متواجد
في كل مرة كان يُكبّر حجم الخط، كانت الكلمات تظهر بوضوح...
ومع ذلك، كلما عاد إلى الحجم الطبيعي، تضيع التفاصيل، وتصبح
الرؤية مشوشة.
تساءل:
ماذا لو بدأت بالعكس؟
ماذا لو كان الطريق إلى الوضوح يبدأ من الضباب؟
فبدأ يومه بتصغير الخط، فحدث ما لم يكن يتوقعه...
ما كان غامضا في البداية أصبح واضحا فجأة...
الحروف التي كانت تلتبس عليه ظهرت جلية...
فكر في الأمر للحظة، ثم استوعب شيئًا مهما...
كانت الرؤية ممكنة، لكنها غير مكتملة، كمن ينظر إلى
العالم من خلف زجاج مُغطىَ بالندى...
ولكن ما أن أعاد الخط إلى حجمه الطبيعي، حتى انكشفت الحقيقة
بكل تفاصيلها الدقيقة...
أدرك أن الوضوح ليس بالضرورة نتيجة السهولة
بل أحياناً، علينا أن نبدأ من العتمة لنعثر على النور...
أدرك أنه أحيانا، يجب أن نبدأ بالصعب لنصل إلى السهل
وأن التغيير البسيط في البداية قد يفتح لنا أبواب الرؤية الحقيقية...
فالعقل لا يتفتح عندما تكون كل الأمور سهلة وفي متناول اليد..
بل ينمو حينما يواجه الصعوبة، ويسعى إلى فك الشفرات الغريبة...
من خلال التدرج في صعوبة الأمور، نتعلم الصبر والتأني، ونتذكر أن التحديات
هي التي تنقينا، وتعلمنا قيمة التفاصيل الدقيقة التي قد نتجاهلها
إذا كانت الأمور واضحة منذ البداية...
الحلول صدقنى لا تأتي بالضرورة من السير في الطريق المعتاد...
أوقات كثيرة يكمن النجاح في تجربة نهج مختلف
وامتلاك الشجاعة لتغيير منظورك حول الأشياء...
فإذا كان الضباب يحجب الرؤى
فالنور يأتي بعد عتمة الدُجى
وكلما ضاق الأفق واشتدّ الظلام
تذكر أن الفجر يبدأ من ثنايا الغيمات..
وإذا كان الضباب يحجب الرؤية أحياناً
فالفرج يأتى بعد طول الصبر ألواناً..