على صحَّة موقفهم في قولهم بالحب الإلهي، بأنه حب يقوم على البديهة، ولا يحتاج إلى دليل لإثباته، لأنهم يعبدون اللهَ طلبًا له وحبًّا فيه، ولا حبًّا في جنّته ولا خوفًا من ناره حسب زعمهم؛ واستدلالهم هذا لا يصح، فهو من التغليط والتلبيس، فالحب الإلهي لِيكون صحيحًا يجب أن يلتزم بالشرع قلبًا وقالبًا، لأن الحب في الله والبغض في الله؛ وأي حب إلهي مزعوم يخالف الشرع، فيزدري به ويتعالم عليه، ويخالفه فهو ليس بإلهيًّا صحيحًا، ومَن فعل ذلك مِن الصوفية وغيرهم فلن ينال الحب الإلهي الصحيح، ولن يفوز به، ولن يتذوّق طعمه.

    وثانياً: إن في أقوالهم أباطيل ومخالفات شرعية كثيرة؛ أشهـرهـــــا:

    (1) "إن حب الخالق يشغلهم عن حب المخلوقبمعنى: أنهم لا يحبون أحدًا سواه، ومِن ثَمّ لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم ولا بشرًا غيره، لأنهم مشغولون بحب الله عن حب الأنبياء وغيرهم من الناس!

    - وحبهم هذا ليس صحيحًا، لأنه قائم على رغباتهم لا على الشَّرع، ولا حتى على العقل، لأن حب الرسول صلى الله عليه وسلم مأمور به شرعًا، فقد أمرنا به اللهُ عزّ وجلّ، إِذْ قال: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24]، فالآية لم تنفِ ولا أنكرت على المسلمين حبهم لهؤلاء، وإنما أمرتهم أن يكون حب الله ورسوله أحب وأعظم من حبهم لأولادهم وإخوانهم وأموالهم، فيجب أن يكون حبهم لهؤلاء بعد حب الله ورسوله ومن أجلهما أيضًا؛ وصحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ». رواه البخاري

    وعليه؛ فإن الذي يحب اللهَ تعالى حبًّا صحيحًا كما أمر اللهُ تعالى به يجب عليه أن يحب نبيَّه وعبادَه المؤمنين، وإلاَّ فهو غير صادق في حبه له، لأن من المعروف شرعًا وعقًلا أن المحب لمَن يحب مطيع، فما بالك بالله تعالى الذي أمرنا بحبه وحب أنبيائه وعباده الصالحين؟!

    فنحن نحب الرسولَ والصحابةَ والمسلمينَ طاعة لله ومن أجله، لأن الحب في الله والبغض في الله، فلا يوجد تناقض بين حب الله وحب دينه ورسوله وعباده المؤمنين، وحب كل ما أمرنا بحبه؛ فهذا يعني أن الحب الإلهي الصوفي لم يكن حبًّا شرعيًّا، ولا كان من أجل الشرع ولا ملتزمًا به.

    (2) قول هؤلاء الصوفية بأنهم: "لا يعبدون الله تعالى طمعًا في جنّته ولا خوفًا من ناره، وإنما يعبدونه طلبًا له وحبًّا فيه".

    - هذا اعتراف صريح من الصوفية ودليل دامغ ضدَّهم بأن حبهم الإلهي مخالف للشَّرع، ولا ينطلق منه، ولا يحتكم إليه ولا يلتزم به، لأنهم أقاموا الحب الصوفي على مخالفة الشرع ومعاندته عن سبق إصرار وترصُّد؛ فلو انطلقوا من دين الإسلام في عبادتهم الصوفية لالتزموا به، ولجعلوا أنفسهم عِبادًا لله تعالى يتلقّون منه العبادة التي فرضها على عباده، وبما أن الله تعالى أمرنا أن نخافه ونرجوه، وندعوه ليُدخلنا الجنّة ويصرف عنا النّار، فكان يجب على الصوفية أن يطيعوا اللهَ تعالى وأن يلتزموا بشريعته تمامًا، فهذا هو منطق الحب والعبادة، وليس ما زعمه هؤلاء بأنهم يعبدون الله بلا ترغيب ولا ترهيب، وإنما حبًّا فيه وطلبًا له، فهذا من رعونات النفس وأهوائها، ومن تلبيسات الشياطين وتزيناتها، ومن قِلَّة الأدب مع الله تعالى وشريعته، لهذا قال سبحانه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31]، فالحب الإلهي الشرعي والصحيح يقوم على الالتزام بشريعة الله وحبه كما أمرنا هو وأراده لنا ومنا، ليس كما يريد الصوفية منه، أو غيرهم من الناس؛ والشاهد قوله سبحانه: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [القصص: 50] .. إذن مقولة هؤلاء الصوفية تعني أنهم أحبوا اللهَ بناءًا على ما أرادوه هم منه، وليس بناءًا على ما يريده سبحانه منهم، وفي هذه الحالة فهم محبون مطيعون لمرادهم من الله، وليسوا محبين ومطيعين لمراد الله منهم.

    وعليه: فقولهم بأنهم لا يعبدون اللهَ خوفًا منه ولا رغبةً في جنته؛ هو قول باطل وفاسد، لأنه مخالف لما أمر الله تعالى به وحبَّبنا إليه ورغَّبنا فيه، وكان من أخلاق الأنبياء وأوامرهم لأتباعهم قال سبحانه: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} [آل عمران: 198]، وقال تعالى: {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [المائدة: 119]، وعن أنبياء الله قال سبحانه: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90]؛ وقال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} [النازعات: 40]، وقال تعالى: {فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [البقرة: 150]، وقال تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50) وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [النحل: 50، 51]؛ وفي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الجنة: «حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ». رواه أبو داود في سننه (1/ 792)، وصحَّحه العلامة الألباني.

    *********

    المصــــــــــادر

    - القرآن الكريم.

    - الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه/ أبو عبد الله البخاري.

    - السنن/ أبو داود السجستاني.

    - صحيح وضعيف سنن أبي داود/ ناصر الدين الألباني.

    - طبقات الصوفية/ أبو عبد الرحمن السلمي.

    - جواهر التصوف/ أبو زكريا الرازي.

    - نقد الروايات والأفكار المؤسسة للتصوف "بتصرف"/ خالد كبير علال.
     
    ابن أصول و karimafou معجبون بهذا.

مشاركة هذه الصفحة

جاري تحميل الصفحة...