محمود الاسكندرانى

زيزوومي ماسى
نجم الشهر
إنضم
21 يناير 2024
المشاركات
216
مستوى التفاعل
309
النقاط
1,120
الإقامة
مصر - الاسكندريه
غير متصل

764648558.gif

13844341312.png



ما أجمل النداء من الرحمن الرحيم – سبحانه وتعالى - الذي ينادي به أهل الإيمان بقوله :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، ووعد الصابرين بالفضل العظيم بقوله : {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا}، وجعل ملائكته الكرام يستقبلون الصابرين بالتحية والسلام بقوله : {وَالمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}.
13844341312.png

فمنزلة الصبر في الدين بمكان الرأس من البدن فلا إيمان لمن لا صبر له، ومن يتصبَّر يُصبِّره الله، وما أُعطي أحدٌ عطاءً خيراً وأوسع من الصبر، وقد جاء في الحديث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده – رضي الله تعالى عنهم أجمعين - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا جمع اللهُ الخلائق نادى منادٍ : أين أهل الصبر ؟ قال : فيقوم ناسٌ وهم يسير فينطلقون سِراعاً إلى الجنة فيلقاهم الملائكة فيقولون : إنا نراكم سِراعاً إلى الجنة فمن أنتم ؟ فيقولون : نحن أهل الصبر فيقولون : وما كان صبركم ؟ فيقولون : كنا نصبر على طاعة الله وكنا نصبر عن معاصي الله فيقال لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجرُ العاملين»، وتأمل هذا الحديث العظيم فعن أبي ثعلبة الخشني - رضي الله تعالى عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال : «فإن من ورائكم أيام الصبر فيه مثل القبض على الجمر للعامل فيهم أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله» قالوا : يا رسول الله أجر خمسين منهم قال : «أجر خمسين منكم» ، وجاء في الخبر كما صح عن سيِّد البشر صلى الله عليه وسلم بقوله : «الصبر ضياء» وهذا التشبيه البليغ جعل الصبر كالسِّراج يحترق من داخله ويضيء من خارجه، والصبر في حقيقته كالدواء لكل داء، والعلاج طعمهُ لا يُقبل ولكن نهايته شفاء بإذن الله تعالى.
13844341312.png

وخرجت أقوال السلف الصالح من مشكاة النبوة كقول عبدالله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه - : (الإيمان نصفان : نصف صبر ونصف شكر)، وقول سفيان الثوري - رحمه الله تعالى - : (يحتاج المؤمن إلى الصبر كما يحتاج إلى الطعام والشراب)، وقول سليمان بن القاسم - رحمه الله تعالى - : (كلُّ عمل يُعرف ثوابه إلا الصبر : {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب} فقال : كالماء المنهمر)، وكان صالح المرِّي - رحمه الله تعالى – يقول : (اللهم ارزقنا صبراً على طاعتك وارزقنا صبراً عن معصيتك وارزقنا صبراً على ما نكره وارزقنا صبراً عند عزائم الأمور).
13844341312.png

والمؤمن بالقضاء والقدر ليس له إلا الإيمان والراحة والاطمئنان والأمن في الدنيا والآخرة ومصداق هذا قوله تعالى : {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، وقوله تعالى : {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ}، وقوله تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الخَوْفِ وَالجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ}.
13844341312.png

اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
13844341312.png

الكاتب: أبوخلاد ناصر بن سعيد السيف
 

بارك الله فيك
 
توقيع : ابن أصول
بارك الله فيك
 
بارك الله فيك
 
بارك الله فيك
 
بوركتم
 
عودة
أعلى