محمود الاسكندرانى

زيزوومي VIP
نجم الشهر
إنضم
21 يناير 2024
المشاركات
235
مستوى التفاعل
327
النقاط
1,250
الإقامة
مصر - الاسكندريه
غير متصل

764648558.gif

13844341312.png

الحمد لله، الذي له ملك السماوات والأرض، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على نبينا محمد، الذي أرسله الله سبحانه وتعالى شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا؛ أما بعد:

فعداوة الشيطان للإنسان معلومة؛ ولذلك يحاول أن يهلكه بشتى الوسائل ليكون معه في النار، فأقول وبالله تعالى التوفيق:

من المعلوم أن عداوة الشيطان للإنسان قديمة منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام، وهي مستمرة إلى يوم القيامة.

قال الله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [ص: 71 - 83].

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "الله سبحانه أعلَمَ الملائكة قبل خلق آدم عليه السلام بأنه سيخلق بشرًا من صلصال من حمأ مسنون، وتقدم إليهم بالأمر متى فرغ من خلقه وتسويته، فليسجدوا له؛ إكرامًا وإعظامًا، واحترامًا وامتثالًا لأمر الله عز وجل، فامتثل الملائكة كلهم ذلك سوى إبليس، ولم يكن منهم جنسًا، كان من الجن، فخانه طبعه وجبلته أحوج ما كان إليه، فاستنكف عن السجود لآدم، وخاصم ربه عز وجل فيه، وادَّعى أنه خير من آدم؛ فإنه مخلوق من نار، وآدم خُلق من طين، والنار خير من الطين في زعمه، وقد أخطأ في ذلك، وخالف أمر الله، وكفر بذلك فأبعده الله، وأرغم أنفه، وطرده عن باب رحمته ومحل أنسه وحضرة قدسه، وسماه إبليس؛ إعلامًا له بأنه قد أبلس - يئس - من الرحمة، وأنزله من السماء مذمومًا مدحورًا إلى الأرض، فسأل الله النظرة إلى يوم البعث، فأنظره الحليم الذي لا يعجل على من عصاه، فلما أمن الهلاك إلى يوم القيامة، تمرد وطغى"؛ [تفسير ابن كثير، ج7، ص81].

التحذير من اتباع خطوات الشيطان:

(1) قال الله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 27].

قال الإمام الطبري رحمه الله: "يقول تعالى ذكره: يا بني آدم لا يخدعنكم الشيطان، فيُبدي سوءاتكم للناس بطاعتكم إياه عند اختباره لكم، كما فعل بأبويكم آدم وحواء عند اختباره إياهما، فأطاعاه وعصيا ربهما، فأخرجهما بما سبَّب لهما من مكره وخدعه من الجنة، ونزع عنهما ما كان ألبسهما من اللباس ليريهما سوءاتهما، بكشف عورتهما، وإظهارها لأعينهما بعد أن كانت مستترةً"؛ [تفسير الطبري، ج10، ص132].

(2) قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [النور: 21].

قال الطبري: "يقول تعالى ذكره للمؤمنين به: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله، لا تسلكوا سبيل الشيطان وطرقه، ولا تقتفوا آثاره"؛ [تفسير الطبري، ج17، ص221].

(3) قال سبحانه: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6].

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "إن الشيطان مبارز لكم بالعداوة، فعادوه أنتم أشد العداوة، وخالفوه وكذبوه فيما يغركم به، وإنما يقصد الشيطان أن يضلكم حتى تدخلوا معه إلى عذاب السعير، فهذا هو العدو المبين"؛ [تفسير ابن كثير، ج3، ص402].

اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
الشيخ صلاح نجيب الدق
13844341312.png

 

اللهم قونا فى عدم طاعة إبليس عليه لعنة الله بارك الله فيك وجزاك خيرا وشكرا لك
 
توقيع : aelshemy
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
 
توقيع : alranteesi
عودة
أعلى