abu_youssef
المـــــــدير العـــــام
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
كبار الشخصيات
فريق دعم البرامج العامة
- إنضم
- 15 فبراير 2008
- المشاركات
- 39,080
- مستوى التفاعل
- 70,010
- النقاط
- 13,070
- الإقامة
- www.zyzoom.org
- الموقع الالكتروني
- forum.zyzoom.net
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي


اخي في الله لا تحرم نفسك من التمتعِ بما أباح اللهُ من طيبات المأكلِ، والمشاربِ، والملابسِ، والمساكنِ لا تنس نصيبك من الدنيا ولا تحرم نفسك من الدنيا، فإنَّ هذا مذموم ولا تنس نصيبك من الدنيا
كما قال الله سبحانه وتعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)،
فالمسلمُ يتناول من رزقِ الله ممَّا أعطاه الله، ويتصدق، ويُنفق، ويُقدم لآخرته، هذا المطلوب من المسلم مع دُنياه وآخرتهِ.
اعمل لدنياك كأنَّك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنَّك تموت غدا.
فالمسلمَ يعتدل بيَّن الدنيا والآخرة لا ينقطع مع إحداهما ويتركَ الأخرى، وأمَّا من شقي في هذه الدنيا، وأعطى نفسُه ما تشتهي من حلالِ وحرام، وفتح لنفسه باب الشهوات، واللهو، والغفلة، تمتع بنصيَّبه من الدنيا ونسي الآخرة، فهذا هو الخاسر:
(خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)،
وأمَّا من عرف قدر الدنَّيا وعرف قدر الآخرة فأعطى كُلَ واحدةِ قدرها فهذا هو الرابح الذي ربح دنياه وربح آخرته قال تعالى: (فَأَمَّا مَنْ طَغَى* وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى* وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ) أيَّ لقائه لربه، وحسابه عند الله، (وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)
فلينَّظر المسلم في دنياه وينظر في آخرته، ويعلم أنَّه مخلوق للآخرة، ويعلم أنَّ الدنيا زائلة مهما تزينت، ومهما تزخرفت فإنَّها زائلة عمَّا قريب، وأمَّا الآخرة فإنَّها باقية، فلا يُؤثر الفانية على الباقي هذا ليس بعاقل، إنَّما العاقل من يُؤثر الباقية على الفاني هذا هو العاقل
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: إنَّ الدنيا قد ولات مُدبرة، وإنَّ الآخرة قد جاءت مُقبلة،
ولِكلٍ منَّه بنون فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، أنت لم تُخلق في هذه الدنيا لتعمرها، وتقتصر على تحصيلها، وتنسى الآخرة
قال ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: (إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ)، هذه حياة الكافر؛ لأنه يكون فيها في غرور وباطل، وأما حياة المؤمن فتنطوي على أعمال صالحة، فلا تكون لهواً ولا لعباً.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ايضا: "الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ومطلب نجاح لمن سالم، فيها مساجد الله عز وجل، ومهبط وحيه، ومصلى ملائكته، ومتجر أوليائه، فيها اكتسبوا الرحمة، وربحوا فيها العافية، فمن ذا يذمها وقد آذنت ببنيها، ونعت نفسها وأهلها، ذمها قوم غداة الندامة، وحمدها آخرون ذكرتهم فذكروا، ووعظتهم فانتهوا".
ومما يدلّ على مدح الدنيا ايضا أن الرسول صلى الله عليه وسلم في هجرته والتي نؤرخ سني حياتنا بها، علمنا درساً عملياً في الاحتفاء بالحياة والتفاؤل بها، حيث ابتدأ المسلمون معه صلى الله عليه وسلم حياتهم، فكما قاموا ببناء المسجد افتتحوا سوقاً للتجارة ووضعوا وثيقة ودستوراً لينظم علاقاتهم مع غيرهم في شتى مناحي الحياة، متجاوزين بذلك ألم مفارقة الأهل والبلد والمال، فلم يقنطوا أو يستسلموا للظلم الواقع عليهم وقلة الإمكانيات المادية.
الخلاصة:
بالنظر في النصوص التي يظهر منها ذم الدنيا والنصوص التي يظهر منها مدح الدنيا، نجد أن الدنيا غير مذمومة بشكل مطلق وغير ممدوحة بشكل مطلق، فهي مذمومة إذا اغترّ الإنسان ورضي بها، واعتاض بها عن الآخرة فصارت همه ومنتهى أمله، ونسي الآخرة وغفل عنها، أما إذا اتخذها الإنسان طريقاً للآخرة فتمتع بها بما أحل الله ولم يغفل عن الآخرة، فتكون ممدوحة، إذ هي دار التكليف والعمل.
فجدير بنا كمسلمين برغم الآلام والظروف الصعبة التي حلت بنا، أن نتجاوز جميع المحن ونتمرد على الظروف، فنقبل على الحياة بتفاؤل وأمل ونعمل بجد ونشاط، فتتحقق لنا الريادة والسيادة كما تحققت للسابقين الأولين، كما قال الشاعر:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح.
دعاء:
اللهم إنا نسالك بصفاتك العليا التي لا يقدر أحد على وصفها، وبأسمائك الحسنى التي لا يقدر أحد أن يُحصيها، وأسألك بذاتك الجليلة ووجهك الكريم أن تشفي احبتي في الله
هنا في صرح زيزووم .
و إن تشفي
كل مريض وتعافيه بحولك وقوتك يا أكرم الأكرمين. يا ارحم الراحمين.
اللهم لا تجعل الدنيا أڪبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، وأجعل الجنة هي دارنا ...



التعديل الأخير: