غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
قامت إحدى الشركات في إحدى دول أوروبا بالإعلان عن
حاجتها لموظَّف واحد فقط،
تقدَّم أناس كثيرون بالمئات من أبناء ديانتهم وقليل
من المسلمين من نفْس الدولة،
كانت الشركة والقائمون عليها كلهم نصارى، وكانت المقابلات
تُجرى للمُتقدِّمين واحدًا واحدًا،
الأسئلة كانت: هل أنت تشرب الخمر؟ هل لك صديقات؟
ما قدْر حاجتك إلى الوظيفة؟
لا أحد يشك أنها سوف تكون لرجل لا يَدين بدين النصارى،
حتى المسلمون كانوا يُجيبون
على السؤال الأول والثاني بنعم، بعضهم يقول ذلك حقيقةً،
والبعض مُجارٍ لهم لعلِّ الوظيفة تكون
من نصيبه، جاء أحد المتقدِّمين المسلمين،
سألوه: هل تشرب الخمر؟ قال: لا، قالوا: لماذا؟ أجاب:
لأنَّ الله حرَّمها في كتابه وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-
فهي عندنا في الإسلام مُحرَّمة،
سألوه السؤال الثاني: هل لك صديقات؟ أجاب بالنفي، قالوا: لماذا؟
قال: لأنَّ ديننا يحرِّم على المسلم
أن يكون له علاقة بالنساء إلا العلاقة الشرعية، وهي الزواج،
سألوه السؤال الثالث، فأجاب بأن
حاجته ماسَّة، ولولا ذلك لما جاء إليهم، بعد أسبوع
خرجتْ نتيجة القَبُول، فلم يُقبَل من
أولئك المئات إلا ذلك المسلم الذي لم يُجامِلهم، ثم ذكَروا
سببَ القَبُول وقالوا: الشركة تبحَث
عن رجل مُنتبِه، رجل لا يَشغَله شيء عن حراسة وأمن
الشركة، ورجل يكون دائمًا
في قواه العقلية، وقد توفَّرت الصفات المطلوبة في فلان.
انظر: حتى أعداؤنا لا يُحبُّون الرجل المتلوِّن ذا الوجهين،
ولا يَثِقون به؛ لأنه عملة مزيفة.
إن تمسُّك المسلم بدينه أمام أعدائه إنما هو عزَّة ورِفعة له،
وتنازُله عن مبادئه الإسلامية لا يزيده إلا ذِلَّة وصَغارًا عندهم.
وصدق عمر - رضي الله عنه -: "نحن قوم أعزَّنا الله بهذا
الإسلام، فمهما ابتغَينا العزَّة بغيره، أذلَّنا الله".
من كتاب "ولكن سعداء.." ...
