محمد وعل
زيزوومي جديد
- إنضم
- 26 مارس 2021
- المشاركات
- 6
- مستوى التفاعل
- 15
- النقاط
- 10
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
لعل اهم ما يميز حياة العرب في الجاهلية أنها كانت حياة حربية تقوم على سفك الدماء حتى لكأنه أصبحت سنّة من سننهم، فهم دائماً قاتلون مقتلون، لا يفرغون من دم إلا الى دم، ولذلك كان اكبر قانون عندهم يخضع له كبيرهم وصغيرهم هو قانون الأخذ بالثأر، فهو شريعتهم المقدسة، وهي شريعة تصطبغ عندهم بما يشبه الصبغة الدينية، إذ كانوا يُحرّمون على انفسهم الخمر والنساء والطيب حتى يثأروا من غرمائهم. ولم يكن لأي فرد من افراد القبيلة حق ولا ما يشبه الحق في نقض هذه الشريعة ولا الوقوف ضدها او الخروج عليها، فما هي إلا أن يُقتل أحد منهم فإذا سيوف العشيرة مسلولة، وتتبعها العشائر الاخرى في قبيلته، تؤازرها في الأخذ بثأرها،ويتعدد القتل والثأر بينها وبين القبيلة المعادية، وتتوارثان الثارات حتى يتدخل من يصلح بينهما ويتحمل الديات والمغارم، ولم يكونوا يقبلونها الا بعد تفاقم الأمر و بعد أن تأتي الحرب على الحرث والنسل، أمّا قبل ذلك فكانت تُعد سبّة و عاراً. فهم لا يرضون بالدية ويرونها ذلاً ما بعده ذل أن يستبدلوا بالدم الابل و ألبانها، فالدم لا يشفيهم منه الا الدم، وكأنما أصبح سفكه غريزة من غرائزهم ، فهم يطلبونه وهم يتعطشون اليه تعطشاً شديداً..
أكثر حروبهم كان يجرها نزاع بين بعض الافراد في قبيلتين مختلفتين، إما بسبب قتل أو بسبب اهانة، أو بسبب اختلاف على حد من الحدود، وحينئذ تشتبك عشيرتا هؤلاء الافراد ، وتنضم الى كل عشيرة عشائر قبيلتها وقد تنضم أحلافهما فتنتشر الحرب بين قبائل كثيرة. فهي تبدأ صغيرة ضعيفة، ثم تقوى وتستحكم وتعظم بمرور الزمن، فتصبح لها عدوى كعدوى الجرب، لا يفلت منها راغب فيها ولا كاره، فالجميع يصطلون بنارها، بل يترامون فيها ترامي الفراش. يقول الشاعر:-
الشيء يبدؤه في الأصل أصغرهُ وليس يَصْلى بكل الحرب جانيها
والحربُ يلحق فيها الكارهون كما تدنو الصِّحاح الى الجَرْبي فتُعديها
كانوا يسمون حروبهم ووقائعهم أياماً، لأنهم كانوا يتحاربون نهاراً، فاذا جاء الليل وقفوا القتال حتى يخرج الصباح.وأيامهم وحروبهم كثيرة، وكانت تُسمّى هذه الايام والحروب غالباً ياسماء البقاع و الآبار التي نشبت بجانبها مثل يوم ذي قار وكان بين بكر والفرس، وقد تسمى بأسماء ما أحدث اشتعالها مثل حرب البسوس وحرب داحس والغبراء.
أكثر حروبهم كان يجرها نزاع بين بعض الافراد في قبيلتين مختلفتين، إما بسبب قتل أو بسبب اهانة، أو بسبب اختلاف على حد من الحدود، وحينئذ تشتبك عشيرتا هؤلاء الافراد ، وتنضم الى كل عشيرة عشائر قبيلتها وقد تنضم أحلافهما فتنتشر الحرب بين قبائل كثيرة. فهي تبدأ صغيرة ضعيفة، ثم تقوى وتستحكم وتعظم بمرور الزمن، فتصبح لها عدوى كعدوى الجرب، لا يفلت منها راغب فيها ولا كاره، فالجميع يصطلون بنارها، بل يترامون فيها ترامي الفراش. يقول الشاعر:-
الشيء يبدؤه في الأصل أصغرهُ وليس يَصْلى بكل الحرب جانيها
والحربُ يلحق فيها الكارهون كما تدنو الصِّحاح الى الجَرْبي فتُعديها
كانوا يسمون حروبهم ووقائعهم أياماً، لأنهم كانوا يتحاربون نهاراً، فاذا جاء الليل وقفوا القتال حتى يخرج الصباح.وأيامهم وحروبهم كثيرة، وكانت تُسمّى هذه الايام والحروب غالباً ياسماء البقاع و الآبار التي نشبت بجانبها مثل يوم ذي قار وكان بين بكر والفرس، وقد تسمى بأسماء ما أحدث اشتعالها مثل حرب البسوس وحرب داحس والغبراء.
