محمود الاسكندرانى

زيزوومى محترف
نجم الشهر
إنضم
21 يناير 2024
المشاركات
197
مستوى التفاعل
275
النقاط
770
الإقامة
مصر - الاسكندريه
متصل

764648558.gif

13844341312.png

"تحريم العقوق وقطيعة الرحم" أورد المصنف -رحمه الله-:

حديث أبي محمد جبير بن مطعم أن رسول الله ﷺ قال: لا يدخل الجنة قاطع، قال سفيان -وهو أحد رواة الحديث- في روايته: يعني قاطع رحم ، متفق عليه.
لا يدخل الجنة قاطع، ومثل هذا يدل على أنه قد فعل كبيرة من كبائر الذنوب، والأدلة التي تدل على أن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب كثيرة جدًّا، وهذا من أوضحها وأجلاها، وقد بيّنا قبلُ ضابط الكبيرة، فمهما كانت صلاة الإنسان، وقيامه بالليل وصيامه بالنهار، وقراءته للقرآن إذا كان قاطعاً للرحم فإن ذلك يكون مانعاً يمنعه من دخول الجنة، المسألة ليست سهلة، قد يلتزم الإنسان بألوان التعبدات ويكون أيضاً كثير الصدقة، ورقيق القلب، وكثير النسك، ومع ذلك هو قاطع للرحم فلا يدخل الجنة، وليس المقصود هنا أنه لا يدخلها أبداً، وإنما المقصود أنه مستحق للعذاب، أي يطهَّر في كير جهنم بقدر جنايته وتقصيره في هذا الواجب.

فالجنة هي دار الطيبين، لابد من التطهير لكل من دخلها، فالإنسان قد يطهر في هذه الحياة الدنيا بالتوبة إلى الله -تبارك وتعالى، فيغفر له ما قد سلف، وقد يطهر بحسنات عظيمة ماحية، أو بمصائب مكفرة، أو إن لم تطهره هذه الأمور ولم تنله شفاعة فإنه يطهر في كير جهنم -أعاذنا الله وإياكم منها، فالمسألة ليست سهلة، وكثير من الناس يتهاونون في هذا، قد يكون إنسان فيه خير وصلاح ولكنه لا يصل رحمه.

والصلة تحصل بالاتصال، وتحصل بالمكاتبة، وتحصل بالزيارة، وتحصل برسالة الجوال أيضاً، المهم أن لا يغفل أو ينقطع، وليس لها مدة محدودة وإنما يكون ذلك بحسب الرحم، وبحسب حال الإنسان، ولذلك أقول: ينبغي للإنسان أن يكون له طريقة وقد تيسرت الأمور كثيراً في هذا الزمان في الصلة، لو أن الإنسان في هذا الهاتف جعل إحدى القوائم للأقارب، وضع أسماء الأقارب في قائمة من قوائم الهاتف، ويرسل لهم رسالة، كلام طيب، كلام جميل، ويضغط للجميع، ما شعورك حينما يرسل الإنسان إليك رسالة جميلة وطيبة، وفيها دعاء وكلام جيد لك؟، فهذه أشياء تؤثر في النفوس، وتورث المودة والمحبة بين الناس، وأنك تذكره، هو لربما يتصور أنك أرسلت له فقط، وأنت إنما أرسلت رسائل متعددة بعملية واحدة، فمثل هذه الأشياء يسيرة ما تكلفنا وقتاً، الإنسان يضع ويرسل لجميع هؤلاء دون أن يأخذ منه هذا دقيقة واحدة، مع أن صرف الأوقات لا يُستخسر في مثل هذه القضايا، ونحن في كثير من الأمور وكثير من الأحيان لا نزن الأشياء بميزانها الصحيح، قد نظن أن استغلال الأوقات هو بأن يجلس الإنسان يقرأ في المصحف أو يقرأ في كتب العلم أو نحو هذا، وما علم أن مشيه في حاجة أخيه أفضل، أو أن صلته للرحم أفضل من قيامه لليل وصيامه للنهار، فهذه أمور يحتاج الإنسان إلى أن يتبصر بها.

اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

13844341312.png

 

بارك الله فيك

ما أكثر قاطعى الرحم حالياً

ولا حول ولا قوة إلا بالله
 
توقيع : القناص الرائع
اللهم اجعلنا ممن يصل رحمه
شكرًا لك أخي الكريم
 
عودة
أعلى