محمود الاسكندرانى

زيزوومي VIP
نجم الشهر
إنضم
21 يناير 2024
المشاركات
241
مستوى التفاعل
332
النقاط
1,250
الإقامة
مصر - الاسكندريه
غير متصل

764648558.gif

13844341312.png


جاء في حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اليد العليا خيرٌ من اليد السُّفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غِنًى، ومن يستعفف يُعِفَّه الله، ومن يستغنِ يُغْنِه الله))؛ [متفق عليه].

والمقصود باليد العليا خير من اليد السفلى: أن يدَ المعطي أفضل من يد الآخِذ.

فبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن اليد العليا - وهي اليد المُنفقة - خيرٌ وأحبُّ إلى الله عز وجل من اليد السفلى، وهي السائلة الآخِذة للصدقات، وحثَّ صلى الله عليه وسلم على القناعة والتعفُّف، وأن من يطلب من نفسه العِفة عن السؤال، أو يطلب العفة من الله تعالى، ((يُعِفَّه الله)) بأن يجعله عفيفًا قانعًا راضيًا بما أعطاه، ((ومن يستغنِ))؛ أي: من يطلب الغِنى من الله تعالى، أو من يُظهر الغِنى بالاستغناء عن أموال الناس، والتعفف عن السؤال، حتى يحسبه الجاهل غنيًّا من التعفف، ((يُغْنِهِ الله)) بأن يملأ قلبه غِنًى، فيصير غنيًّا بقلبه؛ لأن الغِنى في الحقيقة هو غنى النفس.

يقول ابن تيمية رحمه الله: "استغنِ عمن شئت تكن نظيره، واحتَج إلى من شئت تكن أسيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره".

فإن استطعت ألَّا تحتاج إلى غير الله سبحانه فافعل، لا يكُنِ الفقر والحاجة إلا إلى الله وحده، لا تحتَجْ إلى المخلوق لا أن يُقرضك، ولا أن يُعطيك، ولا أن يساعدك، ولا أن يخدمك، ولا أن يفعل لك شيئًا من المنافع، إنما إن استطعت فلتكُن أنت الذي تبذل، وتنفع، وتقدم للناس، وتحسن إليهم؛ فإن اليد العليا خير من اليد السفلى.

ويقول أيضًا: بأن من أحسن وأعطى وانتظر من الناس عائدةً من شكر، وتعظيم، وتقدير، ونحو ذلك؛ فإنه ليس ممن قال الله: ﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾ [الإنسان: 9]، ﴿ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴾؛ أي: لا نريد منكم جزاء على ما قدمناه لكم، ولا نريد منكم شكرًا على ما فعلناه، فإننا لا نلتمس ذلك إلا من الله تعالى خالقنا وخالقكم.

فينبغي للعبد ألَّا ينتظر من المخلوقين إحسانًا، ولا نفعًا، ولا بذلًا، ولا عطاءً، وإنما هو الذي يبذل، ويعطي، ويقنع، حتى طلب الدعاء من الغير فيه نوع افتقارٍ، فلا تطلب منهم حتى الدعاء، ارفع يديك وادعُ لهم، والملَك يقول: ولك بمثل.

قال أيوب السختياني رحمه الله: "لا يسود العبد حتى يكون فيه خصلتان: اليأس مما في أيدي الناس، والتغافل عما يكون منهم".

وعن سهل بن سعد، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا محمدُ، عِشْ ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌّ به، وأحبِب من شئت فإنك مفارِقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزَّه استغناؤه عن الناس))؛ [رواه الطبراني في الأوسط].

فيا أخي خُذْ بوصية الإمام أحمد رحمه الله لرجلٍ؛ حيث قال له: "استغنِ عن الناس فلم أرَ مثل الغِنى عنهم".

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
موضوع للاستاذه / نورة سليمان عبدالله
13844341312.png

 

بارك الله فيك وجزاك خيرا وشكرا لك
 
توقيع : aelshemy

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


اخي الغالي

يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي



أحسنت وبارك الله فيك موضوع مميز , ملاحظة يرجى كتابة الموضوع بلون فاتح نستطيع قرائته بسهولة وذالك لاني أجد صعوبة بالقراءة

من اخوك المسن
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
عودة
أعلى