Mr. HATEM
زيزوومي VIP
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

وقت أن اندلعت ثَورة القاهرة الأولى ضد العسكر الفرنسيين في أكتوبر عام 1798، وعندما اشتدّ وَطِيس ضرب المدافع لجأ العامةُ إلى الشيخ سليمان الجوسقي (عالم أزهري مصري وشيخ طائفة المكفوفين) فطالبهم بالصُّمود وقال مَقولته المشهورة: "إنكم بشر مثلكم مثلهم، فاخرجوا إليهم فإمَّا أن تبيدوهم أو يبيدوكم".
لم يقف دور الجوسقي إلى حدّ الخَطَابة بل قرَّر أن يُطوّع العميان وطائفتهم التي يترأسها وجَيّشهم في جيش لمواجهة الغزو الفرنسي، إِذْ كان العميان هم حلقة الوصل والجاسوسية لصالح مصر، حيث كانوا ينقلون أخبار المعسكر الفرنسي لرموز المقاومة الشعبية في مصر وقتها، كما ساهم الجوسقي في إجراء كتيبة من العميان لإجراء عمليات اغتيالات في صفوف العسكر الفرنسيين.
أخرج الجوسقي ما لديه من مال -وكان ثريًّا- واشترى السلاح ووزَّعه على الناس .. كان يشق القاهرة بحماره ليتفقَّد المتاريس والحصون ويتفقَّد احتياج المجاهدين للسلاح، ويأمر بارسال السلاح والمؤن إلى الأماكن المحتاجة .. فكان الجوسقي وراء الكثير من عمليات اغتيال العسكر الفرنسية.
عَلِم نابليون أن الجوسقي هو كلمة السِّر في عمليات الإغتيال فقرَّر إلقاء القبض عليه .. وعندها حاول نابليون استمالته وقدَّم له العديد من العُروض التي رفضها وقابلها بالإستهزاء إلى أن قدَّم له العرض الأكبر، وهو أن يجعله سُلطانًا على مصر، فأظهر الشيخ قبولاً للعرض، ومدَّ نابليون يده إليه متنفسًا الصُّعداء، وكذلك مدَّ الشيخ يده اليُمنى مصافحاً إياه، فكانت المفاجأة أن رفع يده اليُسرى، ليصفع نابليون بونابرت صفعة قوية على وجهه لا ينساها، وقال:
"معذرة يا بونابرت هذه ليست يدي، هذه يَد الشَّعب".
فاشتاط نابليون غضباً وأمر بقَتل الشيخ وإلقاء جُثته في نهر النيل، ولم تُفلِح وَسَاطة المشايخ لبونابرت، فتمَّ القاء الجوسقي رحمه اللهُ من فوق القلعة!
رَحِم اللهُ الشيخَ سليمان الجوسقي
*******
المصدر
ويكيبيديا وأخرى بتصرف
ويكيبيديا وأخرى بتصرف
