غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي لايحمد سواه والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد وسلّم تسليمآ كثيرآ وآله وصحبه أجمعين ومن تبعنم بإحسان إلى يوم البعث والنشور
إخواني أخواتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستعنت بمراجع من أقوال كبار علماء الأمة الإسلامية
من نعم الله تعالى على عباده أن أذن لهم بدعائه وسؤاله، ورغَّبهم فيه وحثَّهم عليه، ووعدهم بإجابة سؤالهم، وقضاء حوائجهم، وامتن على من فعل ذلك بالأجر العظيم والثواب الجزيل والسعادة في الدنيا والآخرة .
وفي هذه المقالة نقف وإياكم مع آية من كتاب الله العظيم، وهي قول الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186).
يقول ابن كثير رحمه الله عند تفسير هذه الآية:
"وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدّة، بل وعند كل فطر".
ويقول ابن الجوزي رحمه الله في كتابه زاد المسير عند تفسير هذه الآية:
فصل:
إن قال قائل: هذه الآية تدل على أن الله تعالى يجيب أدعية الداعين وترى كثيرًا من الداعين لا يُستجاب لهم!
فالجواب:
أن أبا سعيد الخدري روى عن النبي صلّ الله عليه وسلّم تسليمآ كثيرا وآله وصحبه أجمعين ، أنه قال: ((ما من مسلم دعا الله تعالى بدعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم؛ إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال إما أن يعجل دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها)).
وجواب آخر:
وهو أن الدعاء تفتقر إجابته إلى شروط أصلها الطاعة لله، ومنها أكل الحلال، فإن أكل الحرام يمنع إجابة الدعاء، ومنها حضور القلب، ففي بعض الحديث ولا يقبل الله دعاء من قلب غافل لاه).
وجواب آخر:
وهو أن الداعي قد يعتقد المصلحة في إجابته إلى ما سأل، وقد لا تكون المصلحة في ذلك، فيجاب إلى مقصوده الأصلي، وهو: طلب المصلحة، وقد تكون المصلحة في التأخير أو في المنع .
ثمَّ اعلم رحمني الله وإياك أن الدعاء مفتاح لكل خير، ومن وُفِّق للدعاء فقد وُفِّق لخيرٍ عظيم، وللفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عبارة عميقة تحتاج إلى أن نستحضرها باستمرار حيث يقول: (إني لا أحمل هم الإجابة، وإنما أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه).
يقول ابن القيِّم رحمه الله:
"إذا كان كل خير أصله التوفيق، وهو بيد الله لا بيد العبد، فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه، فمتى أعطى العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضلّه عن المفتاح بقي باب الخير مرتجًا دونه".
فإذا علمت هذا أخي الحبيب فليكن همك أن تتحرى مواطن إجابة الدعاء، كما بين الأذان والإقامة، والثلث الأخير من الليل .
وفي شهر رمضان تفتَّح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران، فإياك أن تغفل عن الدعاء فيه، وهو شهر الدعاء، فألحَّ على الله سبحانه وتعالى بالدعاء.
وتذكر أخي الحبيب أن الله جلَّ في علاه أمرك بالدعاء ووعدك بالإجابة، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
وفي الحديث يقول صلّ الله عليه وسلّم تسليمآ كثيرآ وآله وصحبه أجمعين ( أدعوا وأنتم موقنون بالإجابة )
اليقين :
ألا يخطر ببالك قط أن الله تعالى يردك!
وتذكر رحمك الله أنك وأنت تدعو الله تعالى أنك في عبادة ؛ قال صلّ الله عليه وسلّم تسليمآ كثيرا وآله وصحبه أجمعين : ((الدعاء هو العبادة)).
وصية أخيرة
احرص أخي الحبيب على حفظ الأدعية الواردة في السنة النبوية الصحيحة، واحرص على جوامع الدعاء منها، وليكن لهجك بالدعاء بها، وسترى الخير العظيم إن شاء الله تعالى
اللهم تقبل صلاتنا وصيامنا وقيامنا وحسن دعائنا واجعلنا من عتقاء هذا الشهر الفضل
اللهم آمين يارب العالمين
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
إن أحسنت فمن فضل الله تعالى وإن أسأت فمن نفسي والشيطان
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
9 رمضان 1442 هجري
الموافق
21.3.2021 ميلادي
أخوكم في الله أبوعبدالله
