ضياء البرق
زيزوومى مميز
- إنضم
- 6 نوفمبر 2012
- المشاركات
- 329
- مستوى التفاعل
- 344
- النقاط
- 490
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
بسم الله الرحمن الرحيم
موسمُ الشتاءِ .. ربيعِ المؤمنينَ
موسمُ الشتاءِ .. ربيعِ المؤمنينَ
موسمُ الشتاءِ موسمُ ربيعِ المؤمنينَ، وغنيمةُ العابدينَ، يرتعون فيه في بساتين الطاعات، ويسرحون في ميادين العبادات، وينزِّهون قلوبَهم في رياض القُرُبات، قد خفَّ العناءُ، وقلَّ التعبُ والنصبُ؛ فلا الصوم يُجهدهم، ولا الليل يَضِيق عن نومهم وقيامهم، عن عامر بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة"(أخرجه أحمد والترمذي).
وممَّا يرفع اللهُ به الدرجات، ويكفِّر الخطايا والسيئات، المبادَرة إلى الطهور شرط العبادات، وشطر الإيمان، وشرط الصلاة ركن الإسلام؛ فتجشُّم المكاره، والتعبُّد باستعمال الماء في وقت البرد في الشتاء من مكفِّرات الذنوب، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألَا أدلُّكم على ما يمحو اللهُ به الخطايا ويرفع به الدرجاتِ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط"(أخرجه مسلم).
عبادَ اللهِ: تعهَّدوا الضعفاء، وأعينوهم على برد الشتاء، تعهَّدوهم في الطعام واللباس والغطاء، واحتَسِبوا أجرَهم عند الله يوم اللقاء؛ فإن الصدقة تردُّ البلاءَ، وصنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ، (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 272]
عبادَ اللهِ: من مرونة الشريعة وحكمة الإسلام دين اليُسْر والسماحة التخفيفُ عن الناس عند المشقَّة العارضة والضَّرر المحتَمل؛ (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)[الْحَجِّ: 78]، فالمشقة تجلب التيسيرَ، و(لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)[الْبَقَرَةِ: 286]، وقد شرَع الإسلامُ الرخصَ عند الحرج والمشقة والضرورة؛ ومن ذلك: أن الجريح والمريض، وحتى الصحيح إذا خاف على نفسه من استعمال الماء شُرِعَ له التيممُ بالتراب، والمسحُ على الساتر والجبيرة، كما يُشرَع المسح على الخفَّين والجوارب،
الشيخ عبدالله البعيجان
خطيب المسجد النبوي
خطيب المسجد النبوي
