متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

قد تميَّز العرب عن كثيرٍ غيرهم من الشعوب والثقافات بالمروءة، حتى إن
كثيرًا من اللغات لا تملك مرادفًا لكلمة مروءة العربية؛ ومنها:
إعانة المحتاج:
يرى العرب أن إعانة المحتاج دليلٌ على مروءة الرجل العربي وشهامته، وهذا الخُلُق الحسن أكَّد عليه الإسلام
وثمَّنه، وأرشد إليه المسلمين، وبارَك فاعله، وأجزل له الثواب، وقد أكَّدت هذا أمُّ المؤمنين خديجةُ رضي الله
عنها، حين جاءها النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا نزل عليه الوحيُ لأول مرة، فجاءه وهو لا يعرفه، فارتعد صلى
الله عليه وسلم وقال: ((زمِّلوني زمِّلوني))، قالت له رضي الله عنها: "كلا والله، ما يخزيك
الله أبدًا؛ إنك لتَصِلُ الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتَكسِب المعدومَ، وتقرِي الضيف، وتُعين على نوائب الحق"
وما أحسن ما قاله معمر رحمه الله: "مِن أقبح المعروف أن تُحْوِج السائل إلى أن يسأل وهو خجِل منك، فلا
يجيء معروفك قدر ما قاسى من الحياء، وكان الأَولى أن تتفقد حال أخيك وترسل إليه ما يحتاج، ولا تحوجه
إلى السؤال"، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].
نجدة الملهوف:
وهي تقديم المساعدة لمن افتقد شيئًا من أمور الحياة، وأصبح عاجزًا عن الحصول عليه، وهذه من
الشِّيم المتوارثة عند أبناء وسط الجزيرة العربية، والنجدةُ والمروءة والشهامة صفةٌ من صفات الأنبياء، فهذا
الشهم الكريم نبيُّ الله موسى عليه السلام، حين فرَّ هاربًا من بطش فرعون، وقد أصابه
الإعياءُ والتعب، فلما وَرَدَ ماءَ مَدْينَ ووجد الناس يسقُون، وجد امرأتينِ قد تنحيتَا جانبًا
تنتظرانِ أن يفرغ الرجال حتى تسقيَا، فلما عرَف حاجتهما لم ينتظر منهما طلبًا، بل تقدَّم بنفسه وسقى لهما:
﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا
قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ [القصص: 23، 24]،
وهكذا أصحاب النجدة والمروءة يندفعون دفعًا نحو المكرمات؛ ومنها إغاثة الملهوفين..
النبيُّ صلى الله عليه وسلم عندما سُئل: أيُّ الناس أحب إلى الله؟ وأي
الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((أحب الناس
إلى الله أنفعُهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرورٌ تُدخِله على مسلم،
أو تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه دَينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي
مع أخٍ لي في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهرًا
منقول مع بعض اللمسات الخفيفة...
----------------------------------------
ومن المروءة أن لا تتهرب ممّن قصدك ووثق بك ، لا تتجاهله بل أشعره
بأنك تود المساعدة لولا الظروف التى تمّر بها ، أشعره بأنك
بشر وبأنه إنسان مثلك تماماً ، فهو لم يطلب منك إلا حينما رأك أهلاً لذلك..
أتعجب ، كيف ينام شخص وهو يعلم أن هناك من بحاجة اليه ، وهو يعلم بأنه إن لم يُسارع
لقضاء حاجته سُيّسخر الله له غيره ليتولى عنه المُهمّة....
حينما تتراجع عن مدّ يدِ العون فتأكد أنك أنت الخسران الوحيد وضيعت على نفسك
أجور عظيمة فى الدنيا قبل الأخرة " ها أنتم هٰؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ۖ ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ۚ والله الغني وأنتم الفقراء ۚ وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم "..
ومن المروءة أن لا تتهرب ممّن قصدك ووثق بك ، لا تتجاهله بل أشعره
بأنك تود المساعدة لولا الظروف التى تمّر بها ، أشعره بأنك
بشر وبأنه إنسان مثلك تماماً ، فهو لم يطلب منك إلا حينما رأك أهلاً لذلك..
أتعجب ، كيف ينام شخص وهو يعلم أن هناك من بحاجة اليه ، وهو يعلم بأنه إن لم يُسارع
لقضاء حاجته سُيّسخر الله له غيره ليتولى عنه المُهمّة....
حينما تتراجع عن مدّ يدِ العون فتأكد أنك أنت الخسران الوحيد وضيعت على نفسك
أجور عظيمة فى الدنيا قبل الأخرة " ها أنتم هٰؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ۖ ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه ۚ والله الغني وأنتم الفقراء ۚ وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم "..
