ضياء البرق

زيزوومى مميز
إنضم
6 نوفمبر 2012
المشاركات
334
مستوى التفاعل
346
النقاط
520
غير متصل
بسم الله الرحمن الرحيم

احذر هذا الفيروس ( 1 ) فيروس المعاصي

اجتناب أهل المعاصي

يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي






الحمد لله حمدًا يوافي نعمَه وعطاياه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود بحق سواه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله ونبيه وصَفِيُّه ونجيه ووليه ورضيه ومجتباه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، صلاةً دائمةً ما انفلق صبحٌ وأشرق ضياءٌ.



أما بعد فيا أيها المسلمون: اتقوا اللهَ بالسعي إلى مراضيه واجتناب معاصيه؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102].



أيها المسلمون: النأيُ عن مجالَسَة العصاة ومفارقتهم ومجانبة ساحتهم واعتزال أماكنهم والانكفاف عن صحبتهم واجتناب السفر معهم -دليلُ صحةِ النظرِ ونورِ البصيرةِ:

إِنَّ السَّلَامَةَ مِنْ لَيْلَى وَجَارَتِهَا *** أَلَّا تَمُرَّ بِوَادٍ مِنْ بَوَادِيهَا



والقلوب ضعيفة، والشُّبَهُ خطَّافة، والفتن تموج، وذو البصيرة يجتنب مجالسة من يُمرضون القلوبَ ويفسدون الإيمانَ، ويحذر من مصاحبة المفتونين الزائغين عن السُّنَّة، والمائلين عن الفضيلة والحشمة وأخلاق المسلمين:

إِذَا أَنْتَ لَمْ تَسْقَمْ وَصَاحَبْتَ مُسْقَمَا *** وَكُنْتَ لَهُ خِدْنًا فَأَنْتَ سَقِيمُ



ومن جلس مجلسَ قوم وفيه معصية أو بدعة وجَب عليه أن يُنكر عليهم بالحكمة والكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، والدليل الموضِّح للحق المزيل للشبهة، فإن قَدَرَ أن يُنكر ولم ينكر كان شريكا في الوِزْر، وإن عجز عن الإنكار عليهم وجب عليه أن يفارق مجلسهم؛ لأن المجالسة والمداخلة تُوجبان الألفةَ والمتابعةَ، والإغضاء عن المنكر والمودة في القلوب، وقد لا تخطئه الفتنة، قال عمر بن قيس: "لا تُجَالِسْ صاحبَ زيغ فيزيغ قلبك"، قال جل في علاه: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا)[النِّسَاءِ: 140]،

قال الطبري: "وفي هذه الآية الدلالةُ الواضحةُ عن النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع، من المبتَدِعَة والفَسَقَة عند خوضهم في باطلهم"،

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "لا يجوز لأحد أن يحضر مجالسَ المنكر باختياره لغير ضرورة"، كما في الحديث: أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يُشرب عليها الخمرُ".



أيها المسلمون: لا تُكْثِرُوا سوادَ أهل البدع والباطل والمعصية، ولا تكونوا -يومًا- في عديد أصحاب الفتنة والمفسدين، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن أناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يُكثرون سوادَ المشركين على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيأتي السهمُ فيُرمى فيصيب أحدَهم فيقتله، أو يضربه فيقتله، فأنزل الله -تعالى-: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ)[النَّحْلِ: 28]، (أخرجه البخاري).



ومن حضر مجالس المنكر استئناسًا بهم وفرحًا بأفعالهم أو رَضِيَهَا أو دعا إليها أو أيَّدَها أو أيَّدَ المواقعَ العنكبوتيةَ المشبوهةَ والصفحاتِ الخبيثةَ والمواقعَ الإباحيةَ والمواقعَ المعاديةَ لديننا وعقيدتنا وأخلاقنا وبلادنا وَمَهَرَ لها علامةَ الرضا والتأييد فقد كثَّر في سوادهم، وصار من عدادهم.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله فاستغفروه إنه كان للأوابين غفورا.
 

تسلم إيدك ياغالى بارك الله فيك
 
توقيع : محمود الاسكندرانى
عودة
أعلى