متصل
ماذا تحتاج فى هذه اللحظة لتشعر بالسعادة ؟
تحتاج عمل مُحترم له دخّل مُجزى ؟
تحتاج الزواج والإستقرار ؟
تحتاج أن تتعلم شيئ لتفتح به مشروعك الخاص ؟
تحتاج أن تسمع كلمة شكر على مساعدتك لمن كان يحتاج المساعدة لتشعر بقيمتك ؟
حسناً :-
حققت كل هذا أو أياً كان ما تحتاجه الآن , هل شعرت بالسعادة ؟
أم شعرت بها يوم أو يومين أو وقتها فقط ؟
هل شعرت أنك إنسان له قيمة ؟
هذا ما قلته له بعدما شكا لى أحواله فى حوار دار بيننا منذ حوالى خمس سنوات, وكان رده :-
لقد فعلت أغلب ما كان يُبهج النفس ويجعلها تشعر بالفخر والمتعة لكن بالنهاية ندمت,
ندمت لآننى توهّمت بأن سعادتى فى شيئ مؤقت ينتهى بمجرد الخروج من الموقف أو الحالة التى كنت أعيشها وقتها,
ندمت لآننى لم أسمع كلامك حينما قلت لى بأن كل هذا خيالات
من تزين الشيطان لك ليجعلك تظن أنك
لن تستطيع العيش دون فعل هذه الأشياء ,
فى حين أن الله قد قال لك وحذرك بأنه " وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم " ...
ندمت بأننى تركت أهل منطقتى وأخواتى وأهلى وجلست بالساعات على
الانترنت دون هدف, وكل ما كنت أفعله هو تضيع الأوقات ومغازلة النساء
والخوض فى أحاديث القلوب منها تستاء...
ندمت لآننى نشرت صور كثيرة على الإنترنت لا ترضى الله, والكثير شاهدوها فكنت
أنا السبب فى إغوائهم واللعب بعواطفهم وغرائزهم....
إنتهى الحوار بآهآآات لكنه تعلم من الماضى وأبدع فى الحاضر وكانت النتيجة أنه أصبح !!
مُهندس مُحنكّ له سيرة طيبة بين الناس , والمنطقة كلها تتباهى به وبأخلاقه ومركزه الكبير وقربه الشديد من الله...
لآنه تيقن بأنه لن يشعر بقيمته الحقيقية إلا حينما يقترب من الله...
فحينما إقترب من الله بفعل المأمورات كرّهّه الله فى المُنكرات والمحظورات ...
ولاحظ أننى قلت بأنه " تقرب بفعل المأمورات " ولم أقل بترك المنكرات ,
لآن كثرة الطاعات تبتلع المُنكرات من جذورها...
بمعنى أدق "إذا كنت غير قادر على ترك المعاصى , فأكثر من الطاعات,
وبقدرة قادر سيأمر الله عقلك وقلبك وأحشائك وشراينك ببُغض كل الذنوب والمعاصى , ويتم
استئصال الدم ويوضع مكانه حب الخير والهمة والنشاط والنجاح فينتشروا داخل عروقك وأحشائك......"
