غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
يمكنني أن أختار إما أن أكون ضحية في هذا العالم أو مغامراً
يبحث عن الكنز ، الأمر كله يتعلق بنظرتي الخاصة لحياتي..
الله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان وأعطاه قدرة العقل
والتمييز ، ليختار بين الصواب والخطأ ، ليتحمل مسؤولية أفعاله
كالمسافر ، حيث يقف على مفترق الطرق لِيُميز
بين الذى يُضىء له الطريق نحو الوصول بسلام
والطريق الذى يأخذه بين الحُفر والظلام....
أعطاك سبحانه القدرة أن تكون مغامراً ، تُبحر فى بحر الحياة
بعزيمة وقوة ، تُواجه التحديات بِشجاعة ، وتُحوّل
العقبات إلى فرص ذهبية...
وأعطاك القدرة أيضاً أن تكون ضحية ، تُجبرك الأحداث على العيش فى
قفص الخوف ، وتُقيدك مشاعرك السلبية ، وتُصبح
ألعوبة فى أيدى الظروف...
وكل لحظة هى فرصة جديدة ، فلا تضيعها في الندم على ما فات
ولا تُخيفك الصعوبات ، فهي اختبارات تعمل لصالحك لو صَبرت عليها...
فأنت بطل رحلة العمر الخاصة بك ، وفى استطاعتك بعون الله
أن تجعلها رحلة مُشرّفة ، وأن تترك بصمة خالدة
على صفحات التاريخ ، أو على الأقل ، فى ذاكرة أهلك وأصدقاءك...
فهل ستكون مجرد ضحية تسير وفقا لإرادة الظروف ؟
أم ستكون مغامراً شجاعاً يسعى لاستكشاف الكنوز بقوة
وكسل غير محفوف؟
رحلتك هي رحلة بطل يبحث عن السعادة الحقيقية
لا ضحية يبحث عن ملجأ في أحضان الظروف الملتوية..
وتذكر بأنه :
" قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا. "
صدقنى :
أنفسنا كالحديقة النظيفة والحديقة الملوثة أيضاً:
فإذا تمت العناية بالحديقة ونظافتها من النفايات والشوائب
فستزدهر بالأزهار الجميلة والأشجار الخضراء
كما أذكرك ونفسى بهذا دائماً...
بينما الحديقة الملوثة ستكون مهملة ومظلمة وتفتقر
إلى كل ما هو رائع وجميل...
وأخيراً :
لا تهمل صلاتك ولا تغفل عن قراءتك لقرآنك
ولا تنسى أذكارك ، فهى أسلحتك الروحية
فى معركة حياتك..
بهما تجد القوة والطاقة ، وبهما يتغذى إيمانك وتشتعل روحك..
فلا تدعهم يتلاشون فى ضجيج الحياة ، بل احتضنهما وعِشهما
بكل حب ، فهما ليسا أعداءً لك ، بل هما إشراقة الروح
ودفء القلب ، وهما سر السعادة والرضا فى
كل لحظة من حياتك..
صدقنى وخذها منى " أطلت عليك ، التمس لى عُذّراً " :
غالباً ما تكون المشاكل التى نواجهها فى الحياة
مرتبطة بالجوانب النفسية والروحية..
والتواصل الدائم مع الله والانغماس فى طاعته سبحانه
يمنح الإنسان القوة والصبر لمواجهة التحديات والصعوبات
أياً كان نوعهما وحجمهما..