Mr. HATEM
زيزوومي VIP
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

.. إذا وثقتَ بما حَبَاك اللهُ به مِن نِعَم ومقومات وشخصية، فستصل تلك الثقة إلى الجميع، وتدفعهم إلى احترام شخصيتك واستقلالها ..
.. نعم هناك بعض المهارات الاجتماعية التي تساعدك كي تُحسِّن من تواصلك مع الغير، بَيْد أَنَّ هذا لا يعني أبدًا الانسلاخ من شخصيتك ..
.. فاللهُ سبحانه وتعالى خلق الناس متفاوتون في الطباع والأمزجة والميول ..
.. لم يخلقهم نُسخ مكرَّرة ولا فئة واحدة ..
.. فمنَّا الجاد العملي .. ومنا خفيف الظل المرح .. وفينا الحَييّ الهادئ .. وفينا الجريء المقدام ..
.. وكل هذه الأصناف خير .. وكل مُيسَّر لما خُلِق له ..
.. ما كان أبو بكر شبيهًا بعمر .. ولا عثمان كعلي .. ولا أبا ذر كخالد .. عليهم رضوان الله جميعا..
.. كلٌّ له طبيعته التي جَبَلَه اللهُ عليها .. كما أنَّ لكل رجل مهمة خلقه اللهُ لها ..
يقول ربُّنا جلّ اسمُه: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}. (هود: 118)
.. مختلفين في الطبائع .. مختلفين في الأهواء .. مختلفين في الأمزجة .. مختلفين في الميول .. مختلفين في كل شيء ..
.. ذلك لأن اختلافهم سُنَّة ربَّانية .. المقصود منها هو التعارف والتعايش والتكامل والتعاون ..
.. يجب أن تفقه هذا أيها الهُمام .. وتُدرك أن لك شخصية مستقلة ومختلفة عن الآخرين ..
.. والسقوط يبدأ حينما تتمرَّد على تلك الطبيعة .. السقوط يبدأ حينما تُقلِّد و تكون إِمَّعة .. ليس لك شخصية مستقلة ..
يقول ديل كارنيجي: "علمتني التجربة أن أُسقِط فورًا من حسابي الأشخاص الذين يتظاهرون بغير ما هم في الحقيقة" ..
.. فهؤلاء المُقلِّدون، المُتظاهِرون بعكس حقيقتهم، أبرز خصائصهم عدم الثِّقة بالنَّفس، والتَّذمُّر من تكوينهم النفسي والوجداني ..
.. نعم؛ قد نُهذِّب بعض الصفات .. أو نتعلَّم بعض المهارات .. أمَّا أن نحاول أن ننسلخ من طبيعتنا ونلبس وجه آخر يعجبنا ..
فلن ينطلي هذا الدلال على أحد ..
.. ولله درّ الشاعر فهذا هو السقوط .. يقول الشاعر:
كل امرئٍ راجعٌ يوماً لشميتِه وإِن تخلَّق أخلاقاً إِلى حينِ ..
.. تمامًا كالثوب الذي من شدَّة إتقانه يصعب تكرراه .. وهذا يعود في المقام الأول إلى عظمة المُربِّي الذي صاغ هذه الشخصية ..
.. فدلالة عظمة قائد من القواد .. أو زعيم من الزعماء، هو أن يُحيط نفسه بالعظماء أمثاله، والنابهين الأذكياء ..
ولذلك كان الحبيب صلى اللهُ عليه وسلم صانع الرجال بحق، فكان يؤيد لين أبي بكر .. وكذلك شدة عمر .. وبلاغة وحكمة علي .. وحياء وهدوء عثمان؛ رضوان الله عنهم أجمعين
.. إن التقليد طمس للشخصية وضياع للهوية ..
.. فحاذر أن تعيش في ثوب غيرك مهما أعجبك هذا الثوب ..
.. بل كن علامة بارزة في دنيا الناس ..
.. ونجم مميز يعرفه القاصي والداني لتفرده واستقلاليته ..
مما راق لي
"بتصرف"
"بتصرف"
